لماذا تتعثر المرحلة الثانية من "طوفان الأقصى"؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
رأى المحلل الإسرائيلي يارون فريدمان أن حركة حماس خططت لمفاجأة إسرائيل في المرحلة الأولى من عملية "طوفان الأقصى"، وأن تلحق بها إصابات قاتلة في المرحلة الثانية من خلال تعبئة المجتمع الفلسطيني والعالم الإسلامي وأذرع إيران في المنطقة.
واعتبر الكاتب أن المرحلة الأولى كانت ناجحة، ولكن المرحلة الثانية سارت بشكل خاطئ تماماً.
وقال فريدمان في تحليله بصحيفة "غلوبس" الاقتصادية، إن قيادة حركة "حماس" الفلسطينية خططت لعملية على عدة مراحل، تقضي الخطوة الأولى بمفاجأة إسرائيل بهجوم على المستوطنات الجنوبية.
ووفقاً لفريدمان، استغرق التجهيز لهذه المرحلة عامين من جمع المعلومات الاستخباراتية، على الأقل من قبل عناصر حماس في غزة، الذين عادوا إلى قياداتهم بتقارير مفصلة، مضيفاً أن حماس قرأت بعناية عدم جاهزية الجيش الإسرائيلي في المنطقة المحيطة، وضعف الحكومة التي كانت معنية فقط بالتعديلات القضائية، وقبل كل شي، التصور الإسرائيلي الخاطئ بأن حماس ليست لديها مصلحة في التصعيد الآن.
הפטרון האחרון של חמאס: החוקר שמסביר – כך השתבש השלב השני בתוכנית של ארגון הטרור הרצחני https://t.co/l0lHw3AXHf pic.twitter.com/M489GTLJ02
— Globes גלובס (@globesnews) October 24, 2023
اعتقاد إسرائيلي خاطئ
وفقاً للكاتب، "كان وهماً أن حماس تدعم إعادة إعمار غزة، حتى أن الحكومة الإسرائيلية سمحت لقطر بنقل حقائب الأموال إليهم، وأتاحت للحركة التخطيط لإفراغ المستوطنات من سكانها عن طريق إرسال مسلحيها إلى إسرائيل"، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى من الهجوم كانت أكثر نجاحاً مما كان متوقعاً، حيث تسلل المسلحون إلى مواقع الجيش الإسرائيلي، وقاموا بأسر أعداد كبيرة من المدنيين والجنود.
إعادة سيناريو حرب أكتوبر
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من التخطيط كانت إعادة لسيناريو حرب أكتوبر، عن طريق هجوم مشترك على إسرائيل من كافة الساحات، إلا أن هذه الخطوة باءت بالفشل لأن الحركة الفلسطينية راهنت على مفهوم خاطئ بناء على أحداث عملية "حارس الأسوار" في مايو (أيار) 2021، وقدرت أنها ستكون قادرة على إعادة ما حصل بانضمام المجتمع الفلسطيني إلى المقاومة، مثل العرب داخل إسرائيل، والفلسطينيين في الضفة الغربية.
أنشطة في الضفة الغربية
وقال فريدمان إن الهجمات، التي كان من المقرر أن تنطلق من الضفة الغربية، تم تحييدها من خلال أنشطة الجيش الإسرائيلي، مستطرداً: "ليس مستبعداً أن تكون إيران قد قررت التضحية بحماس، من أجل الإضرار بإسرائيل".
اقتصاد #إسرائيل سيدفع ثمن تدمير #حماس https://t.co/S0LmN87QoL
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023
عدم استجابة محور المقاومة
السبب الثاني لفشل المرحلة الثانية من "طوفان الأقصى" هو عدم استجابة محور المقاومة، حيث يقول الكاتب إن قيادة حماس تلقت على ما يبدو وعوداً بالمساعدة من إيران عبر أذرعها، وعلى رأسها تنظيم "حزب الله" اللبناني، إلا أن التدخل الأمريكي بتقدم سفن الأسطول السادس إلى شواطئ لبنان، وخوف اللبنانيين من كارثة شبيهة بحرب لبنان الثانية عام 2006، أديا إلى وقف ذلك المُخطط.
إلى ذلك، يرى الكاتب أنه ليس من المستبعد أن إيران لم تكن لديها نية مسبقة للوفاء بوعودها، وقررت التضحية بحماس من أجل الإضرار بإسرائيل، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه ببقية أوراقها في المنطقة لتهديدات أكثر خطورة في المستقبل، على سبيل المثال، هجوم على المفاعلات النووية الإيرانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس حزب الله إيران المرحلة الثانیة من
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعرض على الإدارة الأمريكية مقترح المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
أكد إعلام إسرائيلي عن مسؤولين أمريكيين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض على الإدارة الأمريكية مقترح المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
وتابع الإعلام أن المقترح يتضمن إنهاء الحرب والإفراج عن أسرى فلسطينيين كبار.
وأوضح أن نتنياهو معني بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين
وفي إطار آخر، نفت متحدثة البيت الأبيض كارولاين ليفيت، مساء امس ، أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد بإرسال قوات أمريكية إلى قطاع غزة خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضى .
وقالت ليفيت في تصريحات صحفية إن مسألة إعمار غزة تمثل "فكرة غير تقليدية" لدى ترامب، مشيرة إلى أن الرئيس يسعى لتحقيق "سلام دائم في الشرق الأوسط يخدم جميع شعوب المنطقة"، وأضافت: "لقد أصبح واضحاً للرئيس أن على الولايات المتحدة أن تكون جزءاً من جهود إعادة الإعمار لضمان الاستقرار في المنطقة للجميع".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عرض ترامب بشأن غزة بأنه "فريد من نوعه وليس خطوة عدائية"، مؤكداً أنه يعكس "استعداد الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية إعادة الإعمار"، وقال روبيو: "عرض ترامب يتمثل في التدخل لإزالة الحطام وتنظيف المكان من كل الدمار، لضمان إعادة بناء غزة"، مضيفاً أن سكان غزة "سيضطرون إلى العيش في مكان آخر خلال فترة إعادة الإعمار".
وتأتي هذه التصريحات وسط تباين في المواقف الدولية بشأن خطة ترامب، حيث رحبت بها بعض الأوساط اليمينية الإسرائيلية، بينما أثارت مخاوف في العواصم العربية، خاصة في ظل تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي أشار فيها إلى إمكانية إعادة توطين سكان غزة في أماكن أخرى، ويرى مراقبون أن طرح ترامب بشأن غزة قد يعقد المشهد السياسي في المنطقة، لا سيما في ظل استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والتفاوض على المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
وفي إطار آخر، أبدت وزارة الخارجية الروسية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، رفضها لمُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقراغ غزة من اهلها.
وقالت الوزارة الروسية عن مُقترح ترامب إنه حديث شعبوي، واضافت مُشددةًَ على أن موسكو تعتبره اقتراحاً غير بناء يزيد التوتر.
وأضاف بيان الخارجية الروسية :"نأمل الالتزام التام والصارم بما تم التوصل إليه من اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار جدلاً كبيراً حينما اقترح تفريغ أرض غزة من سُكانها الأصليين وإرسالهم إلى مصر والأردن.
واضاف ترامب قائلاً إنه يرغب في تحويل قطاع غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي ستفتح أبوابها أمام الجميع، على حد قوله.
وكان إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، قد قال إن مُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير مُواطني غزة لا يبدو خيارًا منطقيًا، واصفًا إياه بـ"الخيالي".
وقال باراك، في تصريحاتٍ صحفية لإذاعة الجيش الإسرائيلي،: "هذه لا تبدو خطة درسها أي شخص بجدية، يبدو أنها مثل بالون اختبار، أو ربما في مُحاولة لإظهار الدعم لدولة الاحتلال".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أثار الجدل بمُقترحه بشأن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر، وذلك بغيةً إفراغ الأرض من أهلها.
وواصل ترامب مُقترحه بالإشارة إلى خطته بشأن تحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، التي ستفتح أبوابها أمام جميع الجنسيات، على حد قوله.
وتُعتبر قضية فلسطين قضية عادلة لأنها تتعلق بحقوق شعب تعرض للتهجير القسري والاحتلال العسكري لأرضه، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، منذ نكبة عام 1948، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا، وتمت مصادرة أراضيهم دون وجه حق، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
وتؤكد قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 194 الذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، والقرار 242 الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، على أن للفلسطينيين حقًا مشروعًا في تقرير مصيرهم.
كما أن استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية عدالة وحقوق أساسية.