قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، إن الولايات المتحدة تستغل تلكؤ إسرائيل في تنفيذ الهجوم البري على قطاع غزة للدفع بنظم الدفاع الأمريكية إلى المنطقة وسط مخاوف من البنتاجون من قيام إيران بدفع وكلائها لشن هجمات على القوات الأمريكية ومصالح حلفاء واشنطن في المنطقة إذا بدأت آلة الحرب الإسرائيلية زحفها برا صوب غزة.

طبقا لمسئولين أمريكيين تحدثت معهم الفاينانشيال تايمز فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل حاليا على ترصين نظمها الدفاعية واستحكاماتها الأمنية في منطقة الشرق الأوسط بهدف ردع إيران بعد رشقات صاروخية عنيفة تعرضت لها أهداف عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ الثامن عشر من الشهر الجاري وأسفرت عن إصابة قرابة 30 عسكريا أمريكيا بجروح كان آخرها هجوم صاروخي انطلق من العراق واستهدف تمركزات عسكرية أمريكية قرب قاعدة عين الأسد في شرق سوريا.

وكشفت الصحيفة البريطانية عن استشاطة واشنطن غضبا من لقاء زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله وقادة من حماس والجهاد الفلسطيني في لبنان اليوم الأربعاء، قالت إن ثلاثتهم "مدعومون من إيران"، وقد اتفقوا على مواصلة تنسيق المواقف لحين تحقق ما وصفوه بأنه "انتصار حقيقي للمقاومين في غزة "كما تضع واشنطن في اعتبارها كذلك الدعم الذي تقدمه إيران للنظام السوري.

وكشفت المصادر الأمريكية للفاينانشيال تايمز أن الاجتياح البري الذي خططت له إسرائيل لقطاع غزة لم ينفذ على الأرض حتى الآن بسبب وجود خلافات في التقديرات بين أجهزة الدفاع الأمريكية والإسرائيلية حول المسارات التي قد يؤول إليها هذا الاجتياح البري وعن استراتيجية إسرائيل من ورائه وذلك لكي تساعد العسكرية الأمريكية نظيرتها الإسرائيلية في تنقيح خطط العمليات الإسرائيلية في غزة بما يحقق النتائج المثلى.

بالأمس الثلاثاء قال الرئيس الأمريكي جوبايدن إن إسرائيل هي صاحبة القرار فيما يخصها وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تحث إسرائيل على إرجاء العمليات البرية في غزة، إلا أن العسكريين الأمريكيين يبدون من جانبهم سعادة كبرى بذلك الإرجاء المتكرر للعمليات البرية من جانب إسرائيل، ويرون أن ذلك يعطي واشنطن فسحة من الوقت لتعزيز الدفاعات الجوية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز التواجد العسكري البشري وإرسال مزيد من القطع البحرية المقاتلة لردع إيران إذا تصاعدت حدة المواجهة في المنطقة.

ويؤكد الجنرال فرانك ماكينزي الذي قاد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في الفترة من 2019 وحتى 2022 " أن الوقت الذي يمنحه تباطؤ إسرائيل في شن العمليات البرية هو في صالح الولايات المتحدة عسكريا لأنه يتيح لواشنطن فرصة الدفع بمزيد من الجند والسلاح إلى مسرح العمليات في الشرق الأوسط وهو ما يعزز في نفس الوقت قدرة إسرائيل على الصد الدفاعي لا سيما ضد حزب الله الذي قاتل إسرائيل في العام 2006 لمدة 34 يوما.... ".

من جانبه رأى جوزيف فوتيل الذي سبق له تولي القيادة الأمريكية الوسطى في الفترة من 2016 وحتى 2019 أن العمليات العسكرية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة ستضع قدرة إسرائيل العملياتية تحت المجهر وستحتاج إلى كثافة عددية للمهاجمين، وستلتهم أموالا طائلة، ويرى كذلك أن واشنطن تعتقد أن إيران لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن ولا مع إسرائيل، وأن طهران تحبذ تفعيل وكلائها للقيام بذلك وتسهل مهمتهم للتنفيذ.

وكشف السيناتور جيم ريتشي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري عن تقارير مؤكدة اطلع عليها تكشف عن تعرض القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط لعدد 12 هجوما منذ 18 أكتوبر الجاري منها 15 هجوما بالطائرات المسيرة تم التصدي لها وهو ما يشكل تهديدا فعليا لما لا يقل عن 30 ألف مقاتل أمريكي يتواجدون الآن في منطقة الشرق الأوسط منهم 3500 جندي في سوريا والعراق وآخرون يعملون على مقاتلة عناصر تنظيم داعش.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الهجوم البري القوات الأمريكية واشنطن غزة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

تحصينات تحت الجبل.. إيران تعزز منشآتها النووية.. وواشنطن وتل أبيب تتوعدان

كشف تقرير صادر عن معهد العلوم والأمن الدولي أن إيران عززت الإجراءات الأمنية حول مجمعين من الأنفاق العميقة المتصلة بمنشآتها النووية الرئيسية، في وقت تتصاعد فيه التهديدات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بشن ضربات محتملة على تلك المنشآت الحساسة.

التقرير الذي استند إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية التجارية في 29 مارس الماضي، أشار إلى أن التحصينات شملت مداخل محمية للمجمعات، وجدراناً إسمنتية مرتفعة شُيدت على طول طريق منحدر يلتف حول جبل كولانغ غاز، بالإضافة إلى أعمال حفر تهدف إلى تعزيز تلك التحصينات بألواح إضافية.

وتأتي هذه التطورات بينما تستعد واشنطن وطهران لخوض جولة ثالثة من المفاوضات بشأن اتفاق جديد يعيد فرض القيود على البرنامج النووي الإيراني، وسط خلافات عميقة حول الضمانات المطلوبة لمنع إيران من تطوير قدرات تسلح نووي.

وفي تعليق له، حذر رئيس المعهد، ديفيد أولبرايت، من أن المجمعين المحصنين اللذين لا يزالان قيد الإنشاء منذ سنوات، قد يصبحان جاهزين للعمل في وقت قريب نسبياً. وأضاف أن طهران لم تسمح حتى الآن للمفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى هذه المواقع، ما يثير مخاوف من إمكانية استخدامها لإخفاء مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب، أو معدات نووية متقدمة تُستخدم في تسريع عملية التخصيب اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وكانت إيران أكدت أن أجهزة الطرد المركزي المتطورة سيتم تجميعها في منشأة واحدة، خارج محطة نطنز النووية القريبة، والتي سبق أن تعرضت لأعمال تخريبية في عام 2020 وتُعد محور البرنامج النووي الإيراني.

في المقابل، لم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة عسكرية استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، حيث يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطالبة بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل كشرط أساسي لأي اتفاق قادم.

وفي سياق متصل، أعاد التقرير التذكير بأن انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، دفع إيران إلى خرق العديد من بنوده، في حين تشتبه قوى غربية بسعي طهران إلى امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد: تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على اقتصادات المنطقة قد يكون متوسطًا
  • تحصينات تحت الجبل.. إيران تعزز منشآتها النووية.. وواشنطن وتل أبيب تتوعدان
  • زار العراق بعد 17 سنة غياب.. نائب أمريكي: نحتاج للبقاء منخرطين في الشرق الأوسط
  • فاينانشيال تايمز: على أوروبا اغتنام فرصة اضطرابات ترامب لاجتذاب المستثمرين
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • نيويورك تايمز: الحملة الأمريكية في اليمن فشلت
  • من غزة إلى الموصل ودمشق.. البابا فرنسيس في عيون سكان الشرق الأوسط؟
  • نيويورك تايمز: الحملة الأمريكية فاشلة ولن تردع اليمن
  • الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
  • نتنياهو: غيرنا وجه المنطقة ولن نقبل بـخلافة على شاطئ المتوسط