"كونوا عمانيون قدر المستطاع"
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
عبدالعزيز بن صالح الفهدي
كنُت ضمن الحضور لمنتدى القيادة والإدارة والاستثمار الذي عُقد في شهر يونيو الماضي بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وكانت بمثابة فرصة للإجتماع بشخصيات مهمَّة وملهمة ومن روّاد هذا المجتمع.
وفي إحدى الجلسات الرئيسية تلقَّيتُ نصيحةً لن أنساها أبدًا من الرئيس التنفيذي لمطارات عمان الشيخ أيمن الحوسني، وهو رمزٌ من رموز القيادة والإدارة في عُمان، حين وجَّه نصيحته للحضور فقال: "كونوا عُمانيين قدر المستطاع"، ولقد كان لهذه العبارة البسيطة والمقتضبة وقعًا على نفسي، وفي واقعي؛ إذ تزداد رسوخًا بصورة مستمرة.
لم تكن تلك العبارة مجرد كلمات؛ بل هي مفتاح لتحقيق النجاح والازدهار في مجال الإدارة، تذكرني دائمًا بأهمية الالتزام بالقيم الوطنية، والتفاني في تحقيق الأهداف الوطنية العُليا. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت هذه العبارة جزءًا لا يتجزأ من طريقة تفكيري وسلوكي في مجال الإدارة، بل إنها تحِّفزني دائمًا لتحقيق الأفضل، وتحمِّلني واجب الالتزام نحو وطني بكل شغف.
سأضربُ الأمثلة في هذا المقال حول الكيفية التي يمكن أن تكون بها شخصية العماني الأصيل من بين أفضل الشخصيات في بيئة العمل، فللعماني الأصيل صفات تجعله قيمة مضافة وإيجابية لأيِّ بيئةِ عمل إذا ما عَمِل على توظيفها في إنجاح المؤسسة التي يعمل بها.
في عام 1840، أبحر أحمد بن نعمان الكعبي مبعوثًا من سلطان عمان إلى نيويورك على متن السفينة "سلطانة" إيذانًا ببدء العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من التحديات والمخاطر التي واجهها أحمد بن نعمان في رحلته البحرية الشاقة، فإن عزيمته القوية والتفاني في خدمة بلاده ساعدته على النجاح في مهمته كسفير عماني إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وقبل رحلة ابن النعمان، وفي النصف الثاني من القرن الهجري كان التاجر العُماني عبدالله بن مسعود أول عربي يصلُ إلى كانتون بالصين ويقيم علاقات مع الصين. تجسِّد هاتان الرحلتان الصورة الرائعة للعمانيين في أنهم أصحابُ هممٍ لا تبارى، وطموحات لا تُحَد إذا ما وضعوا نصب أعينهم قيمُهُم العُليا كعمانيين وطنيين مخلصين لأرضهم.
ويتضح لنا جليًا من سابق الأمثلة ومن واقعنا الحالي للذكاء العاطفي للعماني حينما يسعى لتوظيف سماته الشخصية والاجتماعية في بناء جسور ثقافية وعلمية واجتماعية مع الآخر، ويمكّنه هذا من التعامل بكفاءة مع مختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والدينية. هذه القدرة على التفاهم والتناغم تبرز جليًا في قول أشرف الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لأحد مبعوثيه: "لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك". هذه العبارة تعكس قيم الضيافة والتسامح والقبول اللاتي تتسم بها شخصية العماني الأصيل، وتجعلها مثالًا للكرم واللباقة في التعامل مع الآخرين.
ومن هنا يتجلى لنا مفهوم الولاء المؤسسي؛ حيث يُعرَف الفرد العماني بأنه مواطن مخلصٌ وفيُّ لوطنه. وعلى هذا السياق يجب ان يوجّه هذا الإخلاص لإنتاجيته في العمل ومساعيه في إتمام الأعمال المسندة إليه في مؤسسته على أكمل وجه، ومن هنا تتقدم جميع القطاعات في البلاد ويتطور الإنسان مما يُسهم في تقدم المجتمع ورخاءه وعُلوِّه.
هذا الولاء المؤسسي يعكس الالتزام العميق بالوطن والشعور بالمسؤولية الاجتماعية، مما يحقق النجاح والازدهار للفرد وللمؤسسة على حد سواء.
إن عبارةً بسيطة الكلمات يقولها أحد المُلهمين قد يكون لها أثر عميق في نفس المستمع، كمثل هذه العبارة التي قالها الشيخ أيمن الحوسني والتي قد يكون لها أثر على آخرين كما كان لها أثر عليَّ يتردَّد صداهُ منذ ذلك الوقت، ولا شك أن أثرهُ سيكون بارزًا في جهودي التي أسعى لتقديمها لنماء وازدهار وطني الحبيب عمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نادي عمان يلاقي دبا الحصن الإماراتي .. والكويت يلاقي العربي القطري
تفتتح غدا السبت منافسات البطولة الخليجية الـ41 للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي يستضيفها الاتحاد العماني لكرة اليد، ممثلًا في نادي عُمان، خلال الفترة من 15 إلى 24 فبراير الجاري على الصالة الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، حيث تلعب غدا مباراتان ضمن المجموعة الثانية، ففي اللقاء الأول يخوض الكويت الكويتي تحديا صعبا أمام العربي القطري عند الساعة الرابعة مساءً، بينما سيلتقي في اللقاء الثاني ممثل سلطنة عمان في البطولة نادي عُمان مع دبا الحصن الإماراتي عند الساعة السادسة والنصف مساءً، وسيرعى حفل افتتاح البطولة صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد.
وتأتي البطولة بمشاركة 7 أندية بعد انسحاب نادي النجمة البحريني من المشاركة قبل يومين من انطلاق المنافسات، والأندية هي: ناديي عُمان والسيب ممثلا سلطنة عمان، والريان والعربي من دولة قطر، ودبا الحصن من دولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت من دولة الكويت، والنور من المملكة العربية السعودية.
وتضم المجموعة الأولى السيب والريان القطري، والنور السعودي، فيما تضم المجموعة الثانية نادي عُمان «مستضيف البطولة»، والكويت الكويتي، ودبا الحصن الإماراتي، والعربي القطري، وسيتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى الدور نصف النهائي.
وستحظى مباريات البطولة بنقل تلفزيوني عبر قناة عمان الرياضية، وقد خصصت القناة أستوديو تحليليا خاصا للمباريات.
استعدادات نادي عمان
استعد فريق كرة اليد بنادي عمان جيدا لضربة البداية أمام دبا الحصن الإماراتي في افتتاح مشواره بالبطولة الخليجية، حيث خاض الفريق مجموعة من الحصص التدريبية الداخلية على صالة نادي عمان، ومن ثم خاض معسكرا خارجيا في مملكة البحرين لعب خلاله 3 مباريات ودية، ونجح في تحقيق الفوز بها جميعا، حيث تمكن من التفوق على نادي الدير البحريني بنتيجة 33 / 30 وذلك بعد انتهى شوط المباراة الأول بالتعادل 17 / 17، ومن ثم حقق الفوز على النادي الأهلي البحريني 32 / 25، فيما اختتم لقاءاته الودية بالتغلب على نادي النجمة البحريني 29 / 22، وقدم الفريق خلال هذه اللقاءات مستوى كبيرا وظهر لاعبو الفريق بأبهى حلة، كما ساهم المحترفون الثلاثة المنضمون مؤخرا مع الفريق «الجزائري محمد إيهاب والبحرينيان علي عيد وقاسم محمد» في ترك بصمة قوية مع الفريق بتقديمهم أداء قويا وبمساهمتهم الفعالة مع الفريق في تحقيق نتائج إيجابية خلال معسكر البحرين، وتعد هذه الانتصارات خير إعداد للفريق لتقديم مستوى كبير خلال مشاركته في منافسات البطولة الخليجية.
وتضم قائمة الفريق كلا من: طاهر بن أحمد الحديدي، وعزان بن علي آل عزان، وسميح بن حميد آل عزان، ومحمود بن سعيد الوهيبي، وعبدالحكيم بن عبدالله السيابي، ومحمد بن أحمد الدغيشي، وبشار بن يعقوب الهنائي، ومحمد بن صالح العريمي، وأحمد بن صالح الغيلاني، وحمد بن سيف الدغيشي، وملهم بن محمد الدغيشي، ومنير بن محمد الدغيشي، ومنير بن درويش البلوشي، وأسعد بن سعيد الحسني، وصلاح بن هديب الناصري، ونصر بن خميس التمتمي، وموسى بن محمد الجرادي، وعبدالعزيز بن علي المجرفي، بالإضافة إلى المحترفين الثلاثة الجزائري محمد إيهاب والبحرينيين علي عيد وقاسم محمد.
على الجهة الأخرى وصلت بعثة فريق كرة اليد بنادي دبا الحصن إلى سلطنة عمان 7 فبراير الجاري، وقد خاض الفريق حصصا تدريبية متواصلة بهدف الوقوف على جاهزية الفريق قبل انطلاق البطولة، كما خاض دبا الحصن مباراة ودية أمام السيب انتهت بفوزه 28 / 26 ومثلت هذه المباراة أهمية كبيرة في ظل تقارب مستويات الفرق المشاركة بالإضافة إلى تشابه أسلوب لعب السيب مع طريقة لعب منافسه في اللقاء الافتتاحي بالبطولة نادي عمان.
وقبل اللقاء الافتتاحي لنادي عمان مع دبا الحصن الإماراتي، أشار إبراهيم بودرالي مدرب فريق كرة اليد بنادي عمان إلى أن الإعداد للمباراة الافتتاحية في البطولة الخليجية جاء جيدا وجميع اللاعبين تدربوا بكل جدية وحماس تأهبا للمباراة الأولى للفريق في البطولة.
وأكد أن جميع اللاعبين على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم وسيسعون بكل جد لتحقيق نتائج إيجابية في هذه المشاركة، كما أن الفريق يدرك تماما أهمية البطولة باعتبارها تقام في سلطنة عمان وهناك آمال عريضة بأن يقدم الفريق المستوى المأمول منه، وسنعمل على إسعاد جماهيرنا بكل ما أوتينا من قوة.
وأوضح مدرب نادي عمان أن فريقه قدم مباريات ودية عالية المستوى في المعسكر الإعدادي الذي أقامه في البحرين، وتمكن من تحقيق الفوز على نادي الدير البحريني، ومن ثم تفوق على على النادي الأهلي البحريني، ونجح كذلك في التغلب على نادي النجمة البحريني، مشيرا إلى أن الفريق استطاع التغلب على الإصابات الكثيرة التي لاحقته خلال الفترة الماضية ونجح في التألق خلال معسكر البحرين، حيث ظهر الفريق بأداء جميل.
وأضاف: كانت لدينا مشكلة تم وضعها في الحسبان ألا وهي الاستشفاء بعد كل مباراة نخوضها والابتعاد عن الإصابات لكي نصل إلى البطولة ونحن في جاهزية وبصفوف مكتملة، مبينا أن المباراة الأولى في البطولة دائما ما تحمل أهمية كبيرة وبها ضغط كبير وما يضاعف الضغوطات أن البطولة تقام على أرضنا وبين جماهيرنا لكن أملنا كبير بسبب الدفعة المعنوية الكبيرة التي لدى اللاعبين من خلال تألقهم في التدريبات والمباريات الودية، ونأمل بالظهور بالمستوى الجيد الذي يؤهلنا على المنافسة في هذه المشاركة. وأكد بودرالي على أهمية تحقيق الفوز في المباراة الافتتاحية لما لها من أهمية للمباريات التالية، على الرغم أن المباراة الأولى في البطولة ليست مصيرية إلا أنها تحمل الكثير من الدلالات حول قدرة الفريق على المنافسة وعما إذا كان أداء الفريق جيدا أم لا، وبالتالي حضرنا جيدا للمباراة وسندخل المواجهة بهدف تحقيق الفوز.