ماذا يحدث للبشر إذا تجاوزت درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
في الوقت الذي يجري فيه الحديث بشكل مستمر عن التغيرات المناخية على كوكب الأرض، برزت بقوة التهديدات التي يشكلها الارتفاع المستمر في درجات الحرارة على صحة البشر ومنذ بداية الثورة الصناعية، عندما بدأ البشر في حرق الوقود في الآلات والمصانع، ارتفعت درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم بنحو درجة واحدة مئوية. وفي عام 2015، وقّعت 196 دولة على اتفاقية باريس التي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم إلى 1.
وحذر فريق من العلماء من أمريكا وفرنسا، أعدوا بحثاً متعدد التخصصات حول التأثيرات المتوقعة للتغيرات المناخية، من أنه إذا زادت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة أو أكثر من المستويات الحالية، فسيتعرض مليارات الأشخاص كل عام للحرارة والرطوبة الشديدتين لدرجة أنهم لن يتمكنوا من تبريد أنفسهم بشكل طبيعي.
وأشار الباحثون، في دراستهم المنشورة في العدد الأخير من دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة»، إلى أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة سيكون مدمراً بشكل كبير لصحة الإنسان.
في جميع أنحاء الكوكب ووفق العلماء، لا يستطيع البشر تحمل سوى مجموعات معينة من الحرارة والرطوبة قبل أن تبدأ أجسادهم في المرور بمشكلات صحية مرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس أو النوبة القلبية. وبينما يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، يمكن دفع مليارات الأشخاص إلى ما هو أبعد من هذه الحدود.
السيناريو الأسوأ
وقام فريق الباحثين بوضع نموذج لزيادات درجات الحرارة العالمية تتراوح بين 1.5 درجة مئوية و4 درجات مئوية، وهو السيناريو الأسوأ، حيث يبدأ الاحترار في التسارع، بهدف تحديد مناطق الكوكب التي قد يؤدي فيها الاحترار إلى مستويات حرارة ورطوبة تتجاوز الحدود البشرية للتحمل. وقال الباحث المشارك في الدراسة، دبليو. لاري كيني، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية: «لفهم مدى تعقيد مشكلة مثل تغير المناخ وتأثيراتها في صحة الإنسان، فإنك بحاجة إلى خبراء متخصصين في الصحة العامة وتغير المناخ معاً»، مضيفاً «أن التعاون بين العلماء في تخصصات متعددة هو الطريقة الوحيدة لفهم تأثيرات البيئة على حياة الناس، والبدء في تطوير حلول للمشكلات التي يجب علينا جميعاً مواجهتها معاً».
وتشير نتائج الدراسة إلى أنه إذا زادت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن سكان باكستان ووادي نهر السند البالغ عددهم 2.2 مليار نسمة، ومليار شخص يعيشون في شرق الصين، و800 مليون نسمة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، سيتضررون بشدة، وسيعيشون ساعات طويلة من الحرارة التي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل.
وستشهد هذه المناطق في المقام الأول موجات حر عالية الرطوبة ويمكن أن تكون موجات الحر ذات الرطوبة العالية أكثر خطورة؛ لأن الهواء لا يستطيع امتصاص الرطوبة الزائدة؛ ما يحد من تبخر العرق من الأجسام البشرية والرطوبة من بعض البنى التحتية.
وقال الباحثون إن ما يثير القلق هو أن هذه المناطق تقع أيضاً في دول ذات دخل منخفض إلى متوسط؛ لذلك قد لا يتمكن الكثير من الأشخاص المتضررين من الوصول إلى تكييف الهواء أو أي وسيلة فعالة للتخفيف من الآثار الصحية السلبية للحرارة.
وخلص الباحثون إلى أنه إذا استمر ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن مستويات الحرارة والرطوبة التي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل ستبدأ في التأثير على الساحل الشرقي ووسط الولايات المتحدة، من فلوريدا إلى نيويورك، ومن هيوستن إلى شيكاغو، وستشهد أميركا الجنوبية وأستراليا أيضاً حرارة شديدة عند هذا المستوى من الاحترار.
ومع ذلك، حذر الباحثون من أن هذه الأنواع من النماذج لا تأخذ في الاعتبار في كثير من الأحيان أسوأ الأحداث الجوية وأكثرها غرابة.
ووفق الباحثين، فإنه إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع فسوف نعيش في عالم تتدهور فيه المحاصيل، ويحاول الملايين أو المليارات من الناس الهجرة؛ لأن مناطقهم الأصلية غير صالحة للسكن.
تأثيرات متعددة
يتفق الدكتور السيد صبري، خبير التغيُّرات المناخية والتنمية المستدامة في مصر مع نتائج الدراسة، مؤكداً أنه من خلال متابعة الأحداث المناخية خلال السنوات الماضية من فيضانات وموجات حر شديدة وكوارث طبيعية وتدهور في المحاصيل الزراعية، فإن ما تتنبأ به عمليات النمذجة في المستقبل غالباً ما يكون أسوأ من التوقعات.
وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ له تأثيرات متعددة على البشر تتراوح بين التسبب في الأمراض، وتصل إلى الوفاة نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة التي تزداد تواتراً مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات.
وأوضح أن الأمم المتحدة توقعت أن يؤدي تغير المناخ في الفترة من عام 2030 إلى 2050، إلى نحو 250 حالة وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري الناجم عن ضربات الشمس، ناهيك عن تأثيرات الحرارة أيضاً على الصحة العقلية.
وأشار إلى أن الطقس المتطرف يقود لمزيد من الفيضانات والكوارث الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تلوث مياه الشرب بفضلات الماشية ومياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية، عبر إتلاف آبار المياه الصالحة للشرب، أو تلوث المياه الجوفية، وهذا يشكل خطراً كبيراً على صحة البشر.
ومن التأثيرات أيضاً، وفق صبري، كثرة تعرض السكان للعواصف الترابية التي تزيد من معدلات أمراض الجهاز التنفسي، ناهيك عن تأثيراتها على الزراعة والمحاصيل، ما يقود إلى نقص في الغذاء، وما ينجم عنه من أمراض سوء التغذية.
وحذر صبري من أن تأثيرات التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة والفيضانات تؤثر أيضاً على سلوكية الحشرات مثل البعوض، وتزيد من معدلات الأمراض المنقولة بواسطة البعوض مثل الملاريا.
ونوه بأن هناك فئات ستكون معرضة للخطر أكثر من غيرها، وهي كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والحوامل والأطفال.
وعن أبرز إجراءات التكيف، حث صبري الحكومات على ضرورة تفعيل نظام الإنذار المبكر وهو إجراء تكيفي لتغير المناخ، باستخدام أنظمة الاتصال المتكاملة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للأحداث الخطرة المتعلقة بالمناخ، والتدريب الجيد عليها، وتنبيه المواطنين قبل وقوع الأحداث المناخية المتطرفة مثل العواصف وموجات الحر بوقت كافٍ للاستعداد لها، وإنقاذ الأرواح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: درجات الحرارة العالمیة ارتفاع درجات الحرارة درجات الحرارة فی فی جمیع أنحاء تغیر المناخ درجة مئویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
طقس الإسكندرية.. رياح شديدة وانخفاض فى درجات الحرارة
تشهد محافظة الإسكندرية اليوم سطوع الشمس وتقلبات بالطقس، مع توقعات سقوط أمطار ما بين خفيفة إلى متوسطة مع هدوء في حركة الرياح، مع انخفاض في درجات الحرارة وتسجل درجة الحرارة العظمي بالإسكندرية 18 درجة و15 درجة فى الصغرى بالتزامن مع اليوم الثالث من نوة باقى المكنسة.
وكشفت هيئة الأرصاد الجوية، أن أغلب الأنحاء تشهد اليوم أجواء شتوية، مشيرة إلى استمرار انخفاض درجات الحرارة على أغلب الأنحاء، مع نشاط الرياح، مما يزيد من الإحساس ببرودة الطقس.
وأشارت الهيئة إلى أنه من المتوقع، سقوط أمطار متوسطة على مناطق من السواحل الشمالية الشرقية، وأمطار خفيفة قد تكون متوسطة على مناطق متفرقة من السواحل الشمالية الغربية والوجه البحرى ووسط سيناء ومدن القناة ومناطق متفرقة من القاهرة الكبرى تمتد خفيفة إلى مناطق من شمال الصعيد على فترات متقطعة. ولفتت إلى استمرار اضطراب الملاحة البحرية على البحر المتوسط والبحر الأحمر وخليج السويس.
كما حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، من استمرار اضطراب الملاحة البحرية، اليوم، على البحر المتوسط.، وقالت الهيئة إن سرعة الرياح ستتراوح ما بين 50 إلى 70 كم/س) وارتفاع الأمواج (من 3 إلى 5 م) على السواحل الغربية. ، وأضافت أن سرعة الرياح ستتراوح ما بين 50 إلى 70 كم/س) وارتفاع الأمواج (من 3 إلى 4 م) على السواحل الشرقية.
من جانب اخر واصلت الأجهزة التنفيذية وشركة الصرف الصحي بالإسكندرية، لليوم الثالث على التوالي رفع درجة الاستعدادات والطوارئ في جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية والتي تشير إلى تعرض المحافظة لأمطار متفاوتة الشدة تزامنا مع ثالث أيام نوة باقي المكنسة.
وشدد الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، على رؤساء الأحياء والأجهزة المعنية بالمتابعة الميدانية والتواجد على مدار الساعة، لرصد أية حالات طارئة للتعامل الفوري مع أي آثار ناجمة عن تجمعات لمياه الأمطار أول بأول، والتأكد من سيولة الحركة المرورية تيسيرًا على المواطنين.
وأشار إلى أن غرفة عمليات المحافظة مستمرة في انعقادها بشكل دائم ومستمر لاستقبال شكاوى لاستقبال شكاوى المواطنين الخاصة بتراكمات مياه الأمطار للتدخل الفوري.
وفى سياق متصل كشفت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية تفاصيل حالة الجو بعد التقلبات الأخيرة، مشيرة لوجود انخفاض كبير في قيم درجات الحرارة يزداد الإحساس به في فترات الصباح الباكر والليل المتأخر.
وأضافت أن حالة الطقس بدأت فى الاستقرار من حيث سرعة الرياح أو حتى سرعة تساقط الأمطار، ولفتت إلى أن فرص تساقط الأمطار تلاشت، بينما انخفاض درجات الحرارة مستمر حتى نهاية الأسبوع، موضحة أن بعض السحب المنخفضة والمتوسطة في الصباح الباكر تعمل على حجب جزء من أشعة الشمس وهو ما يزيد من الإحساس بالبرودة.
وأكدت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن سرعات الرياح سوف تنخفض مقارنة بالأيام الماضية، لافتة لاستمرار الكتل الهوائية القادمة من أوروبا مرورًا بالبحر المتوسط لتسجل العظمى على القاهرة اليوم 19 درجة وهو أقل من المعدل الطبيعي.
وأوضحت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الطقس يكون معتدلا في المحافظات الجنوبية، مائلا للبرودة في المحافظات الشمالية، والصغرى المتوقعة على القاهرة الكبرى 13 وتنخفض في المدن الجديدة ومحافظات الصعيد التي لها ظهير صحراوي لتسجل 8 درجات.
وأشارت غانم، إلى أن أجواء الليل باردة إلى شديدة البرودة، موضحة أن هناك شبورة مائية غير مؤثرة على حركة المرور تتلاشى مع سطوع أشعة الشمس.
وأكدت أن يومي الأربعاء والخميس المقبلين ستكون هناك زيادة في فترات سطوع أشعة الشمس خلال النهار نتيجة وجود منخفض جوي في طبقات الجو العليا
وواصلت، أن الملاحة البحرية تبدأ العودة إلى طبيعتها في البحر الأحمر، بعدما شهدت حالة من الاضطراب خلال الأيام الماضية، حيث إن ارتفاع الأمواج في البحر الأحمر إلى 2 متر وفي البحر المتوسط 3 أمتار ويكون هناك تحسن تام بداية من الغد.