الموسيقي الشاب باسل حداد يواصل مع فرقته “صدى” زرع حب الموسيقا وتكريسها للأطفال
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
كما إيمانه بالمبدأ المستند إلى بيت الشعر “تجري الرياح كما تجري سفينتنا … نحن الرياح ونحن البحر والسفن”؛ يستمر الموسيقي باسل حداد في قيادة دفة حياته الموسيقية نحو النجاح، وزرع حب الموسيقا في نفوس الأطفال والشباب وتعليمها، وتحقيق الإنجازات رغم إصابته منذ الصغر بضعف بصر لا يستهان به.
ووفق ما أوضح لنشرة سانا الشبابية درس الأستاذ الموسيقي باسل 33 عاماً الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، ودبلوم ترجمة وتعريب تزامناً مع دراسة الموسيقا في معهد صلحي الوادي، مشيراً إلى أنه الآن يعلم الصولفيج للشباب والعزف على البيانو والعود والبزق.
وتعلم باسل الموسيقا منذ كان عمره ست سنوات بمعهد صلحي الوادي، بعدما قدمت له والدته كل الدعم للاتجاه نحو دروس الموسيقا منذ نعومة أظفاره، ما شكل حينها على طفولته عبئاً عليه في تعلم الواجب والمسؤولية بعيداً عن اللهو، إلى أن وجد نفسه بها، وعشقت روحه الألحان والعلامات الموسيقية.
تأثر الشاب الموسيقي باسل كثيراً بالعمل ضمن كورالات الأستاذ الراحل حسام الدين بريمو، والتي أغنت الحصيلة الموسيقية للشاب الطموح، ما دفعه لتعليم الموسيقا منذ كان عمره 18عاماً، منوهاً بدور الأساتذة ارمنوهي سيمونيان ومحمد عثمان وإياد عثمان في صقل موهبته.
ولأنه عشق التحدي منذ صغره فقد تغلب على كل المعوقات التي كانت تواجهه في سبيل تحقيق شغفه بالتعلم، وخاصة عناء وتكاليف التنقل بين مدينته يبرود والمعاهد الموسيقية المحترفة بدمشق، والفضل كله يعود لوالدته التي رسمت بعيونها طريقاً مزهراً يعبر من خلاله باسل نحو تحقيق طموحاته.
الأستاذ الموسيقي لم يكتف بممارسة هوايته في العزف فقط، فهو من مؤسسي مجموعات جوقات “صدى” للأطفال والكبار، التي هدف منها إلى نقل تجربته الفنية للجيل الجديد ولأبناء مدينته يبرود والاعتماد على الموسيقا في التربية والتنشئة التعليمية الصحيحة.
وبين باسل أنه شارك بعدة كورالات وفرق موسيقية ومهرجانات محلية، منها مهرجان يبرود الثقافي الأول والثاني، ومهرجان قاسم خليفة بيبرود، وقيثارة وطن بالنبك، وملتقى جوقات سورية بدار الأوبرا، وفيها أيضاً يوم المعاق العالمي لعدة سنوات، وتحية إلى الموسيقا بقصر العظم.
كما كان لجوقة “صدى” مشاركة عالمية في أوركسترا ببريطانيا ضمن مشروع “إيماجن إيماجن”، ومشاركة أخرى خلال فترة الحجر بكورونا باسم “آي سبيك ميوزيك”.
وحول طموحاته أعرب الموسيقي باسل عن أمنياته بأن تتوغل الموسيقا في بلدنا أكثر وأكثر، وأن تملأ ساعات وكل أوقات الأطفال وقلوب الكبار وألا تترك للحزن سبيلاً نحونا جميعاً.
دارين عرفة
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الموسیقا فی
إقرأ أيضاً:
وفاة سعد الله آغا القلعة.. رائد التوثيق الموسيقي والوزير السوري السابق
توفي الباحث الموسيقي والمهندس السوري سعد الله آغا القلعة، أمس الأحد، في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر ناهز 75 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، تاركا خلفه إرثا ثقافيا وموسيقيا وعلميا غنيا سيبقى علامة بارزة في تاريخ سوريا والعالم العربي.
ولد آغا القلعة عام 1950 في مدينة حلب السورية لأسرة جمعت بين العلم والفن، فقد كان والده، الطبيب فؤاد رجائي آغا القلعة، باحثا موسيقيا ومديرا لإذاعة حلب.
منذ نعومة أظافره، أبدى سعد الله شغفا لافتا بالموسيقى، إذ أتقن العزف على آلة القانون وعشق المقامات الشرقية، بالتوازي مع تفوقه الأكاديمي الذي قاده لدراسة الهندسة المدنية في جامعة حلب، قبل أن ينال الدكتوراه من فرنسا عام 1982.
آمن آغا القلعة بأن الموسيقى العربية بحاجة إلى مقاربة علمية حديثة تصون التراث وتعيد تقديمه للأجيال بأسلوب مبسط من دون الإخلال بالدقة الأكاديمية.
من هذا المنطلق، أطلق مشروعه الطموح "نهضة موسيقية عربية جديدة"، معتمدا الإعلام الثقافي وسيلة رئيسية لنشر رؤيته.
عبر برامجه التلفزيونية الشهيرة، مثل "العرب والموسيقى"، و"عبد الوهاب مرآة عصره"، و"أسمهان"، و"نهج الأغاني"، تمكن الراحل من تبسيط المفاهيم الموسيقية للجمهور، محللا الألحان الكلاسيكية ومضيئا على القوالب الغنائية العربية، بطريقة تجمع بين التوثيق والتحليل والشرح السلس.
إعلاناستشرف آغا القلعة أهمية الإعلام الرقمي مبكرا، فأطلق مشروع "كتاب الأغاني الثاني" عبر موقع إلكتروني وقناة على يوتيوب، مستوحى من عمل أبي الفرج الأصفهاني الشهير.
ضم المشروع شرحا لأهم 100 عمل موسيقي عربي، وتحليلات مدعمة بمقاطع سمعية بصرية نادرة، ومسابقات تفاعلية لاختيار أفضل الألحان الجديدة.
وجمع المشروع بين التوثيق الموسيقي الدقيق والابتكار التفاعلي، ساعيا إلى ربط التراث الموسيقي العربي بالتقنيات الحديثة وجعل الموسيقى الكلاسيكية أكثر قربا من الجيل الجديد.
رغم التزامه الشديد بمشروعه الموسيقي، برع آغا القلعة أكاديميا، فقد عمل أستاذا للهندسة المدنية ومديرا للحاسب الإلكتروني في جامعة دمشق. كما تولى منصب وزير السياحة السوري بين عامي 2001 و2011.
كان يؤمن أن العلم والموسيقى ليسا عوالم متوازية منفصلة، بل يراهما مكملين لبعضهما بعضا. وقد عبر عن ذلك بقوله، و"العلم والموسيقى عندي ليسا عالمين متوازيين، بل هما مكملان بعضهما بعضا".
خلال مسيرته، نال سعد الله آغا القلعة عديدا من الجوائز تقديرا لعطائه الإبداعي والثقافي، أبرزها، الميدالية الذهبية لأفضل مقدم برامج تلفزيونية في مهرجان القاهرة عام 1996، وجائزة زرياب للموسيقى من تونس عام 2016.