بوابة الوفد:
2024-10-05@15:04:28 GMT

عالم بلا إنسانية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

فقد العالم إنسانيته ووقف يتفرج على المجازر التى ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونى فى غزة.. غاب الضمير الإنسانى واختفى أمام العصابة الصهيونية التى تحرك العالم شرقا وغربا.. تجلى النفاق العالمى فى أبهى صوره عندما صمت الجميع أمام ما يفعله الإسرائيليون فى غزه.

وقف العالم متفرجا على أكبر مجازر العصر الحديث عندما قصفت قوات الاحتلال المستشفى الأهلى وقتلوا أكثر من 500 من الأطفال والنساء وكبار السن.

لم تحرك المشاهد المرعبة ضمير العالم.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سار قادة العالم المتحضر وإعلامه المتحيز خلف الأكاذيب التى روجها نتنياهو والتى لا يمكن وصفها إلا بأنها محاولات حقيرة لطمس معالم الحقيقة.

كشف العالم عن وجهه القبيح وعنصريته البغيضة فى التعامل مع الكارثة التى تعيشها غزه هذه الأيام.. فعندما هاجمت القوات الروسية أوكرانيا قامت الدنيا ولم تقعد ليس لشيء الا لكونهم أوكرانيين ورئيسهم يهودى.. على الرغم من أن الهجوم الروسى له ما يبرره لأن أوكرانيا على مر السنين كانت جزءًا من روسيا وعندما انفصلت تم ذلك بحكام موالين لروسيا حتى جاء الغرب ليضرب هذا الاستقرار ويصدر الثورة إلى هناك ويطيح بالحكام الموالين لموسكو ويأتى بحكام موالين لهم وكان هذا بداية العدوان..اى أن ما يفعله بوتين هو رد فعل لما قام به الغرب ومحاولة للعودة لأوضاع قائمه.. أما فى الحالة الفلسطينية فالأمر مختلف.. فقد جاءوا باليهود من الشتات إلى أرض فلسطين منذ 75 عامًا طبقا لوعد بلفور واستولوا على الأرض واستوطنوها وطردوا أهلها وارتكبوا أبشع الجرائم تحت حماية القوى العظمى.

والآن.. ربما ينجح نتنياهو فى قتل الأطفال والنساء الآمنين فى بيوتهم بالغارات التى يشنها بلا هوادة.. لكنه أبدا لن ينجح فى مواجهة الأسود الذين ينتظرونه على أسوار غزة.. هذا العدو الجبان لا يقدر إلا على الأطفال والنساء والشيوخ.. لكنه أبدا لا يقدر على مواجهة الرجال فى الحروب.. وما حدث فى 7 أكتوبر عنا ببعيد.. وأيضاً ما حدث قبل ذلك فى 6 أكتوبر منذ 50 عاما لا يمكن أن يمحى من الذاكرة.. أنه عدو جبان لا يقدر إلا على هدم الحجر.. أما مواجهة البشر فهذا أمر لا يقدر ولا يقوى عليه.

وإذا نجح العدو هذه المرة فى قتل وترويع أطفال غزة ونسائها وهدم بيوتها.. إلا أننا على يقين بأن النصر قادم لا محالة لأنه وعد إلهى.. ونحن على يقين بأننا سننتصر وسنخرج هذا الخبث من أرضنا مهما طال الزمن والعدو نفسه يعلم ذلك.. إننا على يقين بأننا سنثأر وننتصر مهما حدث.. وإن غدًا لناظره لقريب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسالة حب فقد العالم إنسانيته قصفت قوات الاحتلال الأطفال والنساء ضمير العالم لا یقدر

إقرأ أيضاً:

قلب صناعي لمحمد الباشا: استعادة الوجود

«على الجانب الأيمن من خشبة المسرح، أم وأب ينتظران ابنهما الذي لا يأتي إلا مجازا، باعتبار ما يتمنيان أن يكون، ورجل وامرأتان على الجانب الأيسر من الخشبة، فـي حالة واقعية وافتراضية، فكأنه يهرب من الواقعية إلى الافتراضية بحثا عن الوهم؛ فالمرتبط بها لها رأي فـي العلاقة الإنسانية ناقدة لعدم التفاعل العاطفـي والاجتماعي، لذلك يجد نفسه يميل للافتراضية التي صممت كروبوت آلي، كي تقدم للرجل ما يريد، دون مساءلة. أما على الخشبة جميعها، فثمة قصة الأخ والأخت اللذين يتفرقان بسبب حرب ما، ويلتقيان بشكل مفاجئ؛ فهو العامل فـي مجال التقنيات الاتصالية المعاصرة لدى المنظومة الحاكمة، بينما تكون هي قد كبرت وقادتها الصدفة لتتزوج الرئيس، وتستعيد ما كان من أحداث فـي الماضي عند رؤية أخيها، فتحاول استعادة وعيه المفقود.

ترى ما الناظم هنا خاصة فـي ظل سيطرة المرئيات الاتصالية صوتا وإضاءة؟

فكرة انتظار الابن الذي يبدو أنه مشكوك بوجوده، وفكرة العلاقات العاطفـية الحقيقية والافتراضية الوهمية، وفكرة استلاب الذاكرة.

جذبنا عرض «قلب صناعي» لفرقة جسد المقدسية الشابة فـي مسرح القصبة، لنفكر به أولا خلال العرض وبعده، وصولا لتقدير فكرة هندسة العقول وبرمجة البشر، والتي لو تم التركيز عليها لخف تشتت القصص التي لم تعمق الفكرة الإنسانية المهمة فـي الكشف الناقد لعلاقة الحكام بالمحكومين.

وعلى ذلك، فعند قراءة أدبيات التعريف بالمسرحية، أجد أنها لم تقدم العرض بشكل عميق، ذلك أنها لم توضح فعلا ما يحدث فـي العرض، ذلك أن الاعتماد على الآلة فـي حياتنا يختلف عن تطويع الآلة من أجل السيطرة:

«إلى أي مدى تسهم الآلة فـي تغذية إنسانيتنا أو تجريدنا منها؟ قلب صناعي، عرض مسرحي يعكس التصور البشري للمستقبل من الناحية الاجتماعية والإنسانية والسياسية».

قام الشابان محمد باشا، وفراس فراح (ممثل)، بتأليف العرض، بتأثيرات نظم الحكم اليوم، وتحولات الحياة التقنية، من أجل بلورة فكرة إنسانية.

مسار العاطفة والحب، والزواج، المسار النفسي الاجتماعي، والمسار السياسي، كأن العرض قصد نقد المنظومة. لقد رمز العرض للكشف عن تجريد المجموع من الذاكرة، ليسهل السيطرة عليهم وحكمهم ويفعلون بهم ما يشاؤون. وتصبح استعادة الذاكرة أمرا صعبا، مشبها ذلك باستخدام المفتاح السري للدخول. يكون، تقنيا، استخدام وجه الرئيس بمثابة كلمة الدخول.

وهنا، ينجح العرض فـي إظهار الماضي، حيث يستعيد الأخ ما حدث فـي الماضي، ويرى الأمور على حقيقتها بعد طول تخدر. يستعيد الذاكرة فـيرى الحب واللجوء.

هذا على مستوى المحكومين، أما على مستوى الحاكم (المنظومة)، فلم يعد الحاكم يكتفـي ببقائه مسيطرا خلال فترة حياته، بل راح يعمل على إطالة عمره، فإذا بحث الحكام من قبل عن إكسير الحياة، فإن الحاكم المعاصر يبحث عن إيجاد بديل تقني يذكرنا بظاهرة الاستنساخ. لم يتغير فـي عالم الحكام شيء، هم هم ومن حولهم.

نعود إلى الجانب الأيمن من خشبة المسرح، إلى الأم والأب اللذين ينتظران ابنهما الذي لا يأتي، فهل كان ذلك مثلا لتعميق اليأس من تغير المنظومة، وأنه لا بد من فعل لتحقيق الهدف، بدلا من مجرد الانتظار؟

ولربما جاء النقد السياسي مرتبطا بالنقد الاجتماعي فـي علاقة الرجل والمرأة، فكما أن هناك ديكتاتورية سياسية، فهناك ذكورية تريد المرأة على مقاس حاجته لا حاجتهما معا.

لذلك ثمة أمل حين يعود الرجل إلى صوابه، فلعل التغيير الاجتماعي مؤسسا لتغيير فـي بنية المجتمع خاصة بما دخل من وهم قادم من عالم السوشال ميديا وتقنيات صناعة الروبوتات.

إن هدف عرض «قلب صناعي» النبيل هو ألا تصبح قلوبنا صناعية.

أما الرؤية الإخراجية فقد جعلت الشكل والمضمون متداخلين، كما اندمج التمثيل الواقعي مع محاكاة تمثيل الروبوتات. بصريات الحواسيب والأجهزة فـي عمق المسرح، أدخلت المشاهد نفسيا وفكريا فـي عالم التقنية. لقد وفقت كل من حياة لبان مصممة الجوانب البصرية، ورمزي الشيخ قاسم مصمم الإضاءة مع المخرج فـي توظيف هذه الجوانب نفسيا. كذلك انسجمت الموسيقى التي أعدتها ايفان ازازيان مع روح العرض.

ولعل تقسيم جوانب الخشبة لمشاهد منفصلة كمشهد الزوجين المنتظرين لابنهما، هو نوع من عرض قصص جانبية تفـيد المسار العام للمسرحية. كما كان لحيوية الممثلين (ريم تلحمي، فراس فراح، نضال الجعبة، فاطمة أبو علول) دور جاذب للمتابعة، خاصة القدرة على تمثيل أكثر من دور.

جميل هذا الإبداع لفرقة شابة، ومثير هو عمق التفكير فـي نقد المنظومة، بل وفـي التصريح بما تتعرض له الذاكرة من تشويه وحصار وتزوير. جميل هذا الوعي لفرقة شابة تمتلك التفكير النقدي، والاهتمام السياسي والوطني والإنساني. جميل هو فعلا هذا الحماس الشاب المؤمن بقضية الحكم وحق الشعوب فـي التحرر.

ثمة دلالة هنا فـي اتجاهات الشباب الفلسطيني اليوم فـي التفكير فنيا وثقافـيا وفكريا، وبخاصة الفنانين، على خشبة المسرح، الذي سيظل دوما حاضنا للتغيير والارتقاء.

وهنا لعلنا نتفاءل حين شاهدنا «قلب صناعي»، حيث إننا نطمئن بأن الجيل الجديد على وعي فكري وتقني، بما يؤهله للدخول إلى عالم المسرح الفلسطيني والعربي بقوة، وسيكون للاستمرار سواء كفرقة أو من خلال مسارح أخرى دور مهم فـي زيادة درجة الإبداع. إن استمرار المسرح الفلسطيني بشكل خاص هو تجل لاستمرار الثقافة الفلسطينية المستندة إلى الوعي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل.

هي تجربة أولى لفرقة الجسد المقدسية التي شكل المسرح الوطني الحكواتي حاضنة لها، والتي كما يبدو تستكشف عالم المسرح المعاصر. لعله تجريب معاصر، يحتاج إلى اختبار الأشكال الفنية التقليدية والحديثة، والانتباه إلى هذا النوع من المسرح يحتاج إلى التركيز فـي المضمون من خلال سردية ما، عبر شكل مسرحي سيتقنه الجيل الجديد بالطبع.

مقالات مشابهة

  • العلماء.. كنز مصر الحقيقى
  • دراسة: قصر النظر يطال 1 من كل 3 أطفال في العالم
  • احتفالية ذكرى انتصارات أكتوبر لمواهب كورال الأطفال بأوبرا دمنهور
  • مواهب كورال الأطفال وذوي القدرات الخاصة في أوبرا دمنهور
  • استشاري طب نفسي: الصراعات المسلحة في العالم تسرق الطفولة
  • مؤسسة أكديطال الخيرية تنظم قافلة طبية إنسانية للمعوزين بمنطقة تافراوت
  • مدير الأكاديمية العسكرية: لدينا يقين ثابت بأن من طلب السلام عليه امتلاك قوة تحافظ عليه
  • قلب صناعي لمحمد الباشا: استعادة الوجود
  • مدير الأكاديمية العسكرية: لدينا يقين ثابت بأن من طلب السلام عليه امتلاك قوة تحميه
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط