المطران كريكور أغسطينوس كوسا: المسيرة السينودسية عبارة عن شركة ومشاركة ورسالة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك، في تصريح له إن السينودس كلمة يونانية ومعناها: ” نسير ونَعمَلُ معًا “، وهو أيضًا: ” إختبار كنسي مبارك “، ومسيرة السينودس المنعقد في حاضرة الفاتيكان بروما، التي نحن مدعوون لعيشه بفرح وعمق وجديّة وإلتزام هو بركة لرسالتنا، وعلينا اعتباره كوقت تأمّل وصلاة وتفكير جماعي، إنّه العنصرة التي نعيشها في أبرشياتنا فِي العالم، هي إعادة اكتشاف جمال وحدتنا التي فيها قوّة وشهادة، فبالوحدة نعكس صورة الكنيسة التي انتمينا لها في سر المعموديّة، التي هي بطاقة هويّتنا المسيحية.
نحن ككنيسة وُلِدت من جرن المعموديّة، نشكر قداسة البابا فرنسيس الذي دعا إلى هذا السينودس: شركة، مشاركة ورسالة، لنسير في الطريق معًا.
إنّها الروح المجمعيّة، كنيسة تعيش كجماعة وهذا هو هدفها وطبيعتها. كنيسة تعيش رسالتها في وحدة كلّ أبنائها الذين يكوّنون أعضاءها فيكونوا واحدًا كما أنّ الله الآب والإبن واحد.
الكنيسة هي شركة، أي منبثقة من الله الآب والإبن والروح القدس، إنها شركة حبّ، إذ أنّها تختبر الحبّ في كلّ مرّة تعيش الشركة، وليس الانقسام والسيطرة . نحن مدعوّون في هذا السينودس لنعيش الشركة من خلال علاقة الحبّ بيننا وبين الله ومن خلال اهتمامنا وخدمة بعضنا البعض.
إنّ السينودس يركز على الإصغاء، ففي الإصغاء والحوار تُحَلّ معظم المشاكل. لذا، علينا التركيز على أهميّة المشاركة. فالخطر أن تعتبر الكنيسة نفسها، أسقف وكاهن ومكرّس فقط، فشعب الله الذي يولد من جرن المعموديّة هو يكوّن الكنيسة التي وُلِدَت من جنب يسوع المطعون بالحربة الذي جرى منه دمٌ وماء.
الكنيسة جميلة بتنوّعها، وبشركة أعضائها الذي لكلّ واحد منها موهبة، إذ لكلّ شخص مكان ودور في الكنيسة، كلٌّ حسب مسؤوليّته الكنسيّة والرعويّة، ونحن كمطارنه لأبراشياتنا ندعو العلمانيّين لمعرفة أنّ موقعهم أساسي وهام في الكنيسة، على صعيد الرعيّة والأنشطة الرسوليّة والمنظّمات والجماعات والجمعيّات، فجميعنا نتساوى في كرامة أبناء الله ولكلٍّ منّا دورٌ ومهمّة وموهبة نكمّل من خلالها بعضنا البعض،وونتلاقى في روحانيّة الخدمة السينودُسيّة، على مثال تلميذي عمّاوس الّذين كانا يسيران بيأس وإحباط، ولمّا أتى يسوع ومشى معهما في الطريق أعاد لهما الرجاء، وهكذا كنائسنا ستبقى حيّة بظهور يسوع القائم من بين الأموات الذي يُطمئننا أن لا نخف ولا نيأس، ويؤكّد لنا أنه معنا، يحاورنا ويسمع إلى ألآمنا وصراخنا، ويقودنا إلى كسر الخبز في الإفخارستيّا. فلا سينودس ولا كنيسة من دون الإنجيل والقربان والروح القدس الذي يقود كنيسته إلى الفرح والخلاص.
فلنعِش إخوتي الأحباء هذه المرحلة السينودُسيّة ضمن منهجيّة نختبرها في هذه المسيرة، ولنعيش الروحانيّة السينودوسيّة التي تطال الرعيّة والمجتمع المدني وتقود كلّ إنسان للتفكير بعمق في كيفيّة مشاركته في حياة الجماعة المؤمنة والمجتمع المدني لبناء الحبّ ونشر السلام وخلق الفرح وعيش المسؤوليّة يالشفافيّة والوضوح لبناء الإنسان.
فالهدف الأوّل والأخير من هذا السينودس، ومن كلّ عمل كنسي هو الوصول إلى قلب الله من خلال قلب الإنسان، واحترامنا لكرامة كلّ إنسان، الذي لأجله بذل يسوع المسيح ذاته ليجدّده بموته وقيامته.
من أجل ” كنيسة سينودوسية ” شركة، مشاركة ورسالة، عنوان أفهمه كما يلي:
١ – أن يخرج المسؤولون في الكنائس والجماعات المسيحية من محيطهم الآمن، الدير، المكتب، والكرسي الأسقفي ليلاقوا ويختلطوا بالآخر، وخاصةً بصغير هذا العالم، حيث هو، وليسمعوه كلمة حُبّ الله الآب له، ويعرفوه على يسوع المسيح الله الإبن المُخلّص، بقوة الرُّوح القُدُس.
٢ – أن تتخلَّى الكنيسة عن الهرميّٓة التقليدية وتستبدلها بالتعاون بين مختلف المواهب والخدم من أجل بناء ملكوت الله وكرامة كلّ إنسان.
٣ – أن ينبذ المسؤولون في الكنائس مفهوم السلطة كتحكّم في العمل والتفرّد بالقرار والخضوع لإرادة الآخر، وليتحوَّلوا إلى مفهوم السلطة كتعاون في العمل وتشاور في القرار وإصغاء لإرادة الآخر، على مثال الرّبّ يسوع الذي: ” أتى ليَخدُم لا ليُخدَم “.
٤ – أن يبتعد أبناء الكنيسة والمسؤولين فيها عن التملك المُفرط، وعن البذخ وحياة الترف، وأن يتقاسموا لقمتهم مع الجائع، ولباسهم مع العريان، ومأواهم مع من لا مأوى له.
٥ – أن لا ندعي إمتلاك الحقيقة كُلِّها، وأن نسعى إلى إكتشاف ما عند الآخر من حقيقة وغنى روحي وإنساني بعيدًا عن التعصب الديني أو الثقافي.
٦ – أن ننصر الحقّ ونرفض الإستبداد، ونمدَّ الجسور، ونهدم الجدران التي تفصل بين الناس، وأن نرفض الإنعزال والتقسيم، وأن ننفتح على الآخر من دون فقدان الهوية.
٧ – أن نفرح في الأسى، ونترجى في المحن والصعوبات، وأن نغلب الشر بالخير، والحقد بالمحبّة، وأن نتذكَّر أننا جميعنا أبناء لإلهٍ واحد يُشرق شمسه على الأبرار والأشرار.
في هذا الشهر، شهر الورديّة، شهر الرسالات، لنواكب مسيرة السينودس بمعونة الرّبّ يسوع مع قداسة البايا فرنسيس والاباء البطاركة والكرادلة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمكرسين والعلمانيين ممثلي الكنائس كلها، ونقدّم كنائسنا للربّ، وبِهدي الروح القدس لنفتح قلوبنا لإلهاماته ونضعها في أحضان العذراء مريم التي سارت مع الرسل في العنصرة تساعدهم ليعيشوا هذا التجدّد فيكونوا شهودًا لإبنها يسوع القائم من بين الأموات فيتجدٌد وجهُ الأرض.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
شبكة المسيرة تنعى الحاج محمد عفيف شهيدا على طريق القدس
يمانيون../
نعت شبكة المسيرة الإعلامية مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس مع عدد من إخوانه إثر عدوان إسرائيلي غادر.
وتقدمت شبكة المسيرة الإعلامية بواجب العزاء والتبريك لحزب الله قيادة وجمهورا وللوسط الإعلامي ولعوائل الشهيد ورفاقه، مؤكدة على أن هذه الجريمة الصهيونية الغادرة والجبانة تعبير عن إفلاس العدو الإسرائيلي وعجزه عن مواجهة صوت الحقيقة.
وأكدت شبكة المسيرة الإعلامية أن الشهيد عفيف كان يتمتع بصوت صادح وشجاع في أحلك الظروف وعلى مدى سنوات تحمله لمسؤولية العلاقات الإعلامية لحزب الله، وأن استشهاد الحاج محمد عفيف لن يحول دون وصول رسالة الإعلام الناصعة لحزب الله إلى حيث يجب أن تصل.
وشددت شبكة المسيرة الإعلامية أن استشهاد الحاج عفيف لن يقطع أواصر علاقات حزب الله الإعلامية مع الإعلام الحر والشريف في كل أصقاع العالم، مشيرة إلى أن دماء المخلصين وقود لإكمال مسيرة الجهاد الإعلامي وبث لروح العطاء في الجسد الإعلامي المسؤول.