تعرف على تاريخ الكنيسة الرومية الرومانية الشرقية
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال الانبا نيقولا انطونيو مطران طنطا والغربية، للروم الارثوذكس، في تصريح له إنه كانت الإمبراطورية الهِلِّينِيَة القديمة منذ زمن إسكندر الأكبر (القرن 3 ق.م) ذات طبيعتها مسكونية ولغتها هي اليونانية، وكان إمبراطورها يعتبر الإمبراطور الوحيد للعالم أجمع. أطلق على الفترة الزمنية الممتدة حتى وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.
استمر «العصر الْهِلِّنِسْتِي» (H ἑλληνιστική εποχή) حتى قيام الإمبراطورية الرومانية (Imperium Rōmānum باللاتينية، Βασιλεία τῶν Ῥωμαίων باليونانية) على يد أوغسطس قيصر في عام 44 ق.م، بعد أن اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غربًا إلى بلاد مابين النهرين وساحل بحر قزوين شرقًا ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب وإلى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوبًا. استمرت الإمبراطورية الرومانية حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476م.
في عام 800م تَوج البابا ل أو ون الثالث (795-816م) شارلمان، ملك الفرنجة وحاكم إمبراطوريتهم (768-800م)، إمبراطورًا على الإمبراطورية الرومانية الغربية (800- 814م). معلنًا بذلك، البابا ل أو ون، نفسه الوريث المباشر للإمبراطورية الرومانية مُدعيًا السلطة المؤقتة. وأصبح الملك شارلمان أول إمبراطور روماني مقدس على "الإمبراطورية الرومانية المقدسة" (Imperium Romanum Sacrum باللاتينية)، واختار مدينة «آخن» الألمانية لتكون عاصمته. بذلك أصبح باباوات روما رؤساء دينيين وسياسيين ومتوِّجين لملوك الإمبراطورية الرومانية الغربية المقدسة.
وكان باباوات روما وحكام الغرب الجُدد في القرن التاسع، وفيما بعد، عندما يُشيرون إلى الأباطرة الرومان الشرقيين كانوا يستخدمون اللقب اللاتيني «Imperator Romaniæ» (باليونانية Ῥωμανία Aυτοκράτορας)، أي إمبراطور رومانيا، بدلًا من اللقب اللاتيني«Imperator Romanum» (باليونانية Ῥωμαίων Aυτοκράτορας)، أي الإمبراطور الروماني، وهو اللقب الذي احتفظ به شارلمان وخلفائه. كما استُخدم في الغرب اللقب اللاتيني «Imperium Graecorum»(باليونانية Γραικία Αυτοκρατορία)، أي الإمبراطورية اليونانية، للإشارة إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وذلك لتمييزها عن الإمبراطورية الرومانية اللاتينية في الممالك الغربية الجديدة. وسُمي إمبراطورها باللاتينية «Imperator Graecorum»، أي إمبراطور اليونان. هكذا انطلقت في القرن التاسع مع شارلمان التسميّة اللاتينية Ghreekia («Γραικία» باليونانية، «Greek» بالإنجليزية، «اليونانية» بالعربية) للجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية. كما استخدم التسمية اللاتينية «Graikos» («Γραικούς» باليونانية) لشعبها، وفي وقت لاحق أطلق عليهم اسم «Οι Έλληνες»، بمعنى «اليونانيون»، وكان هذا الاسم أكثر استخدامًا.
كم أطلق الغرب في القرن التاسع على الكنيسـة الرومانية في الشرق اسم «Ecclesia Ghreekia» باللاتينية («Γραικία ἐκκλησίᾳ» باليونانية، «الكنيسة اليونانية» بالعربية. بينما احتفظ لنفسه باسم «Ecclesia Romanum» باللاتينية (Ῥωμαίων ἐκκλησίᾳ باليونانية، الكنيسـة الرومانية بالعربية)؛ أو «Ecclesia Romanorum» باللاتينية (Ρωμαίος ἐκκλησίᾳ باليونانية، الكنيسـة الرومية بالعربية.
ذلك لكي يحصر الغرب الكنيسـة الرومانية الشرقية، أو الكنيسة الرومية، في قومية محددة وشعب محدد ويُفقدها عالميتها، أي جامعيتها. وإن لم تتخلى هذه الكنائس في الشرق عن تراث الكنيسة الرومانية (الرومية) الواحدة الذي لم يكن تراث شعب واحد، بل هو مساهمة مشتركة من قديسي ومؤمني جميع شعوب الإمبراطورية الرومية في العيش والتعبير عما تسلموه من الرب يسوع المسيح ورسله.
في القرن السابع، في زمن الحروب العربية الإسلامية مع الإمبراطورية الرومية الشرقية، وفيما بعد، أطلق الأتراك العثمانيون والعرب على أتباعها اسم «الروم» (Al-Rûm بالأحرف اللاتينية، Ρωμιοί بالأحرف اليونانية)، بينما أطلقوا على أتباع الإمبراطورية الرومانية الغربية اسم «الفرنجة»(Francorumباللاتينية). ثم استخدم العثمانيون اسم «ملة روم» (Ρομ Μίλι بالأحرف اليونانية)، بمعنى «شريعة (عقيدة) الروم» (Ο Ρωμαϊκός Νόμος باليونانية)، إشارة إلى المسيحيين في الشرق الذين على عقيدة الإمبراطور الروماني الشرقي المسيحي، أي الجماعة المسيحية الأرثوذكسية، داخل الدولة العثمانيين.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
نخيل لوس أنجلوس.. كيف ساهم في انتشار الحرائق المدمرة؟
عندما اندلعت حرائق الغابات في لوس أنجلوس صباح السابع من يناير، كانت صور أشجار النخيل المشتعلة على طول شارع "سانسيت بوليفارد" من أبرز مشاهد الحريق المدمر.
وفي الأيام التالية، تحولت هذه الأشجار المحترقة إلى رمز للحرائق التي قد تصنف كأكثرها تكلفة في تاريخ المدينة، حيث أسفرت عن مقتل 25 شخصا على الأقل وتدمير آلاف المباني.
وعلى الرغم من أن أشجار النخيل تمثل جزءا من هوية لوس أنجلوس، فإنها لم تسهم فقط في مشهد الدمار، بل كانت عاملا مساعدا في انتشار النيران، وفقا لآراء الباحثين والمسؤولين في مكافحة الحرائق.
النخيل وقابليتها للاشتعال
وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية على الرغم من تعدد الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرائق، فإن العديد من أنواع أشجار النخيل تعرف بقدرتها الكبيرة على الاشتعال وصعوبة إطفائها.
وأوضحت أن النخيل الذي لا يعتنى به جيدا، والذي يحتوي على مواد جافة، يصبح شديد الحساسية للجمرات، ما يفسر تعرض العديد من المباني لأضرار كبيرة.
وتوضح أستاذة التخطيط البيئي في جامعة جنوب كاليفورنيا، إستير مارجوليز، قائلة: "سعف نخلة من نوع Mexican fan palm يشبه غصنا كاملا يشتعل بسرعة، وينتقل عبر الرياح ليصل إلى الأسطح أو المواد القابلة للاشتعال، مما يتسبب في أضرار أكبر من ورقة شجرة صنوبر أو جميز".
كما أظهرت الدراسات أن نخيل جنوب كاليفورنيا، الذي يزرع بكثرة في المنطقة، "يشتعل كالشهب" عندما تصيبه الجمرات بسبب سعفه الجاف.
مستقبل أشجار النخيل في المدينة
ورغم أن أشجار النخيل ترتبط ارتباطا وثيقا بلوس أنجلوس، فإنها تواجه تهديدات متعددة تشمل الحرائق، الأمراض، الآفات، والشيخوخة.
وبالإضافة إلى ذلك، فهي لا توفر الفوائد التي تحتاجها المدينة، مثل توفير الظل والمساعدة في تبريد المناطق الحضرية.
وتعود زراعة أشجار النخيل في المنطقة إلى القرن 18، وفي أوائل القرن العشرين، أصبحت رمزا للرفاهية وأُشيد بها كجزء من الدعاية التي صورت المدينة على أنها جنة استوائية.
ومع ذلك، فإن العديد من الأشجار التي تم زراعتها بكثافة في ثلاثينيات القرن الماضي أصبحت الآن كبيرة السن وتعاني من التدهور.
ويدعو العديد من الخبراء إلى استبدال أشجار النخيل بمعايير بيئية أكثر استدامة، مثل الأشجار المحلية أو تلك التي تتحمل الجفاف.