عربي21:
2025-03-20@04:00:01 GMT

حق الدفاع عن النفس وضوابطه في القانون الدولي

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

كل الغرب أكد أن لإسرائيل الحق في اتخاذ كل ما يلزم ولو كان مناقضا للقانون، في إطار حقها في الدفاع الشرعي عن النفس.

والحق أن موقف الغرب مع إسرائيل هو موقف سياسي لا يصمد أمام التحليل القانوني، والغرب بهذا الموقف يعلن عن انحيازه الأعمى لإسرائيل ويشجعها على ارتكاب الجرائم وانتهاك القانون الدولي، كما أن هذا الموقف يناقض شعارات الغرب حول حقوق الإنسان وسعى الغرب إلى صياغة المعاهدات الدولية التي تشكل عصب القانون الدولي المعاصر.



فإسرائيل احتلت الأرض ثم تحولت إلى اغتصاب للأرض وعدم الاعتراف بأنها تتعامل مع إنسان ولا تعترف بالطابع الإنساني للمواطن الفلسطيني، وبذلك تسقط حجتها الاستعمارية وأكاذيبها التي بررت بها وجودها في فلسطين، فالحجة الاستعمارية تقول إن إسرائيل مبعوث الحضارة الأوروبية، زُرعت في المنطقة لتولى مهمة مقدسة وهي انتشالها من البربرية إلى دنيا الحضارة.

فالصراع بين إسرائيل المغتصبة وبين عموم الشعب الفلسطيني الذي يعتز بمقاومته، وليس كما زعمت إسرائيل والغرب والسلطة الفلسطينية بين إسرائيل ومعها الشعب والسلطة والغرب ضد "حماس الإرهابية".

إسرائيل لا ينطبق عليها مبدأ حق الدفاع عن النفس للأسباب الآتية:

أولاً: إسرائيل المغتصبة للأرض في حدود التقسيم غير الشرعي والمحتلة لما وراءه، وتسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني، ليس لها حق الدفاع عن النفسي لأنه معناه تأييد الاحتلال خاصة طويل الأجل الذي تتجرد فيه إسرائيل من أي حقوق، تطبيقا لقاعدة شهيرة "لا ترتكب الخطأ ثم تطالب بحق الحماية للخطأ". فالتمتع بالحق يشترط أن يكون الشخص بريئا من التسبب في الخطأ.

ثانياً: حق الدفاع عن النفس حق طبيعي للأفراد والشعوب والدول، ولكن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وضعت ضوابط لممارسة هذا الحق، وإسرائيل لم تستوف شروط التمتع بهذا الحق.

ثالثاً: تشترط المادة للتمتع بهذا الحق أن يكون رد فعل على هجوم مسلح، والهجوم المسلح من دول أما الهجوم المسلح من جماعات المقاومة فلا يعطي لرد الفعل صفة الدفاع الشرعي. كما تشترط أن الهجوم مباغت، ولكن مصر نبهت إسرائيل إلى هذا الهجوم قبل وقوعه بعشرة أيام. وكان لا بد لإسرائيل أن تتوقع الهجوم لأن سلوكها الإجرامي تراكم منذ سنوات، كما أن إسرائيل تعمد إلى إبادة الشعب الفلسطيني.

والشرط الثالث: أن تحاول إسرائيل ضد الهجوم بأقل قدر من القوة، بينما إسرائيل أعدت العدة واستغلت هذا الهجوم لكي تخرج على كل القواعد والالتزامات.

والشرط الرابع: أن يكون الرد متناسبا مع الهجوم وبالقدر اللازم لصد الهجوم، وبالطبع فإن الرد يجب أن يتفادى قدر المستطاع استخدام القوة المسلحة.

الشرط الخامس: أن يكون الرد مؤقتا ريثما يتولى مجلس الأمن معالجة الموقف.

والشرط السادس: ضرورة احترام قواعد القانون الدولي. فحق الدفاع عن النفس لا يشمل استخدام الطائرات أو القنابل الحارقة ضد المدنيين، ولا يشمل حرق المستشفيات ودور العبادة، كما لا يشمل إجراءات الإبادة والتصريح بهذه النية بإحكام الحصار ومنع مقومات الحياة خاصة الماء والكهرباء والدواء والإيواء، والغدر الذي مارسته إسرائيل، كما لا يشمل هذا الحق الإعلان عن خطة القضاء على المقاومة.

رابعا: المقاومة مشروعة في القانون الدولي إذا قامت بعمليات ضد معسكرات الجيش والمستعمرات، كما أن ذلك مشروع لأن المستعمرين بحماية الجيش يعتدون على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم كما يقتحمون المسجد الأقصى ويُغيرون على منازل وأحياء الفلسطينيين. وأساس مشروعية المقاومة هو استمرار الاحتلال بنية الاغتصاب والانفراد بفلسطين وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. والاحتلال في القانون الدولي عسكري مؤقت، ولكن الاحتلال الإسرائيل طال أمده لأنه مقدمه لضم الأراضي واغتصابها، فمقاومة هذا الاحتلال وسياساته الباطشة مشروعة للفلسطينيين. وحسنا فعل الأزهر عندما أصدر فتوى ضد افتراء البعض على المقاومة

خامساً: إن كافة الدول الغربية اعتبرت أعمال المقاومة فعلا وجرائم إسرائيل ردا على هذا الفعل، بينما المقاومة دائما هي رد لفعل الاحتلال والاغتصاب. فالمقاومة تتمتع بحق الدفاع عن النفس، أما إسرائيل ككيان غاصب لا يحق لها أن تزعم حق الدفاع عن النفس وإلا كان هذا الحق تكريسا للعمل غير المشروع.

هذه الحقائق جميعا يعرفها قادة الغرب وأن الدفاع عن جرائم إسرائيل يجعل المدافع عن إسرائيل شريكا في جرائمها، أما واشنطن فهي شريك أساسي في الجرائم بل إنها هي الفاعل الأصلي وإسرائيل هي الشريك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل القانون الدولي الفلسطيني المقاومة إسرائيل فلسطين غزة القانون الدولي المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حق الدفاع عن النفس القانون الدولی هذا الحق أن یکون لا یشمل

إقرأ أيضاً:

أونروا: لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية يزيد معاناة الشعب الفلسطيني

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، قال إن استئناف الحرب بغزة يزيد المعاناة ويجب العودة لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية سيزيد معاناة الشعب الفلسطيني.

تصعيد غزة.. هل ينقذ نتنياهو من أزمة أم يغرقه في أخرى؟وزير الأوقاف: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحشية غير مسبوقة وجريمة حربجيش الاحتلال يطلق على عمليته العسكرية في غزة اسم "العزة والسيف"حزب المؤتمر: استئناف إسرائيل الحرب على غزة تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي

من جانبها أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس ، أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، متهربًا من التزاماته، ومستمراً في ارتكاب المجازر بحق اهل غزة، وسط صمت دولي مخزٍ.

وقالت الحركة في بيان لها؛ إن الادعاءات التي أطلقها الاحتلال بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قواته لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد ذرائع واهية لتبرير عودته للحرب وتصعيد عدوانه الدموي.

وأضاف: يحاول الاحتلال تضليل الرأي العام وخلق مبررات زائفة لتغطية قراره المسبق باستئناف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، غير مكترث بأي التزامات تعهد بها.

واتمت الحركة بيانها قائلة: لقد التزمنا بالاتفاق حتى آخر لحظة، وكانت الحركة حريصة على استمراره، إلا أن نتنياهو، الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية، فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء شعبنا.

مقالات مشابهة

  • “نتنياهو” و”ترامب” يدوسون على القانون الدولي (كاريكاتير)
  • اليمن: الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة تحد صارخ للقانون الدولي
  • ماعت: إسرائيل تواصل انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وسط صمت دولي
  • الهجوم على الحوثيين يكشف انقسامات اليمين الأمريكي
  • وزير خارجية بلجيكا للجزيرة: ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس
  • حركة فتح الانتفاضة لشفق نيوز: محور المقاومة سيفاجئ إسرائيل بعمليات غير معلنة
  • هل قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية؟ وما خيارات المقاومة؟ الفلاحي يجيب
  • أونروا: لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية يزيد معاناة الشعب الفلسطيني
  • هل تستأنف إسرائيل الهجوم بريا في قطاع غزة؟
  • أستاذ علاقات دولية: القانون الدولي يدين الحوثيين بسبب سجل انتهاكاتهم