أطلق الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن دير البنات الأثري ووادي فيران (فاران) ودير النبي موسى للراهبات في سيناء
وقال إنه يقع دير البنات فوق قمة جبل منحدر يطلق عليه جبل البنات 2كم شرق تل محرض بمنطقة وادي فيران، أو فاران.

 
المتبقي من دير البنات الأثري أجزاء من الجدران الخارجية ويعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادي وبحكم أنه يشرف على الطريق فمن المحتمل استخدام المبنى في وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمي المدخل الجنوبي إلى وادى فيران.

وقد سُمي هذا الدير الأثري بـ "دير البنات"، لأنه كان يسكنه راهبات. وقد حدث أن تعرض الدير وراهباته لهجوم من البربر الذين تعرضوا للراهبات، وكان عددهن سبع راهبات، فما كان منهن إلا أن القَيّن بأنفسهن من فوق الجدران الخارجية إلى أسفل الجبل المنحدر المقام فوقه الدير. لذا درج في المنطقة تسمية هذالدير باسم "دير السبع بنات".

أما دير البنات القائم حاليًا (التابع لدير القديسة كاترين في سيناء) الواقع في وادي فيران، أو فارن، هو دير للراهبات، يقع ملاصقًا لتل محرض الأثري حيث يقع دير البنات الأثري. ففي عام 1898م حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع يسقيها خزان كبير. وفي عام 1970م قام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة سُمِّيَت "كنيسة النبي موسى". ثم  عام 1979م تم بناء دير حول هذه الكنيسة. تتميز حديقة الدير بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود. وهذا الدير يقع بالقرب من آثار مقر أسقفية سيناء ووادي فيران الأثري من القرن الخامس الميلادي.

ويقع وادى فيران، أو فاران، على بعد 60كم شمال غرب دير سانت كاترين. وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التي تغذى حدائق الوادي. وقد نضبت بعض آبار الوادي مما أدى لقلة المياه. أخذ الوادي شهرته من وجوده في سفح "جبل سربال" العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر. كان جبل "سربال" محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.

كان الوادي ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجئوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادي وبنوا قلايات من أحجار الوادي، التي ما زالت باقية حتى الآن. التي سكنها كثير من الرهبان، منهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م.

ويحتضن الوادي مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة تحوى آثار كنائس عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي. وتضم المدينة أربعة كنائس منهم الكنيسة الأسقفية مقر الأسقف وكنيسة المدينة، ومنازل واضحة التخطيط ومقابر على أطراف المدينة. وقد شهدت المدينة قدوم المسيحيين إليها في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء.

وادي فيران كان إبرشية عظيمة ولها أسقف يقيم في الوادي. يُعتقد أن أول أسقف قام على أسقفية فيران هو "الأسقف موسى" (۳٢٠ - ۳٦٠م)، قيل إنه هو الذي حول أهل فيران عن عبادة الأوثان وأدخلهم المسيحية. وكان آخر مطارنة فيران هو ثيودورس عام 649م.

من المعروف من التاريخ الكنسي أن طور سيناء، قبل بناء دير طور سيناء (القديسة كاترين حاليًا) ما بين 548 إلى 565 م، كان تابعًا روحيًا لإبرشية فيران، وكانت إبرشية فيران تابعة روحيًا لإبرشية البتراء، التي كانت بدورها التابعة روحيًا لبطريركية أورشليم للروم الأرثوذكس. وتدل الشواهد التاريخية على وجود أسقف لوادي فيران ففي عام ٥۳٦م، في مجمع القسطنطينية الذي عقد ضد الهرطوقيين أنتيموس وسافيروس، وقَعَّ الكاهن ثيوفانس باسمه في جلسات المجمع نائبًا عن أبرشية فيران.

بعد عام ٦٤٩م انتقل مركز الإبرشية من فيران ﺇلى طور سيناء، وأصبح رئيس الدير مطرانًا للإبرشية ولقبه "رئيس أساقفة دير طور سيناء وفيران والرايثو".

وأطلال مبنى مقر أسقفية فيران الأثري ملاصقة لدير البنات للراهبات الذي أسسه حديثًا رئيس أساقفة سيناء "دميانوس الأول" الرئيس الحالي لدير طور سيناء، بالقرب من أطلال دير البنات الأثري.

أما دير البنات القائم حاليًا، التابع لدير القديسة كاترين السينائي، المعروف باسم دير "النبي موسى للراهبات"، فيقع ملاصقًا لتل محرض الأثري حيث يقع دير البنات الأثري. ففي عام 1898م حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع. وفي عام 1970م قام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة سُمِّيَت "كنيسة النبي موسى". ثم  عام 1979م تم بناء دير حول هذه الكنيسة. تتميز حديقة الدير بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود. وهذا الدير يقع بالقرب من آثار مقر أسقفية سيناء ووادي فيران الأثري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: دیر سانت کاترین النبی موسى طور سیناء

إقرأ أيضاً:

دعاء وصلاة.. الإفتاء تكشف أهم سنن النبي عند الرياح الشديدة والعواصف

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن الأدعية المستحبة عند اشتداد الرياح وهبوب العواصف عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ مستشهدة بما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا عصفت الرياح: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.

وذكرت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، ما جاء في روايةٍ للإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كان يقول: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا».

واستشهدت الإفتاء بما ورد عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: ما هبَّت ريحٌ قطُّ إلَّا جثَا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه، وقال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلَهَا رِيحًا» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، والإمام الشافعي في "مسنده" -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في "مصنفه".

وأشارت الإفتاء إلى أنه من الآثار التي أَخَذ الفقهاء بها استحباب الدعاء عند الريح الشديدة ونحوها من الكوارث والأهوال بالأدعية المذكورة، وكذلك استحبوا الصلاة عند حدوثها وهبوبها.

أمين الإفتاء: الشريعة جعلت لـ المرأة نفقة الأقارب لحمايتهالماذا نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدلهل الحلف بالمصحف حرام شرعا؟.. الإفتاء تكشف

أحب سنن النبي عند هبوب الرياح الشديدة

قال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 282، ط. دار الكتب العلمية): [تُستحبُّ الصَّلاة في كلِّ فزعٍ: كالرِّيح الشَّديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه صلَّى لزلزلة بالبصرة] اهـ.

وقال العلامة الزرقاني في "شرحه على مختصر خليل" (1/ 480، ط. دار الكتب العلمية): [وأمَّا الصَّلاة للزلزلة ونحوها فلا تُكرَه، بل تطلب؛ لقول "المدونة": أرى أن يفزع الناس للصلاة عند الأمر يحدث ممَّا يخاف أن يكره عقوبة من الله تعالى؛ كالزلزلة، والظلمة، والريح الشديد، وهو قول أشهب في الظلمة والريح الشديد، وقال: يصلون أفذاذًا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإمام أو يحملهم على ذلك] اهـ.

وقال العلامة ابن جزي المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 705، ط. دار ابن حزم) عند تعداده المأمورات المتعلِّقة باللسان: [وعند الريح: اللهم إنِّي أسألك خيرها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما أرسلت به] اهـ.

وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّي في بيته منفردًا، كما قاله ابن المقري لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 75، ط. دار الكتب العلمية): [(ومن رأى سحابًا أو هبَّت الرِّيح سأل الله خيره، وتعوَّذ من شرِّه)] اهـ.

وبناءً على ما سبق: فإنَّه يُستحبُّ الدعاء عند وجود رياح شديدة ونحوها بالأدعية المذكورة؛ فيسأل الداعي ربَّه خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ويستعيذ به من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به، وأن يجعلها رحمةً، ولا يجعلها عذابًا، ورياحًا لا ريحًا، وأن يفزع لصلاة ركعتين عندها؛ لئلَّا يكون غافلًا.

طباعة شارك دار الإفتاء الأدعية المستحبَّة عند اشتداد الرياح اشتداد الرياح الرياح الشديدة سنن النبي عند هبوب الرياح الشديدة النبي سنن النبي سنة النبي دعاء الرياح الشديدة

مقالات مشابهة

  • أحجار الكوارتز والعليقة وصخور سانت كاترين.. هدايا تذكارية لسياح سانت كاترين
  • دعاء وصلاة.. الإفتاء تكشف أهم سنن النبي عند الرياح الشديدة والعواصف
  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • عاجل:- الحكومة تنفي الإضرار بالبيئة أو الطابع الأثري في مشروع "التجلي الأعظم" بسانت كاترين
  • حكم الصلاة على النبي لطلب الشفاء من الأمراض.. الإفتاء توضح
  • أكثر من 30 شهيداً في قصف صهيوني على غزة ودير البلح وخان يونس
  • ملتقى الجامع الأزهر : سيدنا موسى تدرب على مواجهة بني إسرائيل في أرض سيناء
  • علي جمعة: تعدد أسماء النبي في القرآن دليل على عظمة مكانته
  • علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا