بوابة الوفد:
2025-03-04@11:30:17 GMT

كيف نواجه محنة غزة؟

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ألسنة اللهب وأعمدة الدخان ماتزال تحرق- وتخنق- كل قلب عربى. العالم اليوم يشاهد نسخة مزيدة ومنقحة ومطورة ٢٠٢٣ من فيلم «مدافع نافارون».. نسخة ٢٠٢٣. أبطالها ليسوا ابطال النسخة القديمة (ايرين باباس.. انتونى كوين..جريجورى بيك..ديفيد نيفين وآخرون) وإنما أبطالها زعماء العالم «الحر»: بايدن ونتانياهو وسيدات الحكم فى إنجلترا وألمانيا وفرنسا وأسبانيا.

. بكل ما أوتوا من قدرة على فرش الملاية للعرب، على طريقة الأحرار فى عالمهم البشع! هذا العالم الذى كنا نهفو إليه منذ اندلاع الثورة الفرنسية وتوهج مبادئها : الحرية والإخاء والمساواة، ولطالما كانت تقشعر أبداننا ونحن نتمنى الحج إليه كـ«عالم للأحرار».. انكشف فى لحظة واحدة فارقة.. تأكدنا من نظرتهم لنا: نحن لا نستحق أن نكون من بينهم! ظهرت حقيقة عالم العبيد البشعة. يصور نفسه ضميرًا للإنسانية ويعتبرنا نحن حيوانات بشرية.. داس مبادئ روسو ومونتسكيو وفولتير.. وحتى مبادئ ويلسون.. وفتح صدره علينا بحوامل طائراته وبوارجه ومدرعاته وطائراته، وسارع بالوصول الينا، كى يذبح فينا ويقطع أوصالنا ويشفى كل أنحاء جسدنا قطعة قطعة.. هذا «شغت» ضعوه على جنب، وهذا «بوفتيك» اذهبوا به إلى الشيف ليطهيه، وهذا «مفروم» ضعوه ف أكياس.. وأعطوه وجبات رخيصة لمن سيشربون نخب الاجتياح البرى المسعور لغزة، الذى اقتربت ساعته! النار على الأرض الآن تحرق وتدمر البيوت والعمائر وتسويها بالأرض، وتجتاح الأخضر واليابس فلا زرع ولاضرع، وبكل خسة ووحشية تقصف المستشفيات: اخلوها أو ندمرها بمصابيها وجرحاها بلا هوادة.. وكأنهم يقولون لها : ادفنوهم أحياء!

ما يحدث اليوم غير الذى سيحدث غدا.. التدمير الذى نراه هو الطبيعى المعتاد للعدو، لكن ماذا عن الغد؟ ذلك الذى سقط منا سهوا ولم نفكر فيه وكأنه حقيقة مُسَلَّمة لا رجوع عنها! عملية «التشفية» والتصفية التى يستعد لها الكيان المتجرد من الإنسانية، لم تحظ بأى قدر من الجهد لايقافها أو منعها!

محنة غزة مثلما كشفت أن «العالم الحر» أكذوبة، كشفت أيضاً أن مصر وأرضها ستظل مطمعًا، وأن الحل فى قوة مصر وتماسكها من الداخل. كل الملفات يجب أن تفتح: بناء الإنسان أولاً. تعليمه وتربيته وصحته. أزماتنا الاقتصادية العاصفة.. الفساد.. التجاوزات. الشعب الذى يستشعر الخطر واتون النار ويخرج تلقائيا ليعلن افتداءه للوطن لابد أن يكون لذلك ثمن. الثمن نهضة مصر من جديد وكأنها طائر فينيق يصعد من تحت الرماد. الأولويات يجب أن تتغير. وسائل المواجهة ستبقى المدرسة والمصنع والسنبلة والماكينة.. العلم والفكر والادب والثقافة. تعلمنا قديما أن هناك يدًا تبنى وأخرى تصنع -وتحمل–السلاح.. والسلاح هنا هو كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ. المواجهة ليست بالتشييد والعمران فحسب، وإنما بالفهم والوعى والعقل والدماغ. نقد التراث..والأفكار..كثيرون انتقدوا خطبة الجمعة، لكن ملايين -كنت منهم–ثمنوا رسالة الرئيس إلى العالم: التهجير فيه تصفية للقضية الفلسطينية وتدمير لمعاهدة السلام. مهمتنا الآن هى إعادة الروح للجسد..وزراء.. نواب.. مراكز أبحاث.. جامعات.. مسارح.. اعلام.. تليفزيون.. اختيار الكفاءات.. التغيير حان أوانه لنهضة مصر. الخوف كل الخوف على مصر من فقر الفكر وفقر الطموح وفقر العقول وفقر الأشخاص. لاتدعوا مصر تشيخ فى مكانها، فتظل خارج التاريخ كما يقول المثقفون وعلماء الاجتماع!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني ألسنة اللهب أعمدة الدخان مطورة

إقرأ أيضاً:

"رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعنى النقشبندى، ورمضان يعنى الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.

وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.

من أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.

عندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، ليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.

وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.

ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".

أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، فيعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه. 

مقالات مشابهة

  • مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد
  • محمد علي الحسيني يُجيب على سؤال هل أنت عضو في الماسونية؟.. وهذا ما قاله عمن يديرون العالم
  • الخوف من اللصوص يقتل عجوزاً بريطانية
  • إفطارهم فى الجنة.. إسلام مشهور شهيد الواحات بطل لا يعرف الخوف
  • ترامب: علينا الخوف من المهاجرين وتجار المخدرات وليس من بوتين
  • قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
  • شاليمار الشربتلي لـكلم ربنا: رسمت أجمل لوحاتي في محنة المرض.. وربنا نجاني من موت
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • "رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
  • حرب المعادن الأوكرانية مستمرة.. بعد توتر العلاقة بين ترامب وزيلينسكى.. السؤال الذى يشغل العالم لماذا تجعل واشنطن اتفاقية التعدين عنصرًا حاسمًا فى عملية السلام مع روسيا؟