تدفع الولايات المتحدة إسرائيل باتجاه تأخير هجومها البري على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، كي يتسنى لها تسريع نقل مزيد من الأسلحة، وأنظمة الدفاع الجوية إلى المنطقة، وسط تزايد مخاوفها من تصعيد إيراني ضد قواتها.

ويقول مسؤولون أمنيون أمريكيون، إن طهران ووكلاءها في المنطقة يستعدون لتكثيف هجماتهم على أهداف أمريكية.

ومؤخراً أحبطت المدمرة "يو إس إس كارني" 15 طائرة مسيرة، و4 صواريخ كروز أطلقتها ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر، وفقاً لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز"، الأربعاء.


وأكد المسؤولون، أن "أمريكا تهدف من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز أمنها في المنطقة، وبناء قدرة دفاعية كافية لردع إيران، بعد توثيق 10 هجمات على قواتها منذ 18 أكتوبر (تشرين الأول) أدت إلى إصابة 20 جندياً". 

خلافات داخلية

ويقول المسؤولون، إن الغزو الإسرائيلي البري المخطط له تعطل جزئياً، بسبب خلافات بين القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل، وعندما سُئل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، عما إذا كانت الولايات المتحدة تحث إسرائيل على تأخير الغزو البري، رد بالقول، "الإسرائيليون يتخذون قراراتهم بأنفسهم".

لكن مع ذلك، فإن المسؤولين والاستراتيجيين العسكريين في واشنطن رحبوا بتأخير الهجوم البري، قائلين إنه يمنح الولايات المتحدة الوقت الكافي لإرسال دفاعات جوية وجنود إضافيين وسفن حربية إلى المنطقة، لردع طهران. 

قلق.. ومؤشرات

وأكد مسؤول أمريكي كبير، "ما نراه مثير للقلق. لدينا مؤشرات على أن هناك مجموعات في المنطقة لديها رغبة في التصعيد، ولهذا السبب عززنا وجودنا العسكري". وتلك التهديدت وبالتحديد المتكررة من قبل حزب الله، بات تقلق الولايات المتحدة، حسب تأكيد عدد من المسؤولين. 

والثلاثاء، قالت وكالة أنباء قريبة من "الحرس الثوري" الإيراني، إن "انخراط حزب الله في حرب مع إسرائيل أصبح الآن مرجحاً، ويمكنه استخدام صواريخ دقيقة التوجيه قادرة على ضرب إسرائيل بأكملها".
وانتقلت مؤخراً، جماعات شيعية مسلحة تدعمها إيران من العراق إلى غرب سوريا، بالقرب من الحدود الإسرائيلية. واستهدفت صواريخ عدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قاعدتي "عين الأسد" الأمريكية في غرب العراق، و"التنف" في سوريا.

A US military base was shelled in Iraq

Sources from several Arab media outlets write that we are talking about the Ain al-Asad airbase in western Iraq. It was attacked by drones and missiles. Numerous explosions were reported, but it is unclear whether any military personnel… pic.twitter.com/UWbfLQwyWK

— Sprinter (@Sprinter99800) October 20, 2023

ويرجح المسؤولون الأمريكيون، أن تحركات الجماعات المسلحة الموالية لإيران تعد مؤشراً قوياً على استعدادها للتصعيد، حتى قبل أن يبدأ الهجوم الإسرائيلي البري.

وترى إدارة بايدن من ناحيتها، أن طهران لا تريد مواجهة الولايات المتحدة أو إسرائيل بشكل مباشر، لكنها تتوقع منها الاستمرار في تنشيط وكلائها الإقليميين لتوجيه الضربات بدلاً منها.
أما السيناتور جيم ريش، أكبر عضو جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فيقول: "أعتقد أنهم لا يريدون الدخول في هذا الأمر معنا، ونحن بالتأكيد لا نريد الدخول فيه". 

مكاسب ممكنة 

يكمن الدافع وراء تحريك طهران لوكلائها في المنطقة، هو المكاسب الممكنة، فهي تشعر أن لديها الكثير لتحققه من تمكين وتشجيع ودعم تصرفات وكلائها ضد إسرائيل والولايات المتحدة، حتى لو لم تنخرط بشكل كامل في الصراع.
مسؤول المخابرات الأمريكية الكبير السابق نورمان رول يفسر دوافع طهران من التصعيد بالقول، "هذه التصرفات تعزز نفوذ إيران في المنطقة، وربما تقلل من نفوذ الولايات المتحدة". 

ويضيف رول، "هناك شعور حقيقي بأنه من غير المرجح أن تستخدم واشنطن القوة ضد إيران ووكلائها، بسبب القلق من أن القيام بذلك قد يؤدي إلى خطر نشوب صراع لعدة سنوات مثل العراق أو أفغانستان".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إيران الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وسط قلق غربي ورفض جزائري.. تحركات روسية لإنشاء قاعدة عسكرية جنوب ليبيا لتعويض خسارة سوريا

الأثنين, 10 مارس 2025 11:58 م

بغداد/المركز الخبري الوطني

تشير تقارير إلى أن روسيا تسعى لإنشاء قاعدة عسكرية في جنوب ليبيا، وسط مخاوف غربية ورفض جزائري واضح. تأتي هذه الخطوة في ظل تراجع النفوذ الروسي في سوريا بعد التقارب التركي-السوري والدعم الغربي المستمر لأوكرانيا.

التحركات الروسية تُقابل بمعارضة جزائرية، حيث تعتبر الجزائر أي وجود عسكري أجنبي في المنطقة تهديدًا لأمنها القومي. كما أن الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا، تراقب الأمر عن كثب، خشية أن تعزز روسيا نفوذها في شمال إفريقيا.

هذا التطور يعكس إعادة تموضع روسيا عسكريًا بعد الضغوط التي تواجهها في سوريا وأوكرانيا، مما قد يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تلوح بإعادة فرض عقوبات أممية على إيران
  • خامنئي يعارض المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي
  • مع السعي الأمريكي لدعم بغداد.. إيران قد تخسر العراق قريبًا
  • وزير خارجية إيران: دولة عربية ستوصل لنا رسالة من ترامب
  • هل تحوّل التوافقات السورية تحركات إسرائيل إلى مغامرة حمقاء؟
  • زيلينسكي يعتذر لترامب بعد خلافات البيت الأبيض وتطورات جديدة بين أوكرانيا وأمريكا
  • وسط قلق غربي ورفض جزائري.. تحركات روسية لإنشاء قاعدة عسكرية جنوب ليبيا لتعويض خسارة سوريا
  • اقتصادي: 3.6 تريليون دولار قيمة عجز ميزانية الولايات المتحدة سنويًا
  • ثلاثة ثوابت أمريكية في مواجهة إيران.. أحدها يُمسّ العراق مباشرة - عاجل
  • الولايات المتحدة تتجه لترحيل مؤيدي حماس وإلغاء إقاماتهم وتأشيراتهم