أكد المشاركون في ندوة «اتفاقية خور عبدالله بين قواعد القانون الدولي وحكم المحكمة الاتحادية العراقية العليا»، والتي نظمها قسم القانون الدولي بكلية الحقوق اليوم الأربعاء على مسرح الشيخ عبدالله الجابر بالشويخ، أن اتفاقية خور عبدالله ملزمة لكل من العراق والكويت خاضعة للقانون الدولي الذي لا يمكن إلغاؤه بقانون محلي، موضحين أن الاتفاقية ليست معنية بترسيم الحدود بين الكويت والعراق ولا يوجد أي خلل يمس سيادة أراضي الدولتين.


وقال أستاذ القانون الدولي الدكتور عيسى العنزي إن جميع الاتفاقيات الدولية ليست واجبة التصديق وإن التصديق هو مسألة داخلية، مؤكداً أن اللجوء الى المحكمة الاتحادية في العراق هو قرار ليس سديداً حيث أثبتت المحكمة في حكمها أنها غير حيادية وأنها منحازة للعراق بشكل واضح.
وبيّن العنزي أن الكثير من الدول التي لا تملك حجة قانونية في المحاكم الدولية تلجأ للتفاوض لكسب مكاسب لها، مؤكدا أنه يمكن للكويت اللجوء إلى المحكمة الدولية للبحار لإثبات حقها في اتفاقية خور عبدالله.
وأوضح أن إلقاء القبض على مجموعة من الصيادين الكويتيين في رحلة قنص في العراق الهدف منه الضغط على الكويت في شأن خور عبدالله.
ومن جانبه، قال أستاذ القانون الدولي الدكتور ثقل العجمي أن القانون الوطني المحلي لا يغير طبيعة القانون الدولي، ولا يبرر لأي دولة التملص من التزاماتها الدولية التي وقعت عليها وفق لاتفاقيات دولية، مؤكدا أنه لا يجوز للدولة الالتزام بقانونها الداخلي لتبرير مخالفتها للقانون الدولي.
ولفت العجمي إلى حكمين متناقضين صادرين من المحكمة الاتحادية العليا بالعراق، الأول في عام 2014 والذي رفض الادعاءات في شأن بطلان اتفاقية خور عبدالله، والثاني في عام 2023 حين صوت بالأكثرية والذي استند على نسب التصويت للمصادقة عليه في البرلمان العراقي، وهذا يؤكد خطأ ما استندت عليه المحكمة خاصة وأن هناك مواد في الدستور العراقي نظمت المصادقة على الاتفاقيات الدولية والتي نصت على الأغلبية البسيطة في البرلمان لتمرير الاتفاقيات.
وأكد أن اتفاقية خور عبدالله ليست لها علاقة في ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق ولا تؤثر هذه الاتفاقية على الحدود بين الطرفين، وأن مضمون الاتفاقية هو تنظيم الملاحة البحرية وصيد الأسماك والمحافظة على البيئة البحرية.
ومن جهته، قال أستاذ القانون الدولي الخاص والتحكيم الدكتور حسن الرشيد أن حكم المحكمة الاتحادية العراقية هو حكم سياسي وليس قانوناً، والهدف منه التكسب الانتخابي، مؤكدا أن الحكم ضرب جميع مبادئ القانون الدولي عرض الحائط.
وبين الرشيد أن المادة 14 من اتفاقية خور عبدالله تنص على أن أي خلاف بين الطرفين يحل على طاولة الحوار وإن لم يحل يلجأ الأطراف إلى المحكمة الدولية لحل النزاعات وليس عن طريق المحاكم المحلية.
وبدوره، قال أستاذ التاريخ في جامعة الكويت الدكتور عبدالله النجدي إن هذه الادعاءات ليست الأولى من نوعها في تاريخ الكويت، مشيراً إلى أن دولة الكويت واجهت العديد من الادعاءات، بالإضافة إلى أن السرد التاريخي الذي ورد في حكم المحكمة الاتحادية العراقية العليا كان من المفترض الا يأتي في محكمة قرارتها من الجانب الفني.
وأشار النجدي إلى أن عدداً من الخرائط التي توضح حدود الكويت ومنها للمستكشف كارستن نيبور في عام 1763، والتي تدل على أن حدود الكويت تمتد إلى خور عبدالله.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: اتفاقیة خور عبدالله المحکمة الاتحادیة القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

مسؤولون دوليون وأمميون لـ«الاتحاد»: استهداف فرق الإغاثة انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني

شعبان بلال (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة غزة.. العجز في الأدوية والمستهلكات الطبية يصل «مستويات خطيرة» 40 قتيلاً و146 جريحاً خلال 24 ساعة في غزة

أدان مسؤولون دوليون وأمميون استهداف العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة، مشددين على أن قصف الطواقم الطبية والإنسانية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، ويقطع شريان الحياة المنقذ لآلاف المرضى والجرحى من أهالي القطاع.
وقال المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، عمار عمار، إن استمرار الهجوم على العاملين في المجال الإنساني في غزة يقوض الاستجابة الإنسانية، ويحد من قدرة المنظمات الدولية والأممية على إنقاذ الأرواح في منطقة تشهد واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً وخطورة على مستوى العالم.
وأوضح عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الهجمات أسفرت عن سقوط وإصابة المئات من موظفي الإغاثة، آخرها مقتل مُسعفين تابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، ما يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مضيفاً أن هذه الهجمات لا تمثل فقط اعتداءً على أفراد يقومون بعمل إنساني بحت، بل تُعيق بشكل مباشر جهود الاستجابة الإنسانية في تقديم المساعدات الضرورية لمئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن.
وشدد المسؤول الأممي على أن فرق الإغاثة تواصل أعمالها المنقذة للحياة دون كلل وسط ظروف بالغة الصعوبة، ولكن غياب الحماية وضمانات السلامة يقلل من فاعلية الاستجابة الإنسانية، ويؤخر وصول المساعدات والإمدادات الإغاثية والغذائية للمحتاجين.
ولفت عمار إلى أن استهداف العاملين في المجال الإنساني غير مقبول تماماً، ويجب أن يتوقف فوراً، مؤكداً أن حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، ليست التزاماً أخلاقياً فحسب، بل واجب قانوني يجب احترامه من كل الأطراف.
وفي السياق، كشفت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إيناس حمدان، عن أن عدداً كبيراً من العاملين في المجال الإنساني في غزة قُتلوا خلال العمليات العسكرية التي يشهدها القطاع منذ أكتوبر 2023.
وقالت حمدان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن «الأونروا» فقدت 280 شخصاً من فرقها الإنسانية في الحرب، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الوكالة الأممية، مضيفة أن إجمالي ضحايا المنظمات الإنسانية بلغ 408 أشخاص.
ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام مهنا، أن العاملين في المجال الطبي والإنساني ومنظمات الدفاع المدني يؤدون دوراً حاسماً في الاستجابة لحالات الطوارئ، ويُشكل عملهم شريان الحياة لملايين البشر حول العالم، وبالتالي يجب أن يكونوا قادرين على أداء العمل الإنساني والإغاثي في أمان تام.
وقال مهنا لـ«الاتحاد» إن قواعد القانون الدولي الإنساني تنص على حماية العاملين في المجال الطبي، وموظفي الإغاثة الإنسانية، وسيارات وطواقم الإسعاف، ومنظمات الدفاع المدني، وبناءً عليه يُحظر الاعتداء عليهم أو عرقلة مرورهم حظراً مطلقاً، مع اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان سلامتهم.

مقالات مشابهة

  • المحكمة الدستورية تفصل غدا فى دعوى عدم دستورية لجنة تحديد أجرة الإيجار القديم
  • الغارات الجوية في السودان.. انتهاك للقانون الدولي الإنساني
  • مسؤولون دوليون وأمميون لـ«الاتحاد»: استهداف فرق الإغاثة انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
  • "النواب" يقر مواد تحظر التشغيل سخرة أو جبرا بقانون العمل الجديد
  • الموقف اليمني .. موقف قانوني بنص القانون الدولي والمعاهدات الدولية
  • احذر.. إتلاف المنشآت الصحية يعرضك للحبس وغرامة 50 ألف جنيه وفقًا للقانون
  • الرئاسة الفلسطينية: مضي الاحتلال بإنشاء محور موراغ مخالف للقانون الدولي
  • بعد تصديق الرئيس السيسي. .شرط وحيد لاستحقاق الدعم النقدي طبقا للقانون
  • بقانون من القرن الـ18.. المحكمة الامريكية العليا توافق على ترحيل المهاجرين
  • مناوشات تعطل جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر في إقالة رئيس الشاباك