السفير عبد الله الأزرق يكتب – الجبهة الوطنية العريضة «جوع»
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
عاصرت في الخارجية السودانية سفراء مِلْء السمع والبصر ، لا تخطئ العين مهنيتهم مثلما لا تخطئ انجازاتهم للسودان . هنا يتوارد إلى الخاطر رجال من أمثال السفير عبد المحمود عبدالحليم . فإذا أردت أن تتعلم كيف تحلل الأوضاع الدولية بعمق ودراية فعليك بما كتبه عبد المحمود . وإذا أردت أن تتحلى بالإخلاص في تمثيل البلد بمهنية وشجاعة فعليك بعبد المحمود .
أما إذا أردت الانجازات العظام كاستخراج البترول فتذكر السفير علي يوسف. وإن رُمْتَ البذل والعطاء والكرم والسماحة فانظر أيضا لجهة السفير علي يوسف .
هذان مثالان فقط لكوكبة نيرة من رجال كُثر يحتذى بهم في الخارجية. و هم نحتوا أسماءهم في جدار المجد والشرف والوطنية. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
على أن آخر…مثل نور الدين ساتي الذي إرتكزت عليه قحت في تسويق مشروعها في الفضاء الامريكي، يذكرك بمقولة ( توماس بين ) حين قال :
It has been the political career of this man to begin with hypocrisy, proceed with arrogance, and finish with contempt –
” لقد بدأ هذا الرجل، حياته المهنية السياسية بالنفاق ، وتواصلت بالادعاء الأجوف ، وانتهت بالكُره ” .
رأيت هذا السفير المنافق، مع الأستاذ علي عثمان خانعاً مُتَزَلّفاً مُدَهِناً ، يتمسح بالاعتاب ، يلعق الكِعَاب ويتقرب للجناب .
وليت علي عثمان اتعظ بقول القائل:-
مَنْ يطلبُ الودَّ ممَن لا يُقَدِّرُهُ
كطالبِ البردِ عند القيظِ مِن نارِ
فكن علىٰ حذرٍ ممَن تقرِّبُهُ
وامنحهُ وِدَّكَ مِقدارًا بمقدارِ
لكن ( عليا ) لنُبله وسلامة طويته ابتلع الطُّعْمَ فقرّبة وأدناه منه وآثر تزلفه.
ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها
كفى المرؤ نبلاً أن تُعَدّ معايبه
عيّن الأستاذ على عثمان السفير نور الدين ساتي مسؤولاً عن إنشاء ( المكتبة الوطنية )، ومنحه منصب وزير دولة. وبقي الرجل سنتين يلعق مخصصات وامتيازات المنصب الرفيع دون أن يضع لَبِنَةً في أساس المكتبة .
و ما كان علي عثمان يعلم أن الرجل ” يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي ” Eats with every wolf and cry with every shepherd كما يقول المثل . فقد كتب هذا الحربائي المتلون، مع ( ألان قولتي ) السفير البريطاني المطرود من السودان مقالاً مشتركاً وصف فيه جماعة على عثمان بالإرهاب والتطرف والطغيان وإفساد البلاد. وللحقيقة فقد كان ( ألان قولتي ) أكثر منه موضوعية .
ولعله ظنّ أن ما كتبه سيظل خفيّاً، جاءني وأنا وكيل للخارجية، فلما ذكرت له المقال إزْوَرّ وحاول تبرير فعلته بالقول ” الخواجات ديل لازم الزول يديهم حاجة عشان يقدر يؤثر عليهم ” هذا المنافق يظنّ بنفسه ذكاءً وفطنة !!! لكنه….
مَلَكَ النفاقُ طِباعه فتَثَعْلَبا
وأبى السماحةَ لؤمُهُ فاسْتَكْلَبَا
و قديما قال جورج أورويل أنه قال :
” إن أعظم أعداء الوضوح هو عدم الإخلاص ”
The great enemy of clear
language is insincerity
ولما قلب الدهر ظهر المِجَن لعلي عثمان وقومه . قلب هو لونه كما يفعل المنافقون والجواسيس . وقد عرّف الفرنجة المنافق الجاسوس بقولهم :
Spy is chameleon , always adapting to their surrounding
وكما هو متوقع منه في ركوب المراكب المُبحرة أياً كانت ، برز كقائد ( للثورة ) المزعومة في أميركا ، و صار يخاطب نفراً أعلمهم عمر قمر الدين !!!
وآخر فِعاله تكوينه لما اسَمّوه [ الجبهة الوطنية العريضة ( جوع ) ] لاستعادة الديمقراطية وإيقاف الحرب ؛ ومعه نفس عناصر قحت المركزي ، يعرضون نفس الخمر القديمة في زجاجة جديدة . يدعمون متمردي المليشيا التي استجلبت قتلة من خارج الحدود لتقتيل أهلهم . لم يستنكروا فظائعها لأن هذا هو الدور الذي رسمه سادتهم .
وأحزنني أن يلتقي البرهان بشرذمة منهم تقودهم تلك المرأة الخَرِفة عشة موسى ، كأنه عيسى يحيي الموتي !!!
لا يا سعادتك لقد استيقظ الناس وما عادت مخدراتكم تجد لها شارياً . لقد خبر الشعب المر من ثَمَركم . وخلال أربعة أعوام إيقنوا أن بضاعتكم مزجاة. فأنتم بلا رؤية وبلا مشروع وطني . كل الذي لديكم هو تغبيش الوعي والمناداة بشعارات زائفة تنعقون بها ، وهذا لن يبني أمّة . لدى الشعب ما أنتم سوى حلفاء لقتلة .
السودانيون يعرفون أنكم ممولون من قبل نفس منظمات كفاية Enough ومتحف الهوليكوست ومنظمات اليهود الأمريكان وال Christian Zionists , وتأتمرون بأمرها . أما فيكم رجل رشيد ؟؟
تتحدثون دون حياء عن الديمقراطية والشعب ينتظركم لأربع سنوات لتنطقوا بكلمة انتخابات .
حتى الأطفال يعلمون أنكم تريدون أن تعودوا في مسوحٍ مختلف للسيطرة والحكم ، وما الجبهة الوطنية العريضة ( جوع ) إلّا قحت .
لقد كان فساد رفاقك عبر لجنة التمكين التي أكلت المال العام والخاص ، وطغيانهم عبرها بما يناقض أبسط قواعد حقوق الإنسان كفيل بصدكم عن الحديث باسم الشعب ، دع عنك عملكم كجناح سياسي للجنجويد .
تدعون السعي لاستعادة المدنية . أي مدنية تعنون ؟ أهي مدنية ذلك الشباب الطائش الذي ينقض الانترلوك من الشوارع ثم يكسر أعمدة النور ويحرق أقسام الشرطة ثم يهتف ضد الجيش !!!! وانتم قيامٌ تنظرون لإفسادهم هذا ، جَزِلِين !!
السؤال الذي يُلِحّ علي يا سعادة السفير ( ساتي ) هو من موّل تكاليف سفر وإقامة مائة من المدعوين لندوتكم في أديس أبابا ؟ وإقامتهم لأسبوع كامل !!
أتراه موّلها حليفكم الجاهل القاتل عبدالرحيم دقلو الذي يريد أن يأتينا بالديمقراطية عبر فوهة البندقية ، أم موّلها إبن زايد الذي يسجن مواطنيه بسبب تغريدة ، أم مولتها الدول الغربية المختصة في إحياء الموتى أمثالك وحمدوك ، وقَتْل طالبي الحرية والمدنيين الأبرياء في غزة ؟؟؟
من مولكم ؟ من مولكم ؟ من مولكم ؟
أما ترى أن الله قد أعمى بصائركم حين اخترتم ( اسم الجبهة الوطنية العريضة ) التي تُختصر في : ” جوع ” !!! أما كفانا قحط ؟؟ لن ينفعكم تغيير الجلود.
لماذا لم تدينوا المرتزقة القادمين من غرب أفريقيا الذين يقتلوننا ؟ لماذا لم تدينوا الإمارات التي تؤجج الحرب ؟ لماذا لم تدينوا سبي واغتصاب بناتكم ؟ لماذا لم تدينوا قتل الأبرياء في غزة ؟
قاتل الله العمالة التي دمّرت وطننا .
إن كنتم تظنون أن الشعب يجهل مراميكم وأهدافكم يا قحت فأنتم واهمون . هذه المرة لن يفوته حشد الأجسام الهلامية الخيالية الكذوبة. و حتى إن كثّرتموها بالاجسام التي تعجز العين المجهرية أن تكشفها. مهما كثر عددها، فإنها تظل هلامية.
السفير عبد الله الأزرق —————————
22 أكتوبر 2023
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الأزرق السفير عبد الله يكتب علی عثمان
إقرأ أيضاً:
الفرق بين الثورة والطلس
أكتر مشهد جذب الثوار بعد سقوط نظام البشير هو خروج دكتور الاصم من معتقلات جهاز الأمن وهو محمولاً على الأكتاف ...
كان لابس كويس ، نفس القمصان الكروهات ، لكنه ترك شعره بلا تمشيط أو دهن ...
وكان يتمتع بصحة جيدة ولا يبدو عليه أنه تعرض للتعذيب
دكتور الاصم ما حصل حكى كتير عن المعاملة في السجن ...
وما كان مثل الاستاذ معاذ خيال ، الديناري إبن الأبيض وطالب التربية في جامعة الخرطوم والمنتسب للجبهة الديمقراطية، وهو من شهود العشرية الأولى لنظام الإنقاذ
كنا في معتقل عمارة موبيل نطلق على الاستاذ معاذ لقب " حمار الجلد " حيث عُرف بشدة التحمل للضرب والتعذيب ...
حيا الله الاستاذ معاذ خيال الشجاع اينما حل واينما أرتحل والتاريخ مهم قيل وزُعم أنه يكتبه المنتصرون ولكن نضالات الأخ معاذ ووقفته الشجاعة لن ينساها الأوفياء الذين شاركوه رحلة بيوت الاشباح ..
فقد إنقطع ذكره وغابت أخباره وهو المناضل الوطني الذي تحدث في أركان النقاش عن الثورة المسلحة لمواجهة تنظيم الإخوان المسلمين
لكن الطلس الكبير كان خروج عثمان ميرغني والذي ظهر مع أحمد هارون وأمامه صحن فول مدمس وتسالي وبلح وعصير ميرندا ومغ شاي و قاروتين موية صحة سعة 700 ملم ...
الكنب المكتبي كان وثيراً ومريحاً يجعلك تحس أن عثمان ميرغني في مكتب وكالة سفر وسياحة وليس خارجاً من معتقل
وظهر وهو اشيب الراس ومن دون أن يضع صبغة الشعر كما يفعل الآن رغم أن البصيلات عراها الزمن وأصبحت غير مفرزة للهرمونات ، وظهر وهو بجلابية بيضاء وهو يستمع بإهتمام للقيادي الإخواني أحمد هارون ...
وإلى الآن أنا ما عارف ليه قوات أمن البشير إعتقلت الصجفي عثمان ميرغني ؟؟
وكل الدنيا عارفة أنه ونظام البشير كانوا " كوكتين في سروال واحد "
لكنه تكرار للمشهد القديم والذى جرى بين الترابي والبشير بعد إنقلاب يونيو 89 عندما خاطب الدكتور الترابي البشير : إذهب إلى القصر رئيساً وأنا سوف أذهب لكوبر سجيناً "
يبدو أن هذا المشهد مستنسخ عدة مرات لأنه ملحمة الألياذة بالنسبة للإسلاميين ، ثلاثون عاماً من الحكم ولم يطوروا المسرح ولم يسعوا إلى الإبتكار ...
المسألة كلها كانت deception وسواقة بالخلا ، وما رايناه في ليلة سقوط البشير كان أكبر كذبة عشناها في حياتنا السياسية ، لأن كل ما رايناه كان مُعد مسبقاً ...
ولو كانت ثورة كان شوفنا سجون مثل صيدنايا ، وكان إحتجنا نعمل فحص الDNA عشان نعرف دا فعلاً عثمان ميرغني ...
لكن الحقيقة التي لا يختلف عليها إثنان هي حرب 15 أبريل 2023م
مستحيل واحد يقول تمثيل
لأنه لا أحد كان يتوقع إنبلاج فجر الإنصرافي أو إلقاء القبض على أكبر راجل في السودان وهو أنس عمر
أو أن يسقط القصر الجمهوري
وسلاح المدرعات ليست به دبابة واحدة أو أن تنتقل العاصمة إلى بورتسودان
مهما كانت ميزانية الإخراج مفتوحة وبلا سقوفات ، ومهما تمتع كاتب السيناريو بملكات الإبداع والخيال فلن يصيغ مقولة حميدتي : يا برهان والله البلد لو إتفرتكت تاااني ما بترجع ليك
وحميدتي سألهم : هل رجعت ليهو تاني ؟؟