صحفيو غزة بين الواجب المهني والعمل الإنساني
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
يعمل الصحفيون في قطاع غزة على إيصال الوضع الكارثي الذي يعيشه أهالي القطاع منذ 18 يوما إلى العالم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر ليلا نهارا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
يحمل الصحفيون كاميراتهم ويوثقون ما يخلفه القصف من شهداء وجرحى ودمار وخراب، ويحاولون إيصال ما يستطيعون من مشاهد ليراها العالم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4القصف وشح الوقود يهددان عمل سيارات الإسعاف في غزةlist 2 of 4قافلة مساعدات جديدة تصل غزة ومطالبة أممية بإدخال الوقودlist 3 of 4دبلوماسي إسرائيلي: حرب غزة فرصة واشنطن لعرقلة المحور الصيني الروسي الإيرانيlist 4 of 4"جهنم تحت الأرض".. أنفاق حماس ترعب الجيش الإسرائيليend of list
لكن من يتابع مقاطع هؤلاء الصحفيين يجد أن الكثير منهم يقدم -إلى جانب عمله الصحفي- المساعدة للجرحى من جميع الأعمار ويسارع في نقلهم إلى المستشفيات.
View this post on Instagram
A post shared by Motaz Azaiza مُعْتَز عزايزة ⚡️ (@motaz_azaiza)
كما يعمل هؤلاء الصحفيون في قطاع غزة أيضا على تخفيف الصدمات التي تبدو على الأطفال الذين يصلون إلى المستشفيات والدماء تغطي وجوههم وترتجف أطرافهم من الخوف، فيعتنون بهم مع الطواقم الطبية ويخففون معاناتهم وآلامهم ويلعبون معهم لتهدئة روعهم، ومن بين هؤلاء الصحفيين صانع المحتوى والمصور صالح الجعفراوي.
انتشرت للجعفراوي الكثير من المقاطع على منصات التواصل الاجتماعي وهو يقدم المساعدة والدعم للجرحى في المستشفيات، خاصة الأطفال، فيداعبهم ويقدم لهم المساعدة داخل المستشفى ليطمئن على صحتهم.
View this post on InstagramA post shared by صالح الجعفراوي (@saleh_aljafarawi)
وإلى جانب الجعفراوي هناك الكثير من الأمثلة الأخرى لصحفيين يقومون بتقديم الدعم والمساعدة للكوادر الطبية، كما يقدمون الدعم النفسي للأطفال، ومن هؤلاء الصحفي والمصور أيمن الجدي الذي يهرع إلى وضع كاميرته جانبا ويقوم بمساعدة الطواقم الطبية في عملها في حالات الطوارئ.
View this post on InstagramA post shared by غزة مباشر ???????? أيمن الجدي (@aymanalgedi12)
ونال ما يقوم به الصحفيون الكثير من الإشادات من رواد منصات التواصل، حيث قال مغردون إن أمثال هؤلاء الصحفيين ينشرون الإيجابية والمرح بين المصابين، خاصة الأطفال في المستشفيات، ويرسمون البسمة على وجوههم، بحسب بعض التغريدات التي رصدناها.
بقيت بحس ان معتز عزايزة و صالح الجعفراوي بقوا جزء لا يتجزء من يومي لازم كل يوم اصحى اتطمن ان هما بخير و اعرف منهم الاخبار قبل اي حاجة في يومي
— H✨ (@Hana_Esmat) October 23, 2023
ف ناس كتير زي معتز الناس بردو لازم تشكرهم زي صالح الجعفراوي و احمد حجازي https://t.co/tmtc8epmth
— Ghidaa Ramadan (@ghidaa_ramadan) October 23, 2023
معتز عُزيزة .. صالح الجعفراوى .. أحمد حجازى 3 أبطال على أرض غزة، مشاركين كل الأحداث لكل العالم، فى عز الحرب بيهوّنوا اللحظات الصعبة ع الكبار والصغار وعلينا إحنا اللى قلوبنا مقهورة وما باليد حيلة .. الله يقويهم ويحميهم ويعمى عيون العدو عنهم وينصرهم يارب. ???????? pic.twitter.com/9mkdT2LtlG
— || Asmaa Eldesouky || ✍️ (@AsmaaEldesouky8) October 23, 2023
مش عاوزين ننسى الباقي
حسن اصليح
سامي السلطان
هاني ابو رزق
صالح الجعفراوي
بيسان
بلستيا العقاد
محمد عوض
محمد العلول
معتصم مرتجى
وغيرهم استشهد.. https://t.co/bx8GMMLrXk
— Eman (@eman_is_back_) October 22, 2023
لكن المحزن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تميز بين من تقصفهم بصواريخها، فتقتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، كما تقتل الصحفيين الذين يؤدون واجباتهم في الميدان، حيث أعلن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في غزة أن عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع وصل إلى 21 صحفيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
سقطتم في امتحان الإنسانية!
الجديد برس- بقلم- د. صبري صيدم|
على البشرية أن تقلق لا من بشاعة الصور القادمة من قطاع غزة والقدس والضفة الغربية فحسب، وإنما أيضاً من حجم التهاوي الأخلاقي المريع للمستويات الرسمية الغربية أمام هول تلك الصور وفداحة أحداثها.
أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، تتطاير أشلاؤهم في الهواء في قطاع غزة بفعل الصواريخ الثقيلة، ومسعفون يقتلون وتجرف وتدفن أجسادهم ومركباتهم بعد أن هبوا لنجدة إخوانهم، خيام تقصف على رؤوس الغلابى، ومضارب تهجّر، وكنائس ومساجد تدنس، لتشكل مجتمعة مآسي مزلزلة برمتها وتفاصيلها، ليس لفداحة الجريمة فحسب بل أيضاً للصمت المطبق للمستويات الرسمية عليها، خاصة في دول وظفت ملايين الدولارات على مشروعات مختلفة في فلسطين لطالما تناولت مفاهيم القيم الآدمية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، ودولة القانون، وحقوق الطفل والمرأة، والمساواة الاجتماعية، والحكم الرشيد، ومكافحة الفساد، والقائمة تطول من مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان.
لتقابل تلك الدول المشهد في فلسطين اليوم وعلى مستوياتها الرسمية المختلفة، بالصمت المطبق، والغياب الملحوظ، والاختفاء الملموس، والانكفاء الواضح.
المؤسف أكثر في هذه الحال أن بعض هؤلاء لم يتنازل عما نظّر به لأعوام طالت وصمت إزاء الجريمة المتتابعة فحسب، بل ذهب نحو الطلب من شركائه المحليين وقف تلك المشروعات، وإنهاءها ووقف العمل بها، في موقف معيب ومخجل، بينما ذهب البعض إلى ما هو أكثر وهو تزويد إسرائيل بالسلاح ووفر الغطاء لاستمرار المشهد بكل قتامته.
لقد سقط البعض حتماً في امتحان الإنسانية على المستوى الرسمي ومن قبل في مجتمعنا المدني أن يتساوق مع مناهم بوأد المشروعات المذكورة، والخنوع لتهديداتهم بوقف التمويل إن هم استأنفوا عملهم في مجالات الدعم سابقاً.
في المقابل فإن شعوبهم قد تقدمت عليهم وانتصرت للإنسانية ولفلسطين، فخرجت عن صمتها وزحفت في شوارعهم ومارست شعبياً كل ما لديها من أفكار خلاقة لوقف الدم في فلسطين. فماذا كان ردهم؟
لم يوقف هؤلاء الاهتمام المزعوم بالقيم الغائرة وإنما قرر بعضهم التنازل عما مولوه سابقاً ونظّروا له، وذهبوا نحو تغليظ قوانين التظاهر وقمع شعوبهم وجالياتنا وكل الأحرار المناصرين لفلسطين بمنع العلم الفلسطيني والكوفية تارة وحجب الشعارات والاعتصامات تارة أخرى.
هذه الحال لا تنسجم مع ما حاول هؤلاء إقناع العالم به من قيم مزعومة وإنما يبرر استحكام إسرائيل في عواصم قرارهم بصورة جعلتهم يرتعدون خوفاً من التظاهر والانتصار لفلسطين والتأكيد في كل المناسبات بأنهم أصدقاء إسرائيل.
أصدقاء “إسرائيل” يجب أن يصدقوها القول بأن دوام الحال من المحال، وأن القانون الدولي والشرعية الدولية يوفران حلاً لا مناص منه، بالحق والعدالة وحرية فلسطين.
إن قتامة المشهد اليوم إنما توفر الفرصة لهؤلاء المتساوقين مع سياسة حكومة نتنياهو بأن يعيدوا النظر في مواقفهم قبل أن يصبح الاعتذار لا قيمة له.. فهل تنتصحون؟ ننتظر ونرى…
*كاتب فلسطيني