البابا فرنسيس: نحن مدعوون لكي نقترب من جميع مسافري اليوم لكي ننقذ حياتهم
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
"علينا أن نلتزم بتوسيع قنوات الهجرة النظامية. وفي الوضع العالمي الحالي، من الواضح أنه من الضروري أن تدخل السياسات الديموغرافية والاقتصادية في حوار مع سياسات الهجرة لصالح جميع الأشخاص المعنيين، دون أن ننسى أبدًا بأن نضع الفئات الأكثر ضعفًا في المحور." هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في تأمله في وقفة الصلاة من أجل المهاجرين واللاجئين
بمناسبة الجمعيّة العامّة العاديّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة ترأس قداسة البابا فرنسيس وقفة صلاة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان من أجل المهاجرين واللاجئين وقد تخللت الصلاة تأملًا للأب الأقدس قال فيه لن نكون أبدًا ممتنين بما فيه الكفاية للقديس لوقا لأنه نقل لنا مثل الرب هذا.
تابع البابا فرنسيس يقول لم يكن الدرب الذي كان يقود من أورشليم إلى أريحا دربًا آمنا، كما ليست كذلك اليوم دروب الهجرة العديدة التي تمرُّ عبر الصحاري والغابات والأنهار والبحار. كم من الإخوة والأخوات يجدون أنفسهم اليوم في الحالة عينها التي يعيشها المسافر في المثل؟ وكم من الذين يتعرضون للسرقة والتجريد والضرب على طول الطريق؟ يغادرون وقد خدعهم تجار عديمي الضمير. ليتم بعد ذلك بيعهم كسلع تجارية. يتم اختطافهم وسجنهم واستغلالهم واستعبادهم. ويتعرضون للإهانة والتعذيب والاغتصاب. كثيرون يموتون دون أن يصلوا إلى هدفهم. إن مسارات الهجرة في عصرنا تزدحم برجال ونساء جرحى وقد ترُكوا نصف أموات، وإخوة وأخوات يصرخ ألمهم إلى الله. وهم في كثير من الأحيان أشخاص يهربون من الحرب والإرهاب، كما نرى للأسف هذه الأيام.
أضاف الأب الاقدس يقول اليوم أيضًا كما في الماضي، هناك من يرى ويمضي قدمًا، مقدمًا لنفسه بالتأكيد تبريرًا جيدًا، في الواقع بسبب الأنانية أو اللامبالاة أو الخوف. لكن ماذا يقول الإنجيل عن ذلك السامري؟ ويقول إنه رأى ذلك الرجل الجريح فأشفق عليه. والشفقة هي بصمة الله في قلوبنا. هذا هو المفتاح. وهنا نجد نقطة التحول. في الواقع، ومنذ تلك اللحظة بدأت حياة ذلك الرجل الجريح في التحسن، وذلك بفضل ذلك الغريب الذي تصرف كأخ. وبالتالي فإن الثمرة ليست مجرد فعل مساعدة صالح، وإنما هي الأخوَّة. على مثال السامري الصالح، نحن مدعوون لكي نقترب من جميع مسافري اليوم، لكي ننقذ حياتهم، ونشفي جراحهم، ونُخفِّف آلامهم. بالنسبة للكثيرين، لسوء الحظ، فات الأوان ولم يبقى لدينا سوى أن نبكي على قبورهم، إذا كان لديهم قبر. لكن الرب يعرف وجه كل واحد منهم ولا ينساه.
تابع الحبر الأعظم يقول إنَّ السامري الصالح لم يكتفِ بمساعدة المسافر المسكين على الطريق. بل حمله على دابته وذهب به إلى فندق واعتنى بأمره. هنا يمكننا أن نجد معنى الأفعال الأربعة التي تلخص عملنا مع المهاجرين: الاستقبال والحماية والتعزيز والادماج. إنها مسؤولية طويلة الأمد، في الواقع، يلتزم السامري الصالح في الذهاب وفي العودة. ولهذا السبب من المهم أن نعد أنفسنا بشكل مناسب لكي نواجه تحديات الهجرات اليوم، ونفهم لا قضاياها الحرجة وحسب، وإنما أيضًا الفرص التي توفرها، في ضوء نمو مجتمعات أكثر إدماجًا وأكثر جمالًا وأكثر سلامًا.
أضاف الأب الأقدس يقول اسمحوا لي أن أسلط الضوء على الحاجة الملحة لعمل آخر، لم يتطرق إليه المثل. يجب علينا جميعا أن نلتزم بأن نجعل الدرب أكثر أمانا، لكي لا يقع مسافرو اليوم ضحية لقطاع الطرق. كذلك من الضروري مضاعفة الجهود من أجل محاربة الشبكات الإجرامية التي تستغل آمال وأحلام المهاجرين. ولكن من الضروري أيضًا الإشارة إلى دروب أكثر أمانًا. ولهذا السبب، علينا أن نلتزم بتوسيع قنوات الهجرة النظامية. وفي الوضع العالمي الحالي، من الواضح أنه من الضروري أن تدخل السياسات الديموغرافية والاقتصادية في حوار مع سياسات الهجرة لصالح جميع الأشخاص المعنيين، دون أن ننسى أبدًا بأن نضع الفئات الأكثر ضعفًا في المحور. ومن الضروري أيضًا أن نعزز نهجًا مشتركًا ومسؤولًا بشكل مشترك لإدارة تدفقات الهجرة، التي يبدو أن مصيرها هو أن تتزايد في السنوات المقبلة.
وختم البابا فرنسيس تأمّله بالقول لنطلب من الرب نعمة أن يجعلنا قريبين من جميع المهاجرين واللاجئين الذين يطرقون بابنا، لأن اليوم "كل من ليس سارقًا ولا عابر سبيل إما يجرح نفسه أو يحمل جريحًا على كتفيه". والآن سنقف دقيقة صمت، لنتذكّر جميع الذين فقدوا حياتهم على طول مسارات الهجرة المختلفة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جعل ترحيل المهاجرين جزءاً أساسياً من حملته ورئاسته، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستستخدم مركز احتجاز في خليج غوانتانامو بكوبا، لاحتجاز عشرات الآلاف من "أسوأ الأجانب المجرمين".
كما وقع على مذكرة رئاسية، وقال إنه سيوجه المسؤولين الفيدراليين لتجهيز المرافق لاستقبال المهاجرين المجرمين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وقال توم هومان، مسؤول الحدود، إن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ستدير المنشأة. ومع ذلك، لم تتضح تفاصيل الخطة على الفور.
What to know about Guantanamo Bay, the base where Trump will send 'criminal aliens' https://t.co/sg2MFDzUvX
— ABC7 News (WZVN-TV) (@ABC7SWFL) January 30, 2025 كيف تستخدم القاعدة؟وحسب تقرير لوكالة "أسوشييتد برس"، تشتهر القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا بالمشتبه بهم الذين تم جلبهم بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، إلا أنها تضم منشأة صغيرة منفصلة تستخدم لعقود من الزمن لاحتجاز المهاجرين.
ويُستخدم مركز عمليات المهاجرين للتعامل مع الأشخاص الذين يتم اعتراضهم، أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة بالقوارب بشكل غير قانوني. وأغلب هؤلاء الأشخاص من هايتي وكوبا.
ويشكل المركز جزءاً صغيراً من القاعدة، ويتضمن عدداً قليلاً من المباني وليس لديه القدرة على استيعاب 30 ألف شخص، الذي سبق وصرح ترامب أنه يمكن إرسالهم إلى هناك.
معقل للإرهابيينومن جهته، قال هومان للصحافيين "سنقوم فقط بتوسيع مركز المهاجرين الحالي".
ويعمل مركز احتجاز المهاجرين بشكل منفصل عن مركز الاحتجاز العسكري، وقاعات المحاكم المخصصة للأجانب المعتقلين في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، خلال ما أسمته تلك الإدارة "حربها على الإرهاب".
ويضم هذا المرفق 15 معتقلاً، بما في ذلك العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) خالد شيخ محمد. وهذا أقل من ذروته التي بلغت نحو 800 معتقل.
ما يصل إلى 30 ألفاً..ترامب يوجه باحتجاز مهاجرين في غوانتانامو - موقع 24قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء، إنه يريد السجن العسكري في غوانتانامو، المخصص عادة للمعتقلين المتهمين بالإرهاب، جاهزاً لاستقبال ما يصل إلى 30 ألف مهاجر غير نظامي.من سيُحتجز في غوانتانامو؟
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن مراكز احتجاز المهاجرين في غوانتانامو سوف تستخدم "لأسوأ الأسوأ". وقد استخدمت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، وهومان، هذه العبارة أثناء حديثهما إلى الصحفيين خارج البيت الأبيض.
وكان بيان البيت الأبيض أقل تحديداً، حيث قال إن "المنشأة الموسعة من شأنها توفير مساحة احتجاز إضافية للمجرمين الأجانب، ذوي الأولوية العالية والمتواجدين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، ومعالجة احتياجات إنفاذ قوانين الهجرة المصاحبة".
وقال مسؤول في الإدارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن "المركز سوف يستخدم لإيواء المجرمين الخطرين، والأشخاص الذين يصعب ترحيلهم".
هل توجد مساحة كافية؟ووفق "أسوشييتد برس"، تعهد ترامب بترحيل ملايين الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، لكن ميزانية إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الحالية، لا تحتوي إلا على ما يكفي من الأموال لاحتجاز حوالي 41 ألف شخص .
وتحتجز إدارة الهجرة والجمارك المهاجرين في مراكز المعالجة التابعة لها، وفي مرافق الاحتجاز التي تديرها شركات خاصة، إلى جانب السجون والمعتقلات المحلية. ولا توجد لديها مرافق مخصصة لاحتجاز الأسر، التي تشكل ما يقرب من ثلث الوافدين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
كما تم استخدام القواعد العسكرية الأمريكية مراراً وتكراراً منذ سبعينيات القرن الـ 20، لاستيعاب موجات المهاجرين الفارين من فيتنام وكوبا وهايتي وكوسوفو وأفغانستان.
Decisión gob EEUU de encarcelar en Base Naval en Guantánamo a migrantes, en enclave donde creó centros de tortura y detención indefinida, muestra desprecio hacia condición humana y Derecho Internacional
Es en territorio de #Cuba ilegalmente ocupado fuera jurisdicción cortes EEUU pic.twitter.com/riqxW5lSni
لقد استأجرت الولايات المتحدة غوانتانامو، من كوبا لأكثر من قرن من الزمان. وتعارض كوبا هذا الإيجار وترفض عادة دفع الإيجار الاسمي الذي تدفعه الولايات المتحدة.
وانتقد مسؤولون حكوميون قرار ترامب، حيث اعتبر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل القرار "عملاً وحشياً"، ووصف القاعدة بأنها "تقع في أراضٍ كوبية محتلة بشكل غير قانوني".
وقال وزير الخارجية برونو رودريغيز: "إن قرار الحكومة الأمريكية بسجن المهاجرين في قاعدة غوانتانامو البحرية، في جيب أنشأت فيه مراكز تعذيب واحتجاز غير محدد الأجل، يُظهر ازدراءً للحالة الإنسانية والقانون الدولي".