تستفزنى حالة التواصل بين بعض رواد «فيسبوك»، وبين المتحدث العسكرى الصهيونى، ويُدعَى «أفيخاى أدرعى».. وقد كتبت عن ذلك فى ذكرى نصر أكتوبر قبل سنوات عندما كان عدد متابعيه بضعة آلاف، عندما راح يستفز متابعيه قائلا: «إن إسرائيل انتصرت فى الحرب»، وراح الشباب يردون عليه.. البعض بالمناقشة، والغالبية بالتوبيخ وتوجيه الشتائم.
هذه المرة ومع العدوان «الإسرائيلى» على غزة تبارى نشطاء «فيسبوك» من تلقاء أنفسهم، فى الهجوم على المتحدث الصهيونى، معتبرين أن ما يقومون به انتصار.. دون أن يدركوا أنه الفائز الحقيقى فى هذه المعركة، بعد أن نجح فى جرِّهم إلى التطبيع!!.
ومنذ أيام تابعت المعركة الدائرة بين هذا المتحدث وبين الفنانة المصرية أنغام، المثير أن كثيرين، يعتبرون ما حدث انتصارًا، وغـزوًا، وكشفـًـا للحـقيقـة، ودفـاعـًــا عن الثوابت الوطنية، حتى إن بعض الصحف والفضائيات تناولت المعركة الإلكترونية، بوصفها نصرًا، دون أن يدرك هؤلاء وهؤلاء، أن الفائز الحقيقى هو من استفزهم، بطريقة أو بأخرى، وجرَّهم إلى مستنقع التطبيع!!
البعض يعتبر فى ذلك مبالغة أو تزيّدًا، لكن على هؤلاء أن يفكروا قليلا:
- أفيخاي أدرعي ومهمة إسرائيل الكبرى!هذا المتحدث.. عسكرى فى جيش الاحتلال، أو جزء من منظومة أمنية وعسكرية صهيونية، تحدد أهدافها بعناية، ويجب ألا نتوهم أنه دشَّـن صفحة ويتواصل مع الشباب العربى من تلقاء نفسه، أو أنه يملأ صفحته بالأدعية الدينية والآيات القرآنية فى رمضان والعيدين أحيانــًا، والتعليقات على مباريات كرة القدم أحيانا أخرى، من باب التسلية، فما يقوم به مدروس بعناية لاستقطاب الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى والحديث معهم، وجرِّهم للتطبيـع، وقد نجح فى ذلك للأسف، حتى إن تسجيلات الإعجاب على صفحته وصلت إلى 2.4 مليونًا.. ولو كان فشل فى أداء مهمته لتم تغييره فورًا، أو إلغاء الصفحة من الأساس.
المتحدث باسم جيش الكيان الصهيونى، فى سبيل اجتذاب أكبر عدد من المتابعين، يستند إلى عدة محاور.. أولا: يقوم بتقديم المعلومات والتفاصيل بدقة شديدة تجعل منه مصدرًا «موثوقــًـا» لتلقى الأخبار، وظهر ذلك واضحـًـا فيما كان يقدمه من أخبار حول العدوان الأخير على غزة.
ثانيا: استفزاز المتابعين بذكر آراء مغلوطة، كأن يتحدث باستخفاف عن انتصار مصر فى أكتوبر، كما يفعل دومًا ويقول: إن الصهاينة انتصروا فى الحرب، فيتبارى البعض فى الرد عليه ليصبح الدخول على صفحته والحديث معه ومتابعته أمرًا طبيعيـًـا.
وبين هذا وذاك يتسلل إلى العقول ببعض الحديث، عن علاقته بزوجته وكيف اشترى لها هدية قيّمة فى عيد ميلادها، ولا مانع فيما بعد أن يذكر خلافـًـا بينـه وبين زوجتـه ويطلب مشورة المتابعين!!.
كما يتعمد الحديث الناعم عن أصدقائه، وهواياته، وكيف يقضى إجازاته، والموسيقى التى يستمع إليها، والمطربين العرب الذين يحب أن يسمعهم، والأفلام التى يحرص على مشاهدتها، وهكذا.. ليخلـق عـلاقة مع متــابعيه.
وبتحليل مضمون صفحة «أفيخاى أدرعى»، تجد أنه يحاول أن يخلق صورة ذهنية مثالية عن إسرائيل، وحالة تعاطف مع الدولة المزعومة التى يكرهها كل من حولها ويحرِّضون عليها ويتمنون زوالها، بينما هى دولة ديمقراطية متقدمة، يدافع جيشها عن وجودها!.
-أفيخاي أدرعي وفخ التطبيع!هذا الكلام وإن كان مردودًا عليه ومرفوضـًـا الآن، لكن البعض دون أن يدرى وبفعل الإلحاح الممنهج، والمدروس، يشعر بالتعاطف مع «إسرائيل»، بالضبط كما حدث عندما روَّج المطبعون أمثال على سالم وغيره، أكذوبة «جماعات السلام» و«ثقافة السلام» و«التعايش السلمى» و«الشرق الأوسط الجديد» و«المستقبل الأفضل» و«قبول الآخر».. وغيرها.
الخطورة هنا أن ما كان يقدمه المطبعون للرأى العام المصرى والعربى بعد لقاءاتهم بالصهاينة أو زياراتهم للكيان الصهيونى، يقدمه اليوم «الإسرائيليون»، بأنفسهم من خلال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أو من خلال التواصل المباشر دون الحاجة إلى وسيط، بما يكسر الحاجز النفسى بينك وبين عدوك.
قد يقول البعض إنهم يفهمون ما قلته، جيدًا عن الكيان الصهيونى، بل يعرفون أكثر من ذلك، وإنهم يتواصلون مع صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال، ليعبروا عن كرههم لإسرائيل وبغضهم لما تقوم به من جرائم، أو للسخرية منه.
لكن هؤلاء يتجاهلون أن هذا المتحدث محترف، مدرَّب بشكل جيد على ما يقوم به، وهم غير مدربين، بمعنى أدق: هناك وحدات صهيونية تتابع الإعلام الاجتماعى، وتستخدم أحدث الأساليب العلمية والنفسية فى تحليل ما يُكتب والرد عليه، والاستفادة منه، إذن احتمال نجاح هذا الصهيونى فى مهمته أكبر، لأن ما يفعله مدروس ومخطط له، ويكفيه نجاحـًـا أنه يفـرِّغ طـاقة الغضب عند المصريين والعرب فى عبارات السب والسخرية.
فأنت تذكـر بعض ما درسته أو عرفته عن مذابح «دير ياسين» و«كفر قاسم» و«مدرسة بحر البقر» و«أبوز عبل»، وتشاهد الجرائم التى يرتكبها جنود الاحتلال الصهيونى ضد أشقائنا فى فلسطين، فيتكون لديك يومـًا بعد الآخـر رصيد كبير مـن الغـضب، تفرغـه يوميـًـا وبشكل مستمر، أمام جهاز الكمبيوتر، فى عبارات لا تُـقدِم، بل تُـؤخِر.
عزيزى المتواصل مع «أفيخاى أدرعى».. هل تعرف كم من اليهود هاجروا من إسرائيل بسبب عزلتهم؟ وهل أنت سعيد بما توجهه له من شتائم؟ ألا تشعر بالذنب وأنت تشتم شخصـًـا، فيبتسم لك أو يتغاضى عن قباحتك، ويتحدث معك عن هواياته والموسيقى التى يحب أن يسمعها؟!.
وما يدريك أن ما تكتبه، أنت وغيرك، لا تتم ترجمته وتصديره للغرب؟!، ليبدو الصهاينة مظلومين مضطهدين يواجهون عدوا يكرههم، أو يتم جمعه فى كتاب لتدريسه للتلاميذ فى المدارس الإسرائيلية؟.
ولِـمَ لا؟!.. فالصهاينة يعلِّمون أولادهم الجمع والطرح وقواعد الحساب فى المدرسة عن طريق: لديك 5 من العرب قتلت 3 فكم يتبقى؟!.. هذه حقيقة وليست على سبيل المبالغة.
البعض يقول إنه يتواصل مع صفحة هذا المتحدث من باب: «اعرف عدوك»، وهؤلاء أسألهم: ألا توجد طريقة أخرى تعرفون بها عدوكم بدون هذا التطبيع؟ ارصدوا ما عرفتموه عن إسرائيل بعد متابعة هذه الصفحة، وما كنتم تعرفونه قبل ذلك، لتدركوا أن مسألة اعرف عدوك من خلال التطبيع أكذوبة كبيرة روجها الصهاينة أنفسهم لتمرير التطبيع وجعله مستساغـًـا.
حقيقة حكاية اعرف عدوك التى رددها المطبعون الأوائل، تذكّـرنى، بكـثيرين أدمنوا الهيروين لأنهم حاولوا أن يعرفوا تأثيره، وهى أقرب لمن يرمى بنفسه تحت عجلات القطار ليعرف شعور المنتحر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل أنغام التطبيع أفيخاي أدرعي افيخاي ادرعي أفخاي أدرعي افيخاي أفيخاي إدرعي أفيخاي أفيخاي أدرعي وأنغام التطبيع مع إسرائيل هذا المتحدث
إقرأ أيضاً:
رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني في حوار لـ«البوابة نيوز»: القيادة المصرية الحكيمة مارست كل الضغوط على إسرائيل لإيقاف العدوان.. موقف ترامب لن يختلف استراتيجيًا وواقعيًا عن بايدن.. نأمل وضع حد للعدوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال القيادى والمفكر الفلسطينى ورئيس تيار الاستقلال الفلسطينى الدكتور محمد أبو سمرة، لا أعتقد أن مواقف الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة ستختلف كثيرًا من الناحية الاستراتيجية والواقعية كثيرًا عن مواقف الرئيس بايدن والإدارة الأمريكية السابقة.
وأضاف "أبوسمرة"، فى حوار خاص مع "البوابة نيوز"، أن القدس المحتلة والضفة الغربية دوما فى مركز وقلب العقل والمشروع الاستيطانى الصهيوني، ولذلك يسعى العدو الصهيونى بكل السبل والوسائل من أجل تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويدية.
نص الحوار:
■ ما تعليقك حول موقف ترامب من قضايا الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية؟
- لا أعتقد أن مواقف الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة ستختلف كثيراً من الناحية الاستراتيجية والواقعية عن مواقف عن الرئيس بايدن والإدارة الأمريكية الراحلة، وإن كنا نقدر للرئيس ترامب دوره الحاسم فى الدفع نحو اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى ودعمه للجهود المصرية والقطرية فى هذا السياق.
ونأمل أن يضع الرئيس ترامب حداً للعدوان الصهيونى المستمر والمتواصل ضد شعبنا المظلوم فى الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة المنكوب، ولحالة التغول والاستقواء والإجرام الصهيونى ضد شعبنا، وأن يدعم حقوق الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.
■ ما رأيك فى وضع معبر رفح تحت إشراف اللجنة الأوروبية بداية من الأسبوع المقبل؟
- الاتفاق الذى رعته وأنجزته الشقيقة الكبرى مصر، ينص على عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة الجانب الفلسطينى من معبر رفح البري، بينما تواجد المراقبين الأوروبيين فهو يعود لاتفاقية إدارة المعابر عام ٢٠٠٥، وهى اتفاقية خماسية، كانت السلطة الوطنية الفلسطينية طرفاً فيها بالإضافة إلى مصر وأمريكا والاتحاد الأوروبى والكيان الصهيوني.
■ ماذا يحدث فى الضفة وجنين؟ وهل سيؤثر على عودة الحرب فى غزة؟
- ما يحدث هو امتداد واستمرار للعدوان الصهيونى النازى الوحشى البربرى المتواصل ضد شعبنا الفلسطينى المظلوم فى قطاع غزة والقدس المحتلة والضفة الغربية، وكل ما يحدث على أرض فلسطين التاريخية مرتبط ببعضه البعض وينعكس على مجرى الأحداث فى كل المناطق الفلسطينية.
■ ما أهداف نتنياهو من إعلان عملية السور الحديدى فى جنين؟
- تقع القدس المحتلة والضفة الغربية دوماً فى مركز وقلب العقل والمشروع الاستيطانى الصهيوني، ولذلك يسعى العدو الصهيونى بكل السبل والوسائل من أجل تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويدية والعدوانية عبر ارتكاب جرائم الحرب والتطهير العرقى والإبادة الجماعية وإرهاب الدولة المُنظم تدمير مدن ومخيمات وقرى وبلدات الضفة الغربية، تماماً مثلما ارتكب من جرائم ووحشية وحرب إبادة وتطهير عرقى وتدمير وتخريب وتجويع وحصار ضد أهلنا فى قطاع غزة.
والعدو يسعى دون شك لتنفيذ مخططاته ومؤامراته لتهجير وطرد أهلها نحو الأردن الشقيق، ولهذا فالعدو يواصل مصادرة الأراضى الفلسطينية المحتلة وبناء المزيد من المستوطنات والتمدد الاستيطانى وتهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة بالكامل ثم ضم الغربية لدولة الكيان الصهيونى الغاصب، وفرض كل المعطيات والوقائع على الأرض لمنع الفلسطينيين من حقهم المشروع فى تقرير المصير والحرية والاستقلال وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة.
■ ما رأيك فى اتفاق وقف إطلاق النار وهل هو انتصار لحركة حماس؟
- أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أنه أوقف العدوان المتواصل ضد شعبنا المنكوب ونزيف الدم الفلسطيني.
■ هل الوقت سانح لفرض المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس؟
- المصالحة الفلسطينية كان يجب أن تتم منذ سنوات بعيدة، وتحديداً منذ الاتفاقية الأولى التى تمكنت القاهرة من إنجازها عام ٢٠١١، ثم كل اتفاقيات المصالحة التى تمكنت القاهرة من إنجازها عقب المئات من جولات الحوارات التى استضافتها ورعتها الشقيقة الكبرى مصر، وكل اتفاقيات المصالحة التى تم التوقيع عليها فى القاهرة تصلح للتنفيذ والتطبيق الفوري.
وهناك ضرورة قصوى تحتم أن تتم المصالحة الآن قبل الغد، لأن القضية الفلسطينية نتيجة العدوان الإجرامى الصهيونى ضد قطاع غزة والضفة الغربية تمر فى مفصل تاريخي، والكل الفلسطينى مهدد، والوحدة والتماسك هى بالتأكيد أهم أدوات مواجهة وإحباط مؤامرات ومخططات العدو الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية.
ونقدر للشقيقة الكبرى مصر، جهودها الجبارة والمتواصلة والحثيثة التى قامت وما زالت تقوم بها من أجل إنجاح المصالحة الفلسطينية وتحقيق أوسع توافق وطنى فلسطينى حول مستقبل قطاع غزة وعودة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهى الجهة والسلطة الشرعية لإدارة القطاع، وتشكيل حكومة وفاق وطنى ووحدة وطنية فلسطينية.
■ ما رأيك فى الدور المصرى فى القضية الفلسطينية؟
- منذ بدء العدوان الصهيونى الإجرامى البربرى ضد قطاع غزة، قادت الشقيقة الكبرى مصر حراكاً سياسياً كبيراً وواسعاً واتصالات وجولات مفاوضات ماراثونية لدى كل الأطراف المعنية، وطرحت العديد من المبادرات والمقترحات والأوراق من أجل الضغط بكل قوتها وثِقلها الدولى والإقليمى والعربى لإنجاح المفاوضات للتعجيل بإنهاء العدوان الصهيونى المتواصل ضد قطاع غزة المنكوب ووقف نزيف الدم الفلسطينى وحرب الإبادة والتطهير العرقي.
ونجحت الرئاسة والقيادة المصرية الحكيمة وأجهزتها السيادية الشجاعة وجيشها البطل، فى منع العدو الصهيونى وحكومته الفاشية، بكل قوة وثبات وجرأة ومسئولية وطنية وقومية وتاريخية من تنفيذ مخطط التهجير القصرى والطوعى لأبناء شعبنا فى قطاع غزة نحو سيناء ومصر، وكذلك شعبنا فى القدس والضفة الغربية نحو الأردن والمنافي.
وبذلت الشقيقة الكبرى مصر منذ السابع من أكتوبر العام قبل الماضي، جهوداً جبارة متواصلة وحثيثة وبكل قوة وثبات ومسئولية أخلاقية ووطنية وقومية وإنسانية من أجل وقف العدوان الصهيونى الإجرامى المتواصل للشهر السادس عشر ضد قطاع غزة، ومنع تهجير الفلسطينيين وطردهم من قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأيضاً من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والعدوان وتبادل الأسرى، الذى تم الإعلان عن التوصل إليه، ومارست القيادة المصرية الحكيمة كل الضغوط على العدو وعلى جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من أجل دعم المطالب الفلسطينية المشروعة وإنجاح صفقة تبادل الأسرى، وانسحاب جيش العدو من كل الأراضى والمناطق التى احتلها فى قطاع غزة وخصوصاً المحور الحدودى بين مصر وقطاع غزة (محور صلاح الدين/ فيلادلفي) ومعبر رفح البرى وكل المناطق الأخرى، وإعادة فتح وتشغيل معبر رفح.
وظلت القيادة المصرية والجهات السيادية المكلفة بإدارة ملف المفاوضات تسابق الزمن على مدى ستة عشرَ شهراً من أجل انتزاع اتفاق لوقف إطلاق النار والعدوان فى قطاع، وكنا على ثقةٍ تامة أن الجهود المصرية الحثيثة بالتعاون مع القيادة الفلسطينية الشرعية ومع حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى وقطر والأردن والعديد من الأطراف العربية والإقليمية والدولية المعنية والمؤثرة.
ونأمل من قيادة حركة "حماس" التعامل بحكمة ووعى وفهم وعقل سياسي، والتجاوب مع كل المبادرات والجهود المصرية الجبارة لوقف العدوان الصهيونى وحرب الإبادة والتطهير العرقى والمَقتَلة الكبرى ضد شعبنا، خاصة فى ظل تفاقم وتزايد عذابات ومعاناة ومصائب شعبنا فى غزة.
استمرار الحرب والعدوان الصهيونى هو الهدف الأساسى لحكومة الإجرام والتوحش والإرهاب الصهيونية المتطرفة التى يتزعمها مجرم الحرب والإرهابى الأكبر "هتلر العصر"؛ بنيامين نتنياهو، والتى نتج عنها أكبر مأساة ونكبة ومصيبة وكارثة يتعرض لها شعبنا المظلوم منذ أكثر من مائة عام، لم يعرف العالم والتاريخ والبشرية لها مثيلاً.
خاصة مع استمرار الحصار الصهيونى المشدد الخانق على قطاع غزة، ومنع العدو إدخال المساعدات الغذائية والدوائية والإغاثية والإنسانية، وعدم توفر الحد الأدنى من أبسط مقومات الحياة وتدمير أكثر من ٨٠ بالمائة من مبانى القطاع، وتدمير كلى للبنية التحتية، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمى والمنزلي، وانقطاع كلى للتيار الكهربائى والوقود وغاز الطهى وكل الاحتياجات واللوازم الأساسية الإنسانية والغذائية والدوائية، واستشهاد وإصابة واعتقال وفقدان مئات آلاف الفلسطينيين، وتيتُم آلاف الأطفال والرُُّضع، وشطب آلاف الأسر والعائلات بشكل كلى من السجل المدني، ونزوح قرابة مليونى فلسطيني، وتحويل قطاع غزة المنكوب المُدََّمر إلى أكبر مقبرةً جماعية وأكبر سجن مفتوح فى تاريخ العالم والبشرية.
وطيلة الأوقات كانت تسكننا الآمال فى نجاح الضغوط الكبيرة التى مارستها القيادة المصرية الحكيمة والجريئة على العدو الصهيونى والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وغيرها من الأطراف الدولية والإقليمية.
وكذلك نجاح الفريق المصرى السيادى الحكيم والمُُحَنك المكلف بملف المفاوضات وإدارة الاتصالات فى تذليل وتفكيك كل العوائق والعقبات والأفخاخ التى وضعها نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة أمام المفاوضات، ومنعه من إفشال التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف العدوان ضد قطاع غزة.
وأؤكد أنَّ الدور المصرى فى إدارة وقيادة ملف وجولات المفاوضات بين القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس والفصائل الفلسطينية مع العدو الصهيونى من أجل إنهاء العدوان ووقف إطلاق النار ضد غزة ومفاوضات تبادل الأسرى، هو الدور الرئيس والمحورى والمركزي.
بل إنَّ ملف المفاوضات هو ملف مصرى بامتياز، مثلما هو ملف فلسطيني، والجميع يعرف ويدرك أنَّ الشقيقة الكبرى مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة والحكومة المصرية وأجهزتها السيادية وجيشها وشعبها، تحوز على ثقة وتقدير واحترام الرئاسة والقيادة الفلسطينية وثقة كل الفصائل.
وكذلك على ثقة وتقدير ومحبة واحترام كل أطياف الشعب الفلسطينى عموماً وفى غزة خصوصاً، ونقدِّر جميعاً لمصر رئاسة وحكومةً وأجهزةً سيادية وجيشاً وشعباً، غالياً وكثيراً كل ما قدمته وتقدمه وتقوم به نصرةً لغزة والقدس وفلسطين وقضيتها العادلة.
وفى الختام؛ أتوجه باسمى وباسم تيار الاستقلال الفلسطينى وباسم جماهير شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة بجزيل الشكر والامتنان والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى وللقيادة والحكومة المصرية ولقيادة المخابرات المصرية العامة والفريق السيادى الذى أدار ملف المفاوضات والاتصالات، على كل الجهود التى قامت بها الشقيقة الكبرى مصر على مدى ستة عشر شهراً من أجل وقف نزيف الدم الفلسطينى ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقى التى يشنها العدو الصهيونى المجرم ضد شعبنا المظلوم.
وذلك لمنع العدو من تنفيذ مخطط التهجير، وكذلك منع العدو من تصفية القضية الفلسطينية، بل وإصرار وعناد وثبات مصر ودعمها لكل الحقوق التاريخية المشروعة وكل المطالب الفلسطينية وفى مقدمتها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير والاستقلال والحرية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولهذا سنظل على الدوام نقول: شكراً مصر الحبيبة الشقيقة الكبرى.
شكرًا فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي
شكرًا القيادة والحكومة والأجهزة السيادية المصرية
شكرًا جيش مصر العظيم
شكرًا قيادة المخابرات المصرية العامة وفريقها المكلف بالمفاوضات، وهو البطل الحقيقى فى ملف المفاوضات والذى تمكن من انتزاع موافقة حكومة العدو على اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العدوان وتبادل الأسرى.
شكرًا للشعب المصرى الكريم الطيب الأصيل الذى بدأ فى تقديم المساعدات لشعبنا المنكوب منذ بدء العدوان، وما زال يقدم المساعدات ولم يتوقف لحظة عن تقديمها، ولذلك فقد بلغت نسبة المساعدات المصرية ٨٧٪ من نسبة عموم المساعدات التى تم تقديمها لشعبنا.
ومصر على الدوام كانت وستظل فى مقدمة الصفوف دعماً لفلسطين وقضيتها العادلة ولشعبها المظلوم ولقطاع غزة المنكوب.. وهذا هو عهدنا الدائم مع مصر ورئيسها الحكيم الشجاع وقيادتها وحكومتها وجيشها وأجهزتها السيادية وشعبها الطيب الأصيل.
منذ بدء العدوان الصهيونى الإجرامى البربرى ضد قطاع غزة، قادت الشقيقة الكبرى مصر حراكاً سياسياً كبيراً وواسعاً واتصالات وجولات مفاوضات ماراثونية لدى كل الأطراف المعنية، وطرحت العديد من المبادرات والمقترحات والأوراق من أجل الضغط
الاتفاق الذى رعته وأنجزته الشقيقة الكبرى مصر، ينص على عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة الجانب الفلسطينى من معبر رفح البري، بينما تواجد المراقبين الأوربيين فهو يعود لاتفاقية إدارة المعابر عام ٢٠٠٥، وهى اتفاقية خماسية، كانت السلطة الوطنية الفلسطينية طرفاً فيها بالإضافة إلى مصر وأمريكا والاتحاد الأوروبى والكيان الصهيوني.