كانت أوضاع الجماعة المسيحية في غزة والأرض المقدسة موضوع مقابلة أجرتها جريدة أوسيرفاتوري رومانو مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس.
أجرت جريدة أوسيرفاتوري رومانو مقابلة مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس وذلك عقب ترؤسه الأحد ٢٢ تشرين الأول أكتوبر صلاة وتأبينا على أرواح ضحايا حرب غزة، وضحايا الغارة الجوية الإسرائيلية التي ضربت يوم الخميس مجمع كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس.

وكان السؤال الأول الذي وُجه إلى غبطته حول أوضاع المسيحيين الناجين من هذه المأساة، وفي إجابته قال غبطته إن هذا الانفجار المأساوي كان له تأثير كبير على الجماعة المسيحية في غزة وفي باقي مناطق الأرض المقدسة. وتحدث عن صمود الناجين وكونهم ممتلئين بروح المسيح مضيفا أنهم قد أظهروا إيمانهم عقب هذا الاختبار الرهيب. وأشار غبطة البطريرك إلى الوحدة في الجماعة لتبادل الدعم والصلاة من أجل الشفاء وطلب القوة أمام المصاعب. وشدد في إجابته على أننا كمؤمنين مسيحيين مدعوون إلى أن نكون صانعي سلام وساعين إلى العدالة، وأضاف إن إجابتنا على جريمة الحرب هذه يجب أن تكون فنار رجاء من خلال إبراز قوة الإيمان المحوِّلة وقدرة النفس البشرية على التعالي على ظلمات الحرب.
انتقل الحديث بعد ذلك إلى ما يتم اتخاذه من إجراءات ومبادرات لحماية المؤمنين ودعمهم، وقال غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث في هذا السياق إن واجبنا المقدس في هذه اللحظة الصعبة هو مد الأيادي لدعم وحماية أخوتنا المسيحيين وجميع المتضررين من مأساة غزة. وأشار إلى أن البطاركة وقادة الكنائس في القدس يعملون بلا كلل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية والدعم لأكثر المتألمين. وتحدث من جهة أخرى عن نشاط هيئات أعمال المحبة التي تعمل في تعاون مع الشركاء المحليين من أجل ضمان توفُّر الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والملجأ والخدمات الصحية بأفضل شكل قدر إمكانياتنا، حسبما أضاف، وذلك بعد قرار إسرائيل قطع إمدادات المياه والتيار الكهربائي والغذاء والأدوية. وتابع غبطته مشددا على العزم، من خلال الصلاة والمساعدة والدعم الملموس، على القيام بحماية ومساندة المتضررين من هذه المأساة متَّبِعين تعليم يسوع الذي دعانا إلى أن نكون أدوات سلام ومداواة في عالم في حاجة إلى المحبة والشفقة.
وفي إجابته على سؤال حول المشاعر السائدة لدى الجماعة المسيحية سواء في فلسطين أو إسرائيل تحدث غبطة البطريرك عن الرجاء والصمود والالتزام العميق بإيماننا. وقال إنه وبينما تواجه المنطقة ظروفا معقدة وصعبة يظل أخوتنا وأخواتنا راسخين في العزم على عيش تعليم المسيح. وواصل أننا في هذه الأرض التي غالبا ما تشهد الشجار، نواصل تعزيز السلام والتعايش. وتحدث في هذا السياق عن المشاركة الفعالة في الحوار ما بين الطوائف والأديان وفي الجهود الساعية إلى بناء جسور بين المنتمين إلى أطر وديانات مختلفة. وتابع أن جماعاتنا تعمل كشهادة حية لرسالة المحبة والمغفرة والمصالحة والتي هي محور المسيحية. إلا أنه لا يمكن من جهة أخرى، تابع البطريرك ثيوفيلوس الثالث، إنكار المصاعب والشدائد التي على كثيرين في المنطقة مواجهتها، وخاصة مَن يعيشون تحت ذعر الغارات الجوية والقصف المدفعي في غزة. وكرر غبطته هنا الحديث عن رسالة إيمان والتزام من أجل السلام والقناعة بأننا كمسيحيين مدعوون إلى أن نكون صانعي سلام في هذه الأرض مجسدين الرجاء في مستقبل أكثر إنارة وتناغما بين سكانها جميعا. وأكد مواصلة الصلاة والعمل من أجل السلام والعدالة والرخاء لكل من هم في هذه الأرض المقدسة والمعذبة.
وفي ختام المقابلة أجاب البطريرك ثيوفيلوس الثالث على سؤال حول مشاعره الشخصية فقال إنه كبطريرك يحمل مع قادة الكنائس الآخرين ثقل المسؤولية عن الخير الروحي والسكينة للجماعة المسيحية في هذه المنطقة، وأيضا عن حماية الحج إلى الأرض المقدسة. وتابع أن مشاعره الشخصية في مثل هذه اللحظات الصعبة هي متجذرة في تعليم المسيح الذي يجعله يحافظ على الإيمان والرجاء والمحبة. وأعرب هنا عن تعاطفه الكبير مع المتألمين وأيضا عن شعوره بالمسؤولية الكبيرة في القيادة من خلال تقديم المثال مُبرِزا رسالة المسيح، رسالة الشفقة والمغفرة والمصالحة. ثم ختم غبطته قائلا إنه يفكر أمام الصعاب والتحديات في كلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل فيلبي: "أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني". وأضاف أنه بهذه القوة وبدعم الجماعة يقوم بمهمته سعيا إلى العدالة والسلام وأوضاع أفضل لجميع أبناء الله في هذه الأرض المقدسة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غبطة البطریرک الأرض المقدسة فی هذه الأرض إلى أن نکون من أجل

إقرأ أيضاً:

مطران اللاتين بمصر يستقبل محافظ الإسكندرية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل مطران اللاتين بمصر محافظ الإسكندرية الفريق/ أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، للتهنئة بأعياد الميلاد المجيد، مساء الأربعاء، معربًا عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح_عليه السلام_الذي كان ميلاده ميلادًا للخير والسلام.

وأوضح أن تلك الأعياد تحمل رسالة المحبة، وتشجع على تعزيز روح التسامح والتعايش بين جميع أفراد المجتمع، مؤكدًا أن رسالة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية هي أن مصر تدعم ركائز السلام والأمن العالمي وتدعو للاستقرار قولًا وعملًا، داعيًا المولى عز وجل أن يكون هذا العام عامًا سعيدًا يملؤه الخير واليمن والبركات وأن تعود تلك الأعياد علي جموع المصريين وعلى وطننا الغالي مصر بالأمن والأمان والرخاء.

وذلك بمقر مطرانية اللاتين الكاثوليك بالإسكندرية، والمنسينيور/ أنطوان توفيق نائب مطران اللاتين، وعدد من السادة الآباء الفرنسيسكان والراهبات من مختلف الرهبانيات 

وفي كلمته؛ أعرب محافظ  الإسكندرية عن سعادته بمشاركته الأخوة الإقباط احتفالات عيد الميلاد المجيد، وأشار إلى أن تلك الأعياد تحمل معها رسالة المحبة والسلام، وتعتبر فرصة رائعة للتقارب وتعزيز الأواصر بين الأهل والأصدقاء، والاستمتاع بروح العطاء والفرح، كما تذكرنا دائمًا بكوننا نسيج مصري واحد، متمنيًا أن تنعم مصر بالأمان والاستقرار.
 

مقالات مشابهة

  • الأنبا أكسيوس يزور كنيسة الروم الأرثوذكس بالمنصورة للتهنئة بعيد الميلاد
  • مطران اللاتين بمصر يستقبل محافظ الإسكندرية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد
  • البطريرك يحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة مار إغناطيوس في الكرسي البطريركي
  • البطريرك بيدروس يترأس قداس الميلاد في وسط بيروت: لانتخاب رئيسٍ يعملُ للسلام
  • رسائل عيد ميلاد مسيحية للأصدقاء 2025
  • البطريرك ساكو في قداس الميلاد: على المواطنين العودة إلى الهويّة الوطنية العراقية الجامعة
  • مطران القدس: جهود مصر لوقف الحرب لم تتوقف.. ورسالة «الميلاد» هذا العام «انتصار المحبة»
  • رسالة ميلادية من البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان: لتعمّ المحبّة بين أبناء الوطن
  • رئيس «الريادة»: العفو الرئاسي عن 54 محكوما عليهم ترسيخ لقيم التسامح والمصالحة
  • رينارد: يجب أن نكون أقوياء في الأيام الصعبة