عربي21:
2024-09-30@18:42:21 GMT

حق الدفاع عن النفس وضوابطه في القانون الدولي

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

كل الغرب أكد أن لإسرائيل الحق في اتخاذ كل ما يلزم ولو كان مناقضا للقانون، في إطار حقها في الدفاع الشرعي عن النفس.

والحق أن موقف الغرب مع إسرائيل هو موقف سياسي لا يصمد أمام التحليل القانوني، والغرب بهذا الموقف يعلن عن انحيازه الأعمى لإسرائيل ويشجعها على ارتكاب الجرائم وانتهاك القانون الدولي، كما أن هذا الموقف يناقض شعارات الغرب حول حقوق الإنسان وسعى الغرب إلى صياغة المعاهدات الدولية التي تشكل عصب القانون الدولي المعاصر.



فإسرائيل احتلت الأرض ثم تحولت إلى اغتصاب للأرض وعدم الاعتراف بأنها تتعامل مع إنسان ولا تعترف بالطابع الإنساني للمواطن الفلسطيني، وبذلك تسقط حجتها الاستعمارية وأكاذيبها التي بررت بها وجودها في فلسطين، فالحجة الاستعمارية تقول إن إسرائيل مبعوث الحضارة الأوروبية، زُرعت في المنطقة لتولى مهمة مقدسة وهي انتشالها من البربرية إلى دنيا الحضارة.

فالصراع بين إسرائيل المغتصبة وبين عموم الشعب الفلسطيني الذي يعتز بمقاومته، وليس كما زعمت إسرائيل والغرب والسلطة الفلسطينية بين إسرائيل ومعها الشعب والسلطة والغرب ضد "حماس الإرهابية".

إسرائيل لا ينطبق عليها مبدأ حق الدفاع عن النفس للأسباب الآتية:

أولاً: إسرائيل المغتصبة للأرض في حدود التقسيم غير الشرعي والمحتلة لما وراءه، وتسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني، ليس لها حق الدفاع عن النفسي لأنه معناه تأييد الاحتلال خاصة طويل الأجل الذي تتجرد فيه إسرائيل من أي حقوق، تطبيقا لقاعدة شهيرة "لا ترتكب الخطأ ثم تطالب بحق الحماية للخطأ". فالتمتع بالحق يشترط أن يكون الشخص بريئا من التسبب في الخطأ.

ثانياً: حق الدفاع عن النفس حق طبيعي للأفراد والشعوب والدول، ولكن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وضعت ضوابط لممارسة هذا الحق، وإسرائيل لم تستوف شروط التمتع بهذا الحق.

ثالثاً: تشترط المادة للتمتع بهذا الحق أن يكون رد فعل على هجوم مسلح، والهجوم المسلح من دول أما الهجوم المسلح من جماعات المقاومة فلا يعطي لرد الفعل صفة الدفاع الشرعي. كما تشترط أن الهجوم مباغت، ولكن مصر نبهت إسرائيل إلى هذا الهجوم قبل وقوعه بعشرة أيام. وكان لا بد لإسرائيل أن تتوقع الهجوم لأن سلوكها الإجرامي تراكم منذ سنوات، كما أن إسرائيل تعمد إلى إبادة الشعب الفلسطيني.

والشرط الثالث: أن تحاول إسرائيل ضد الهجوم بأقل قدر من القوة، بينما إسرائيل أعدت العدة واستغلت هذا الهجوم لكي تخرج على كل القواعد والالتزامات.

والشرط الرابع: أن يكون الرد متناسبا مع الهجوم وبالقدر اللازم لصد الهجوم، وبالطبع فإن الرد يجب أن يتفادى قدر المستطاع استخدام القوة المسلحة.

الشرط الخامس: أن يكون الرد مؤقتا ريثما يتولى مجلس الأمن معالجة الموقف.

والشرط السادس: ضرورة احترام قواعد القانون الدولي. فحق الدفاع عن النفس لا يشمل استخدام الطائرات أو القنابل الحارقة ضد المدنيين، ولا يشمل حرق المستشفيات ودور العبادة، كما لا يشمل إجراءات الإبادة والتصريح بهذه النية بإحكام الحصار ومنع مقومات الحياة خاصة الماء والكهرباء والدواء والإيواء، والغدر الذي مارسته إسرائيل، كما لا يشمل هذا الحق الإعلان عن خطة القضاء على المقاومة.

رابعا: المقاومة مشروعة في القانون الدولي إذا قامت بعمليات ضد معسكرات الجيش والمستعمرات، كما أن ذلك مشروع لأن المستعمرين بحماية الجيش يعتدون على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم كما يقتحمون المسجد الأقصى ويُغيرون على منازل وأحياء الفلسطينيين. وأساس مشروعية المقاومة هو استمرار الاحتلال بنية الاغتصاب والانفراد بفلسطين وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. والاحتلال في القانون الدولي عسكري مؤقت، ولكن الاحتلال الإسرائيل طال أمده لأنه مقدمه لضم الأراضي واغتصابها، فمقاومة هذا الاحتلال وسياساته الباطشة مشروعة للفلسطينيين. وحسنا فعل الأزهر عندما أصدر فتوى ضد افتراء البعض على المقاومة

خامساً: إن كافة الدول الغربية اعتبرت أعمال المقاومة فعلا وجرائم إسرائيل ردا على هذا الفعل، بينما المقاومة دائما هي رد لفعل الاحتلال والاغتصاب. فالمقاومة تتمتع بحق الدفاع عن النفس، أما إسرائيل ككيان غاصب لا يحق لها أن تزعم حق الدفاع عن النفس وإلا كان هذا الحق تكريسا للعمل غير المشروع.

هذه الحقائق جميعا يعرفها قادة الغرب وأن الدفاع عن جرائم إسرائيل يجعل المدافع عن إسرائيل شريكا في جرائمها، أما واشنطن فهي شريك أساسي في الجرائم بل إنها هي الفاعل الأصلي وإسرائيل هي الشريك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل القانون الدولي الفلسطيني المقاومة إسرائيل فلسطين غزة القانون الدولي المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حق الدفاع عن النفس القانون الدولی هذا الحق أن یکون لا یشمل

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: إسرائيل تتبع "استراتيجية الجحيم" في جنوب لبنان (فيديو)

قال أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، استراتيجية إسرائيل في جنوب لبنان "استراتيجية الجحيم"، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التدمير الكامل والشامل، مستفيدًا من التفوق الجوي له، وشن غارات بصواريخ وقنابل ضخمة لإحداث أوسع دمار ممكن، وتسوية مباني بالأرض، وهو ما يحدث حاليًا.

خبير سياسي يكشف عن عملية خداع استراتيجي بين إسرائيل بملف غزة ولبنان باحث: السياسة الدولية لا تبشر بالخير في منع إسرائيل من وقف إطلاق النار

وأضاف "أحمد" خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفصل بين مسارين: الأول عسكري، قائم على التصعيد، والآخر سياسي، يبدو أنه استنساخ لما يحدث في غزة، عبر إبداء الانفتاح على المبادرات الأمريكية، لكنها تُستخدم لإضاعة الوقت وتفريغها من مضمونها عبر وضع الشروط والعقبات.

 

وأوضح أن الجانب الأمريكي يزود إسرائيل بكل الأسلحة التدميرية التي تستخدمها، والتي تُسوي بها مباني كاملة بالأرض، كما حدث في قطاع غزة على مدار عام.

أمريكا ترفع شعار الدفاع عن النفس لتبرير أعمال إسرائيل

 وأشار إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية دائمًا ترفع شعار الدفاع عن النفس لتبرير أعمال إسرائيل، وعندما يوجد رد فعل أو تصعيد جراء هذه الأعمال الإسرائيلية تطالب الآخرين بضبط النفس".

وتابع: "بين الدفاع عن النفس لإسرائيل وضبط النفس للآخرين، تبدأ المفارقة الأمريكية، التي تبدو ظاهريًا أنها مع الحوار السلمي، لكن على أرض الواقع تقدم الدعم العسكري الكامل لإسرائيل وتفتح مخازن أسلحتها لها".

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن الشكل الحالي للمنطقة هو الذي كانت تريده الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن هناك بعض الأفكار تظهر بأنه كان هناك عملية خداع استراتيجي بين تل أبيب وواشنطن، لكي تتحقق ميزة لإسرائيل سواء في ملف غزة أو لبنان.


وأضاف «سنجر» خلال مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية ربما تلك الاستراتيجية لم تحقك نجاحا كاملا في استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ولكن حققت نجاحا كبير في اصطياد عناصر مهمة لقادة حزب الله في لبنان.

وأوضح خبير السياسات الدولية، أنه على الرغم من أن ملف غزة ولبنان مختلفين إلا أن هناك نظرة انتقادية كبير جداً للإدارة الأمريكية والفعل الأمريكي، وهناك سؤال مهم يوجه لها وهو ماذا تريد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، وهل المنطقة تعاقب بسبب العلاقات المتوترة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، أم تعاقب بسبب تطور علاقات بعض الدول مع الصين أو روسيا، مؤكداً أنه بات جلياً أن الشرق الأوسط يدفع فاتورة لغضب أمريكي عليه، أو عدم رغبتها في رؤية تلك المنطقة تتحرك تجاه قوى كبرى غيرها.

مقالات مشابهة

  • برلين: إسرائيل استخدمت حق الدفاع عن النفس حين قتلت نصر الله
  • نعيم قاسم: المقاومة جاهزة لمواجهة إسرائيل اذا قررت الهجوم البري
  • حنيني: عدوان الاحتلال على لبنان وسوريا واليمن لن يكسر إرادة شعوبنا
  • الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس بالصدارة وM.O.D وصيفاً في ختام الجولة الثالثة لبطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو
  • رئيس الوزراء الصومالي لإثيوبيا: لدينا الحق في الدفاع عن سلامة أراضينا
  • «المقاومة ستكمل طريق النضال».. الرئاسة السورية تنعى حسن نصر الله
  • وزير الخارجية: إثيوبيا خالفت القانون الدولي.. ومصر تحتفظ بحقها في الدفاع عن مصالح شعبها
  • بايدن: ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس أمام حزب الله وحماس
  • تأكيد نقل الكاتب الزعبي إلى سجن أم اللولو
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل تتبع "استراتيجية الجحيم" في جنوب لبنان (فيديو)