جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-01@13:38:03 GMT

"كونوا عمانيون قدر المستطاع"

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

'كونوا عمانيون قدر المستطاع'

 

عبدالعزيز بن صالح الفهدي

كنُت ضمن الحضور لمنتدى القيادة والإدارة والاستثمار الذي عُقد في شهر يونيو الماضي بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وكانت بمثابة فرصة للإجتماع بشخصيات مهمَّة وملهمة ومن روّاد هذا المجتمع.

وفي إحدى الجلسات الرئيسية تلقَّيتُ نصيحةً لن أنساها أبدًا من الرئيس التنفيذي لمطارات عمان الشيخ أيمن الحوسني، وهو رمزٌ من رموز القيادة والإدارة في عُمان، حين وجَّه نصيحته للحضور فقال: "كونوا عُمانيين قدر المستطاع"، ولقد كان لهذه العبارة البسيطة والمقتضبة وقعًا على نفسي، وفي واقعي؛ إذ تزداد رسوخًا بصورة مستمرة.

لقد جسَّدت هذه العبارة بالنسبةِ لي جوهر القيادة الحقيقية والإدارة الفعَّالة؛ لأنها تذكِّرني بمقولة دوايت ديسموند: "القيادة هي فنَّ جَعْلِ الآخرين يريدون القيام بما تريده"؛ أَي أنَّ عليك كقائد معرفة كيفية إقناع طاقم عملك بعمل معين بطريقة مناسبة، وأجد ربط الشخصية العمانية ببيئة العمل هي فكرة قيادية تُدَرَّس لعمقها.

لم تكن تلك العبارة مجرد كلمات؛ بل هي مفتاح لتحقيق النجاح والازدهار في مجال الإدارة، تذكرني دائمًا بأهمية الالتزام بالقيم الوطنية، والتفاني في تحقيق الأهداف الوطنية العُليا. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت هذه العبارة جزءًا لا يتجزأ من طريقة تفكيري وسلوكي في مجال الإدارة، بل إنها تحِّفزني دائمًا لتحقيق الأفضل، وتحمِّلني واجب الالتزام نحو وطني بكل شغف.

سأضربُ الأمثلة في هذا المقال حول الكيفية التي يمكن أن تكون بها شخصية العماني الأصيل من بين أفضل الشخصيات في بيئة العمل، فللعماني الأصيل صفات تجعله قيمة مضافة وإيجابية لأيِّ بيئةِ عمل إذا ما عَمِل على توظيفها في إنجاح المؤسسة التي يعمل بها.

في عام 1840، أبحر أحمد بن نعمان الكعبي مبعوثًا من سلطان عمان إلى نيويورك على متن السفينة "سلطانة" إيذانًا ببدء العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من التحديات والمخاطر التي واجهها أحمد بن نعمان في رحلته البحرية الشاقة، فإن عزيمته القوية والتفاني في خدمة بلاده ساعدته على النجاح في مهمته كسفير عماني إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وقبل رحلة ابن النعمان، وفي النصف الثاني من القرن الهجري كان التاجر العُماني عبدالله بن مسعود أول عربي يصلُ إلى كانتون بالصين ويقيم علاقات مع الصين. تجسِّد هاتان الرحلتان الصورة الرائعة للعمانيين في أنهم أصحابُ هممٍ لا تبارى، وطموحات لا تُحَد إذا ما وضعوا نصب أعينهم قيمُهُم العُليا كعمانيين وطنيين مخلصين لأرضهم.

ويتضح لنا جليًا من سابق الأمثلة ومن واقعنا الحالي للذكاء العاطفي للعماني حينما يسعى لتوظيف سماته الشخصية والاجتماعية في بناء جسور ثقافية وعلمية واجتماعية مع الآخر، ويمكّنه هذا من التعامل بكفاءة مع مختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والدينية. هذه القدرة على التفاهم والتناغم تبرز جليًا في قول أشرف الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لأحد مبعوثيه: "لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك". هذه العبارة تعكس قيم الضيافة والتسامح والقبول اللاتي تتسم بها شخصية العماني الأصيل، وتجعلها مثالًا للكرم واللباقة في التعامل مع الآخرين.

ومن هنا يتجلى لنا مفهوم الولاء المؤسسي؛ حيث يُعرَف الفرد العماني بأنه مواطن مخلصٌ وفيُّ لوطنه. وعلى هذا السياق يجب ان يوجّه هذا الإخلاص لإنتاجيته في العمل ومساعيه في إتمام الأعمال المسندة إليه في مؤسسته على أكمل وجه، ومن هنا تتقدم جميع القطاعات في البلاد ويتطور الإنسان مما يُسهم في تقدم المجتمع ورخاءه وعُلوِّه.

هذا الولاء المؤسسي يعكس الالتزام العميق بالوطن والشعور بالمسؤولية الاجتماعية، مما يحقق النجاح والازدهار للفرد وللمؤسسة على حد سواء.

إن عبارةً بسيطة الكلمات يقولها أحد المُلهمين قد يكون لها أثر عميق في نفس المستمع، كمثل هذه العبارة التي قالها الشيخ أيمن الحوسني والتي قد يكون لها أثر على آخرين كما كان لها أثر عليَّ يتردَّد صداهُ منذ ذلك الوقت، ولا شك أن أثرهُ سيكون بارزًا في جهودي التي أسعى لتقديمها لنماء وازدهار وطني الحبيب عمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الانضباط العسكري.. تعزيز لروح القيادة والمواطنة والانتماء

بدأت اليوم فعاليات برنامج الانضباط العسكري بمحافظة ظفار، الذي تشرف على تنفيذه وزارة الثقافة والرياضة والشباب وعدد من الجهات العسكرية والأمنية وعدد من المؤسسات الحكومية الأخرى ذات الصلة.

استُهل البرنامج بإيجاز للمشاركين عن الأنشطة والفعاليات، وأهم الجوانب التدريبية والتوعوية والتربويّة وبرنامج المحاضرات الشامل التي سيتضمنها البرنامج الذي يستمر حتى الرابع والعشرين من يوليو القادم، حيث ستقدم لهم تطبيقات عملية في المشاة العسكرية والأسلحة وحصص اللياقة البدنية، وعدد من المحاضرات ذات العلاقة.

ويتضمن البرنامج عددًا من المحاضرات في الضبط والربط العسكري، والإسعافات الأولية، والعمل الجماعي وأساليب القيادة، والمخدرات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى محاضرة في العلوم العسكرية، وأخرى حول التغذية وآثارها على اللياقة البدنية، وحلقتين بعنوان "المواطنة والانتماء" و"الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال".

وقال المقدم الركن جوي حسين بن محمد العجمي المشرف العام للبرنامج من رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة: "يهدف برنامج الانضباط العسكري إلى تنمية الوعي وغرس القيم وتعزيز روح القيادة للمشاركين في البرنامج؛ وذلك لتنشئة أجيال تحمل حب الوطن والولاء لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- وتسهم في بناء شخصية المشارك معرفيًا وسلوكيًا، كما يهدف برنامج الانضباط العسكري إلى ترسيخ قيم العمل الجماعي والانضباط العسكري وصقل شخصية المشاركين، وتعزيز الثقة بالنفس لديهم، وكيفية استثمار أوقات فراغ الشباب بما يجنبهم مختلف المخاطر".

وقال فارس بن محمد العوفي مدير دائرة البرامج الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: "يأتي برنامج الانضباط العسكري ترجمة للرؤية السامية لعاهل البلاد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- التي تضمنتها رؤية عمان ٢٠٤٠، وهي تؤكد تأكيدًا تامًا حرص الحكومة بكافة أجهزتها وقطاعاتها على صناعة وتهيئة جيل قيادي من الشباب العُماني الواعد يتصف بالانضباط والمسؤولية والانتماء للوطن والولاء للقائد، ويحترم القوانين والأنظمة، ويتحلى بالفضائل والقيم الدينية والسلوكية، بمشاركة 700 شاب من مختلف محافظات سلطنة عُمان كعينة يتم تقييمها ودراستها والوقوف على كافة حيثياتها التي ستدفع بمبادرات أخرى في قادم الأيام".

وقال علي بن عبدالله البدري أخصائي أنشطة مدرسية: "إن تنفيذ برنامج الانضباط العسكري لهذه الفئة العمرية من طلبة المدارس يعكس اهتمام الحكومة بفئة الشباب تعليمهم الانضباط والتنظيم في جميع شؤون حياتهم، حيث ينمي الجوانب الوطنية والنفسية إلى جانب التدريب العسكري الذي يعزز التحمل الجسدي لديهم، ومن المؤمل في نهاية هذا البرنامج بأن ينقل هؤلاء الطلبة ما تحقق لديهم من معارف إلى أقرانهم في المجتمع المدرسي والمحلي ونشر ثقافة الحس الوطني".

وقال الطالب سعيد بن سالم الشعيلي مشارك في البرنامج: "إن برنامج الانضباط العسكري يعد فرصةً للتعرف على الحياة العسكرية لأكتسب من خلاله بعض المعارف والمهارات التي تنمي الجوانب الدينية والأخلاقية والعسكرية، وسأسعى جاهدًا للاستفادة القصوى، ونهل العلوم المختلفة من هذا البرنامج".

وقال الطالب سلطان بن منيف المسهلي مشارك في البرنامج قائلا: "أسعى من خلال هذا البرنامج إلى اكتساب العديد من المهارات وأهمها الانضباط والالتزام بالوقت والعمل الجماعي".

مقالات مشابهة

  • مباحث الأقصر يضبط 3 أشخاص كونوا تشكيلا عصابيا تخصص في السرقات بإسنا
  • نائب الملك يرعى إطلاق مسابقة دولية للأمن السيبراني في عمان
  • الانضباط العسكري.. تعزيز لروح القيادة والمواطنة والانتماء
  • سلطنة عمان.. سلام ووئام واحترام لحقــــوق الــدول والشعوب في الحياة الكريمة
  • عمان في مؤشر السلام العالمي 2024
  • مسؤول شرطي يوضح مخاطر إيواء المتسللين وتشغيلهم
  • تنفيسة| حرية التعبير عن الرأي.. حق مكفول أم ذنب غير مغفور؟!
  • تداعيات خطيرة لإيواء وتشغيل المتسللين .. والشرطة تحذر
  • 12.1 مليار ريال حجم أصول محفظة التنمية الوطنية لجهاز الاستثمار العماني
  • مبادرة فتح الطرق.. دعوة للسلام