إستعدادات لخوض معركة التوازنات وفرض سياسة كسر العظم لإضعاف الحوثي وعزل مخاطره
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
هل يمكن التعويل على الحوثي ليكون شريكاً في سلام يصنع أمناً مستتباً مستداماً، في أكثر المناطق حساسية إستراتيجية وأشدها حراكاً وإضطراباً في العالم؟
منذ البدء كان الرهان على مثل هكذا إمساك من الوسط لعصا التوترات اليمنية، ومحاولة خلق مقاربة تتخطى المنطق السياسي في لملمة جميع الأطراف في إناء حكم واحد، وخلق عجينة صالحة لإدارة بلد يحمل في داخله كل تناقضات ومحفزات الصراع المستمر.
كان ينبغي للفاعلين الدوليين الإدراك المبكر، إن خطورة الحوثي لا يكمن في ضرره الداخلي وإقصائيته لمن سواه، بل أنه يتخطى بأضراره، الجغرافية اليمنية، بإتجاه معقل المصالح الدولية حيث النفط والمضائق المائية والمشاريع الكوكبية الكبرى.
الحوثي غير قابل للتصنيف كطرف مستقل، ولا كمنتج يمني بحسابات وطنية مستقلة، هو صدى لمحور وذراع مسلح له، وهو جزئية صغيرة في معادلة إقليمية كبرى، غير قابل لعزله عن حواضنه ، والتعاطي معه بعقلية الإحتواء عبر سياسة إغراقه بالتنازلات، حد تسليمه حكم اليمن، أو في أحسن الأحوال تمكينه من الإمساك بجُل مفاصل الحكم.
هذه المقاربات أثبتت عدم فعاليتها، وأن مثل هكذا خطراً، هو غير قابل للتأطير السياسي ضمن صفقات حلول وترضيات، بقدر ماهو مكون مناط به تنفيذ مهام تقع في إطار الصراع الإقليمي الدولي ولصالح إيران.
فصل إيران عن هذه الترابطية للحوثي، ومنحه صفة الولد الصالح، هو كمن يمنح حزب الله الصفة اللبنانية ويعزله عن الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، فالإثنان الحوثي وحزب الله، ومعهما الفصائل الطائفية في العراق وسوريا، جميعهم يمتثلون لمطبخ سياسي واحد، وجهة واحدة توزع الأدوار وترسم السياسات: طهران.
مايحدث اليوم على صعيد الداخل اليمني من إنفراط لهذه الأوهام، ومحاولات إدخال الحوثي في سياقات سياسية تسووية، قد خرجت عن السيطرة، ما يعيد تصويب المقاربة السابقة التي لم تروض جموح الحوثي، مقاربة جديدة تطيح بفكرة أن الحوثي عامل إستقرار للمنطقة.
كل التفاعلات الراهنة ربما تتجه لصياغة قاعدة تعامل مختلفة، لا تفصل خطر الحوثي عن مخاطر إيران وأطماعها التوسعية، وبالتالي صياغة توجهات مغايرة، عنوانها الأبرز إضعاف الحوثي وعزل مخاطره، عبر تقوية الأطراف الأُخرى والإستعداد لخوض معركة إعادة تركيب التوازنات، حتى وإن أستدعى الأمر فرض سياسة كسر العظم.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
فلسطين ولبنان.. معركةُ الأُمَّــة المصيرية
محمد الضوراني
استمرار العدوان الصهيوني الأمريكي على إخواننا في فلسطين ولبنان في حالة من الإجرام اللامحدود وبتسليح أمريكي وغربي مُستمرّ ورعاية وحماية سياسية ودعم اقتصادي كبير، ومع كُـلّ ذلك نجد صمتًا عربيًّا من أنظمة عربية متصهينة وأصبحت لا شيء يُذكَرُ أمام الصهيوني الضعيف والجبان والحاقد على الأُمَّــة الإسلامية بكلها، وفي حالة أَيْـضاً من الخنوع لشعوب عربية كان الأولى بهم أن يكون لهم موقف؛ كون الدم الإسلامي واحدًا والدم العربي واحدًا والقضية المركزية لكل الأُمَّــة واحدة والعدوّ لكل الأُمَّــة الإسلامية والعربية واحدًا وهم الصهاينة المجرمون بتاريخهم الإجرامي في الحاضر وفي الماضي، ومع استمرار الإجرام الصهيوني في استهداف إخواننا في فلسطين وفي غزة بالتحديد من خلال التدمير الشامل وحالة الإجرام المُستمرّ والمتواصل وتوسع هذا الإجرام ليصل إلى إخواننا في لبنان في حالة من الحقد الذي لم يصل إليه أحد من قبل وبرعاية أممية مُستمرّة لهذا الإجرام.
لأحداث متواصلة تعتبر مؤشرًا خطرًا يداهم الأُمَّــة التي جزء كبير منها يعيشون في كوكب آخرَ منعزل عما يحدث لإخوانهم في فلسطين ولبنان.
المسلمون والعرب في معركة مصيرية لكل الأُمَّــة، معركة إما أن نكون فيها أحرارًا بمعنى الحرية الحقيقية والتي أمرنا الله أن نمتلكها حرية إيمانية دينية أخلاقية، حرية في الدفاع عن أنفسنا ضد الأطماع الصهيونية الغربية في استهدافنا وفي نهب ثرواتنا وفي نشر الخلافات والفتن في ما بيننا، حرية نعتز بها بعزة الله وتعود الأُمَّــة لدينها وقيمها وأخلاقها وثقافتها الحقيقية لتحميَ الأُمَّــة من السقوط والخسارة الأبدية إذَا لم تعِ دورها وواجباتها والمسؤولية الملقاة على عاتقها في حمل هذه الرسالة، هذه الحرية هي ليست تلك الحرية التي عمل الغرب على نشرها في الشعوب الإسلامية والعربية حرية لإفساد الناس وإبعادهم عن دين الله ومنهج الله حرية غربية لتسقط الشعوب الإسلامية والعربية وتصبح لا شيء أمام أعدائها من أولياء الشيطان الغرب الكافر.
اليوم ما يحدث في فلسطين ولبنان عرّى وكشف الحقائقَ أمام الجميع وأصبح الناس صنفين: مؤمنًا صريحًا أَو منافقًا صريحًا ولا يوجد غيرها للتصنيف بين الناس الحق واضح بكل تجلياته والباطل واضح بكل تجلياته وما علينا كشعوب إسلامية إلى أن نكون مع المؤمنين في مواجهة الكافرين والمنافقين فالنصر حليف المؤمنين وما يحدث لهذا العدوّ من هزائم ومن خسائر لم يحدث من قبل وانهيار صورته أمام الجميع بأنه الجيش الذي لا يُهزم وتلك الهالة الكبيرة والتهويل الكبير الذي كشف أمام الجميع أنه أوهن من بين العنكبوت، وها هم المجاهدون يمرِّغون أنفَ هذا العدوّ في التراب، وكلما استمر في عدوانه زاد المؤمنين المجاهدين قوة وثباتًا وعزيمة في هزيمة هذا العدوّ ومن تحالف معهم وساندهم؛ لذلك نحن أقربُ للنصر وما يحدث في فلسطين ولبنانَ من انتصارات لَمؤشرٌ واضح لقرب النصر، وما علينا جميعاً إلَّا المساهمة في تحقيقه، فالنصر حليفُ المؤمنين.