إطلاق الحوثيين صواريخ باتجاه إسرائيل.. بين الحقيقة والاستثمار السياسي (تقرير)
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
اعتبر سياسيون يمنيون اعلان وزارة الدفاع الامريكية اعتراض مقذوفات حوثية كانت في طريقها لاستهداف اسرائيل في البحر الاحمر الأسبوع الماضي، استثمار سياسي جديد لجماعة الحوثيين لتأكيد أيدلوجيتها وشعاراتها المعادية لإسرائيل وإمريكا، مستبعدين تأثير هذا الهجوم على مسار وقف إطلاق النار باليمن.
وفي 19 أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" اعتراض سفينة حربية تابعة لها لثلاثة صواريخ كروز وعدة طائرات مسيرة أطلقتها الجماعة باتجاه إسرائيل، دون أي تبني من قبل الحوثيين للهجوم، سوى ذلك التهديد الضمني لرئيس حكومتهم عبدالعزيز بن حبتور المتوعد بعدم السكوت إذا استمر الحرب على غزة.
واستبعد الباحث العسكري ستيفن براين في تحليل نشره على مدونته "ويبونز سابستاك" المتخصصة في الأسلحة والحروب إطلاق جماعة الحوثي الثلاثة الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أنه "لم تصل صواريخ كروز جديدة طويلة المدى إلى اليمن، فمن المحتمل أن صواريخ كروز التي تم إطلاقها على المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني، وهي مدمرة من فئة الأدميرال بيرك، كانت تفتقر إلى المدى اللازم لضرب إسرائيل".
اتهام أمريكي مباشر للحوثيين
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أن صواريخ كروز التي أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل الأسبوع الماضي وأسقطتها مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، كانت بمدى يمكن يصل إلى إسرائيل.
وقدر المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، مدى الصواريخ بما يقترب من ألفي كيلومتر. وقال مسؤولون أميركيون وقتها إن الصواريخ كانت متجهة نحو إسرائيل، لكنهم لم يوضحوا ما إذا كان من الممكن أن تصل إليها.
وأكد مسؤولون عسكريون أميركيون أن الحوثيين أطلقوا "وابلا من الذخائر التي تحلق على ارتفاع منخفض"، الخميس، واعترضتهم المدمرة الأميركية "يو إس إس كارني".
وحذرت الولايات المتحدة إيران ووكلاءها من الانضمام إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والإثنين اتهم البيت الأبيض طهران بتسهيل شن هجمات على قواعد تضم قوات أميركية في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المملكة العربية السعودية أسقطت صاروخًا واحدًا على الأقل أطلقه الحوثيون المدعومين من إيران على إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن الحوثيين أطلقوا خمسة صواريخ كروز كانت متجهة لإسرائيل أسقطت المدمرة الأمريكية يو أس أس كاري أربعة منها وأسقطت السعودية الصاروخ الخامس، كما تم إسقاط 30 طائرة مسيرة أخرى.
هجوم غامض
ويرجح المحلل السياسي ياسين التميمي إلى أن الهجوم الحوثي يهدف لإظهار حجم المعركة التي يمكن أن تندلع من جانب التنظيمات المسلحة المرتبطة بإيران، خصوصا وأنها هجمات متزامنة بالطائرات المسيرة استهدفت قاعدة عين الاسد في العراق، لكن كثير من الغموض حول حادث الاستهداف هل كانت صوب البارجة الأمريكية أم باتجاه فلسطين المحتلة.
ويؤكد "التميمي" لـ"الموقع بوست" أن الحادث يشير إلى أن جماعة الحوثي هي منصة تتحكم بها إيران، مضيفا أن خطورتها انها ترهن اليمن لاجندات اقليمية ومناورة مفضوحة ما يظهر البلد رهينة بيد جماعة مسلحة تتوسل الحرب الدائرة حاليا بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، رغم أن الشعب اليمني يقف دون استثناء إلى جانب اشقائه الفلسطينيين.
استثمار سياسي حوثي
وقلل من تأثير هجوم الحوثيين على التفاهمات الجارية حاليا بين السعودية والحوثيين، فالتخادم واضح بين الطرفين، حيث أن الولايات المتحدة تتعامل مع جماعة الحوثي كاحد الأدوات التي جرى توظيفها للقيام بادوار سيئة في اليمن، والشعب اليمني دفع اثمان باهضة لهذه الجماعة الطائفية الإجرامية.
وأما الصحفي عدنان هاشم يؤكد أنها استثمار للجماعة سواء كان تهديد حقيقي للاحتلال أو الهجوم نفسه هو استثمار من الجماعة لتأكيد أيدلوجيتها وشعاراتها المعلنة، لكن إعلان البنتاغون لا يعرف الهدف بشكل واضح، رغم أن مسؤولين آخرين أشاروا إلى أن مسارات الصواريخ والطائرات المسيّرة كانت باتجاه جنوب إسرائيل.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال بان الحوثيين أطلقوا خمسة صواريخ كروز كانت متجهة لإسرائيل أسقطت المدمرة الأمريكية يو أس أس كاري أربعة منها وأسقطت السعودية الصاروخ الخامس، كما تم إسقاط 30 طائرة مسيرة أخرى.
وأكدت أن الجيش الأمريكي يستعد لنشر ما لا يقل عن 12 نظامًا للدفاع الجوي في العديد من البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط قبل أن يبدأ الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة قريبًا، مشيرا إلى وجود بطارية دفاعية على ارتفاعات عالية (ثاد) للاستخدام ضد الصواريخ الباليستية في طريقها حاليًا إلى السعودية من فورت بليس بولاية تكساس.
تحسين صورة الحوثيين
ويقول استاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور عبدالكريم غانم إنه في حالة صحة الرواية الأمريكية بأن الهجوم كان في طريقة إلى إسرائيل، ستكون محاولة للحوثيين لتسجيل موقف مما يحدث في غزة، لحصد موقف سياسي والاستفادة من التأييد الذي حصدته المقاومة الفلسطينية في تحسين صورة الجماعة الحوثية بعيدا عن أي تأثير عسكري لما يجري في غزة.
ويضيف "غانم" لـ"الموقع بوست" أن ما حدث ليس أكثر من تسجيل موقف قد تستفيد منه الجماعة شعبيًا في مناطق سيطرتها، مستبعدا أن يؤثر ذلك على التفاهمات التي قادتها سلطنة عمان مؤخرا بين جماعة الحوثي والسعودية لإنهاء الحرب الذي طال أمدها باليمن.
ويؤكد أن قوات الحوثي لا تملك صواريخ يصل مداها إلى أكثر من 2000 كيلو متر، لتشكل تهديدا فعليا على إسرائيل أو حتى مدينة (إيلات)، أقرب المدن الإسرائيلية لليمن، مستبعدا في نفس الوقت أي رد على هجوم الحوثيين لأن الحادث لا يمثل دخول طرف جديد له وزنه في الحرب ضد إسرائيل، بقدر ما هو رسالة تضامن مع المقاومة الفلسطينية.
كما لا ترغب الولايات المتحدة في توسيع رقعة الصراع في المنطقة، بسبب وجود مصالح لديها في البحر الأحمر أقرب للحوثيين من إسرائيل، ويمكن أن تصبح عرضة لصواريخهم ومسيراتهم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل جماعة الحوثي إيران أمريكا جماعة الحوثی صواریخ کروز
إقرأ أيضاً:
مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
أكد مختار نوح، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان خططت لتكرار سيناريو التنازل عن سيناء، في الأردن؛ بهدف تسليمها لإسرائيل كـ"حل بديل لقضية الضفة الغربية"، موضحًا أن ما قامت به الجماعة؛ يتجاوز الأنشطة الإرهابية إلى كونه جزءًا من مخطط إقليمي واسع مدعوم من أطراف دولية.
وقال نوح، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور"، إن ما حدث في الأردن لم يقتصر على تصنيع المتفجرات أو تشكيل خلايا مسلحة؛ بل كان مؤامرة متكاملة تستهدف زعزعة الدولة لخدمة جهات خارجية، على غرار ما جرى في مصر إبان حكم جماعة الإخوان، حين وافق الرئيس الأسبق محمد مرسي– بحسب نوح– على خطة تهجير مقابل 7 مليارات دولار، في إطار مشروع إقليمي تم الإعداد له بتنسيق إسرائيلي أمريكي.
وأشار إلى أن التعاون الوثيق بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأخيرة كان له دور محوري في كشف تلك المخططات وقطع الطريق عليها.
وأشاد بالخطوات التي تتخذها المملكة الأردنية لمواجهة الفكر المتطرف وأجندات التهجير، معتبرًا إياها ضرورية لحماية كيان الدولة.
وأضاف أن تنظيم الإخوان سعى إلى خلق حالة من الفتنة الداخلية في الأردن، على غرار ما حدث في سوريا، وذلك من خلال نشاطات تستهدف تفكيك الدولة من الداخل دون اللجوء إلى حرب مباشرة.
وأوضح أن تحركات الجماعة كانت تتركز بشكل خاص بين الفلسطينيين داخل الأردن، مما ضاعف من خطورتها على الوحدة الوطنية.
وشدد على أن جماعة الإخوان لا تعترف بالحدود الجغرافية، وأن التنظيم الدولي للجماعة يوحّد تحركاته في مختلف الدول؛ لتنفيذ أجندة موحدة تحت شعارات متعددة، متسائلًا: "هل ما زال هناك من يشكك في أهدافهم الحقيقية؟".