الجيش الإسرائيلي يتراجع عن اجتياح قطاع غزة .. تعرّف على الأسباب الحقيقية !
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
قال محللون عسكريون إسرائيليون، في مقابلة أجرتها معهم قناة (12) الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال لم يحقق أي انتصار على حركة حماس، منذ الهجمات التي نفذتها في قطاع غزة واستهدفت مواقع عسكرية وقتلت المئات من أفراد وضباط الجيش الإسرائيلي وأسرت عدداً منهم،
مؤكدين أن كل ما يفعله الجيش هو قصف العمارات السكنية الآهلة بالنساء والأطفال، كما أشاروا إلى أن عناصر المقاومة الفلسطينية ينفذون عمليات هجومية متواصلة على مواقع جيش الاحتلال الذي لم يتمكن حتى اللحظة من تحديد الأماكن التي ينطلقون منها ويعودون إليها بعد تنفيذ هجماتهم.
ويؤكد مراقبون أن الجيش الإسرائيلي يتلقى ضربات موجعة من البر والبحر، على يد حماس وحزب الله في لبنان، إلا أنه يقلل من شأنها في تصريحاته حتى لا تنهار معنوياتهم وترتفع مستويات الرعب في أوساط الإسرائيليين، لكن وسائل الإعلام العبرية تكشف بين الحين والآخر ما يتعرض له جيش الاحتلال من هجمات مستمرة وخسائر متواصلة، ويقول المراقبون إن ما يصرح به متحدثو الجيش الإسرائيلي ويصفونه بمحاولات التسلل التي يصدها الجيش هي في الحقيقة هجمات يتم فيها اقتحام مواقع أو قصفها بأسلحة رجال المقاومة الفلسطينية، فيما يرى محللون عسكريون أن تلك الهجمات التي يقلل جيش إسرائيل من شأنها قد تكون السبب الرئيس لعرقلة عملية الاجتياح البري لقطاع غزة، التي قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها ستنفذها عقب هجوم السابع من أكتوبر الجاري الذي نفذته حركة حماس.
وفيما قالت إذاعة "الجيش الإسرائيلي"، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن تل أبيب أجّلت عملية اجتياح قطاع غزة بناء على طلب من واشنطن بتأجيل العملية حتى تصل قوات إضافية أمريكية لمساندة الجيش الإسرائيلي، يقول مراقبون إن تلك عبارة عن مبررات يغطي بها جيش الاحتلال خوفه من الإقدام على العملية، كونه لا يملك المعلومات الاستخباراتية الكافية عن الأنفاق السرية التي بنتها حماس منذ سنوات تحت قطاع غزة، فضلاً عن جهل جيش الاحتلال بنوعية الأسلحة التي تملكها حماس، والتي ظهرت أنواع منها خلال عملية السابع من أكتوبر الجاري.
كما يرجح المراقبون أن دخول حزب الله على خط المواجهة أربك الجيش الإسرائيلي وعمّق مخاوفه من اجتياح قطاع غزة، إلى درجة أن الأمريكيين بعثوا بعدد من الرسائل إلى حزب الله يطلبون منه عدم فتح جبهة من الحدود اللبنانية على الصهاينة، وفق تصريح لوزير خارجية إيران عبداللهيان، وهو مؤشر على عجز الجيش الإسرائيلي عن مواجهة أكثر من جبهة، رغم تصريحات مسئوليه بأنه مستعد لذلك، بالإضافة إلى الجبهات الأخرى التي فتحت خطوط مواجهة جديدة مع إسرائيل، كجبهة الجولان وألوية الوعد الحق التابعة للمقاومة العراقية، والتي قالت إن القواعد الأمريكية في منطقة الخليج أصبحت هدفاً مشروعاً لها، الأمر الذي جعل الجيش الإسرائيلي محاصراً بالعجز والفشل الذي يحاول تغطيته بتكثيف غاراته على المدنيين في قطاع غزة.
غزة حصار غزة العدوان الإسرائيلي على غزة
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: غزة حصار غزة العدوان الإسرائيلي على غزة الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي: حماس تسيطر على غزة والضغط العسكري نتائجه آنية فقط
لا تتوقف الاعترافات الإسرائيلية يوما بعد آخر، على أن الوضع الحالي في قطاع غزة يثبت الحقيقة مرة أخرى، ومفادها أن الضغط العسكري الإسرائيلي الذي يتم ممارسته حاليا، مهما بلغت قوته، لا يخلق نفوذا لإطلاق سراح المختطفين، بل إن فشل الاحتلال في إدارة توزيع المساعدات الإنسانية يكلّفه غاليا، ويثبت من جديد أن حماس لا زالت في السلطة.
ألموغ بوكير مراسل القناة "12" الإسرائيلية للشؤون الفلسطينية، أوضح أن "ما حدث في الأسابيع الأخيرة في شمال قطاع غزة من حيث إعادة احتلال الجيش للمزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية، لكن في حال لم تتخذ سلطات الاحتلال خطوة أخرى مختلفة عن العمليات العسكرية، فإنها ستعود ببساطة بعد بضعة أشهر إلى نفس الوضع الذي كنا فيه من قبل، ما يعني أن التغيير يجب أن يكون بإيجاد بديل لإدارة قطاع غزة، لا يهم أيهما: جيش الاحتلال، أم شركة أمريكية، أم أي قوة أخرى".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "في كل الأحوال، لا يمكن الاستمرار في وضع تدخل فيه قوات الاحتلال وتغادر، وبين ذلك يتم إعادة تأهيل حماس، بل إن هناك حاجة إلى قوة يمكنها السيطرة على القطاع بأكمله، من النواحي الأمنية والمدنية، حتى يتمكن الاحتلال من التراجع خطوة للوراء ثمن الوضع الحالي، مع العلم أن مصلحته الواضحة تكمن في الترويج للحل الذي يقترحه الأمريكيون لخلق واقع مختلف".
واعترف بالقول، أننا "مطالبون بأن نكرر الحقيقة من جديد وهي أن الضغط العسكري الذي يجري الآن، مهما كان قويا، لا يخلق نفوذا للإفراج عن المختطفين كجزء من صفقة التبادل، لأن أحد الأسباب التي تجعلنا لسنا في مثل هذا الوضع الذي يمكن من خلاله الترويج للصفقة هو إدارة المساعدات الإنسانية، صحيح أن الوضع اليوم في غزة يختلف عما كان عليه قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، عندما كان السنوار لا يزال في الميدان، لكن حكومة الاحتلال تجد صعوبة في اتخاذ القرار المناسب في غزة، وربما لا تريد ذلك على الإطلاق".
وأوضح أن "المشكلة الكبرى هي الخلافات في الرأي داخل الحكومة بين من يعتقدون أنه من الضروري العمل على تعزيز نظام آخر في قطاع غزة، ومن يرون أنه لا ينبغي لنا أن نتحرك في هذا الاتجاه، والحفاظ على سيطرة الاحتلال على غزة، لذلك، نشأ وضع مستحيل، نقوم فيه بإدخال المساعدات الإنسانية التي تذهب إلى حماس، وتعزيز سلطتها في القطاع، ونواصل في الوقت ذاته العمل عسكريا، لكننا بجانب ما يتم إنجازه من أهداف قتالية، ندفع أيضًا أثمانًا باهظة، كما أننا لا نروج لواقع ما سيعيد المختطفين، ولا يطيل أمد الحرب".
وأكد أن "الوضع الحالي في غزة أن حماس تسيطر على المساعدات التي تدخل، وبالتالي تسيطر على قطاع غزة، أي أن حماس اليوم هي صاحبة السيادة حيثما لا يتواجد جيش الاحتلال، كما كان قبل هجومها في السابع من أكتوبر، مع أن الضغط الأمريكي في هذه المرحلة قد يؤدي لتغيير إيجابي".
وختم بالقول، إن "هذه الورطة التي تجد فيها إسرائيل نفسها في غزة تستدعي منها أن تقرر تكتيكا آخر لإجهاض تواجد حماس، من خلال البحث عن جملة بدائل، سواء كان جيش الاحتلال أي فرض الحكم العسكري، وما يعنيه ذلك من أثمان وأعباء، أو في الشركات الأمريكية، وربما يتحدث آخرون عن السلطة الفلسطينية، رغم أنها ليست حلاً، بل جزء من المشكلة، لكن أياً من هذه البدائل قد تكون أفضل، من وجهة نظر الاحتلال، من الواقع الحالي، الذي يترك عملياً حماس في السلطة".