حرب إسرائيل على غزة.. سيناريوهات التأثير على اقتصادات المنطقة والعالم
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
تتعمق أزمات الاقتصاد العالمي في كل يوم جديد من الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، جراء عوامل تبدأ من ارتفاع أسعار الطاقة ثم زيادة معدلات التضخم، وتمر بطول أمد سياسة التشديد النقدي والضغط على النمو الاقتصادي ولا تنتهي بمزيد من التفتت التجاري العالمي ووضع العراقيل أمام سلاسل التوريد والضغط على إيرادات كبرى الشركات.
ومنذ بداية عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة (حماس)- في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دخلت على الخط عدة أطراف منها حزب الله في لبنان، فضلا عن الحوثيين في اليمن، مع استمرار تهديد إيران التي حذرت على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من أن "الشرق الأوسط صار كبرميل بارود".
ناقلة نفط خلال مرورها عبر قناة السويس (رويترز) سيناريوهات النفطيأتي التهديد المباشر الأول والأكبر من حيث القيمة والتأثير العالمي، جراء التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة من قطاع النفط، فقد أنتجت الدول المطلة على الخليج وحدها 32.01 مليون برميل يوميا أغسطس/آب الماضي، حسب وكالة الطاقة الدولية، وهو ما يمثل نحو 23% من الإمدادات العالمية من الخام وفق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ويقول خبير الأسواق في شركة أوربكس مصر عاصم منصور إن أسعار النفط العالمية تتوقف خلال الفترة المقبلة على تطورات الحرب والتصعيد الإسرائيلي على غزة ومدى تدخلات مختلف القوى في الحرب بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وتحدث منصور للجزيرة نت عن السيناريوهات الآتية:
السيناريو الأول: اعتراض ناقلات النفط في أي من مضيقي هرمز أو باب المندب أو طول أمد الحرب، وفي هذه الحالة سيتخطى سعر برميل النفط على الأرجح مستوى 100 دولار. السيناريو الثاني: اتساع رقعة الحرب بتدخلات أطراف أخرى، ويعني ذلك ارتفاع سعر برميل النفط ليتراوح بين 120 و150 دولارا، وفق منصور الذي لفت إلى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع سعر البرميل فوق 120 دولارا مارس/آذار 2022، لكنه يرجح عدم استقرار برميل النفط عند مستويات مرتفعة، مع استعادة السوق توازنه وإيجاد بدائل عن تراجع الإمدادات في حال تصاعد الصراع. السيناريو الثالث: بقاء أسعار النفط عند مستوياتها الحالية، أو تراجعها في حال نجاح الدبلوماسية في وقف إطلاق النار والعودة إلى الهدنة.وتتجلى أهمية مضيق هرمز في كون نحو خُمس استهلاك العالم من النفط تمر عبره يوميا. وقد أظهرت بيانات صادرة عن شركة فورتكسا للتحليلات، أن 20.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية مرت في المتوسط عبر هذا المضيق في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2023.
كما يمر نحو 80 مليون طن متري، أو 20% من تدفقات الغاز الطبيعي المسال العالمية عبر هذا المضيق سنويًا.
ماذا عن الغاز الطبيعي؟وبخصوص الغاز الطبيعي، يستبعد منصور أن تتأثر أسعاره بنفس درجة تأثر النفط بالنظر إلى ارتفاع عدد الدول الأوروبية التي أعلنت تجاوز مستوى التخزين لديها 80% من احتياجاتها، فضلا عن تحوط الدول الأوروبية بمزيد من البدائل بعد الحرب الروسية الأوكرانية عبر اللجوء إلى دول أفريقية، لكن التوقعات بشتاء قارس قد ترفع أسعاره.
وفي المجمل، من المتوقع أن تظل الأسعار في نطاق 2.5 إلى 3 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية.
جدير بالذكر أن ارتفاع الوقود من شأنه أن يرفع التضخم العالمي في الوقت الذي تحاول فيه البنوك المركزية كبحه عبر أدوات السياسة النقدية، ومنها معدلات الفائدة، التي ارتفعت في أميركا إلى 5.5% منذ مارس/آذار 2022 و4.75% في منطقة اليورو إلى أعلى مستوى منذ إطلاق العملة الموحدة اليورو عام 1999، مما أدى إلى مزيد من الضغوط على النمو الاقتصادي.
خلال الأزمات يعمد المستثمرون للجوء لشراء الذهب كأحد أهم الملاذات الآمنة (شترستوك) الملاذات الآمنةيبتعد المستثمرون في حالات التوتر العالمي عن الأصول الأكثر قابلية للتقلب مثل الأسهم ويتجهون إلى ما يعرف بـ"الملاذات الآمنة" لحفظ قيمة أموالهم في أداة كالذهب، أو الحفاظ على عائدات مضمونة قدر الإمكان عبر شراء سندات ذات تصنيف ائتماني عال.
ويرجح منصور أن يصل سعر أوقية الذهب إلى مستوى بين ألفي دولار إلى 2075 دولارا، في حالة طال أمد العدوان على غزة لأسباب منها ارتفاع سعر الدولار والعائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات.
وفي حال اتساع رقعة المواجهة -السيناريو الثاني حسب منصور- فمن المرجح أن يتخطى الذهب مستويات 2075 دولارا إلى مستويات قياسية جديدة.
وارتفعت أسعار الذهب بدءًا من تداولات التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي بنسبة 6.53% لتصل إلى 1986 دولارا عند تسوية التعاملات أمس الثلاثاء.
وول ستريت مُنيت بخسائر بعد تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط (الفرنسية) تضرر أسواق البورصةتبقى الشركات من بين أكبر المتضررين من ارتفاع التضخم الذي يؤدي إلى تراجع إيراداتها أو مبيعاتها، تزامنا مع تزايد الضغوط على المستهلكين.
وتجد هذه الشركات صعوبة في الحصول على تمويل مع رفع أسعار الفائدة ضمن محاولات كبح التضخم، وفق خبراء.
وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز لسندات الشركات من الدرجة الاستثمارية -الذي يقيس أداء سندات الشركات بالدولار- إلى 411.52 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وهذا أداء مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية منذ بداية طوفان الأقصى وحتى إغلاق 24 أكتوبر/تشرين الأول:
تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأميركي الأوسع نطاقًا 0.96% إلى 4247 نقطة. هبوط مؤشر داو جونز الصناعي الأميركي 0.36% إلى 33141 نقطة. نزول مؤشر ناسداك 1.4% إلى 13139 نقطة. تراجع مؤشر كاك الفرنسي 2.1% إلى 6893 نقطة. انخفض مؤشر داكس الألماني 1.74% إلى 14879 نقطة. خسارة مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الأوسع نطاقا 2.2% إلى 435.09 نقطة. سلاسل الإمداديقول عضو مجلس إدارة قناة السويس المصرية السابق وائل قدور -للجزيرة نت- إن من أبرز إفرازات الحرب الحالية تأخير البدء في ممر اقتصادي بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، الذي أعلنه البيت الأبيض خلال قمة العشرين سبتمبر/أيلول الماضي لإنشاء خط نقل يمر بإسرائيل إلى الأسواق الأوروبية.
وعن تأثيرات الحرب على التجارة العالمية، رجح قدور أن يبقى التأثير محدودا على سلاسل الإمداد العالمية، ما دامت الحرب في غزة مستمرة، لكن قطاع النقل في الشرق الأوسط قد يتلقى ضربة مضاعفة إذا دخلت إيران على خط المواجهات وأغلقت مضيق هرمز.
أما بالنسبة لمضيق باب المندب، فيشكل الحوثيون مصدر تهديد، وفق قدور الذي قال إنه من غير المرجح أن تتأثر قناة السويس مباشرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أسهم أوروبا عند ذروة قياسية بعد خفض الفائدة
ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي إلى مستوى غير مسبوق اليوم الخميس بقيادة أسهم قطاع العقارات وبفضل توقعات بتسريع وتيرة التيسير النقدي من جانب البنك المركزي الأوروبي، وذلك وسط نتائج أعمال متباينة أعلنتها الشركات.
وخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 2.75% كما كان متوقعا، وأشار إلى احتمال خفضها مجددا إذ طغت المخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي على القلق إزاء استمرار التضخم.
وجاء القرار في أعقاب بيانات أظهرت ركود اقتصاد منطقة اليورو بشكل غير متوقع في الربع الماضي. ويتوقع المتداولون حاليا خفض أسعار الفائدة بنحو 70 نقطة أساس بحلول نهاية العام الجاري.
أبرز معطيات صعود الأسهم الأوروبية:
أغلق المؤشر ستوكس 600 مرتفعا 0.9% ليحقق مكاسب في 10 جلسات من آخر 12 جلسة. صعد مؤشر الأسهم القيادية في ألمانيا بنسبة 0.4% إلى أعلى مستوى على الإطلاق. تقدم مؤشر قطاع العقارات الذي يتأثر بأسعار الفائدة 1.9% مع انخفاض العائدات على السندات الألمانية. وصل العائد على السندات لأجل عامين إلى أدنى مستوى منذ الثامن من يناير/ كانون الثاني الجاري. وصعد المؤشر الفرعي لأسهم التكنولوجيا لليوم الثالث على التوالي محققا مكاسب بلغت 1.1% مع استمرار القطاع في التعافي من موجة بيع في وقت سابق من الأسبوع بسبب ظهور نموذج ذكاء اصطناعي أقل تكلفة أصدرته شركة ديب سيك الصينية. انخفض سهم دويتشه بنك نحو 3.2%بعد أن سجل انخفاضا أكبر من المتوقع في أرباح العام الماضي بأكمله والربع الأخير منه. ارتفع المؤشر الإسباني 1% إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. قفز سهم نوكيا 6.7% بعد أن أعلنت الشركة تحقيق أرباح تشغيلية معدلة ومبيعات أقوى من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي. في نيويورك شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية الخميس ارتفاعا ملحوظا (الفرنسية)وفي أميركا شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية الخميس ارتفاعا ملحوظا، حيث:
إعلان أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) عند 6072.22 نقطة، بزيادة 0.54%. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.54% ليصل إلى 44957.08 نقطة. أغلق مؤشر ناسداك المركب، عند 19688.75 نقطة، مسجلا زيادة بنسبة 0.29%.تأتي هذه الارتفاعات في ظل تقييم المستثمرين لنتائج أعمال شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث أظهرت بعض الشركات أداء قويا في تقاريرها المالية الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 2.1% في الربع الرابع من عام 2024، مما يعكس استمرار التعافي الاقتصادي.