تستأنف المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع، طرفا الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 6 أشهر، برعاية أميركية سعودية.

أعلن الجيش السوداني (الأربعاء 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) أن المفاوضات بينه وبين قوات الدعم السريع لوقف الحرب التي تدور رحاها بينهما ستستأنف برعاية أمريكية سعودية في مدينة جدة.

ومنذ 15 نيسان/ أبريل، سقط أكثر من 9000 قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، كما ترك أكثر من 6.

5 مليون سوداني منازلهم ونزحوا داخل بلادهم أو لجأوا الى دول مجاورة.

مختارات السودان.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن وفيات آلاف الأطفال تقرير أممي: عدد النازحين السودانيين يتجاوز خمسة ملايين شخص

في أحدث حصيلة له أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد النازحين في داخل السودان وجواره وصل إلى 5.3 شخص. فيما أعلن عبد الفتاح البرهان عن تفضيله الحل السلمي للصراع الذي أسفر عن قتل وجرح الآلاف.

حوالي 500 طفل ماتوا جوعا منذ بدء الحرب في السودان

قضى حوالي 500 طفل سوداني جوعا منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر بالبلاد، وفق منظمة (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية. وهناك مخاوف من أن يزداد الوضع سوءاً بعد عجز منظمات إنسانية عن استئناف نشاطها وسط المعارك.

السودان: اتهامات أممية للدعم السريع بارتكاب اعتداءات جنسية

"احتجزت قوات الدعم السريع المئات من النساء في ظروف .. مهينة وتعرضن لاعتداء جنسي" يقول تقرير للأمم المتحدة. وتتهم منظمات حقوقية مقاتلي الدعم السريع باغتصاب عشرات النساء والفتيات في دارفور واستهداف نساء قبيلة المساليت.

تحذيرات من تفشي الأمراض بسبب تحلل الجثث في شوارع الخرطوم

أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن "آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم"، سيما مع عدم سعة المشارح لحفظ الجثث والانقطاع المستمر للكهرباء على نظم التبريد، الأمر الذي ينذر بخطر انتشار الأمراض والأوبئة.

ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأميركية السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب وأقصى ما توصلت إليه هو فترات وقف إطلاق نار قصيرة.

وأكد الجيش في بيان أنه "استجابة لدعوة كريمة من دولتي الوساطة بمنبر جدة (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية) باستئناف العملية التفاوضية مع مليشيا الدعم السريع المتمردة، وإيمانا من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب، قبلنا الدعوة بالذهاب إلى جدة".

وشدد الجيش على أن "استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية".

ولم تعلن قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو بعد موقفها من هذه الدعوة.

وتعتبر الأمم المتحدة أن الحرب في السودان، أحد "أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ المعاصر" وهي تحقق في احتمال وقوع "إبادة جماعية" في دارفور خلال الشهور الأخيرة.

وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الأربعاء إن عدد الأسر التي تعاني من الجوع تضاعف تقريبا في السودان بعد ستة أشهر من الحرب التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى.

ويحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف إن "عدد الأسر التي تعاني من الجوع تضاعف تقريبا". ونبهتا في بيان صحافي إلى أن "700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، ويحتاج 100 ألف طفل إلى علاج منقذ للحياة بسبب سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية".

وقال متحدث باسم اليونيسيف أخيرا إن أكثر من 20.3 مليون شخص، أو أكثر من 42 في المئة من سكّان البلاد، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، خصوصا في المناطق التي تحتدم فيها الاشتباكات وهي دارفور والخرطوم وجنوب كردفان وغرب كردفان.

ويتعرض ملايين الأطفال لأمراض مختلفة، مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا، في حين يتعرض النظام الصحي لضغوط كبيرة بسبب الهجمات والقتال، حسب منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.

ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: السودان الحرب في السودان طرفا الحرب في السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع قائد قوات الدعم السريع حميدتي جدة السعودية دويتشه فيله السودان الحرب في السودان طرفا الحرب في السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع قائد قوات الدعم السريع حميدتي جدة السعودية دويتشه فيله الأمم المتحدة الدعم السریع فی السودان أکثر من

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون يدعون لنشر قوة “محايدة” حماية للمدنيين في السودان ويتهمون الجيش والدعم السريع بارتكاب “انتهاكات” مروعة ترقى “لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية

أصدرت الجمعة، هيئة من الخبراء المكلفين من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، تقريرها عن تقصي الحقائق في السودان، دعت فيه إلى نشر قوة "محايدة" لحماية المدنيين في "أقرب الآجال" من فظائع الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. واتهم الخبراء الأطراف المتصارعة بارتكاب "انتهاكات" مروعة لحقوق الإنسان قد ترقى "لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

فرانس24

دعا خبراء، مكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الجمعة في تقرير إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان. وخلُص الخبراء إلى أن المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وقال محمد شاندي عثمان رئيس بعثة تقصّي الحقائق بشأن السودان، إن "خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين". وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى "150 ألفا". كما أدت إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجوئهم إلى البلدان المجاورة، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

حماية المدنيين
وقال عثمان "نظرا إلى أن الطرفَين المتحاربَين لم يتجنّبا (إيذاء) المدنيين، من الضروري أن تنشر قوة مستقلة ومحايدة ذات تفويض بحماية المدنيين من دون تأخير". ولا يتحدث هؤلاء الخبراء باسم الأمم المتحدة.

وأضاف عثمان أنّ "حماية السكان المدنيين أمر بالغ الأهمية ويجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف كل الهجمات ضدّ السكان المدنيين بشكل فوري وغير مشروط".

وطلب الخبراء الذين يدعون أيضا إلى وقف لإطلاق النار، من السلطات السودانية السماح لهم بزيارة البلاد أربع مرات. وكما هي العادة في هذه الحالات، أُرسل التقرير إلى الحكومة للتعليق عليه، غير أنّه بقي من دون إجابة.

انتهاكات واسعة النطاق
وبحسب التقرير، ثبُت أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب حلفائهما، "مسؤولون عن انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك هجمات مباشرة وعشوائية تمثّلت في غارات جوية وقصف ضدّ مدنيين ومدارس ومستشفيات وشبكات اتصالات وإمدادات حيوية من الماء والكهرباء".

كذلك، استهدف الطرفان المتحاربان المدنيين "عبر ارتكاب عمليات اغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي، وتوقيفات وعمليات احتجاز تعسفية، فضلا عن التعذيب وسوء المعاملة". وأوضح التقرير أنّهما ارتكبا ما يكفي من الانتهاكات التي "تشكّل جرائم حرب".

وسلّط الخبراء الضوء على "الهجمات المروّعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وحلفاؤها ضد المجتمعات غير العربية، خصوصا المساليت في الجنينة وما حولها في غرب دارفور".

وفي هذا السياق، أشاروا إلى جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي وتدمير الممتلكات والنهب.

وقالوا "هناك أيضا أسباب منطقية للاعتقاد أنّ الأفعال التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تشكّل جرائم كثيرة ضد الإنسانية".

حظر الأسلحة والمحكمة الجنائية الدولية
ويأمل الخبراء الذين تمكّنوا من لقاء نازحين من الصراع إلى دول مجاورة للسودان و182 ضحية مباشرة للانتهاكات وأقارب لهؤلاء الضحايا، في أن يمتد حظر الأسلحة ليشمل كل السودان. كما يطالبون السلطات بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتسليمها الرئيس السابق عمر البشير.

إضافة إلى ما تقدّم، يطالب هؤلاء الخبراء بوضع آلية قضائية دولية مخصّصة للسودان فقط. وقالت منى رشماوي عضو البعثة "يجب أن تكون هذه النتائج بمثابة تحذير للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة بهدف دعم الناجين وعائلاتهم والمجتمعات المتضرّرة، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم".

فرانس24/ أ ف ب  

مقالات مشابهة

  • مدير منظمة الصحة العالمية: حرب السودان خلفت أكثر من 20 ألف قتيل
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • بعد عام ونصف على الحرب.. “حاجة طارئة لحماية المدنيين” في السودان
  • مدير «الصحة العالمية» يبدأ مباحثات مع مسؤولين سودانيين ويعد بتقديم الدعم
  • بعد عام ونصف على الحرب.. حاجة طارئة لحماية المدنيين في السودان
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين
  • تجدد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأُبيض غربي السودان
  • نزوح كثيف من الخرطوم بسبب تبادل القصف بين الجيش والدعم السريع
  • خبراء أمميون يدعون لنشر قوة “محايدة” حماية للمدنيين في السودان ويتهمون الجيش والدعم السريع بارتكاب “انتهاكات” مروعة ترقى “لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
  • البرهان: دول غير رشيدة تساعد الدعم السريع وتحيك مؤامرة ضد البلاد