بوابة الوفد:
2025-04-11@09:56:45 GMT

كيف نواجه محنة غزة؟

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ألسنة اللهب وأعمدة الدخان ماتزال تحرق- وتخنق- كل قلب عربى. العالم اليوم يشاهد نسخة مزيدة ومنقحة ومطورة ٢٠٢٣ من فيلم «مدافع نافارون».. نسخة ٢٠٢٣. أبطالها ليسوا ابطال النسخة القديمة (ايرين باباس.. انتونى كوين..جريجورى بيك..ديفيد نيفين وآخرون) وإنما أبطالها زعماء العالم «الحر»: بايدن ونتانياهو وسيدات الحكم فى إنجلترا وألمانيا وفرنسا وأسبانيا.

. بكل ما أوتوا من قدرة على فرش الملاية للعرب، على طريقة الأحرار فى عالمهم البشع! هذا العالم الذى كنا نهفو إليه منذ اندلاع الثورة الفرنسية وتوهج مبادئها : الحرية والإخاء والمساواة، ولطالما كانت تقشعر أبداننا ونحن نتمنى الحج إليه كـ«عالم للأحرار».. انكشف فى لحظة واحدة فارقة.. تأكدنا من نظرتهم لنا: نحن لا نستحق أن نكون من بينهم! ظهرت حقيقة عالم العبيد البشعة. يصور نفسه ضميرًا للإنسانية ويعتبرنا نحن حيوانات بشرية.. داس مبادئ روسو ومونتسكيو وفولتير.. وحتى مبادئ ويلسون.. وفتح صدره علينا بحوامل طائراته وبوارجه ومدرعاته وطائراته، وسارع بالوصول الينا، كى يذبح فينا ويقطع أوصالنا ويشفى كل أنحاء جسدنا قطعة قطعة.. هذا «شغت» ضعوه على جنب، وهذا «بوفتيك» اذهبوا به إلى الشيف ليطهيه، وهذا «مفروم» ضعوه ف أكياس.. وأعطوه وجبات رخيصة لمن سيشربون نخب الاجتياح البرى المسعور لغزة، الذى اقتربت ساعته! النار على الأرض الآن تحرق وتدمر البيوت والعمائر وتسويها بالأرض، وتجتاح الأخضر واليابس فلا زرع ولاضرع، وبكل خسة ووحشية تقصف المستشفيات: اخلوها أو ندمرها بمصابيها وجرحاها بلا هوادة.. وكأنهم يقولون لها : ادفنوهم أحياء!

ما يحدث اليوم غير الذى سيحدث غدا.. التدمير الذى نراه هو الطبيعى المعتاد للعدو، لكن ماذا عن الغد؟ ذلك الذى سقط منا سهوا ولم نفكر فيه وكأنه حقيقة مُسَلَّمة لا رجوع عنها! عملية «التشفية» والتصفية التى يستعد لها الكيان المتجرد من الإنسانية، لم تحظ بأى قدر من الجهد لايقافها أو منعها!

محنة غزة مثلما كشفت أن «العالم الحر» أكذوبة، كشفت أيضاً أن مصر وأرضها ستظل مطمعًا، وأن الحل فى قوة مصر وتماسكها من الداخل. كل الملفات يجب أن تفتح: بناء الإنسان أولاً. تعليمه وتربيته وصحته. أزماتنا الاقتصادية العاصفة.. الفساد.. التجاوزات. الشعب الذى يستشعر الخطر واتون النار ويخرج تلقائيا ليعلن افتداءه للوطن لابد أن يكون لذلك ثمن. الثمن نهضة مصر من جديد وكأنها طائر فينيق يصعد من تحت الرماد. الأولويات يجب أن تتغير. وسائل المواجهة ستبقى المدرسة والمصنع والسنبلة والماكينة.. العلم والفكر والادب والثقافة. تعلمنا قديما أن هناك يدًا تبنى وأخرى تصنع -وتحمل–السلاح.. والسلاح هنا هو كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ. المواجهة ليست بالتشييد والعمران فحسب، وإنما بالفهم والوعى والعقل والدماغ. نقد التراث..والأفكار..كثيرون انتقدوا خطبة الجمعة، لكن ملايين -كنت منهم–ثمنوا رسالة الرئيس إلى العالم: التهجير فيه تصفية للقضية الفلسطينية وتدمير لمعاهدة السلام. مهمتنا الآن هى إعادة الروح للجسد..وزراء.. نواب.. مراكز أبحاث.. جامعات.. مسارح.. اعلام.. تليفزيون.. اختيار الكفاءات.. التغيير حان أوانه لنهضة مصر. الخوف كل الخوف على مصر من فقر الفكر وفقر الطموح وفقر العقول وفقر الأشخاص. لاتدعوا مصر تشيخ فى مكانها، فتظل خارج التاريخ كما يقول المثقفون وعلماء الاجتماع!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني ألسنة اللهب أعمدة الدخان مطورة

إقرأ أيضاً:

هلالي: الكيان الصهيوني لم يعترف بأي اتفاقيات دولية تحترم حقوق الإنسان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الدكتورة دينا هلالي، عضو مجلس الشيوخ، أن إدماج القيم والمبادئ ومفاهيم حقوق الإنسان في المنظومة التشريعية والأطر القانونية بات أمرا ملحًا في ضوء التحديات الراهنة، وذلك لضمان إتساق المنظومة التشريعية الوطنية مع التزامات مصر الدولية وتعزيز العدالة في المجتمع، مؤكدة على التطور التي حققته الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة في ملف الحريات وحقوق الإنسان لا سيما مع الموافقة على قانون الاجراءات الجنائية، الذى أعاد الحياة إلى المنظومة القضائية.

حجم ازدواجية المعايير التي يعيشها الغرب

وأضافت «هلالي»، أن تصريحات السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، بشأن حجم الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الفلسطنيون، توضح حجم ازدواجية المعايير التي يعيشها الغرب الذى لازال يصمت أمام تلك الجرائم وحرب الإبادة الجماعية، في تحدى واضح لمباديء القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان، مؤكدة أن هذه الوحشية والممارسات العدوانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تؤكد عن عدم التزام تل أبيب بكل المواثيق وأنها كيان صهيوني لن يعترف بأية اتفاقيات دولية.

وأشارت عضو مجلس الشيوخ إلى أهمية تبني منظور حقوقي شامل في التشريعات للنهوض بالبيئة التشريعية وبناء الثقة بين المواطن والدولة، مؤكدة أن مراعاة مفاهيم حقوق الإنسان في المنظومة التشريعية تُعد أمرًا بالغ الأهمية، لأنها تُسهم في بناء مجتمع عادل ومتوازن يحترم كرامة الأفراد ويحمي حرياتهم الأساسية، فعندما تُؤسس القوانين على مبادئ حقوق الإنسان، فإنها تضمن معاملة جميع الأفراد على قدم المساواة دون تمييز على أساس الجنس.

تبني منظور حقوقي شامل في التشريعات

وطالبت الدكتورة دينا هلالي، بأنه يجب ألا تكون التشريعات بمعزل عن الواقع الحقوقي بل انعكاسًا له، داعية إلى تفعيل الحوار المستمر مع الجهات التشريعية، مشيرة إلى أن القوانين المبنية على احترام حقوق الإنسان تضع حدودا واضحة وتمنع التعسف، ما يُعزز مبدأ سيادة القانون ويقلل من الانتهاكات، التي نراها في قطاع غزة من قبل العدوان الإسرائيلي الغاشم الذى ضرب بهذه الاتفاقيات والتشريعات الدولية عرض الحائط.

مقالات مشابهة

  • شي يرد على ترامب: الصين لا تخاف ومواجهة العالم تؤدي إلى عزلة من يقدم على المواجهة
  • محنة مبتوري الأطراف في غزة.. "صرخات صامتة" بين ركام الحرب
  • محنة مبتوري الأطراف في غزة.. لا أمل مع استمرار الحرب
  • محنة مبتوري الأطراف في غزة.. آلاف يحتاجون إلى علاج ورعاية خاصة
  • مفتي الجمهورية: نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة
  • هلالي: الكيان الصهيوني لم يعترف بأي اتفاقيات دولية تحترم حقوق الإنسان
  • “إن الإنسان خلق هلوعا”
  • آفـة الترويض السياسي (1 – 3)
  • ريم مصطفى تمارس التنس على طريقة ماريا شاربوفا
  • هكذا تسقط الإمبراطوريات..