رأي الوطن : دعم غربي متزايد يوسع مروحة الإرهاب الصهيوني
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
رغم محاولة كيان الاحتلال الصهيونيِّ وحلفائه تغييب الحقائق، وربط عدوانه الإجراميِّ المستمرِّ على قِطاع غزَّة بالردِّ على عمليَّة «طوفان الأقصى»، فإنَّ المشاهد الإجراميَّة على أرض الواقع تؤكِّد أنَّ الكيان الصهيونيَّ المارق يسعى إلى فرض حلوله الأحاديَّة عَبْرَ توسيع العدوان لِيشملَ كافَّة الأراضي العربيَّة المحتلَّة.
هذا التوسُّع في مروحة الإرهاب الصهيونيِّ ضدَّ الأهداف العربيَّة والفلسطينيَّة يؤكِّد على الوظيفة الحقيقيَّة التي أُنشئ الكيان الصهيونيُّ لتحقيقِها، وكانت السَّبب الرئيسَ لوجوده والاستمرار في دَعمِه عسكريًّا واقتصاديًّا منذ إعلان إقامة هذا الكيان الغاصب الَّذي كان ولا يزال أهمَّ الأذرع للقوى الاستعماريَّة الغربيَّة الَّتي تدعمه، حيث تؤكِّد الجرائم الأخيرة ـ استعماريًّا غربيًّا ـ أنَّها ستظلُّ اليد الباطشة التي تُحقِّق الأهداف الاستعماريَّة الَّتي عجزت الدوَل الغربيَّة عن تحقيقها بواسطة الاستعمار المباشر. لذا فإنَّ أيَّ حديث عن حقِّ الردِّ الصهيونيِّ ما هو إلَّا ذَرٌّ للرَّماد في العيون، ومحاولة خبيثة للمداراة عن الأهداف الحقيقيَّة للجرائم التي يشهدها العالَم أجمع، ولَمْ يستطع أحَد الوقوف بحزم ضدَّ مرتكبيها من مُجرمي الحرب الصهاينة وحلفائهم الدَّاعمين.
إنَّ الدَّعم الماليَّ والعسكريَّ الغربيَّ للكيان الصهيونيِّ أضحى مشارَكةً حقيقيَّة في الجرائم المرتكبة بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ تستلزم محاسبة القادة الغربيِّين الَّذين تباهوا بإعلان الدَّعم غير المشروط لكيان الاحتلال، وساعدوه ليس في عدوانه فحسب، بل باستخدام التجويع كسلاح عسكريٍّ وسياسيٍّ ضدَّ الفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة يهدف إلى تركيعهم تمهيدًا لأن يتخلوا عن حقوقهم المشروعة. فهذه الدوَل الَّتي تُعطي لكيان الاحتلال الصهيونيِّ حقَّ استخدام هذا السِّلاح الخطير، وهي الَّتي لطالما رفعت شعارات تؤكِّد أنَّ الحقَّ في الغذاء حقٌّ مكفول للجميع ودُونَ تمييز، وأصرَّت على وضعه في ميثاق منظَّمة الأغذية والزراعة والأُمم المتَّحدة، لكن إذا تعلَّق الأمْرُ بالكيان الصهيونيِّ نجد تلك الدوَل تتعامل بانتقائيَّة وازدواجيَّة في المعايير، وتتجاهَل تلك الحقوق التي يتبنَّاها القانون الدوليُّ والإنسانيُّ.
وهنا يبرز السؤال الفلسطينيُّ الطبيعيُّ: ألَمْ تحرِّك الجرائم الصهيونيَّة على مدار عقود بواعث الضمير الإنسانيِّ للمُجتمع الدوليِّ؟ ألَمْ يؤرِّق الإنسانيَّة ما يشهده أبناء فلسطين من إرهابٍ وقتلٍ ودمار وتجويع وقتل للطفولة؟ ألَمْ يَحِنِ الوقتُ لمحاسبة قادة الاحتلال الصهيونيِّ على تصريحاتهم الممجوجة الَّتي تدعو للتطهير العِرقي والإبادة الجماعيَّة، وتصف الشَّعب الفلسطينيَّ تارةً «بأطفال الظلام» وتارةً «بالحيوانات البَشَريَّة» لإباحة قتلهم؟ ألَا يؤذي الضمير الإنسانيَّ الحصارُ المستمرُّ على قِطاع غزَّة وعلى مدار (16) عامًا، وتجويع أكثر من مليونَيْ إنسانٍ، ومنْع دخول المياه والغذاء والدَّواء والوقود وغيرها من المواد الأساسية؟ ألَا يؤذي الضمير الإنسانيَّ استهدافُ المَدنيِّين في الضفَّة الغربيَّة بما فيها القدس واستهداف الأماكن المقدَّسة المسيحيَّة والإسلاميَّة؟ وكَمْ من الضحايا الفلسطينيِّين والأطفال يجِبُ أن يسقطوا حتَّى يستدعيَ الأمْرُ الدَّعوة لوقف هذا الجنون منفلت العقال؟
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی ة الغربی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية ويجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرض برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "جيش الاحتلال يوسع عملياته في الضفة الغربية ويجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح"، حيث إن ما تخفيه إسرائيل وراء هذا الاعتداء الغاشم الممتد منذ الـ 21 من يناير الماضي هو أنها تريد بسط سيادتها الكاملة على الضفة وضمها إلى دولة الاحتلال، من خلال توسعها الاستيطاني، ومن ثم إسدال الستار نهائيا على مفهوم حل الدولتين، هذا ما تريده إسرائيل.
وأوضح التقرير أنه في ظل الحديث عن مساعيه لاقتلاع أهالي قطاع غزة من أرضهم ووطنهم، يعمل الاحتلال الإسرائيلي بالموازاة على تهجير الفلسطينيين من مناطقهم بالضفة الغربية، من خلال إفراغ المخيمات من أهلها وتهجيرهم قسرا إلى خارجها.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي هجّر أكثر من 20 ألف فلسطيني قسرا من مخيم جنين شمالي الضفة بعد تدميره بالكامل، وفق ما تشيره البيانات الرسمية لمحافظة جنين، فضلا عن إجبار العائلات الفلسطينية على النزوح قسرا من مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة الغربية.
وفي مخيم طولكرم دفع الاحتلال أكثر من نصف سكان المخيم البالغ عددهم نحو 14 ألف نسمة إلى التهجيرالقسري. والأمر نفسه حدث في مخيم نور شمس في المحافظة نفسها، بينما يمضي الاحتلال في تنفيذ خطته غير مكترثا بالقانون الدولي ولا أي معاهدات أبرمها مع السلطة الفلسطينية، فهل تنجح تلك المخططات في تنفيذ ذلك المشروع الإسرائيلي بضم الضفة الغربية وبسط سيادتها عليها كما يحلم وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو؟