تعرف على دير البنات الأثري ووادي فيران (فاران) ودير النبي موسى للراهبات في سيناء
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أطلق الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن دير البنات الأثري ووادي فيران (فاران) ودير النبي موسى للراهبات في سيناء
وقال إنه يقع دير البنات فوق قمة جبل منحدر يطلق عليه جبل البنات 2كم شرق تل محرض بمنطقة وادي فيران، أو فاران.
المتبقي من دير البنات الأثري أجزاء من الجدران الخارجية ويعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادي وبحكم أنه يشرف على الطريق فمن المحتمل استخدام المبنى في وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمي المدخل الجنوبي إلى وادى فيران.
وقد سُمي هذا الدير الأثري بـ "دير البنات"، لأنه كان يسكنه راهبات. وقد حدث أن تعرض الدير وراهباته لهجوم من البربر الذين تعرضوا للراهبات، وكان عددهن سبع راهبات، فما كان منهن إلا أن القَيّن بأنفسهن من فوق الجدران الخارجية إلى أسفل الجبل المنحدر المقام فوقه الدير. لذا درج في المنطقة تسمية هذالدير باسم "دير السبع بنات".
أما دير البنات القائم حاليًا (التابع لدير القديسة كاترين في سيناء) الواقع في وادي فيران، أو فارن، هو دير للراهبات، يقع ملاصقًا لتل محرض الأثري حيث يقع دير البنات الأثري. ففي عام 1898م حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع يسقيها خزان كبير. وفي عام 1970م قام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة سُمِّيَت "كنيسة النبي موسى". ثم عام 1979م تم بناء دير حول هذه الكنيسة. تتميز حديقة الدير بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود. وهذا الدير يقع بالقرب من آثار مقر أسقفية سيناء ووادي فيران الأثري من القرن الخامس الميلادي.
ويقع وادى فيران، أو فاران، على بعد 60كم شمال غرب دير سانت كاترين. وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التي تغذى حدائق الوادي. وقد نضبت بعض آبار الوادي مما أدى لقلة المياه. أخذ الوادي شهرته من وجوده في سفح "جبل سربال" العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر. كان جبل "سربال" محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.
كان الوادي ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجئوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادي وبنوا قلايات من أحجار الوادي، التي ما زالت باقية حتى الآن. التي سكنها كثير من الرهبان، منهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م.
ويحتضن الوادي مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة تحوى آثار كنائس عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي. وتضم المدينة أربعة كنائس منهم الكنيسة الأسقفية مقر الأسقف وكنيسة المدينة، ومنازل واضحة التخطيط ومقابر على أطراف المدينة. وقد شهدت المدينة قدوم المسيحيين إليها في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء.
وادي فيران كان إبرشية عظيمة ولها أسقف يقيم في الوادي. يُعتقد أن أول أسقف قام على أسقفية فيران هو "الأسقف موسى" (۳٢٠ - ۳٦٠م)، قيل إنه هو الذي حول أهل فيران عن عبادة الأوثان وأدخلهم المسيحية. وكان آخر مطارنة فيران هو ثيودورس عام 649م.
من المعروف من التاريخ الكنسي أن طور سيناء، قبل بناء دير طور سيناء (القديسة كاترين حاليًا) ما بين 548 إلى 565 م، كان تابعًا روحيًا لإبرشية فيران، وكانت إبرشية فيران تابعة روحيًا لإبرشية البتراء، التي كانت بدورها التابعة روحيًا لبطريركية أورشليم للروم الأرثوذكس. وتدل الشواهد التاريخية على وجود أسقف لوادي فيران ففي عام ٥۳٦م، في مجمع القسطنطينية الذي عقد ضد الهرطوقيين أنتيموس وسافيروس، وقَعَّ الكاهن ثيوفانس باسمه في جلسات المجمع نائبًا عن أبرشية فيران.
بعد عام ٦٤٩م انتقل مركز الإبرشية من فيران ﺇلى طور سيناء، وأصبح رئيس الدير مطرانًا للإبرشية ولقبه "رئيس أساقفة دير طور سيناء وفيران والرايثو".
وأطلال مبنى مقر أسقفية فيران الأثري ملاصقة لدير البنات للراهبات الذي أسسه حديثًا رئيس أساقفة سيناء "دميانوس الأول" الرئيس الحالي لدير طور سيناء، بالقرب من أطلال دير البنات الأثري.
أما دير البنات القائم حاليًا، التابع لدير القديسة كاترين السينائي، المعروف باسم دير "النبي موسى للراهبات"، فيقع ملاصقًا لتل محرض الأثري حيث يقع دير البنات الأثري. ففي عام 1898م حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع. وفي عام 1970م قام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة سُمِّيَت "كنيسة النبي موسى". ثم عام 1979م تم بناء دير حول هذه الكنيسة. تتميز حديقة الدير بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود. وهذا الدير يقع بالقرب من آثار مقر أسقفية سيناء ووادي فيران الأثري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دیر سانت کاترین النبی موسى طور سیناء
إقرأ أيضاً:
ليبرمان يهاجم مصر ويدعو لتهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء
هاجم عضو الكنيست وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، اليوم الأحد، مصر، ودعاها إلى استقبال الفلسطينيين من قطاع غزة في شبه جزيرة سيناء.
ومن حين لآخر يهاجم ليبرمان مصر، منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي ارتكاب إبادة جماعية في غزة، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025.
وخلّفت هذه الإبادة الإسرائيلية أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
واعتبر ليبرمان وزير الجيش بين عامي 2016 و2018، في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن "تهجير معظم الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية هو حل عملي وفعال".
"تمتلك سيناء أراضي شاسعة"
وتابع: "على مصر استيعاب معظم فلسطينيي غزة، ولن يستلزم ذلك هجرة الملايين عبر مسافات كبيرة، حسب مقترح (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب".
وأضاف أن "قطاع غزة يعاني من كثافة سكانية عالية، بينما تمتلك سيناء أراضي شاسعة غير مستغلة".
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
ليبرمان ادعى أن الفلسطينيين في غزة وسيناء "يشتركون في اللغة والثقافة والعلاقات العائلية، ما يجعل عملية الاستيعاب طبيعية".
وزعم أن "مصر تستفيد اقتصاديا من الوضع السياسي الحالي، إذ تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، كما تجني أرباحا من عمليات التهريب عبر الأنفاق ومعبر رفح"، على حد تعبيره.
ودعا ليبرمان، وزير الخارجية بين 2009 و2015، إلى إعادة تقييم العلاقات بين إسرائيل ومصر، اللذين تربطهما أول معاهدة سلام بين تل أبيب وعاصمة عربية منذ 1979.
ليست المرة الأولى
وشدد على ضرورة أن "تتحمل القاهرة مسؤولية قطاع غزة كما كان الحال قبل عام 1967، ضمن تفويض من الجامعة العربية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها ليبرمان إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر.
في فبراير/ شباط الماضي قال ليبرمان: "يجب أن تسيطر مصر على غزة، وعلى الأردن أن يتولى مسؤولية المنطقة (أ) وجزء صغير من المنطقة (ب) في الضفة الغربية".
وبموجب اتفاق أوسلو لعام 1993، فإن المنطقة "أ" في الضفة الغربية تقع تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، والمنطقة "ب" تخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية، بينما المنطقة "ج" تتبع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وتشكل 60 بالمئة من مساحة الضفة.
وقال ليبرمان، عبر منصة "إكس" في يناير/ كانون الثاني الماضي: بينما تكافح إسرائيل من أجل أمنها، تعارض مصر نشاط الجيش الإسرائيلي في رفح ومحور فيلادلفيا، ولم تتخذ خطوات كبيرة لمنع عمليات التهريب الكثيرة فوق وتحت محور فيلادلفيا".
ومرارا نفت كل من القاهرة وحركة "حماس" ادعاءات إسرائيلية، عن تهريب أسلحة وذخائر ومواد أخرى من مصر إلى غزة.
وفي مايو/ أيار 2024 احتل الجيش الإسرائيلي محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، إضافة إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وهو ما ترفضه القاهرة والفصائل والسلطة الفلسطينية.
كما أيد ليبرمان خطة ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها، معتبرا في فبراير الماضي أن تنفيذها ممكن "في حال فتحت مصر أبواب سيناء لاستيعابهم".
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية، وتعتزم عرضها على القمة العربية الطارئة في القاهرة الثلاثاء المقبل.