أخصائيون نفسانيون يدعون الأولياء إلى منع أطفالهم من مشاهدة مجازر غزّة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
دعا عدد من الأخصائيين النفسانيين، الأولياء إلى حماية أطفالهم وعدم تعريضهم لمشاهد العنف والقتل التي يتعرّض لها الفلسطنيون في غزّة جراء العدوان الإسرائيلي على أراضيهم.
وحذّر الأخصائيون، الذين استقت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أراءهم حول كيفية حماية الأطفال من آثار مشاهد القصف والتقتيل، الذي يواصل جيش الاحتلال ممارسة ضد الفلسطنيين العزل في قطاع غزة، "ان ما تتضمنه المقاطع الفيديو، المتداولة في منصات التواصل الاجتماعي أو على شاشات التلفزيون من مشاهد صادمة، لضحايا العدوان الإسرائيلي من شانه ان يخلف انعكاسات سلبية وخيمة على نفسية الأطفال قد تظهر مخافاتها حتى ولو بعد سنوات".
ويأتي هذا التحذير في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يقارب 3 أسابيع، مخلفا الاف الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين.
واعتبرت الأخصائية في علم النفس، سنية الشلي، "أنّ تفاعلنا وتأثرنا بالأحداث الواقعة في فلسطين ومتابعتنا اليومية للمعاناة التي يعيشها الفلسطنيون في غزة، لا يجب أن يجعلنا نغفل عن حماية أطفالنا من الآثار السلبية لتلك الأحداث المؤلمة".
وأوضحت "من الضروري إبعاد الأطفال عن مشاهدة الأخبار ومقاطع الفيديو وما تحتويه من مشاهد صادمة يتعرض لها اقرانهم في غزة"، مشيرة إلى أنّ ذلك سينعكس سلباً على نفسية الطفل وسلوكه.
وأوصت بعدم تعريض الأطفال للضغط النفسي بالحديث المتواصل أمامهم عن أحداث الحرب، حتّى لا يصابوا بالخوف، وما يترتّب عن ذلك من مشاكل منها القلق والتوتر ومشاكل في النوم، كذلك في الإقبال على تناول الطعام، وهو ما قد ينعكس كله على تركيز الطفل في المدرسة.
واعتبرت أنّ الطريقة الاسلم، "هي أن نوضح الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل مبسط دون إرهاق لعقل الطفل ونفسيته".
واعتبر الباحث والمختص في المسائل النفسية والاجتماعية، أحمد الأبيض، أنّه من المهم بالنسبة للأولياء توفير الإحاطة النفسية لأطفالهم لفهم حقيقة ما يجري في فلسطين والاعتبار منه.
وقال "يصعب على الأولياء حماية أبنائهم من التأثيرات السلبية لمشاهد العنف الدامي والصادم الذي يسلطه الكيان الصهيوني على أبناء غزة، وخاصّة منهم الأطفال، باعتبار أنّ الصور والفيديوهات التي تجسد أحداث هذه الاعتداءات الوحشية غزت كل وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الساعة" مبينا انه يمكن الحد من وطأتها عبر التحاور والنقاش حولها."
وطالب المختصّ الأولياء بتوضيح ما يجري في فلسطين لأبنائهم باعتماد أفكار بسيطة ودقيقة، مشدّدا على أنّ هذه الظروف، على صعوبتها، فهي تعد فرصة ثمينة لتربية الناشئة على الانحياز للقضية الفلسطينية والدفاع عنها بعد الاطلاع على حيثياتها وتاريخها بطريقة تتلاءم تماما مع قدرة الأطفال على الاستيعاب والشريحة العمرية التي ينتمون اليها.
ودعا الدكتور في علوم التربية والمختص في علم النفس، أمين سعيد، الأولياء إلى "ضرورة سرد الوقائع التاريخيّة للقضية الفلسطينية بطريقة تتلاءم مع القدرات الذهنية للأطفال".
وأضاف "لابدّ من التركيز في رواية التاريخ على قانون العدل وكيف أنّه لابد للخير أن ينتصر على الشرّ ولابد أن يسترجع الفلسطنيون ما سلب منهم"
وبيّن أنّه بالإضافة إلى حماية أطفالنا من هذه المشاهد الصادمة، لا بدّ من حمايتهم من الشعور بالإهانة والخيبة والانهزام مقابل غرس روح التفاؤل والمحبة لديهم.
وات
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
أستاذ طب نفسي: التفرقة بين الأبناء تسبب سلوك انتقامي من المجتمع
أوضح الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الأساليب التربوية تؤثر بشكل كبير على سلوكيات الأطفال وتوجهاتهم في المستقبل، مشيرًا إلى أهمية أن تكون العلاقة بين الوالدين وأبنائهم قائمة على الفهم والتفاهم بدلاً من اللجوء إلى الأساليب القسرية أو الإهمال.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أنه عندما يتم معاقبة الطفل، يجب على الأهل توضيح سبب العقاب بشكل مباشر، وذلك من أجل أن يرتبط العقاب بالقيمة التي يريد الأهل ترسيخها في ذهن الطفل، على سبيل المثال، إذا كان الطفل لا يريد النوم في وقت معين، يمكن للأب أو الأم أن يوضحوا له أنه من الأفضل النوم بسبب المدرسة في اليوم التالي، وبالتالي، يتعلم الطفل قيمة الالتزام بالوقت.
أستاذ طب نفسي: أخطاء بعض الآباء والأمهات تتسبب في تطرف أبنائهم وزير الشباب: قوافل تعليمية وتنويرية لإعداد جيل قيادي يواجه تحديات المستقبلوأشار إلى أنه في بعض الأحيان يكون لدى الأمهات والآباء فهم محدود للأساليب التربوية، وبالتالي قد يحتاجون إلى دورات تدريبية للتعامل مع أبنائهم، لافتا إلى أنه إنه لا عيب في أن يتعلم الوالدان كيفية تربية الأطفال بشكل أفضل، سواء من خلال الدورات التدريبية أو من خلال الكتب المتوفرة التي تقدم نصائح في هذا المجال.
وأوضح أن بعض الأباء يتجاهلون أسئلة أبنائهم ويشعرون بالإحراج عندما يسألون عن مواضيع وجودية مثل "من أين جئت؟" أو "أين الله؟"، معتبراً أن هذا السلوك يؤدي إلى تشويش في ذهن الطفل وعدم فهمه للعالم من حوله، مؤكدا أن إجابة هذه الأسئلة بشكل مناسب يعزز من قدرة الطفل على التفكير السليم وفهم الحياة.
وأضاف أن التفرقة بين الأبناء تسبب مشاعر قد تتسبب في نزعات انتقامية قد تظهر في المستقبل، حيث يحاول الطفل الحصول على انتباه المجتمع من خلال نماذج سلطة أخرى مثل الشرطة أو المعلمين أو المديرين.
وأكد على أهمية التسامح، المودة، الرحمة، والإيثار، في تربية الأطفال، مشيرًا إلى أن وجود تفاهم بين الوالدين فيما يتعلق بأساليب التربية يعد أساسًا للنجاح في تربية الأبناء، لافتا إلى أنه عند تربية الأطفال، يجب على الأم والأب أن يتفقا على الأساليب الموحدة ويعملان معًا كفريق لتحقيق التوازن في المعاملة مع الأبناء.