بوابة الوفد:
2024-10-02@04:23:12 GMT

الحرب الأمريكية - الفلسطينية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ليس فى عنوان هذا المقال أى خطأ، وهو ليس نكتة أو يحمل صيغة من صيغ المبالغة، أو التهويل أو التضخيم من أجل جذب انتباه القارئ. على العكس فإنك لو أخضعت مضمونه أو محتواه لتحليل سياسى علمى فستنتهى إلى أنه صحيح تماما. التحفظ الوحيد الذى يمكن أن يرد عليه هو أنه يغفل إسرائيل وربما كان من الأدق أن يأتى على النحو التالي: الحرب الأمريكية الإسرائيلية على الفلسطينيين، كما أن العنوان يفتقد الدقة فى وصف الطرف الثانى بأنه الفلسطينيون، فى حين أنهم ليسوا كذلك ولكن الدقة القول الغزاويين ولكننا تجنبنا هذا الوصف لأنه يعزز الفرقة ويشرذم القضية.

على هذا النحو دون غيره أتصور أننا يجب أن نتعامل مع المجازر الجارية فى غزة حتى لو تجاوزنا ووصفناها بأنها حرب، فهى ليست حرباً إسرائيلية بأى معنى من المعانى وإلا لكانت انتهت بين يوم وليلة (مبالغة مقصودة) وأى متابع يمكن له أن يدرك حجم الإنهاك الإسرائيلى والذى تكشف معه زيف المفهوم الأسطورى الخيالى عن القوة التى لا تقهر.

هى حرب تعيد إلى الأذهان وإن كانت على شكل مختلف العدوان الثلاثى على مصر فى 1956 حين تكاتفت ثلاث دول هى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، بشكل يمكن معه أن يكون مبررا وصف ما نراه بأنه العدوان الثنائى (الأمريكى - الإسرائيلى) على غزة.

لكن الفرق بين الحالتين هو أن الثلاثى كان ضد دولة، هى مصر، صحيح أنها لم تكن قد لملمت نفسها بعد أثر ثورة 52 ولكنها دولة، فى حين أن العدوان الثنائى ضد تنظيم مهما امتلك من أسباب القوة فلن يتجاوز حدا معينا يرتقى به لمواجهة سلاح أقوى دولة فى العالم هى الولايات المتحدة.

أعادنى ما أشاهده إلى خمسة عقود مضت، وكنت وقتها صبيا لم يتجاوز 11 عاما، حين راح السادات، إثر مبادرته بشن الحرب على أسرائيل فى أكتوبر 1973 يعلن وصوته ما زال يرن فى أذنى كأنه بالأمس القريب، أنه لن يستطيع ان يحارب أمريكا، بعد الانتصارات التى حققتها القوات المصرية فى الأيام الأولى للحرب. حتى فترة غير بعيدة كان يدور فى ذهنى أن السادات كان يبالغ بعض الشىء لكى يهيئ المصريين لما جرى بعدها من تطورات على الجبهة ليس هنا مجال التفصيل فيها.

لكن واقع الحرب الجارية يثبت أن الزعيم الراحل – اتفقت معه أو اختلفت – كان على حق. لو أن هناك مؤشرات على مفهوم المشاركة فى الحرب، لأيقنت أن ما تقوم به الولايات  المتحدة يمثل هذه المشاركة ويتجاوز فكرة الدعم المعنوى لإسرائيل، أو حتى تقديم معونات عسكرية، وإنما هو انخراط كامل وبكل اللغات والمعانى. بدأ أولا بما يمكن وصفه جسرا عسكريا من الإمدادات اللازمة للمعارك، وتواصل إلى حد إرسال عسكريين لمساعدة نظرائهم من الإسرائيليين فى العمليات ضد غزة، مع فرق جاهزة للمشاركة فى العمليات البرية (تذكر واشنطن أن هدفهم هو تقليل الخسائر بين المدنيين! على نحو تتمنى لو كنت تملك  معه «قلة أدب» باسم يوسف مع مضيفه فى البرنامج الأخير بشأن تطورات الوضع فى غزة).

من الغريب أن واشنطن تمارس ذلك دون خجل، حتى أنك تشعر وكأنها بائعة هوى تمارس مهنتها على قارعة الطريق، فتعلن أنها طلبت من إسرائيل تأجيل الهجوم البرى لحين وصول القوات الأمريكية إلى المنطقة. ووصل التنسيق لحد إطلاع بايدن لنتنياهو على الجهود الأمريكية المستمرة للردع الإقليمى، وعمليات الانتشار العسكرى الأمريكى الجديدة، فى تأكيد عملى لمقولة إن إسرائيل ليست سوى الولاية الأمريكية رقم «51».

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحرب الامريكية الفلسطينية تأملات التضخيم تحليل سياسي الحرب الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

لافروف: لا يمكن لتركيا بيع أنظمة S-400 دون موافقتنا

أنقرة (زمان التركية) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه ليس من حق تركيا بيع أنظمة صواريخ S-400 الروسية، دون موافقة موسكو.

وتقول تقارير إن واشنطن تشترط على تركيا التخلص من أنظمة صواريخ S-400 للعودة إلى برنامج تصنيع مقاتلات F-35، وتناولت وسائل الإعلام اليونانية مزاعم بأن صواريخ S-400 سيتم شحنها إلى قاعدة إنجرليك التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، بعد أن كلفت تركيا إزالتها من برنامج مقاتلات F-35.

وقال وزير الدولة التركي السابق جافيت تشاغلار دعا لبيع أبيع أنظمة S-400. إلى باكستان أو الهند في أقرب وقت.

وأدلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ببيان قال فيه: “لا يمكن لتركيا بيع أنظمة S-400 دون موافقة” من موسكو.

وأضاف لافروف: “هناك بند في عقود بيع الأسلحة يتعلق بشهادة المستخدمين النهائيين: شهادة المستخدم النهائي… ةهو البلد الذي يتلقى المنتجات في النهاية، وقبل القيام بأي شيء، يجب الحصول على موافقة الدولة التي تبيع هذه الأسلحة”.

وأكد لافروف أن الرئيس أردوغان يتمتع بخبرة كبيرة ويتخذ القرارات بشأن أي موقف من خلال مراعاة مضالح مواطني بلده دولته.

Tags: أنظمة S-400أنقرةاسطنبولالعدالة والتنميةتركياروسيالافروفموسكو

مقالات مشابهة

  • بيان جديد بشأن مراكز الايواء التي يمكن أن تستقبل النازحين
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • كيف يمكن تداول عقود فروقات تداول العملات الرقمية؟
  • الصحة الفلسطينية: الحرب تفاقم معاناة مرضى السرطان في غزة
  • وزارة الحرب الأمريكية تعلن ارسال آلاف الجنود إلى المنطقة للدفاع عن الكيان الصهيوني
  • NYT: العالم متفكك ولم تعد الدبلوماسية الأمريكية قادرة على منع انهياره
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • ياسين: لا يمكن لبلد أن يتعامل مع تهجير ربع سكانه مهما كان مستقراً
  • يمكن توثيقها بالجوال.. حادثة فلكية نادرة تحدث مرة واحدة كل 80 ألف عام!!
  • لافروف: لا يمكن لتركيا بيع أنظمة S-400 دون موافقتنا