رغم محاولة كيان الاحتلال الصهيونيِّ وحلفائه تغييب الحقائق، وربط عدوانه الإجراميِّ المستمرِّ على قِطاع غزَّة بالردِّ على عمليَّة «طوفان الأقصى»، فإنَّ المشاهد الإجراميَّة على أرض الواقع تؤكِّد أنَّ الكيان الصهيونيَّ المارق يسعى إلى فرض حلوله الأحاديَّة عَبْرَ توسيع العدوان لِيشملَ كافَّة الأراضي العربيَّة المحتلَّة.

فبجانب ما يشهده قِطاع غزَّة من أهوال وجرائم حرب ضدَّ الإنسانيَّة، تشهد الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة موجةً من العدوان والإرهاب تقوم بها قوَّات كيان الاحتلال الصهيونيِّ وقطعان مستعمريه الإرهابيِّين، أسقطت أكثر من (105) شهداء منذ السَّابع من أكتوبر الجاري، بالإضافة إلى سقوط (8) عسكريِّين سوريِّين وإصابة سبعة آخرين فجر أمس جرَّاء عدوان صهيونيِّ، استهدف عدَّة نقاط بريف درعا، بالإضافة إلى وقوع شهداء في الجنوب اللبنانيِّ. واللافت أنَّ هذا الإرهاب الصهيونيَّ أخذ يتعاظم مع زيادة الدَّعم الغربيِّ للكيان المحتلِّ.
هذا التوسُّع في مروحة الإرهاب الصهيونيِّ ضدَّ الأهداف العربيَّة والفلسطينيَّة يؤكِّد على الوظيفة الحقيقيَّة التي أُنشئ الكيان الصهيونيُّ لتحقيقِها، وكانت السَّبب الرئيسَ لوجوده والاستمرار في دَعمِه عسكريًّا واقتصاديًّا منذ إعلان إقامة هذا الكيان الغاصب الَّذي كان ولا يزال أهمَّ الأذرع للقوى الاستعماريَّة الغربيَّة الَّتي تدعمه، حيث تؤكِّد الجرائم الأخيرة ـ استعماريًّا غربيًّا ـ أنَّها ستظلُّ اليد الباطشة التي تُحقِّق الأهداف الاستعماريَّة الَّتي عجزت الدوَل الغربيَّة عن تحقيقها بواسطة الاستعمار المباشر. لذا فإنَّ أيَّ حديث عن حقِّ الردِّ الصهيونيِّ ما هو إلَّا ذَرٌّ للرَّماد في العيون، ومحاولة خبيثة للمداراة عن الأهداف الحقيقيَّة للجرائم التي يشهدها العالَم أجمع، ولَمْ يستطع أحَد الوقوف بحزم ضدَّ مرتكبيها من مُجرمي الحرب الصهاينة وحلفائهم الدَّاعمين.
إنَّ الدَّعم الماليَّ والعسكريَّ الغربيَّ للكيان الصهيونيِّ أضحى مشارَكةً حقيقيَّة في الجرائم المرتكبة بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ تستلزم محاسبة القادة الغربيِّين الَّذين تباهوا بإعلان الدَّعم غير المشروط لكيان الاحتلال، وساعدوه ليس في عدوانه فحسب، بل باستخدام التجويع كسلاح عسكريٍّ وسياسيٍّ ضدَّ الفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة يهدف إلى تركيعهم تمهيدًا لأن يتخلوا عن حقوقهم المشروعة. فهذه الدوَل الَّتي تُعطي لكيان الاحتلال الصهيونيِّ حقَّ استخدام هذا السِّلاح الخطير، وهي الَّتي لطالما رفعت شعارات تؤكِّد أنَّ الحقَّ في الغذاء حقٌّ مكفول للجميع ودُونَ تمييز، وأصرَّت على وضعه في ميثاق منظَّمة الأغذية والزراعة والأُمم المتَّحدة، لكن إذا تعلَّق الأمْرُ بالكيان الصهيونيِّ نجد تلك الدوَل تتعامل بانتقائيَّة وازدواجيَّة في المعايير، وتتجاهَل تلك الحقوق التي يتبنَّاها القانون الدوليُّ والإنسانيُّ.
وهنا يبرز السؤال الفلسطينيُّ الطبيعيُّ: ألَمْ تحرِّك الجرائم الصهيونيَّة على مدار عقود بواعث الضمير الإنسانيِّ للمُجتمع الدوليِّ؟ ألَمْ يؤرِّق الإنسانيَّة ما يشهده أبناء فلسطين من إرهابٍ وقتلٍ ودمار وتجويع وقتل للطفولة؟ ألَمْ يَحِنِ الوقتُ لمحاسبة قادة الاحتلال الصهيونيِّ على تصريحاتهم الممجوجة الَّتي تدعو للتطهير العِرقي والإبادة الجماعيَّة، وتصف الشَّعب الفلسطينيَّ تارةً «بأطفال الظلام» وتارةً «بالحيوانات البَشَريَّة» لإباحة قتلهم؟ ألَا يؤذي الضمير الإنسانيَّ الحصارُ المستمرُّ على قِطاع غزَّة وعلى مدار (16) عامًا، وتجويع أكثر من مليونَيْ إنسانٍ، ومنْع دخول المياه والغذاء والدَّواء والوقود وغيرها من المواد الأساسية؟ ألَا يؤذي الضمير الإنسانيَّ استهدافُ المَدنيِّين في الضفَّة الغربيَّة بما فيها القدس واستهداف الأماكن المقدَّسة المسيحيَّة والإسلاميَّة؟ وكَمْ من الضحايا الفلسطينيِّين والأطفال يجِبُ أن يسقطوا حتَّى يستدعيَ الأمْرُ الدَّعوة لوقف هذا الجنون منفلت العقال؟

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی ة الغربی

إقرأ أيضاً:

تظاهرة في نيويورك تطالب بالإفراج عن الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية

خرج متظاهرون في مدينة نيويورك الأمريكية للمطالبة بالإفراج عن الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، الذي اعتقل من قبل جيش الاحتلال بعد مداهمة مستشفى كمال عدوان شمال في قطاع غزة، أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وتجمع المتظاهرون المتضامنون مع فلسطين، أمام مستشفى "تيش" في نيويورك، رافعين لافتات تندد بـ "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وأخرى تعبر عن تضامنهم مع غزة ومنددة بقتل إسرائيل للأطفال.

Hundreds marched TODAY from NYU Tisch Hospital to Union Square, protesting the bombing of Gaza hospitals.
Healthcare workers, medics, and New Yorkers demand the release of Dr. Hussam Abu Safiya and 450+ healthcare workers abducted by Israeli forces. #FreeHealthcareWorkers… pic.twitter.com/K4wDhkBqr9 — Neturei Karta (@NetureiKarta) January 7, 2025
ودعا المتظاهرون للإفراج فورا عن حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، والمعتقل من قبل "إسرائيل".


ويذكر أنه في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال اعتقل أبو صفية بمحافظة شمال غزة.

وقبلها بيوم واحد، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان وأضرم النار فيه وأخرجه من الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم مديره حسام أبو صفية الذي لقيت صورته وقتها بردائه الطبي يقتاده الجنود مكبلا وسط الدمار موجة استنكار عربية ودولية.

Hundreds marched TODAY from NYU Tisch Hospital to Union Square, protesting the bombing of Gaza hospitals.
Healthcare workers, medics, and New Yorkers demand the release of Dr. Hussam Abu Safiya and 450+ healthcare workers abducted by Israeli forces. #FreeHealthcareWorkers… pic.twitter.com/K4wDhkBqr9 — Neturei Karta (@NetureiKarta) January 7, 2025
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يستهدف جيش الاحتلال القطاع الصحي في غزة ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في 5 أكتوبر الماضي.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 155 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • إعلام غربي: “إسرائيل” تبحث خيارات جديدة في “الجولة خامسة” من الضربات على اليمن
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع توغله في ريف القنيطرة جنوب سوريا (شاهد)
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • إب.. استنفار قبلي لأبناء المربع الغربي في مواجهة العدو الصهيوني
  • ليس الخطأ في الجولاني بل في القوى التي دعمته
  • الإبادة الثقافية في غزة.. حرب تهدف لمحو الهوية والتاريخ الفلسطيني
  • تظاهرة في نيويورك تطالب بالإفراج عن الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية
  • جيش الاحتلال ينسحب من القطاع الغربي لجنوب لبنان قبيل انتشار الجيش اللبناني في المنطقة
  • قوات الاحتلال تنسحب من القطاع الغربي لجنوب لبنان قبيل انتشار الجيش اللبناني
  • ازدحام متزايد في منصات إطلاق الصواريخ الفضائية بالولايات المتحدة