نائب البرهان ينتقد تعدد المنابر لحل الأزمة السودانية ويجدد طرح «خارطة الطريق»
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي، جدد هجومه على قوات الدعم السريع ووصف حربها بـ”الاستيطانية” بمشاركة قوات من خارج السودان، وانتقد “استقواء” قوى الحرية والتغيير بالمجتمع الدولي.
جوبا: التغيير
أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي مالك عقار إير، حرص الحكومة على إنهاء الحرب الجارية في السودان حالياً وفق خارطة الطريق التي طرحتها في وقت سابق.
وأشار إلى أن الخارطة قائمة على أربع مراحل تشمل مرحلة فصل القوات والعملية الإنسانية ومرحلة معالجة قضية الحرب بدمج (قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد) ومرحلة العملية السياسية التي تقوم على الاتفاق حول الدستور وكيف يحكم السودان.
وانزلق السودان إلى حرب طاحنة بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على السلطة في 15 ابريل الماضي، أودت بحياة الآلاف وتشريد الملايين، فيما لم تفلح كل المبادرات في وضع حد نهائي لها.
وسبق أن طرح عقار الذي عينه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان نائباً له في مجلس السيادة الانقلابي بعد إعفاء قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، خارطة الطريق المبنية على الخطوات الأربع.
اجتماعات جوبا تعدد المنابر والتناقضوخاطب مالك عقار الذي يرأس كذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاق سلام جوبا في اكتوبر 2020 بمدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، بحضور الوساطة الجنوبية وأطراف الاتفاقية وممثلين للاتحاد الأفريقي وإيغاد والأمم المتحدة (يونيتامس).
وقال إن المبادرات الحالية المطروحة لمعالجة الحرب متناقضة وتتسم بتعدد المنابر، ونوه لوجود أربعة منابر وصفها بأنها غير متناسقة وفي كثير من الأحيان متنافسة فيما بينها لتباين أجنداتها وأهدافها.
وأشار إلى أن المطلوب في هذا المنحى الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي والوضع التنفيذي بالبلاد، إضافة إلى شعور المواطن تجاه الانتهاكات التي ارتكتبها مليشيا الدعم السريع من خلال اعتداءتها الجسيمة وخرقها للقانون الدولي الانساني.
ووصف عقار حرب الدعم السريع الحالية بـ”الاستيطانية” التي تجري بمشاركة قوات من خارج السودان وتنفذ أجندات عابرة للحدود بما فيها اطماع بعض الدول.
وأوضح أن المليشيا هزمت إدعاءاتها باستعادة الديمقراطية ومحاربة دولة 56 منذ الطلقة الأولى للحرب عندما بدأت في ممارسة الانتهاكات والتعديات على المواطنين بالسلب والنهب والاغتصاب، والتي شهد عليها الشعب والعالم.
انتقاد للحرية والتغييروقال عقار إن قوى الحرية والتغيير استقوت في مساعيها بالمجتمع الدولي بما قدمته من مبادرة مستندة على الاتفاق الإطاري مما أنتج مبادرة رديئة لاحتوائها على تناقضات وأطماع هذه المجموعة وبعض الدول بما أدى إلى تعميق التناقضات الداخلية الموجودة أصلاً بين الكتل السياسية والمدنية التي أدت إلى النزاع المسلح الحالي.
وأكد أهمية ان يضطلع الموقعون على اتفاق جوبا، إلى جانب تقييم مصفوفة الاتفاق المحدثة في العام 2023م، بوضع أنجع السبل لوقف الحرب الحالية ومعالجة تحديات تنفيذ الاتفاق التي نتجت عنها.
ولفت نائب البرهان إلى التهديد الماثل للحرب على المنطقة لاسيما منطقة القرن الأفريقي والدول المجاورة والدول المشاطئة للبحر الأحمر. ودعا لضرورة وحدة الصف الوطني حول القضايا المصيرية والالتفاف حول الجيش ودعمه لأنه يمثل صمام أمان تماسك السودان ووحدة ترابه- حسب تعبيره.
الوسوماتفاق جوبا للسلام في السودان الجيش الحركة الشعبية الدعم السريع السودان جنوب السودان جوبا قوى الحرية والتغيير مالك عقار إيرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الحركة الشعبية الدعم السريع السودان جنوب السودان جوبا قوى الحرية والتغيير الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.
من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.
الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.
ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.
نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.
عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب