جريدة الوطن:
2024-10-03@08:53:20 GMT

الاختيار الصحيح للسعادة

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

السؤال الذي يتبادر بين حنايا كل شخص، في كل وقت، ويسهب فيه التفكير أحيانًا، وهو خارج من تزاحم الحياة ومشاقها وكبدها: هل أنا سعيد بحالي أم غير سعيد؟، ولأن الحياة طرق ومسارات تتراءى أمام ناصيتك صباح مساء، فقد يقودك الاختيار في سلك أحدها إلى مصير محوري، يحدد من خلاله مدى سعادتك، فأين الاختيار الصحيح الذي يفضي إلى السعادة؟.


ويتفرع من ذلك السؤال عدة نقاشات ـ مثلًا ـ أين عرين السعادة يكمن؟ هل هي مقتصرة في المال، أم الزواج أو الأولاد أم العمل والمنصب أم الشهرة؟ أم أنها دائرة في مناسبات معينة كالأعياد والأعراس، أم غيرها؟.
السعادة كما عرّفها اللغويون هي مشتقة من فعل (سعد) أي: فرح واستبشر، وهي ضــد الشقاوة، فيما عرّفها علماء النفس بأنها ذلك الشعور المستمر بالغبطة والطمأنينة والأريحية والبهجة، وعلى غرار تلك المفاهيم فإنّ السعادة عنوان الفرح في القلوب وهي الهاجس الذي يشغل بال جميع الناس ويسعون إليه بكل ما فيهم من طاقة وجدية، لأنه وبكل بساطة من يعيش سعيدًا يرتع في حياته مرتاح البال، هادئ النفس، والسعادة تعبر عن الرضا الداخلي تصفو من خلاله السريرة؛ لذلك تجد السعيد متسامحًا مستفيدًا من ماضيه، ومتحمّسًا لحاضره، متطلّعًا بشوق إلى مستقبله، ينثر غلال ثمراته إلى من حوله ليفيدهم بها ويغير في الحياة ككل.
وفي إطار نظرته للمشاكل التي لا بد من حدوثها في الحياة، فإنه يراها اختبارا يمتحن من خلاله صدق سعادته، وأنها مؤقته لا تدوم بإيمانه أن مع العسر يسرا، واعتصامه بالله أنه المصدر الذي يمده بالقوة بالقرب منه، بل وبإيمانه أن أي تجربة يمر بها إنما تزيده إصرارا على الاستمرار لا على التقهقر والانحسار.
وجوهر السعادة ينقسم إلى قسمين؛ قسم باطني وآخر ظاهري. فأما القسم الباطني فيسمى سعادة الروح، وهو مفهوم متشكل من مفهوم العلوم الدينية التي يمتلكها الإنسان ويستمر في البحث عنها، وهو الذي يفسر الهدف الأساس من الحياة التي تمتد للحياة الأخرى. أما القسم الظاهري فهو معروف بالرفاهية المادية، التي يسعى إليها لتحقيقها في الحياة الدنيا ورغم أنها حق مشروع إلا أنّ الخوف أن يكون السعي على الحساب الآخرة، قال النابغة الشيباني:
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخرًا
وعنــد الله للأتـقـى مـزيد
وللسعادة مبادئ تتمثل في الآتي: أولا الارتباط الروحي، وذلك عند ما ينغرس الاطمئنان الداخلي في النفس فيأتي الشعور بالاستقرار عندما تتلاشى الأنانية ويشيع مكانها الحب اتجاه الآخر، والتوازن بين الصحة السليمة والطاقة العقلية، وكذلك بيضاوية العلاقة المضمونة بالتسامح والنأي عن افتراضية الأخطاء وإيغالها، وأيضا تحقيق الذاتية التي ترسم أهدافا للحياة وتشعباتها، فبذلك تجد النفس تلقائيا تعمل وتتجه لتحقيقه ومنتوج ذلك التحقق هو السعادة نفسها.
وتوجد بعض الأسباب التي تعزز السعادة، وفي مقدمة تلك الوسائل الإيمان والعمل الصالح (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل ـ 97)، وثانيًا: الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف، وكذا الاشتغال بالأعمال النافعة واستصحاب النية الخالصة معها، وتجنب الحزن على الوقت الماضي بقدر ما يدفعك للمضي قدما إلى عيش حاضرك والتطلع إلى مستقبل أجمل، وكل ذلك لا يكون إلا محفوفا بذكر الله تعالى والدعاء (أَلاَ بِذِكرِ اللهِ تَطمَئِنُّ القُلوب) (الرعد ـ 28)، والاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة التي لا تعد ولا تحصى وليس حصرها فيما هو ممتحن به، مع اليقين بأن سعادة المؤمن الحقيقية في الآخرة وليست في الدنيا، مع التنبه إلى الأسباب التي تقيض السعادة فتوقظها كالهموم، والأكدار، والقلق التي بوجودها لا يطرح حل وإيجاب.
ومن التقنيات النفسية التي يمكنك أن تتبعها فتجعلك سعيدًا:(حدد ما هو مهم في حياتك، وفكر بالأوقات التي شعرت فيها بالسعادة، أين كنت؟، من كان معك؟ ماذا كنت تفعل؟ بماذا كنت تفكر؟، ثم قرر تخصيص وقت لعمل الأشياء المهمة والتي تجعلك تشعر بالسعادة، لتكن السعادة على رأس أولوياتك في الحياة، وابدأ بالأمور السهلة ثم واصل مع التي تليها، وكذا ركز على ما هو إيجابي في شخصيتك، وفي شخصية الآخرين وفي الحياة ككل، ثم ثمن ما هو جار الان في حياتك، مع التركيز على ما هو حسن لصحتك، ووظيفتك، وحياتك العاطفية، ومع الأصدقاء، والأقرباء والعائلة، ووضعك المالي ووضعك المعيشي).
وإجمالًا هناك العديد من السبل التي تجعلنا نحافظ على السعادة كتجنب طريق الخطأ والحرام، والرضا بحالة السرور والفرح عند ما يتاح، وحالة الضجر والملل عند ما تبدو على وضعها، بلا تعقيد زائد عن حوادث المشكلات، والعناية بخدمة الآخرين والشروع في الأعمال التطوعية قدر الإمكان، قال كارل يونغ: (كلمة سعادة ستفقد كل قيمتها إن لم يتم موازنتها مع كلمة حزن).

بدرية الشيدية
كاتبة عمانية

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی الحیاة

إقرأ أيضاً:

توقعات ليلى عبد اللطيف الأخيرة.. ظهور سياسي بارز على قيد الحياة بعد الإعلان عن اغتياله

ليلى عبد اللطيف.. تصاعد اسم ليلى عبد اللطيف في الآونة الأخيرة مع الأحداث الجارية، سواء السياسية أو الاجتماعية، وأصبحت حديث الساعة في العديد من الدول العربية، نظرا لتوقعاتها المثيرة التي تقدمها بشكل دوري، مما جعلها محط اهتمام الجمهور.

وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للعرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف، أثار الجدل، تزامنا مع التصعيد المتزايد في المنطقة، والحديث عن قائمة الاغتيالات التي نفذها الكيان الصهيوني ضد قادة بارزين في حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، وكان آخرها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

عودة شخصية قيادية مرة أخرى بعد أنباء اغتيالها

وتنبأت ليلى عبد اللطيف في الفيديو عودة شخصية قيادية وظهورها مرة أخرى إلى العلن بعد أنباء اغتيالها، قائلة: «الأنظار والإعلام تتجه إلى شخصية سياسية أو قيادية بارزة، كان قد انتشر خبر اغتيالها ووفاتها حول العالم بالإعلام لفترة طويلة ولكن سنرى هذه الشخصية ستظهر إلى العلن وعلى الإعلام».

وأضافت العرافة اللبنانية في لقائها ببرنامج «أنا هيك» على قناة «الجديد»: «هذا الأمر سيثير ويشكل صدمة عارمة، وأرى أن هذه الشخصية القيادية ما زالت على قيد الحياة، ومسؤولة عن كلامي، مما سيفضح الجهات التي قامت وتبنت عملية الاغتيال وسببت صدمة كبيرة لشعبها».

وتابعت «عبد اللطيف» أن هذه العودة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الديناميكيات السياسية في المنطقة، وتغيير موازين القوى، كما أنها قد تكون بمثابة بداية لمرحلة جديدة من التحقيقات والتساؤلات حول العمليات السرية والاغتيالات التي طالت العديد من الشخصيات البارزة.

اقرأ أيضاًتوقعات ليلى عبد اللطيف الجديدة.. الاقتصاد المصري ووجهة محمد صلاح الجديدة

عواصف وثلوج وزلازل بالدول العربية.. ليلى عبد اللطيف تتصدر التريند بتوقعات صادمة

أثارت الجدل بتصريحاتها عن مصر والخليج.. ماذا قالت خبيرة الفلك ليلى عبد اللطيف؟

مقالات مشابهة

  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • توقعات ليلى عبد اللطيف الأخيرة.. ظهور سياسي بارز على قيد الحياة بعد الإعلان عن اغتياله
  • الشيخ أحمد بن سعيد يطلع على أكبر مشروع تبريد مناطق في العالم الذي تنفذه “إمباور”
  • الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة
  • محمد عبد الله بعد اختياره وكيلا ثانيا لنقابة الموسيقيين: سعيد بثقة الأعضاء
  • بدء تقديم طلبات إساءة الاختيار والانتقال للدبلوم
  • سانشيز: السد القطري يسير على الطريق الصحيح
  • المتعافون من الإدمان لوكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: أعطيتنا أملاً في الحياة
  • علي سعيد بن حرمل الظاهري: اليوم الإماراتي للتعليم رسالة خالدة ومستقبل مشرق لأجيال الوطن
  • طرح تخصصات جديدة على طلب سوء الاختيار والانتقال