ماكرون: فكرة حل الدولتين «لم يعف عليها الزمن»
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
المناطق_أ ف ب
شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة الأربعاء، على أن فكرة حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين “لم يعف عليها الزمن”.
وحضّ خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على “التوصل الى حل الدولتين، اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن”، معتبرا أن “فكرة حل الدولتين لم يعف عليها الزمن لمجرد أنها قديمة”.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “فرنسا لا تمارس (سياسة) الكيل بمكيالين”، مشددا على أن “القانون الدولي ينطبق على الجميع وفرنسا تتبنى قيما انسانية عالمية”.
وقال ماكرون إن “كل الأرواح (البشرية) متساوية وكل الضحايا يستحقون تعاطفنا والتزامنا الدائم (بالعمل على) سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط”، وذلك بعدما اتهم العديد من القادة العرب الدول الغربية بأنها تعتبر أن “حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الاسرائيليين” في مقاربتها للحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
31 قتيلا و9 رهائن فرنسيين جراء هجوم حماس على إسرائيلأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون الأربعاء في القاهرة أن 31 فرنسيا قتلوا في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مضيفا أن تسعة من مواطنيه هم “رهائن” مع الحركة الفلسطينية.
وأتت تصريحات ماكرون في اليوم التاسع عشر للحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة التي زارها للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بعدما أجرى مباحثات في عمّان مع العاهل الأردني عبد الله الثاني بعد زيارتين قام بهما الثلاثاء الى اسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: إسرائيل غزة فلسطين ماكرون حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
مفهوم (حل الدولتين) فوق الطاولة وتحتها
مفهوم ( #حل_الدولتين ) فوق الطاولة وتحتها
أ.د رشيد عبّاس
يبدو أن مفهوم حل الدولتين مفهوم غير واضح وغير متفق عليه حتى اللحظة, وطالما انه مفهوم غير واضح وغير متفق عليه, نرى أنه يتقدم خطوة للأمام ويعود للخلف خطوتين, ولكي يتقدم للأمام لابد لهذا المفهوم أن يأخذ نفس الأبعاد السياسية عند جميع الأطراف المعنية, وخلاف ذلك سنبقى نراوح في نفس الدائرة دون تقدم.
اعتقد أن مفهوم حل الدولتين في الجانب العربي له وجهان, وجه فوق الطاولة وآخر تحتها, وبغض النظر عن تصنيف الدول العربية في هذا الاتجاه, إلا أن بعض الدول العربية ترى ضرورة وقف فكرة المقاومة من اجل بحث حل الدولتين, في حين أن الدول العربية الأخرى ترى أن استمرار المقاومة هي الطريق الوحيد لحل الدولتين, وهناك إشارة أن السلطة الفلسطينية في هذه الحالة تتبنى فكرة الدول العربية التي ترمي إلى وقف المقاومة من اجل بحث حل الدولتين.
مقالات ذات صلة ترامب أسوأ كوابيس الأردن 2024/11/19في المقابل نجد أن مشكلة إسرائيل في مفهوم حل الدولتين تقع في تفريغ الجغرافيا من أهلها الشرعيين, ومن اجل ذلك حشدت إسرائيل منذُ زمن بعيد لهذا المفهوم حيثيات كثيرة جداً عند كل من الأمريكان والغرب حق الوجود في فلسطين, والذي يؤكد ذلك ما صرح به دونالد ترامب مؤخراً أثناء دعايته الانتخابية وقبل الانتخابات الأميركة بفترة وجيزة من الزمن والذي جاء فيه: “أن إسرائيل دول صغيرة المساحة” وقد كشف بذلك الوجه الحقيقي لمفهوم حل الدولتين عند الساسة الأمريكان.
وتجدر الإشارة هنا أن مفهوم حل الدولتين عند الفلسطيني الذي يعيش في مخيم لاجئين في غرفة متواضعة تحت ظروف معيشية قاسية وصعبة للغاية, يختلف تماماً عن مفهوم أولئك الذين يتنعموا بقصور وغرف مكيّفة ومزوّدة بكل مزايا الرفاهية, وأن مفهوم المقاومة عند الباعة الفلسطينيين المتجولين على بعض الطرقات تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً وتحت الأمطار الشديدة شتاءً من اجل لقمة العيش, يختلف تماماً عن مفهوم المقاومة عند أولئك الذين يتمتعوا برغد الحياة.
من الصعوبة بمكان حل الدولتين والحال هكذا من التباينات, وأن أساس هذه التباينات يقع في محورين, المحور الأول يتمثل في التباينات حول مشروعية المقاومة, والمحور الثاني يتمثل في التباينات حول جغرافيا فلسطين المحتلة, وبكل صراحة فإننا نجد أن هذه التباينات اخذت تتسع نتيجة للتدخلات الخارجية, ولحصر هذه التباينات لا بد من جلوس كل من الإسرائيليين والفلسطينيين معاً برعاية أردنية فقط على طاولة واحدة مستديرة وإجراء حوارات ومناقشات جادة حول (المقاومة) و(الجغرافيا) تفضي إلى توافقات وحلول عادلة يقبل بها جميع الأطراف, ومن ثم تأخذ صفتها الدولية.
لماذا الأردن؟
الأردن يمارس مسؤوليته تجاه المقدسات في القدس انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها, فقد ارتبط الهاشميون جيلاً بعد جيل بعقد شرعيّ مع تلك المقدسات, فحفظوا لها مكانتها, وقاموا على رعايتها, مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي, وارتباطٍ بالنبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أن الأردن الأقرب لفلسطين وشعبها في نضاله من اجل الحرية والاستقلال, وهوه الداعم والمساند الأول للحقوق الشرعية والتاريخية والقانونية للفلسطينيين في جميع الأوقات والظروف الصعبة, وأن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن في سلم الأولويات, ويسعى الأردن دوماً في جميع المحافل إلى حل الدولتين لحيصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
الأردن في جميع تحركاته ومساعيه السياسية تجاه (حل الدولتين) كان وما زال يضع جميع أوراقه فوق الطاولة, وليس ادل على ذلك من طريقة تعامله الواضحة والصريحة مع كثير من التحركات السياسية غير العادلة في المنطقة.