أحمد ياسر يكتب: عندما يصبح المدنيين وقودًا للمدافع!!
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
لقد مر وقت كان يعتبر فيه مهاجمة المدنيين جريمة حرب… وسرعان ما اختفت من الفكر في الحرب العالمية الثانية عندما بدأ القصف في تسوية المدن بالأرض…
الأساس المنطقي هو أن المدنيين ساعدوا في المجهود الحربي من خلال العمل في التصنيع، أو القيام بوظائف رجال آخرين، لتحريرهم للذهاب والقتال.
وها نحن ذا مرة أخرى مع الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب وغزة التي يتم قصفها متى شئنا؟؟
قد يكون منطق كل ذلك مفهومًا على أنه انتقام لإرضاء الناخبين، لكن إذا ركز "بيبي نتنياهو"، على المستقبل، فقد يدرك أن إغضاب أطفال اليوم سينتج مقاتلي الغد.
فهل ستنتج إسرائيل وفلسطين حرب مائة عام أخرى كما حدث في أوروبا من عام 1337 إلى عام 1453؟… ويمكن للمرء أن يطرح سؤالًا آخر: هل نحن الآن أكثر تحضرًا مما كنا عليه في الأيام التي كانت فيها الجيوش تجتمع في سهل في مكان ما لتحديد الفائز في النزاع؟.. بينما كان المدنيين الذين سيتم فرض الضرائب عليهم بغض النظر عن الفائز بعيدا عن الطريق؟
والحقيقة هي أن إسرائيل كان لها يد في إنشاء حركة حماس، وهي جماعة إسلامية، كغطاء لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كان يتزعمها الراحل ياسر عرفات.. واعترف العميد يتسحاق سيغيف، الحاكم العسكري الإسرائيلي في غزة في أوائل الثمانينيات، بتمويل المجموعة، بهدف تقسيم الفلسطينيين… عرفات نفسه أشار إلى حماس على أنها مخلوق من مخلوقات إسرائيل.
باختصار، قام الإسرائيليون أولًا بدمج الإسلاميين السياسيين في حماس ويحاولون الآن محاصرة الحركة ومحاصرتها وقصفها وإزالتها من الوجود…وقد وصف نتنياهو هذا القصف والهجمات بأنها مجرد البداية.
"الردة العكسية" هي المصطلح المستخدم لوصف الوضع الذي ينحرف عن مساره، و"حماس" هي عبارة عن رد فعل استراتيجي إسرائيلي كبير.
وبما أن منظمة التحرير الفلسطينية الآن (السلطة الفلسطينية) ضعيفة نسبيًا، فقد ارتفعت شعبية حماس بعد هزيمتها للسلطة الفلسطينية في انتخابات غزة… وتحكم السلطة الفلسطينية أجزاء الضفة الغربية التي تسمح لها إسرائيل بها.
محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا هو الرئيس، ويستمر في منصبه مع انتهاء فترة ولايته الرسمية المنتخبة منذ فترة طويلة… وترفض حماس الاعتراف به… حصل على تعليم جيد، وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق ثم الدكتوراه في موسكو.
قدم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش "خارطة طريق للسلام" في عام 2002 اقترحتها رسميًا اللجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط والتي تصورت إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام… لعنة لليمين الديني والمتطرفين الذين يرغبون في إسرائيل الكبرى – وصلت خارطة الطريق إلى طريق مسدود عندما وصل اليمين إلى السلطة في إسرائيل.
كانت إسرائيل مرتاحة تمامًا للوضع الراهن، حيث تركت الفلسطينيين في نوع من النسيان المحاصرين في غزة أو الضفة الغربية، محاطين بعدد لا يحصى من نقاط التفتيش للحفاظ على سلامة الإسرائيليين.
وذلك حتى استخدم الفلسطينيون الجرافات لاختراق السياج والطائرات الشراعية للتحليق فوقها، في هجوم تم التخطيط له بعناية وتم التدرب عليه جيدًا.
ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تؤدي الدروس المستفادة من أحداث إراقة الدماء الأخيرة إلى السلام بعد إشباع شهوة الانتقام… هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستكون بها إسرائيل آمنة حقًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس
إقرأ أيضاً:
حديقة العذاب لأوكتاف ميربو: رواية فضحت وحشية السلطة وكشفت زيف الحضارة
عندما نشر أوكتاف ميربو روايته “حديقة العذاب”عام 1899، أحدثت صدمة في الأوساط الأدبية والسياسية، بأسلوب يجمع بين السخرية السوداء والواقعية الوحشية.
و كشف ميربو عن الوجه القبيح للسلطة والقمع، مستخدمًا صورًا صادمة للعنف والتعذيب كاستعارة للفساد السياسي والمجتمعي.
قصة الرواية: بين الحب والعنفتدور أحداث الرواية حول رجل فرنسي أرستقراطي، يتم نفيه إلى مستعمرة بريطانية في آسيا، ويقع في حب امرأة تدعى كلارا. لكن هذه العلاقة ليست قصة حب تقليدية، بل تتشابك مع متعة كلارا السادية بمشاهدة التعذيب في “حديقة العذاب”، وهي مكان مخصص لإعدام وتعذيب السجناء بطرق وحشية.
ميربو لم يكتب الرواية لمجرد وصف مشاهد العنف، بل استخدمها كأداة رمزية لفضح الأنظمة القمعية والاستعمارية، حيث يُظهر كيف أن القوة المطلقة تؤدي إلى الفساد المطلق، وأن البشر عندما يمتلكون السلطة بدون رقابة يصبحون وحوشًا لا تعرف الرحمة.
الصدمة وردود الفعلعند نشر الرواية، أثارت جدلًا واسعًا بسبب مشاهد التعذيب القاسية والمحتوى الصريح. اعتبرها البعض إدانة قاسية للاستعمار الأوروبي، بينما رأى آخرون أنها عمل منحرف وغير أخلاقي. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن الرواية كانت صرخة تحذير من خطورة القمع السياسي والانحراف الأخلاقي للسلطة.
ميربو والجرأة في النقد السياسيكان أوكتاف ميربو معروفًا بجرأته في انتقاد النظام السياسي الفرنسي، خاصة بعد فضيحة قضية درايفوس، حيث دافع عن الضابط اليهودي ألفريد درايفوس في مواجهة التحيز العنصري والمؤامرات العسكرية. في “حديقة العذاب”، وسّع ميربو نقده ليشمل الأنظمة الاستبدادية حول العالم، وليس فقط فرنسا.
تأثير الرواية على الأدب والسياسة• ألهمت الرواية العديد من الأدباء الذين كتبوا عن الوحشية السياسية، مثل جورج أورويل في 1984وألدوس هكسلي في عالمجديدشجاع.
• شكلت جزءًا من الأدب الساخرالذي يكشف الفساد الاجتماعي والنفاق السياسي.
• استخدمها الفلاسفة والمفكرون لاحقًا في تحليل السلطة والتعذيب كأدوات للقمع.