تعرف على الملابس الكهنوتية في كنيسة الروم الأرثوذكس ومدلولاتها
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال الانبا نيقولا انطونيو مطران طنطا والغربية، للروم الارثوذكس، في تصريح له إن الحلل الكهنوتية أثواب يلبسها ذوو الكهنوت حينما يقيمون الخدم الإلهية والأسرار المقدسة فتذكرهم بواجباتهم وتعطى لهم عند سيامتهم وارتداؤها مهم للغاية لأن الثوب على الإجمال يرمز إلى الشخصية الروحية التي لخادم الأسرار.
فارتداء الألبسة الكهنوتية يعني أن خادم الأسرار المقدسة رغم جهله، وخطاياه التي هي موضوع حساب بينه وبين الله، يمكنه أن يتمم الأسرار الإلهية لأن متمم الأسرار الحقيقي هو الرب يسوع المسيح نفسه الذي هو "الكاهن إلى الأبد" (مز 4:110) (عب 6:5).
تكون الثياب الكهنوتية زاهية الألوان موشاة بخيوط مُذهبة ومُفَضَّضَة للدلالة على أن خادم الأسرار المقدسة يتقرب من مجد الملكوت الإلهي بما يُناسب هذا المجد بصفته خادم للأسرار الإلهية. كما أن في زركشة ثياب خدام الأسرار المقدسة دلالة على المجد الذي يعطيه الله لخدامه ليخدموا الآخرين ويتمجدوا هم أيضًا بمجد الرب.
كما تزين الملابس الكهنوتية على الإجمال وأحيانًا بأيقونة السيد أو السيدة أو القديسين تكريمًا للممثلين في الأيقونات، وكذلك بأيقونات الأعياد السيدية للتعبير عن فرح العيد برب المجد.
بشكل عام تُكرّس الملابس الكهنوتية بالصلاة ونضحها بالماء المقدس.
الملابس الكهنوتية ومدلولاتها:
1- الاستيخارة (لكل من الأسقف والكاهن):
هي قميص طويل ينسدل حتى القدمين وتدل على الطهارة التي يجب أن يتحلى بها الكاهن وأن يحفظها في حياته. وترمز إلى الثوب اللامع الذي ألبسه هيرودس الملك للمسيح وأرسله إلى بيلاطس سخرية (لوقا23: 11) أو إلى القميص المنسوج الذي نزعه الجنود عن المسيح عند صلبه (يوحنا23:14) إنه حلة البهجة وثوب الخلاص.
يقال حين ارتدائها: "تبتهج نفسي بالررب فإنه ألبسني ثوب الخلاص وسربلني حلّة السرور وجمّلني بتاج كعريس ومثل عروسٍ زينني تزينًا" (إش10:61).
2- الزنار (لكل من الأسقف والكاهن والشماس):
للشماس يكون قطعة نسيج طويلة تشبه الزنار وعليها صلبان صغيرة أو كتابة "قدوس قدوس قدوس"، يلبسه على كتفه اليسار. ويمثل لنا أجنحة الملائكة. لأن خدمة الشماس كخدمة الملائكة.
أما للكاهن وللأسقف فيكون قطعة نسيج في منتصفها صليب يتمنطقان به على وسطهما. ويشير إلى العفاف اللازم لمن تمنطق به، وإلى تهيء كل منهما للقيام بالخدمة المقدسة الإلهية بكل ضبط لشهواته. ويرمز إلى القوة التي تمنطق بها السيد في ملكوته حسب الرؤيا.
يقال حين التمنطق به: "تبارك الله الذي يمنطقني بالقوة ويجعل طريقي بلا عيب مقومًا رجليّ كالأيائل ورافعًا إيايّ على المعالي" (حب 19:3).
3- الأكما م (لكل من الأسقف والكاهن والشماس):
قطعتا قماش عريضتان عليهما صليبان صغيران. يغطيان زندان. تدل على الأسلحة الروحية الضرورية لمرتديها في جهاده الروحي ضد الشيطان وما يثير عليه من المعاكسة وكذلك إلى الوثاقات التي ربطت يدي المخلص حين آلامه.
كما أن الأكمام تغطي طرفي استيخارة الكاهن أو الأسقف فيسهلان حركاته.
حين ارتدائهما يقال على الكم اليمين: "يمينك يا رب تمجدت بالقوة، يدك اليمنى سحقت الأعداء وبكثرة مجدك حطمت مقاوميك".
ويقال على الكم اليسار: "يداك صنعتاني وجبلتاني فهمني فأتعلم وصاياك" (مز 73:118).
4- البطرشيل (لكل من الأسقف والكاهن):
قطعة نسيج طويلة وعريضة يُلبس على العنق وتتدلى على الصدر وينتهي إلى الأسفل بشراريب والبطرشيل يدل على النعمة الإلهية المستقرة على لابسه ويشير إلى تحمل مسؤولية الرعية. وبدونه لا يستطيع الأسقف أو الكاهن القيام بأية خدمة كنسية.
يقال عند ارتداءه: "تبارك الله الذي يسكب نعمته على كهنته كالأطياب على الرأس النازلة على اللحية لحية هارون النازل على جيب قميصه" (مز 2:132).
5- الحِجْر (لكل من الأسقف والكاهن):
قطعة نسيج مربعة الزوايا في وسطها صليب أو صورة لرب لمجد أو العذراء مريم أو أحد القديسين توضع على الجانب الأيمن. ويشير إلى فضائل الشجاعة والصدق والدعة والحق الذي ينبغي أن يتصف بها حاملها عند تقديم الذبيحة الإلهية. يرمز إلى السيف الروحي الذي ينبغي لحامله أن يتقلداه، وهذا السيف هو التعليم والكرازة واستقامة الرأي. إنه سيف الحق المسلول دومًا على الشرير.
يلبسه الأسقف وبعض الكهنة الذين يكلفهم المطران بمسؤولية تتميم سر الاعتراف كآباء روحيين.
يقال عند لبسه: "تقلّد سيفك على فخذك أيها القوي بحسنك وجمالك، واستله وانجح واملك في سبيل الحق والدعة والخير فتهديك يمينك هديًا عجيبًا"(مز 3:44).
6- الأفلونية (للكاهن):
رداء (مشلح) عريض مستدير ذو فتحة في أعلاه مستدير ذو فتحة في أعلاه يلبس منها فيدخل رأس الكاهن فيها وتغطي الأفلونية جسم الكاهن. ترمز إلى ثوب الارجوان الذي سخر به جند الرومان من سيدنا يسوع المسيح عند آلامه وترمز إلى نعمة الرب المستقرة بالروح القدس على الرسل وخلفائهم. كما ترمز إلى أنها وشاح المجد والطهارة والقداسة التي يسكبها الرب على خدامه.
يلبسها الكاهن مع البطرشيل في تتميم جميع الأسرار المقدسة وعند تتميم الايصودن (الدخول) في صلوات الغروب وكذلك في صلاة الغروب الاحتفالية (عند تقديس الخبزات الخمس).
يقول الكاهن عند ارتدائها: "كهنتك يا رب يلبسون البر وأبرارك يبتهجون ابتهاجًا". (مز 9:131).
أما الأسقف فيقول عند ارتداء: "رؤساء كهنتك يا رب يلبسون البر وأبرارك يبتهجون ابتهاجًا". (مز 9:131).
7- الصاكوص (للأسقف):
رداء الأسقف: هو قميص واسع قصير وعريض الكمين ومشقوق الطرفين يجمع طرفيه بجلاجل ويرمز إلى قميص المخلص الذي اقترع عليه الجند ساعة صلب السيد. كما يرمز إلى عبادة الله الصانعة الصالحات التي تستر مرتديه وتكتنفه من كل الجهات، والجلاجل برنينها تشير إلى البشارة في الكنيسة.
يقول الأسقف عند ارتداء: "رؤساء كهنتك يارب يلبسون البر وأبرارك يبتهجون ابتهاجًا" (مز 9:131).
8- الإموفوريون (للأسقف):
لباس الكتف: قطعة نسيج مستطيلة يرتديها الأسقف فقط على كتفيه وحول عنقه فوق الصاكوص ويدل على الخروف الضال الذي فتش عنه المسيح فلما وجده حمله على منكبيه بفرح عظيم وضمه إلى التسعة والتسعين، وكذلك هو يرمز إلى خشبة الصليب التي حملها المسيح على كتفيه ولهذا كان ينسج من الصوف.
يوجد إموفوريون كبير وإموفوريون صغير. الكبير يضعه الأسقف في القداس الإلهي، وبعد قرائة الإنجيل يبدله بالصغير. أما الصغير فيضعه مع البطرشيل في شتى الخدم الكنائسية.
يقول الأسقف عند ارتداء: "لقد حملت على منكبيك طبيعتنا الضالة أيها المسيح المسيح، ولما صعدت قدمتها إلى الآب".
9- الصليب (لكل من الأسقف والكاهن):
يكون من معدن مرصع بفصوص ملونة لامعة يتدلى من على الرقبة.
يقول عند تعليقها:: "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مرقس 8: 34).
10- الانجولبيون (للأسقف):
أيقونة للسيدة مرصعة بالحجارة الكريمة يعلقها الأسقف على صدره دلالة على أنه يعترف من قلبه بالإيمان القويم من كل قلبه. ويدل على أهمية حامله وأهليته للخدمة.
يقول عند تعليقها: "قلبًا نقيًا أُخلق فيّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي" (مز 50: 10".
11- التاج (للأسقف):
يكون مستدير وموشى بالتخاريم والأيقونات المقدسة ويعلوه صليب. يلبسه الأسقف في الاحتفالات الكنسية وفي تتميم سائر الأسرار المقدسة. ويدل على اكليل الشوك الذي وضع على هامة ملك الملائكة، كما يشير إلى العمامة التي كان يرتديها هرون ورؤساء الكهنة في العهد القديم حسب أمر موسى (خروج39: 3، 31). ولبس الأسقف للتاج يعني أنه بتحمله مهام الرعية سيصل بنعمة الله إلى اكليل المجد والغلبة.
يقول الشماس عندما يدفعها إلى الأسقف: "جعلت على رأسه إكليلًا من حجارة كريمة، حياةً سألك فأعطيته طول الأيام" (مز 20: 3-4).
12- العكاز(عصا الأسقفية):
عصا طويلة من المعدن أو الخشب تعلوها حيتان يتوسطهما صليب، دلالة على انسحاق الشيطان (الحية التي أغوت آدم وحواء) بالصليب الذي صُلب عليه الرب يسوع المسيح وبه خلص البشر من قبضة الشيطان. كما تبدي حقوق الأسقف الرعائية وسلطته الروحية. وهي تشير إلى عصا موسى التي تحولت إلى حية وأكلت حية كهنة فرعون، وكذلك إلى الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية. لهذا هي من ناحية أن الأسقف بها يستلهم قوة الصليب القيامية في خدمته، ومن ناحية أخرى أنه بعصا الرب يسوس الكنيسة ويقطع بكلمته التعليمية فيها الأفكار الشيطانية الخارجة عن الإيمان الحق لأعداء الكنيسة ومقاومتها وضحدها.
يقول الشماس عندما يدفعها إلى الأسقف: "عصا قوة يرسل لك الرب من صهيون فتسود فيما بين أعدائك".
13- المانتية (للأسقف):
جلباب واسع وطويل لونه أحمر أو بنفسجي تعلق جلاجل بطرفيه الأماميين ويزين بأيقونتين على الصدر وتطريز في الزاويتين السفلين. يلبسها في الاحتفالات على أنه معلم الكنيسة. كما ويلبسها رؤساء الأديرة الكبيرة على أنهم معلموا الرهبان وآباؤهم. المانتية وهي في الأصل لباس رهباني انتقل إلى المدينة مع الأسقف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأسقف فی یرمز إلى على أن
إقرأ أيضاً:
احتفالية ضخمة في ملوي بمناسبة ذكرى قدوم العائلة المقدسة تحت شعار «مبارك شعبي مصر»
نظمت مطرانية ملوي للأقباط الأرثوذكس في محافظة المنيا احتفالية كبيرة بمناسبة ذكرى قدوم العائلة المقدسة، المعروفة باسم احتفالية «كوم ماريا».
تُقام هذه الفعالية السنوية برئاسة الأنبا ديمتريوس، مطران ملوي وانصنا والأشمونين، تخليدًا لقدوم العائلة إلى مصر وذكرى استشهاد أطفال بيت لحم في الثالث من شهر طوبة.
يُعقد الاحتفال في أوائل فبراير لتسهيل مشاركة أكبر عدد ممكن من الحضور، حيث يتوافد عشرات الآلاف من أبناء المنيا من مختلف الطوائف، ويستقطب مزار كوم ماريا سنويًا آلاف الزوار من الأقباط والمسلمين، حيث يحتفلون بذكرى مرور العائلة المقدسة في أجواء احتفالية مميزة، بحضور كبار المسؤولين وسفراء أوروبيين ورجال أعمال.
شهد الاحتفال حضور الآلاف من الأساقفة والزوار والمسؤولين، حيث اجتمع الأقباط والمسلمون في أجواء من الفرح والبهجة، كما تضمن الاحتفال تنظيم مراكب مزينة بصور السيدة مريم والعائلة المقدسة، التي جابت نهر النيل في مواكب تاريخية تحمل أيقونات دينية، مما أضفى طابعًا احتفاليًا مهيبًا، مذكرًا بدخول العائلة المقدسة إلى مصر وعبورها عبر منطقة الكوم ماريا.
تجدر الإشارة إلى أن العائلة المقدسة قضت في مصر نحو ثلاث سنوات ونصف، بدءًا من دخولها من "الفرما" في شمال مصر، وصولًا إلى جبل درنكة، حيث المغارة المنحوتة التي كانت آخر محطاتها.