لم يلق حفاوة.. البرلماني الأردني عمر العياصرة لـCNN بالعربية عن زيارة ماكرون إلى الأردن
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN)-- قال النائب في البرلمان الأردني عمر العياصرة، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للأردن ولقائه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، حملت رسائل أردنية سياسية ودبلوماسية "غاضبة وتحذيرية"، تتسق مع خطاب المملكة المعلن للدول الغربية، بالدعوة إلى "وقف الحرب على غزة كضرورة قصوى"، منعًا "لانفجار الأوضاع في المنطقة"، أنها زيارة "لم تلق حفاوة، لا رسميًا ولاشعبيًا".
ولاقت زيارة ماكرون "رفضا شعبيا أردنيا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال وقفة تضامنية مساء الثلاثاء، تنظّم يوميا في منطقة الرابية بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية في عمّان، إذ أطلق مشاركون هتافات ضد ماكرون والسياسة الخارجية الفرنسية في ملف الحرب على غزة، ستتجدد مساء الأربعاء بحسب دعوات رصدتها CNN بالعربية للتظاهر أمام السفارة الفرنسية في عمّان.
في الأثناء، ربط العياصرة في حديثه لموقع CNN بالعربية، بين الموقف الأردني الغاضب من الانحياز الغربي "للحكومة الإسرائيلية" في حربها على غزة، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها ماكرون خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفها إياها "بالفاشية".
ورأى العياصرة أن التصريحات وما سبقها من مواقف، انعكست على البروتوكول الرسمي "الذي اتسم بالبرود" في استقبال ماكرون، وعلى التصريحات التي خرجت عن اللقاء الثنائي.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" الثلاثاء نبأ وصول ماكرون إلى المملكة، قائلة إنه كان في استقباله رئيس بلدية عمّان يوسف الشواربة، ومحافظ العاصمة الذي يعتبر مسؤولا إداريًا يتبع وزارة الداخلية الأردنية، إلى جانب السفير الفرنسي في عمّان، وذلك لدى وصوله مطار ماركا العسكري.
وتابع العياصرة بالقول لموقع CNN بالعربية: "ماكرون أدان المقاومة الفلسطينية ووصفها بأنها إرهاب، كما أنه دعا إلى توسيع نطاق التحالف الدولي ضد داعش لمواجهة حماس ولا يرى قتل الفلسطينيين. ليس من المعقول أن يمنح الأردن ماكرون مساحة وحفاوة سياسية ودبلوماسية وإعلامية على ضوء كل ذلك. هذا يشبه تمامًا ما جرى عند إلغاء القمة الرباعية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيسين المصري والفلسطيني، عشية قصف مستشفى المعمداني في غزة".
ورأى العياصرة أن هذه رسالة جديدة "قوية للغطاء الغربي" من الأردن، الذي لم تصدر عنه إدانات للحرب على غزة فقط، بل "إدانة صريحة للموقف الغربي أيضًا"، وأضاف" الأردن يشتبك اليوم اشتباكًا مباشرًا مع الملف".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا زار ماكرون جيبوتي وإثيوبيا؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
خلال الأيام القليلة الماضية قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية إلى منطقة القرن الإفريقي يومي 20 و21 ديسمبر الجاري، شملت جيبوتي وإثيوبيا، في إطار جهود باريس لتعزيز حضورها الإقليمي وتطوير علاقاتها مع دول المنطقة.
الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون عن أسباب تلك الزيارة الغير معلنة خصوصًا في هذا التوقيت، وأثناء التحدث إلى الخبراء أكدوا أن تلك الزيارة تأتي من أجل جذب داعمين جدد لفرنسا في القارة السمراء.
استهل ماكرون زيارته بلقاء الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، حيث ناقش الجانبان مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشملت المحادثات تعزيز الشراكة الاقتصادية، إلى جانب التطرق للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
في اليوم الثاني، توجه ماكرون إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث استقبله رئيس الوزراء آبي أحمد.
وشهد اللقاء مناقشات موسعة حول القضايا الإقليمية الراهنة، بما في ذلك النزاعات المستمرة في بعض دول الجوار، وأهمية تعزيز التعاون لدعم الاستقرار والتنمية في القرن الإفريقي.
كما ركز الجانبان على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين فرنسا وإثيوبيا، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، إلى جانب ملف الأمن الإقليمي، الذي يُعتبر ركيزة أساسية للشراكة بين البلدين.
من جانبه قال الدكتور أبو بكر برقو، مستشار الرئيس التشادي، إن زيارة ماكرون إلى جيبوتي وإثيوبيا تحت في إطار محاولة فرنسا في القرن الإفريقي خصوصًا بعد طلب الحكومة التشادية من القوات الفرنسية مغادرة البلاد.
أضاف برقو في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ماكرون ذهب إلى إثيوبيا وجيبوتي من أجل استخدام ورقة سد النهضة لضغط إلى بعض الدول الإفريقية خصوصًا السودان وتشاد، ولكن ذلك لن ينجح.
الدكتور أبو بكر برقو
وأكد مستشار الرئيس التشادي، أن الدول الإفريقية تحررت من الاستعمار الغربي التي استغل جميع موارد القاهرة الإفريقية.
وفي نفس السياق أوضح الدكتور كمال دفع الله بخيت المحلل السياسي للشؤون الإفريقية، أن زيارة تحمل العديد من الأبعاد المهمة على رأسها بقاء فرنسا بالقارة الإفريقية وعدم الانسحاب منها خصوصًا في جيبوتي كآخر قاعدة عملياتية تقليدية لها في إفريقيا.
أضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الزيارة تشير إلى رغبة ماكرون في تعزيز الشراكة مع جيبوتي وإثيوبيا، وتقدير الدور الاستراتيجي الذي تلعبانه خلال تلك الفترة.
أشار المحلل السياسي للشؤون الإفريقية، إلى أننا من الممكن أن نعتبر زيارة ماكرون إلى جيبوتي خطوة استراتيجية لتعزيز الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة، والتأكيد على استمرار التعاون مع الحكومات المحلية، ومع ذلك، يتعين على فرنسا أن تأخذ في الاعتبار التغيرات السريعة في العلاقات الدولية وسياق الشؤون الإفريقية لضمان فعالية استراتيجيتها المستقبلية.
واختتم قائلًا:" تمثل هذه الجولة فرصة ليس فقط لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأفارقة، بل أيضًا لتجديد الالتزام الفرنسي بتغيير الصورة النمطية للدور الفرنسي في إفريقيا وتجاوز آثار الاستعمار التاريخية".