في مقابلته العامة.. البابا فرنسيس يتحدث عن القديس شارل دي فوكو
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
"إنَّ القديس شارل دو فوكو، شخصية هي نبوءة لعصرنا، قد شهد لجمال نقل الإنجيل من خلال العمل الرسولي للوداعة: لقد كان يشعر بأنه "أخ عالمي" وكان يستقبل الجميع، وهو يُظهر لنا قوة الحنان التبشيرية" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين
أجرى قداسة البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول نواصل في لقائنا مع بعض المسيحيين الشهود الممتلئين بالغيرة في إعلان الإنجيل.
تابع البابا فرنسيس يقول ما هو "سر" شارل دي فوكو وسرُّ حياته؟ بعدما عاش شبابه بعيدًا عن الله ولم يؤمن بشيء سوى بالبحث الفوضوي عن المتعة، يخبر صديقًا له غير مؤمن، كشف له بعد أن تاب وقبل نعمة مغفرة الله في الاعتراف، عن سبب وجوده. ويكتب: "لقد فقدت قلبي من أجل يسوع الناصري". يذكرنا الأخ شارل بأن الخطوة الأولى للبشارة هي أن يكون يسوع داخل قلبك، وأن تكون قد "فقدت عقلك" من أجله. وإذا لم يحدث ذلك، من الصعب أن نتمكّن من أن نظهر ذلك بحياتنا. ولكننا سنخاطر بأن نتحدث عن أنفسنا، أو عن مجموعتنا، أو عن أخلاق، لا بل أسوأ من ذلك عن مجموعة من القوانين، ولكن ليس عن يسوع، أو محبته، أو رحمته.
أضاف الأب الأقدس يقول أما شارل فبلى، لدرجة أنه انتقل من الانجذاب ليسوع إلى التشبّه بيسوع. وإذ نصحه معرِّفه، ذهب إلى الأرض المقدسة لكي يزور الأماكن التي عاش فيها الرب ولكي يسير على خطا المعلِّم. وفي الناصرة، بشكل خاص، فهم أنه عليه أن يتنشّأ في مدرسة المسيح. فعاش علاقة قويّة مع الرب، وقضى ساعات طويلة في قراءة الأناجيل وكان يشعر بأنه أخوه الصغير. وإذ تعرّف على يسوع، ولدت فيه الرغبة في أن يجعل الآخرين يتعرّفون عليه. وهذا الأمر يحصل على الدوام؛ عندما يتعرّف أحدنا أكثر على يسوع تولد فيه الرغبة في أن يجعل الآخرين يتعرّفون عليه وفي أن يتشارك هذا الكنز معهم. وفي تعليقه على رواية زيارة العذراء مريم للقديسة أليصابات، يجعله يقول: "لقد أعطيت نفسي للعالم… إحملوني للعالم". نعم، ولكن كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ مثل مريم في سرِّ الزيارة: "بصمت، بالمثال، وبالحياة". بالحياة، لأنّه وكما يكتب الأخ شارل "يجب على حياتنا بأسرها أن تعلن الإنجيل بأعلى صوتها".
تابع الحبر الأعظم يقول ثم قرر أن يستقر في مناطق بعيدة لكي يعلن الإنجيل في الصمت، يعيش في روح الناصرة، في الفقر والخفاء. فذهب إلى الصحراء بين غير المسيحيين، ووصل إلى هناك كصديق وأخ، حاملًا وداعة يسوع الإفخارستيا. لقد سمح شارل ليسوع بأن يعمل بصمت، مقتنعًا بأن "الحياة الإفخارستيا" تبشر. لقد كان يؤمن في الواقع أن المسيح هو المبشّر الأول. ولذلك كان يصلي عند قدمي يسوع، أمام بيت القربان، لنحو عشر ساعات في اليوم، مع اليقين بأن القوة المُبشِّرة تكمن هناك والشعور بأن يسوع هو الذي يقرّبه من العديد من الإخوة البعيدين. ونحن، أتسائل، هل نؤمن بقوة الإفخارستيا؟ هل يجد ذهابنا للقاء الآخرين وخدمتنا لهم بدايتهما وتمامهما في السجود والعبادة؟
أضاف الأب الأقدس يقول "كل مسيحي هو رسول" كتب شارل دي فوكو إلى صديق، مذكّرًا إياه بأنه "هناك حاجة بالقرب من الكهنة، إلى علمانيين يرون ما لا يراه الكاهن، ويبشرون بقرب المحبة وصلاح للجميع، وبمودة مستعدة دائمًا لكي تبذل نفسها". بهذه الطريقة، يستبق شارل زمن المجمع الفاتيكاني الثاني، ويدرك أهمية العلمانيين، ويدرك أن إعلان الإنجيل هو من واجب شعب الله بأكمله، ولكن كيف يمكننا أن نُنمِّيَ هذه المشاركة؟ مثلما فعل شارل دي فوكو: من خلال الركوع على ركبتينا وقبول عمل الروح القدس الذي يلهم دائمًا طرقًا جديدة للمشاركة واللقاء والاصغاء والحوار، دائمًا في التعاون والثقة، ودائمًا في شركة مع الكنيسة ومع الرعاة.
تابع الحبر الأعظم يقول إنَّ القديس شارل دو فوكو، شخصية هي نبوءة لعصرنا، قد شهد لجمال نقل الإنجيل من خلال العمل الرسولي للوداعة: لقد كان يشعر بأنه "أخ عالمي" وكان يستقبل الجميع، وهو يُظهر لنا قوة الوداعة والحنان التبشيرية. ولا ننسينَّ أن أسلوب الله هو ثلاث كلمات: القرب والرحمة والحنان. الله هو على الدوام قريب ورحيم وحنون. ويجب على الشهادة المسيحية أن تسير على هذا الدرب: درب القرب والرحمة والحنان. وهكذا كان شارل دو فوكو لطيفًا وحنونًا؛ وكان يرغب في أن يرى كل من يلتقي به، من خلال صلاحه، صلاح يسوع، وكان يقول إنه في الواقع "خادم لشخص أفضل مني بكثير". لقد قاده عيش صلاح يسوع لكي يوثِّق روابط أخوية وصداقات مع الفقراء، ومع الطوارق، ومع البعيدين عن عقليته. وشيئًا فشيئًا، ولَّدت هذه الروابط الأخوَّة والإدماج وتثمين ثقافة الآخر.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول إنَّ الصلاح بسيط ويتطلب منا أن نكون أشخاصًا بسطاء لا يخافون من أن يعطوا ابتسامة. وبابتسامة، وببساطته، كان الأخ شارل يشهد للإنجيل. ولم يكن يقوم بذلك بواسطة الاقتناص وإنما بواسطة الشهادة والجذب، بالوداعة المسيحية والحنان المسيحي والرحمة المسيحية والقرب المسيحي.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بعد زيارة الشرع إلى واشنطن.. براك يتحدث عن "الخطوة التالية"
اعتبر المبعوث الأميركي توم براك أن هذا الأسبوع "يمثل نقطة تحول حاسمة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط، وفي التحول اللافت لسوريا من العزلة إلى الشراكة"، وذلك في تعليقه على زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن.
كما دعا إلى "الخطوة التالية" بعد الزيارة، وهي إلغاء "قانون قيصر".
وقال براك في بيان، الخميس: "تشرفت ببالغ الشرف بمرافقة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، حيث أصبح أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض على الإطلاق منذ حصول سوريا على استقلالها عام 1946".
وتابع الدبلوماسي الأميركي: "أشار الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب في 13 مايو إلى أنه سيرفع جميع العقوبات الأميركية لإعطاء سوريا فرصة. وفي اجتماع دافئ وموضوعي هذا الأسبوع أكد الرئيسان قناعة مشتركة بأن الوقت حان لاستبدال النفور بالانخراط، وإعطاء سوريا وشعبها فرصة حقيقية للتجديد".
وقال براك: "شهدت أنا ونائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيس موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، في المكتب البيضاوي، التزام الرئيس الشرع للرئيس ترامب بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش".
واعتبر أن "هذا إطار تاريخي يمثل انتقال سوريا من مصدر للإرهاب إلى شريك في مكافحة الإرهاب، والتزام بإعادة البناء والتعاون والمساهمة في استقرار المنطقة بأكملها".
وتابع براك: "ستساعد سوريا الآن بنشاط في مواجهة وتفكيك بقايا داعش، والحرس الثوري الإيراني، وحماس، وحزب الله، والشبكات الإرهابية الأخرى، وستقف كشريك ملتزم في الجهد العالمي لتأمين السلام".
كما تحدث عن المرحلة التالية من التعاون الثلاثي، بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، قائلا: "في جلسة محورية مع روبيو، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، والشيباني، رسمنا خريطة المرحلة التالية من الإطار الأميركي التركي السوري: دمج قوات سوريا الديمقراطية في الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني السوري الجديد".
كما أشار بيان براك إلى "إعادة تعريف العلاقات التركية السورية الإسرائيلية"، و"المضي قدما في التوافق الذي يرتكز عليه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وكذلك مختلف القضايا الحدودية اللبنانية".
وقال إن "الخطوة التالية لمنح سوريا فرصة حقيقية هي الإلغاء الكامل لقانون قيصر"، الذي فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وتابع: "ندعو الكونغرس ونحثه على اتخاذ هذه الخطوة التاريخية. قطعنا شوطا طويلا لكننا نحتاج الآن إلى دفعة نهائية قوية لتمكين الحكومة السورية الجديدة من إعادة تشغيل محركها الاقتصادي، والسماح للشعب السوري وجيرانه الإقليميين، ليس فقط بالبقاء، بل بالازدهار".