(CNN)-- يبلغ إنتاج المياه في غزة حاليًا 5% من المستويات الطبيعية، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، نقلاً عن سلطة المياه الفلسطينية.

يعيش سكان غزة الآن على أقل من 3 لترات من الماء يوميًا، وفقًا للأمم المتحدة، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلق الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 50 لترًا لتلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الشرب والطهي والنظافة.

وقالت ناتاشا هول، زميلة بارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS): "إن الماء الوحيد الذي يملكه الناس هو في الأساس مياه البحر غير الصالحة للشرب الممزوجة بمياه الصرف الصحي“. ويُجبر البعض على الشرب من آبار المزارع، وفقاً لمنظمة أوكسفام غير الربحية".

وقال مازن غنيم، رئيس سلطة المياه الفلسطينية، إنه بدون تدخل واسع النطاق، فإن نقص المياه سيؤدي إلى "كارثة إنسانية".

كان هناك بصيص من الأمل في نهاية هذا الأسبوع عندما دخلت أول قافلة من شاحنات المساعدات المحملة بالمياه والغذاء والإمدادات الطبية إلى جنوب غزة عبر معبر رفح على الحدود مع مصر.

وقال غنيم إن غزة حصلت على 60 ألف لتر فقط من المياه، السبت. وقال لشبكة CNN، إن تغطية الاحتياجات الأساسية لـ 2.3 مليون شخص يعيشون في القطاع يتطلب 33 مليون لتر يوميًا.

وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، إن جهود الإسعافات الأولية هذه هي "مجرد قطرة أولية في المحيط".

لطالما كان الحصول على المياه النظيفة أحد أصعب التحديات التي يواجهها سكان قطاع غزة. تعد المنطقة التي تبلغ مساحتها 140 ميلًا مربعًا واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض.

يوجد في غزة ثلاثة مصادر رئيسية للمياه: محطات تحلية المياه، وخطوط الأنابيب التي تنقل المياه المشتراة من إسرائيل، وآبار المياه الجوفية.

تأتي معظم مياه غزة من طبقة المياه الجوفية الساحلية، وهي عبارة عن مجموعة من المياه الجوفية تمتد على طول ساحل شرق البحر الأبيض المتوسط ​​من شبه جزيرة سيناء المصرية حتى إسرائيل.

حوالي 97٪ من المياه الجوفية غير صالحة للشرب، فهي مالحة وقليلة الملوحة وملوثة بمياه الصرف الصحي غير المعالجة والتلوث.

لقد تم استخراج طبقة المياه الجوفية بشكل مفرط لخدمة العدد المتزايد من سكان غزة. تتم إزالة أكثر من ضعف كمية المياه التي يتم تجديدها بشكل طبيعي كل عام، ومع انخفاض مستويات المياه العذبة، تسربت المياه المالحة من البحر الأبيض المتوسط.

أزمة المناخ لها تأثير أيضًا. وسيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية، كما أن الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر شدة وتكرارًا، مثل الحرارة والجفاف، تهدد موارد المياه بشكل أكبر.

وقال هول إن سيطرة إسرائيل على نظام المياه في غزة جعلت الوضع أكثر صعوبة، خاصة فيما يتعلق بالأجزاء المسموح بدخولها إلى القطاع.

إن المواد التي تعتبر "ذات استخدام مزدوج" - أي أنه يمكن استخدامها أيضًا لأغراض عسكرية - تتطلب تصريحًا خاصًا لإدخالها إلى غزة. وقال هول: "إن بناء أي شيء، سواء في الضفة الغربية أو غزة، فيما يتعلق بالبنية التحتية للمياه أمر صعب للغاية".

وقال هول إنه حتى قبل النزاع، كان العديد من الخبراء يقولون إن وضع المياه سيكون "كارثيًا في المستقبل".

 

 

الأمم المتحدةانفوجرافيكغزةقطاع غزةمياهنشر الأربعاء، 25 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأمم المتحدة انفوجرافيك غزة قطاع غزة مياه المیاه الجوفیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

من غرينلاند إلى أوكرانيا.. هل يعيد ترامب وبوتين تشكيل خريطة العالم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبدو أن المشهد السياسي العالمي يشهد تحولات كبرى في ظل محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشكيل تحالف استراتيجي مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين. فبينما يروج ترامب وفانس لضم غرينلاند وكندا إلى الولايات المتحدة، يبرز دعم بوتين لهذه الفكرة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة المصالح المشتركة بين الطرفين.

تحالف قطبي أم لعبة هيمنة؟

بوتين، الذي غير خريطة أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بضم أجزاء من أوكرانيا، يجد في ترامب حليفًا غير متوقع. فمن خلال الترويج للهيمنة الأمريكية على المناطق القطبية، يسعى ترامب إلى تشكيل شراكة قطبية مع روسيا، وهي خطوة من شأنها تهديد مصالح أوروبا وكندا وشمال المحيط الأطلسي.

القطب الشمالي يمثل هدفًا استراتيجيًا لكلا الطرفين، حيث يحتوي على 22% من احتياطيات النفط والغاز العالمية، إلى جانب كونه طريقًا تجاريًا أسرع بين آسيا وأوروبا. ومع ذوبان الجليد بفعل التغير المناخي، تزداد أهمية المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا. روسيا، التي تمتلك 41 كاسحة جليد، منها 7 تعمل بالطاقة النووية، تستثمر بكثافة في المنطقة، مما يدر عليها أرباحًا تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

التقارب الروسي – الأمريكي: صفقة أم فخ؟

تشير المعطيات إلى أن بوتين قد عقد صفقة مع ترامب، تقوم على دعم الأخير في محاولاته لتهديد كندا وغرينلاند، مقابل تمرير غزو بوتين لأوكرانيا. في المقابل، تعارض أوروبا بشدة هذا المخطط، وتدرك أن السماح لروسيا بابتلاع أوكرانيا سيفتح الباب أمام مزيد من التوسع، ما قد يصل إلى ألمانيا مرورًا ببولندا، بينما ستجد بريطانيا وفرنسا نفسيهما محاصرتين بالغواصات النووية الروسية.

هل يسقط ترامب تحت الضغوط الاقتصادية؟

في مواجهة هذا السيناريو، يبدو أن أوروبا تتحرك بالتعاون مع الدولة العميقة في أمريكا لإفشال مخططات ترامب. فعلى الرغم من شعبيته الكبيرة، فإن الاقتصاد الأمريكي يشهد ضغوطًا غير مسبوقة، مع ارتفاع العجز المالي إلى 148 مليار دولار، وتراجع مؤشرات الأسواق المالية بشكل حاد. السياسات التجارية لترامب، التي أدت إلى تصعيد الحروب الجمركية، ساهمت في تفاقم التضخم، مما دفع المستهلكين إلى الإنفاق المفرط تحسبًا لارتفاع الأسعار.

المؤشرات الاقتصادية السلبية قد تكون جزءًا من خطة أكبر لعزل ترامب سياسيًا، تمامًا كما حدث خلال جائحة كورونا في ولايته الأولى. وإذا استمرت الضغوط المالية والتجارية، فإنها قد تضعف الدعم الشعبي لترامب، مما يسهل استهدافه في الانتخابات القادمة.

الصين تدخل على خط المواجهة

لا يمكن إغفال دور الصين في هذه المعادلة. فالتنين الصيني ينظر بعين القلق إلى التقارب بين بوتين وترامب، خاصة أن الصين لديها تاريخ طويل من النزاعات الحدودية مع روسيا. وإذا تفاقمت الأزمة، فقد تجد الصين في أوروبا حليفًا استراتيجيًا لإفشال المخططات الأمريكية – الروسية، وربما تقدم تنازلات بشأن تايوان مقابل تحالف أوروبي يضر بمصالح ترامب.

الصين تمتلك أيضًا سلاحًا اقتصاديًا قويًا يتمثل في سندات الدين الأمريكية، والتي يمكن أن تستخدمها بالتعاون مع دول أخرى مثل اليابان لضرب الاقتصاد الأمريكي في اللحظة المناسبة. وإذا تزامن ذلك مع عدم قدرة ترامب على رفع سقف الدين الأمريكي، فإنه قد يصبح فعليًا رئيسًا معطلًا بلا قدرة على تنفيذ سياساته.

نهاية اللعبة: خسارة ترامب وبوتين؟

في النهاية، يبدو أن الرهان على تحالف ترامب – بوتين قد يكون خاسرًا. فالعالم لا يتحرك وفقًا لرغبات رجل واحد، والسياسات الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة قد تجعل من ترامب مجرد ظاهرة صوتية، غير قادر على فرض أجندته كما يروج لأنصاره.

أما في الشرق الأوسط، فقد يكون بنيامين نتنياهو أول ضحايا هذا التحالف الفاشل، إذ يواجه عزلة دولية غير مسبوقة بسبب سياساته العدوانية. ومع تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل، قد يجد نفسه محاصرًا داخليًا وخارجيًا، تمامًا كما قد يحدث مع ترامب نفسه.

في النهاية، لن يكون سقوط ترامب اقتصاديًا وسياسيًا مفاجئًا، بل سيكون نتيجة حتمية لتحالفاته الهشة وخططه قصيرة النظر. وكما أفلس ماليًا ست مرات، فإن الإفلاس السياسي قد يكون المحطة الأخيرة في مسيرته.
 

مقالات مشابهة

  • بورسعيد | رفع مخلفات القمامة من الشوارع والميادين الرئيسية والفرعية
  • «الخارجية الروسية»: التحضير لعقد اجتماع ثان بين روسيا وأمريكا
  • ترامب: قدرات الحوثيين التي يهددون بها السفن في البحر الأحمر يتم تدميرها
  • المياه الجوفية في العراق مهددة بالاستنزاف
  • مساء اليوم.. مجلس ذي قار يعقد جلسة استثنائية لمناقشة أزمة المياه
  • من غرينلاند إلى أوكرانيا.. هل يعيد ترامب وبوتين تشكيل خريطة العالم؟
  • تصاعد النزوح في الضفة الغربية.. الأونروا تحذر من أزمة غير مسبوقة
  • أحدث غواصة نووية متعددة المهام.. مواصفات غواصة “بيرم” الروسية
  • بالصور.. بورفؤاد تنتهي من تجهيز وفرش ساحة صلاة العيد الرئيسية
  • تصاعد رفض التجنيد فى إسرائيل.. أزمة داخل الجيش وانقسامات تهدد الحكومة