مسؤولون أمريكيون: واشنطن متخوفة من خطة العمل الإسرائيلية في غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال مسؤولون أمريكيون كبار إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بالقلق من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، ومن أن قوات الدفاع الإسرائيلية ليست مستعدة بعد لشن غزو بري بخطة يمكن أن تنجح.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا، ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، أكد فيها على الحاجة إلى دراسة متأنية للكيفية التي قد تقوم بها القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكات أنفاق معقدة تحت مناطق مكتظة بالسكان.
ووفق الصحيفة؛ فقد أصر مسؤولو إدارة بايدن على أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله وما زالت تدعم الغزو البري، لكن البنتاغون أرسل جنديًّا من مشاة البحرية من فئة ثلاث نجوم، هو اللفتنانت جنرال جيمس غلين، إلى جانب ضباط آخرين لمساعدة الإسرائيليين في مواجهة تحديات خوض حرب المدن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون، قوله يوم الإثنين، إن نشر الجنرال جلين، الذي أبلغ عنه موقع أكسيوس في وقت سابق، لا يعني أن البنتاغون يتخذ قرارات نيابة عن إسرائيل، وأضاف المسؤول إن الجنرال غلين لن يكون موجودًا على الأرض في إسرائيل إذا بدأ التوغل في غزة.
وذكرت الصحيفة أنه بينما لم يرد المسؤولون الإسرائيليون في واشنطن على الفور على طلبات التعليق؛ إلا أن دبلوماسيًّا من السفارة الإسرائيلية نفى يوم الأحد أن تكون الحكومة الأمريكية تنصح الإسرائيليين بتأجيل الغزو البري؛ حيث قال: “الولايات المتحدة لا تضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالعملية البرية”.
وبينت الصحيفة أن أوستن، في محادثاته مع غالانت، وصف الحملة الشاقة لتطهير مدينة الموصل العراقية من مقاتلي تنظيم الدولة في عامي 2016 و2017؛ حيث كان أوستن في ذلك الوقت رئيسًا للقيادة المركزية للولايات المتحدة، وكانت القوات الأمريكية تدعم نظيرتها الكردية والعراقية في القتال.
وقال أوستن لبرنامج “هذا الأسبوع” على قناة "إيه بي سي نيوز" يوم الأحد: “أول شيء يجب أن يعرفه الجميع، وأعتقد أن الجميع يعرفه، هو أن القتال في المناطق الحضرية صعب للغاية”، مضيفًا: إنه "شجع" غالانت على "إجراء عملياتهم وفقًا لقانون الحرب"؛ حيث يتزايد قلق المسؤولين الأميركيين من أن يؤدي الغزو البري في غزة إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين.
وبحسب الصحيفة؛ فقد قال مسؤولون في البنتاغون إن أوستن كان على الهاتف مرة أخرى مع غالانت يوم الإثنين، مشددًا على "أهمية حماية المدنيين"، لكن المسؤولين قالوا إن الإدارة تشعر بالقلق أيضًا من أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه حتى الآن مسار عسكري واضح لتحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس، وفي محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يروا بعد خطة عمل قابلة للتحقيق.
وقد ألمح الرئيس بايدن إلى ذلك علنًا، وخلال خطابه في تل أبيب الأسبوع الماضي، حذر من أن إسرائيل ستحتاج إلى "الوضوح بشأن الأهداف وتقييم صادق حول ما إذا كان المسار الذي تسلكونه سيحقق تلك الأهداف".
وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل يجب أن تقرر ما إذا كانت ستحاول، على سبيل المثال، القضاء على حماس باستخدام ضربات جوية جراحية مقترنة بغارات مستهدفة من قبل قوات العمليات الخاصة - كما فعلت الطائرات الحربية الأميركية والقوات العراقية والكردية في الموصل - أو الدخول إلى غزة بالدبابات والمشاة، كما فعلت مشاة البحرية الأمريكية والجنود، إلى جانب القوات العراقية والبريطانية، في الفلوجة عام 2004.
وتابعت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن كلا الأسلوبين سيؤديان إلى خسائر فادحة، لكن العملية البرية قد تكون أكثر دموية بالنسبة للقوات والمدنيين. وفي البنتاغون، يعتقد العديد من المسؤولين أن عمليات تطهير الموصل والرقة في العراق بعد أكثر من عقد من الزمن بعد الفلوجة هي نموذج أفضل لحرب المدن.
وقد قال اوستن يوم الأحد: "أحد الأشياء التي تعلمناها هو كيفية حساب المدنيين في ساحة المعركة، وهم جزء من ساحة المعركة، وعلينا، وفقًا لقانون الحرب، أن نفعل ما هو ضروري"، مضيفًا: “احموا هؤلاء المدنيين”.
ولفتت الصحيفة إلى أن كلاً من معركتي الموصل والرقة أسفرا عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وفي حين أن هذه الأرقام يمكن أن تختلف بشكل كبير، فقد قدرت وكالة أسوشيتد برس عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الجهود المبذولة لتخليص الموصل من مقاتلي تنظيم الدولة بما يتراوح بين 9000 و 11000.
ونسبت الصحيفة إلى مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن، قوله إن تنظيم الدولة لم يكن أمامه سوى عامين لإعداد دفاعاته في الموصل، مضيفًا في تحليل له في وقت سابق من هذا الشهر: "لقد كان أمام حماس 15 عامًا لإعداد "دفاع متعمق" كثيف يدمج التحصينات الجوفية والأرضية وفوق الأرض، وأنفاق الاتصالات، والمرابض ومواقع القتال، بالإضافة إلى التحصينات العسكرية مثل حقول الألغام المحتملة، والأجهزة المتفجرة المرتجلة، والألغام المضادة للدروع المتفجرة، والمباني المجهزة كأفخاخ متفجرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة القوات المسلحة دعت إسرائيل يوم الإثنين إلى تأجيل الغزو البري لغزة لكسب الوقت لإجراء مفاوضات حول الرهائن والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين وإعطاء القادة العسكريين الإسرائيليين فرصة أكبر لضبط تخطيطهم للقتال في المناطق الحضرية.
وقال السيناتور جاك ريد، وهو ديمقراطي من ولاية رود آيلاند، عبر الهاتف من القاهرة، حيث كان هو وأعضاء آخرون في مجلس الشيوخ يختتمون رحلة إلى العراق: "من وجهة النظر العملياتية، فإن هذا الأمر معقد للغاية، وكلما زادت المعلومات الاستخبارية التي تجمعها وتمكن قواتك من المشاركة في القتال في المناطق الحضرية، كلما كان ذلك أفضل".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول أن إدارة بايدن قد قدمت النصيحة نفسها لإسرائيل، ومثل المسؤولين الأميركيين، قال ريد إنه لا يزال يدعم الغزو البري لتدمير حماس، لكنه حذر من أن القتال في المناطق الحضرية في غزة من مبنى إلى مبنى سيكون "جهدًا طويل الأمد"، مشيرًا إلى أن الأمر استغرق من الجيش العراقي، بمساعدة الولايات المتحدة، تسعة أشهر لهزيمة تنظيم الدولة من الموصل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة احتلال غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المناطق الحضریة تنظیم الدولة الغزو البری فی غزة
إقرأ أيضاً:
سقوط مروحية أمريكية يكشف عُمق تورط واشنطن في دعم حرب إسرائيل على غزة
حادث، هكذا أعلنت واشنطن في روايتها الرسمية، عن فقدان مروحية في أثناء التدريب على التزود بالوقود جوا، قبالة سواحل اليونان في نوفمبر الماضي، لكن للواقع وجوه أخرى سمتها صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا.
وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «فضيحة جديدة تهز البنتاجون.. تحقيق يكشف تلاعبًا بالحقائق حول سقوط مروحية أمريكية»، إذ كشف تقرير الصحيفة النقاب عن تفاصيل جديدة، بل ودحض رواية البنتاجون.
ولم تكن تلك المروحية في تدريب عابر بالبحر المتوسط، لكنها كانت ضمن تحرك لوحدة سرية تابعة للقوات الجوية الأمريكية أرسلت إلى البحر المتوسط كرد فعل على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر.
التقرير قدم معلومات تفيد بأن الظروف الليلية الصعبة مع إضاءة قمرية ضعيفة بنسبة 12% فقط أسهمت في الحادث ما أسفر عن مقتل طاقم الطائرة المكون من 5 أفراد، وباستقراء ما بين السطور، فإن هذا التحرك يأتي ضمن موجات أكبر مستمرة خلال أكثر من عام على هذا العدوان على غزة وشمل إرسال قوات لإسرائيل لتشغيل أنظمة دفاعية واعتراض الطائرات والصواريخ.
حادثة المروحية التي كُشف عنها مؤخرا تقدم رؤية أوضح لعمق تورط واشنطن في دعم حرب إسرائيل على غزة، وتؤكد أنه لا مصداقية حقيقية لواشنطن في هذه الأزمة، رغم ما تملكه لو أرادت من أوراق ضغط على إسرائيل، لكنها من جانب آخر تكشف للرأي العام الداخلي في أمريكا أن الدعم لتل أبيب لم يمر سياسيا فحسب بل عاد جنود أمريكيون لأسر دافعة للضرائب جثثا هامدة لوطنهم ضمن حملة دعم مطلق وغير مشروط لاحتلال دام أكثر من 7 عقود.