انطلقت قبل قليل فعاليات مؤتمر اليوم الواحد تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني في قصر ثقافة روض الفرج، تحت عنوان "الأدب في مصر القديمة مقارنة بين الماضي والحاضر" دورة الآثاري الكبير سليم حسن، بعد أن تم تأجيل المؤتمر حداداً على شهداء فلسطين.


جاء ذلك فى حضور رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي لاميس الشرنوبي، الكاتب عبده الزراع، مدير عام الثقافة العامة.


بدأ المؤتمر الذي يعقد برئاسة الدكتور محمد أمين عبد الصمد، وأمانة الأديب أحمد هاشم البنا، وتبدأ فعالياته في الثالثة مساء بجلسة افتتاحية تتضمن كلمات لرئيس المؤتمر قال فيها:

مصر .. دائما وأبدًا

تشكل الحضارة المصرية نموذجاً متفرداً للمنجز الإنساني على مر تاريخه لما تعكسه تلك الحضارة من عمق زمني خلق راقات ثقافية متتالية من البناء الحضاري بسمات تفوق وتميز وحضور في سياقها وزمنها، وزاد من أسباب توهج تلك الحضارة التنوع العاقل في بنائها. فحوت وتزينت بتفاعلات ناتجة عن تفاعل الإنسان مع بيئته وترويضه لها، وكذلك تفاعلات ناتجة عن عمليات التثاقف والتي تراوحت بين الخذ والعطاء مع محيطها الإقليمي.

 

هذا الثراء والزخم كان دافعاً مغرياً للكثيرين لمحاولة نسب تلك الحضارة لهم أو الانتساب إليها، أو نفي كل هذا المنجز الحضاري عن أبنائه / صانعيه، فظهرت الكتابات الهوليوودية عن كائنات فضائية صنعت هذه الحضارة وقيمها المادية والروحية وكتابات أخرى روجت لقارة اطلانتس وسكانها الذين تبخروا بعد أن قدموا للبشرية النموذج الحضاري المصري، دون أن يتركوا ما يحل لغزهم أو يكشف سرهم !!

وللأسف الشديد وجدت تلك الترهات القصصية من أبناء الوطن من يروجها، ويحبر آلاف الصفحات مترجماً وناسباً الكشف لنفسه، ويقدم كتباً يقرأها الباحثون عن الغريب والطريف معتقدين صحتها، وروج لتلك الكتابات مؤسسات نشر قوية وفاعلة متغافلة . عدمه ما يحدثه هذا النشر من تضليل وتمويه وسرقة عن قصد أو

ولم يقف الأمر عند هذا بل ظهر من يحاول نسبة ذلك المنتج والمنجز الحضاري المعجز لأجداده، بحجة أن أجداده هم من بنوا تلك الحضارة
وظهرت دعاواهم الصهيونية في عصور من فوضى، رغم أن أجدادهم - إن صدق أنهم أجدادهم لم يتقنوا إلا صنع الخيام وتثبيت أوتادها !!

وألحوا في الترويج لدعواهم بالكتب والسينما والمسرح وقنوات اليوتيوب والجمعيات الممولة .. وغيرها من الوسائل والوسائط لتثبيت زيفهم

كل هذا وسط إهمال أو تجاهل أو عدم اكتراث من أبناء وأحفاد أصحاب تلك الحضارة وبناتها . بل وظهر من بينهم - للأسف الشديد - من يصم تلك الحقب الحضارية الزاهية لأجداده بأنها حقب زمنية كفرية ووثنية، وطالبوا بهدم منجزها المادي أو على الأقل طمسه بالشمع مدعين الحديث باسم الله !!؟؟

وعلى جانب آخر كانت دعاوى (الأفروسنتريك) والتي شكلت - وما زالت تياراً عالمياً دعائياً بأن الحقب الحضارية المصرية القديمة هي إنتاج أجداده من الأفارقة وأنهم لأسباب مبهمة تم إخلاؤهم أو إجلاؤهم !! وأنهم الآن يحنون للعودة إلى أصولهم وجذورهم!! وكأنهم الجناح الثاني لدعاوى (الراستفاري) وما يتمخض عنها.

 

أضف على هذا القطيعة المعرفية مع الحقب السابقة لتغير اللغة مرتين وتغير العقيدة الدينية كذلك، مما أسهم وساعد في التجهيل بها . لذا أصبحت مطمعاً للقاصي والداني، وبحث كل منهم واصطنع لنفسه جذراً منها يدعم حضوره الآني ويقوي تمثيله في الذاكرة الحضارية للبشرية.

فأين نحن من هذا العراك والاستلاب القائم على قدم وساق ؟ أين رؤيتنا الحقة لذاتنا الحضارية؟

أين هذا الهم من مناهجنا الدراسية؟ أين هذا الهم من برامجنا الثقافية؟

این نشاط المؤسسات الأهلية الثقافية من هذا؟

اين حركة البحث العلمي الجادة والمتجددة الكاشفة للزيف والاختلاق؟ أسئلة كثيرة تراوح الذهن وتقلق العقل الباحث عن أسباب غفلة الكثيرين عن (مصرية مصر) .. و(مصرية المصريين). ولم يتجاوز سميث أو سلامة موسى عندما أطلقا مقولتهما البراقة ( مصر أصل الحضارات والتي يترجمها العامة إلى جملة شهيرة راسخة رسوخ أهراماتها ورسوخ إنسانها : «مصر أم الدنيا».

ومن خلال مؤسسة ثقافية حملت على كاهلها لسنوات طويلة هموم موضوعات الوطن وثقافته وشكلت حصناً شيدت جدرانه من الناس فأصبحت وما زالت (الثقافة الجماهيرية ) نتمنى أن يكون هذا المؤتمر قدم فيه من أوراقاً بحثية ونقاشات جادة لبنة في حوار كاشف وثري عن هوية مصر من خلال آدابها وفنونها وتاريخها.

ونتمنى بالطبع أن يُضاف إلى هذا الجهد جهود أخرى داعمة للفكرة ومنقحة ومثرية لها.

ثم ستعقد الجلسة البحثية الأولى التي يديرها الكاتب حمدي عبد الرازق، ويشارك فيها د. عصام محمود أحمد ببحث تحت عنوان "بواكير الثقافة العربية في مصر"، ويقدم الدكتور طارق منصور بحثا عن "مظاهر تأثيرات التراث المصري القديم على الأدب الحديث"، أما شاهيناز الفقي فتقدم بحثا عن "أدب المصريين القدماء بين الفن الأسطوري وواقع البسطاء".

الجلسة البحثية الثانية تتضمن حوارا عن شخصية المؤتمر عالم الآثار الشهير سليم حسن، يديرها الشاعر شرقاوي حافظ.

وتشهد فعاليات المؤتمر أمسية شعرية يديرها الشاعر العزب فتحي أبو الفتوح، ويشارك بها أعضاء نوادي الأدب.

المؤتمر ينظم بالتعاون بين إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وفرع ثقافة القاهرة برئاسة إلهام واصف.

يشار إلى أن اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 لعام 2024 اختارت الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، وهو أحد أعلام المصريين في علم الآثار، وقدم عددا من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز "موسوعة مصر القديمة"، كما له بصماته المتميزة في الكشف عن عدد من الآثار المصرية، ولقب بعميد الأثريين المصريين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤتمر لقصور الثقافة قصر ثقافة روض الفرج الأدب في مصر القديمة شهداء فلسطين

إقرأ أيضاً:

«الفضاء المصرية»: الشراكات الدولية مفتاح تعزيز الاستدامة في تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد

أكد الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أهمية الشراكات الدولية في تعزيز الاستدامة في تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد.

جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأربعين للاستشعار عن بعد للبيئة (ISRSE-40)، والذي يُعقد في مركز فارنبورو الدولي للمعارض والمؤتمرات بالمملكة المتحدة في الفترة من 17 إلى 21 مارس الحالي بحضور نخبة من كبار الخبراء وصناع القرار في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد.

وخلال حلقة نقاشية رفيعة المستوى ضمن أجندة المؤتمر، تناول الدكتور صدقي الدور الاستراتيجي لتقنيات رصد الأرض في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أهمية التعاون الدولي في تحقيق الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة «SDG 17»، والمتعلق بتعزيز الشراكات العالمية.

واستعرض رؤية مصر الطموحة في قطاع الفضاء، مسلطا الضوء على جهود الدولة في استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لدعم خطط التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات البيئية والمناخية، وتطوير حلول مبتكرة لتحسين إدارة الموارد والاستجابة الفعالة للكوارث الطبيعية.

وشهدت الجلسة تفاعلًا واسعا من الحضور، حيث ناقش المشاركون آليات تعزيز الابتكار في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد، وأهمية تكامل الجهود الدولية لمواجهة القضايا العالمية الملحّة، مثل تغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية.

وتقام نسخة هذا العام من المؤتمر بالشراكة مع مؤسسات بريطانية بارزة، من بينها فارنبورو إنترناشونال، وسبيس ساوث سنترال، واللجنة الدولية للاستشعار عن بعد للبيئة (ICORSE)، حيث يمثل المؤتمر منصة عالمية مرموقة تجمع القيادات والخبراء في قطاع الفضاء منذ انطلاقه عام 1962، لمناقشة أحدث التطورات في رصد الأرض والاستشعار عن بعد، في إطار الجهود المستمرة لحماية كوكب الأرض وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

اقرأ أيضاًمذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء المصرية وشركة تنمية للبترول لتعزيز التعاون

وكالة الفضاء المصرية تشارك في المنتدى العربي العالمي للتعاون الرقمي والتنمية

وكالة الفضاء المصرية تستضيف فريق عمل الدورة التدريبية للكوادر الأفريقية في نسختها الرابعة

مقالات مشابهة

  • إقبال غير مسبوق على "الليلة الكبيرة".. وأنغام الشباب مع ذوي الهمم يتألقون بساحة الهناجر
  • الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية يشارك في المؤتمر الدولي الأربعين ISRSE-40
  • إيمان كريم: إنتصار السيسي تمثل نموذجًا داعمًا للمرأة المصرية والمرأة ذات الإعاقة
  • غدا.. "القومية للفنون الشعبية" تحيي الليلة الـ12 لبرنامج "هل هلالك 9"
  • «الفضاء المصرية»: الشراكات الدولية مفتاح تعزيز الاستدامة في تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد
  • باقة من الاستعراضات.. المركز الثقافي بطنطا يختتم ليالي رمضان الفنية
  • الدكتور ماهر صافي في حواره لـ"البوابة نيوز": الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة هي الأنسب للمرحلة الحالية.. تصريحات نتنياهو بعودة القتال في القطاع مناورات للضغط على حماس
  • ليلة بروح الشباب يتألق فيها علي الألفي بساحة الهناجر.. صور
  • «مسرح عرائس وأمسية شعرية» في السهرة الرمضانية ببيت ثقافة القلج بالقليوبية
  • أهانت الحضارة المصرية.. بلاغ للنائب العام ضد المخرجة فدوى مواهب