مشاركة واسعة للمرأة العُمانية في الحياة السياسية

مسقط ـ العُمانية: اتسعت مشاركة المرأة العُمانية في الحياة السياسية، وتمثل مشاركتها في انتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة نقطة محورية، وسيكون لها نتائج مستقبلية في ظل تحقيقها لإنجازات عدة بمشاركة أخيها الرجل من أجل تنمية هذا الوطن ومواكبة الرؤى والتوجهات الداعمة للنهوض بالمرأة في سلطنة عُمان.


وبلغ عدد المترشحين لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة 738 مرشحًا بينهم 31 امرأة، كما بلغ عدد الناخبين (753690) ناخبًا بينهم (362844) ناخبة، وبلغت نسبة تسجيل قيد الناخبين الجدد عبر تطبيق “انتخاب” (91) بالمائة مقارنة بنسبة (9) بالمائة في الموقع الإلكتروني للانتخاب، وجاءت محافظة شمال الشرقية الأعلى في طلبات نقل القيد، حيث بلغ عددهم 3512 طلبًا، فكانت ولاية سناو هي الولاية الأعلى في نقل القيد، وجاءت الفئة العمرية (31-40 سنة) الأعلى قيدًا في السجل الانتخابي، حيث بلغ عددهم (179487) ناخبًا وناخبة.
وقالت الشيخة تميمة بنت محمد المحروقية، مستشارة الرئيس للشؤون الإدارية بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: جميعنا يعلم بأهمية المرأة فهي النصف الثاني من المجتمع، والنواة التي يتأسس منها في مكوناته وقيمه وعاداته، وقد كفل لها النظام الأساسي للدولة كامل حقوقها في إيصال رسالتها وصوتها عبر مختلف القنوات والوسائل المدنية الذي صرح بها المشرع، وتعد مشاركة المرأة العُمانية في مجلس الشورى دليلًا قاطعًا بأهمية دورها في دخول مغامرة التنافس مع شقيقها الرجل بكل كفاءة واقتدار لما تتمتع به من تعليم وثقافة كبيرة ووصولها لمناصب عليا في الدولة والوعي والإدراك التام للمرأة العُمانية في طرح قضاياها المعاصرة وبكل شفافية.
من جانبها أكَّدت الدكتورة فوزية بنت سيف الفهدية باحثة في الأدب العربي ونقده دكتوراة الفلسفة في اللغة العربية وآدابها أنَّ ترشح المرأة العُمانية في مجلس الشورى ما هو إلا ممارسة لحقّها الدستوري الذي كفله لها النظام الأساسي للدولة، وأهّلها له المستوى العلمي والعملي الذي وصلت إليه، بعد حصولها على حقّ التعليم والانتخاب والترشح، مشيرةً إلى أنّ صوت المرأة يمثل صوت الأسرة في كل مجتمع، وذلك لأنها قادرة على المناقشة وإبداء الرأي، فهي الشريك القوي للرجل في إدارة الدّفة. وأوضحت أنَّ هناك الكثير من القضايا التي يمكن أن تتناولها الفترة العاشرة من انتخاب أعضاء مجلس الشورى والتي تهم المجتمع بشكل كبير كقضية الباحثين عن العمل وقضايا تطوير التعليم، والارتقاء بمستوى المهارات لخريجي التعليم العالي فهي قضايا أساسية على طاولة المناقشة لأعضاء مجلس الشورى، إضافة إلى قضية جودة الخدمات الصحية والاجتماعية. وبيَّنت أنَّ هذه القضايا تُوجد بعض التحديات أمام الأعضاء فهم من يوصلون أصوات المواطنين، إضافة إلى أنَّهم مطالبون بالتفكير العميق لابتكار حلول ومسارات تنموية تساعد الحكومة على تحقيق الأهداف والإنجازات.
وقالت الدكتورة ياسمين بنت شنان البلوشية مستشارة في الأكاديمية السلطانية للإدارة: “ينص النظام الأساسي للدولة على المساواة بين الرجل والمرأة، وانطلاقًا من هذا المبدأ، أخذت المرأة العُمانية حقها من التعليم، والصحة والمشاركة في اتخاذ القرار، وأسهمت النهضة العُمانية الحديثة في منحها حق التصويت والترشح لعضوية جميع المجالس لا سيما مجلس الشورى، ما جعلها عضوةً فاعلةً وقادرةً على اتخاذ القرار وإبداء الرأي، وتقديم المقترحات”.وبيّنت أنَّ المرأة العُمانية تتطلع لحضورها في مجلس الشورى كمًّا وكيفًا، حيث تكون قادرة على العمل في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة لمشاركتها بشكل متساوٍ مع الرجل في كافة المجالات والمحافل المحلية والدولية وزيادة نسبة تقلّد المرأة للمناصب في القطاعين الحكومي والخاص، وتابعت قائلة: أبرز ما تطمح إليه المرأة العُمانية هو فتح المجال لها بشكل أوسع للمشاركة في الحوارات المفتوحة بشأن القضايا العامة (المحلية والعربية والدولية) والاهتمام برأيها ومقترحاتها البنّاءة، وتخصيص مساحات لها للتعبير عن الرأي، والحديث حول التحديات التي تواجهها المرأة العُمانية وآليات التغلب.
وقالت مكية بنت حسن الكمزارية مساعدة مديرة مدرسة قدى للتعليم الأساسي إنَّ أهمية ترشح المرأة العُمانية ووجودها في مجلس الشورى مهم بقدر أهمية ترشح الرجل، فهما مكملان لشريحة المجتمع ولا يغني أحدهما عن الآخر، وأنَّ تكاملية الأدوار درس عُماني أصيل متجذر منذ القدم. وأضافت أنَّ الفرص متاحة دائما أمام المرأة، ولكن يبقى أن تستغلها الاستغلال الأمثل وتحدد دورها بوعي بحيث تكون قادرة على إيصال صوتها إلى قبة المجلس الذي تنوعت أدواته وتماثلت قوانينه بعدالة لكل مواطن ومقيم على أرض سلطنة عُمان.
وأكَّدت أنَّه لا توجد قضايا تخص امرأة أو رجل فجميع القضايا ذات بعد وهدف واحد، فالبحث عن فرص العمل متجانسة للذكر والأنثى وقوانين عمل حسب طبيعة كل منهما وفرص استثمارية في كل بقعة، وسياحة أرقى وأكثر مواكبة واقتصاد متنوع وشامل وشفافية في الطرح، مشيرةً إلى أنَّ طموحات كل بيت عُماني هو البحث عن حياة كريمة لأجيال قادمة هي من ستحقق “رؤية عُمان 2040”.من جانبها قالت الدكتورة أمل بنت طالب الجهورية باحثة في شؤون المرأة ومدربة في مجال التمكين السياسي إنَّ المشاركة السياسية للمرأة العُمانية ووجودها في المجالس المنتخبة لها أهمية كبيرة خلال المرحلة المقبلة لما لها من دور واضح في تحقيق الأهداف الوطنية، ومواكبة الرؤى والتوجهات الداعمة للنهوض بالمرأة في سلطنة عُمان، وهي ترجمة للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- في الحرص على أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، وهو ما أكدت عليه “رؤية عُمان 2040” من أهمية توفير البيئة المناسبة لمشاركة المرأة في الحياة السياسية، ويعزز وضعها ويمكنها من المشاركة الفعالة في جهودِ التنمية الشاملة والمستدامة.
وأشارت إلى أنَّ مشاركة المرأة تمثل في الفترة العاشرة أهمية أكبر كونها ستشهد متابعة ومناقشة الكثير من الملفات الوطنية الخاصة بالخطط التنفيذية لـ”رؤية عُمان 2040″، وتقييم الخطة الخمسية العاشرة، ومناقشة ورسم مسارات الخطة الخمسية الحادية عشرة لسلطنة عُمان التي ستحضر فيها قضايا المرأة والمجتمع كجزء لا يتجزأ من منظومة العمل الوطني.
وأوضحت أنَّ مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة تواجه تحديات مشتركة في مختلف الدول العربية، حيث تحتاج المرأة إلى مزيد من العمل على تعزيز ثقة المجتمع بأدوارها من خلال برامج انتخابية واضحة وعمل مجتمعي متواصل يبدأ قبل فترة الانتخابات بمرحلة كافية، كما أنَّ تلك التحديات مرتبطة بمدى قدرة المرأة على إنجاح مشاركها في مجلس الشورى من خلال حضور فاعل يسهم في تغيير القناعات، ويعزز من دعمها مستقبلًا بشكل أكبر.
وقالت الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية الرئيس التنفيذي لمركز دراسات المرأة إنَّه من المهم أن نعترف بحجم التطور والتنمية الذي مرت به سلطنة عُمان منذ السبعينيات على جميع الأصعدة، وحصيلة هذه التنمية وأهمها على الإطلاق هو الإنسان العُماني الذي يناقش اليوم سبل الدفع بالعملية الانتخابية في سلطنة عُمان، حيث تعد سلطنة عُمان أول دولة خليجية منحت المرأة حق الترشح والانتخاب.
وبما أنَّ المرأة هي في الحقيقة والواقع نصف المجتمع، فإنَّ مشاركتها يجب أن تكون حتمية وتكاملية بحيث تكون إضافة إيجابية للتنوع الإنساني والمعرفي في المجلس. وبينت أنَّه على الرغم من تطور التشريعات والقوانين التي تتيح للمرأة تولي مناصب قيادية سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية إلا أنَّ نسبة وجودها في مواقع صنع القرار لا تزال قليلة، كما أنَّ موضوع مشاركتها هي قضية وطن ويجب أن يتكاتف الجميع لوضع آليات لضمان تمثيل متوازن للمرأة في المجلس، مشيرةً إلى أنَّ التحديات التي تواجه المرأة تحديات مجتمعية في المقام الأول تكمن في العقلية الاجتماعية الجمعية، إضافة إلى العامل النفسي والحاجز النفسي الذي سيرتفع مع كل إخفاق في كل دورة. واختتمت بأنَّ هناك قطاعات مختلفة يقع عليها الدور في صناعة المرأة البرلمانية، وإنجاح العملية البرلمانية يتمثل في: دور التعليم والإعلام، والبرامج التوعوية والتثقيفية، والأسرة والمجتمع، كما أنَّ المرأة العُمانية قدمت نفسها كمنافس حقيقي في انتخاب الفترة التاسعة.
وقالت إكرام بنت الوليد الهنائية أخصائية إرشاد وصحة نفسية: “إنَّ وجود المرأة في مجلس الشورى يعكس التزام سلطنة عُمان بتعزيز المشاركة السياسية للمرأة العُمانية، كما أنَّ تعزيز دورهن في هذه المجالس البرلمانية له أهمية في التمثيل الديمقراطي ليعبرن عن وجهات نظرهن واهتماماتهن في القضايا التي تؤثر في حياتهن”.
وأضافت: “وجود المرأة في مجلس الشورى يسهم في تطوير قدراتها القيادية ويساعدها في تمثيل قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها مثل المساواة بين الجنسين والعنف الأسري وحقوق الأمومة والتمكين الاقتصادي وغيرها، كما ستتيح مشاركتها في المجلس وجود آراء متنوعة وخبرات مختلفة في صنع القرارات المستدامة والعادلة التي تعكس احتياجاتها ومتطلباتها”. وأكدت أنَّ ترشح المرأة في مجلس الشورى يعدُّ مثالًا حيًّا للشابات العُمانيات ومصدر إلهام لهن لممارسة القيادة والمشاركة السياسية ويشجعهن على تطوير مهاراتهن والسعي نحو تحقيق طموحاتهن العلمية والمهنية والسياسية وهذا بدوره سيسهم في بناء مجتمع أكثر توازنًا وعدالة. وبيّنت أنَّ المرأة العُمانية استطاعت من خلال مشاركتها في مجلس الشورى أن توصل رسالتها وصوتها وخبرتها ومعرفتها إلى الشؤون الاقتصادية والتعليمية والسياسية، بالإضافة إلى سعيها لتعزير حقوقها وتمكينها في كافة الأصعدة.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: أعضاء مجلس الشورى المرأة الع مانیة فی مجلس الشورى مشارکة المرأة الع مانیة فی المرأة فی إضافة إلى کما أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

البرتغال تتجه لانتخابات مبكرة في مايو بعد سقوط حكومة مونتينيجرو

أعلن الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبلو دي سوزا، الخميس، أن البلاد ستجري انتخابات برلمانية مبكرة في 18 مايو المقبل، وذلك بعد يومين فقط من سقوط حكومة الأقلية المنتمية ليمين الوسط في تصويت حجب الثقة داخل البرلمان.

 وتعد هذه الانتخابات الثالثة التي تشهدها البرتغال خلال ما يزيد قليلًا على ثلاث سنوات، ما يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

وجاء قرار الرئيس بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد مشاورات أجراها مع الأحزاب السياسية الرئيسية ومجلس الدولة الاستشاري، مؤكدًا أن الحكومة الحالية ستواصل تصريف الأعمال حتى يتم تشكيل برلمان جديد وحكومة جديدة عقب الانتخابات.

أزمة تصويت الثقة وسقوط الحكومة

أثار رئيس الوزراء لويس مونتينيجرو أزمة سياسية عندما طرح تصويت الثقة الأسبوع الماضي، وذلك في مواجهة تهديدات من المعارضة بفتح تحقيق برلماني حول شركة استشارات حماية البيانات التابعة لعائلته. وادّعت المعارضة أن العقود التي حصلت عليها الشركة من القطاع الخاص قد عادت عليه بفوائد شخصية بصفته رئيسًا للوزراء، مما أثار شكوكًا حول وجود تضارب في المصالح.

أوروبا تتحرك: تحالف دفاعي جديد يواجه الغموض الأمريكي ويعزز دعم أوكرانيالافروف: أمريكا تريد علاقات طبيعية مع روسيا و أوروبا تريد التصعيدأمين عام "الأمن والتعاون في أوروبا" يؤكد استعداد المنظمة لدعم إنهاء الصراع بأوكرانياارتفاع واردات أسلحة أوروبا 155% في 4 سنوات

في المقابل، نفى مونتينيجرو أي مخالفات قانونية أو أخلاقية، مؤكدًا أنه لم يستفد شخصيًا من تلك العقود. كما أوضح أن الادعاء العام ينظر في بعض المزاعم، لكنه لم يفتح أي تحقيق رسمي حتى الآن.

ورغم الأزمة، حصل مونتينيجرو على دعم حزبه "الديمقراطي الاجتماعي"، الذي أعلن أنه سيواصل دعمه في الانتخابات المقبلة، وحمّل المعارضة مسؤولية الأزمة السياسية التي قادت البلاد إلى هذا الوضع.

مستقبل مونتينيجرو وموقف الناخبين

ورغم دعم الحزب الحاكم لمونتينيجرو، إلا أن محللين سياسيين يرون أنه المسؤول الرئيسي عن هذه الأزمة، حيث كان بإمكانه تجنب التصويت على الثقة والبحث عن حلول سياسية أخرى. وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع ثقة معظم الناخبين به، مما يطرح تساؤلات حول فرصه في الفوز بالانتخابات المقبلة.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت حساس للبرتغال، حيث تواجه البلاد تحديات اقتصادية وسياسية تتطلب استقرارًا حكوميًا، وسط مخاوف من أن تؤدي الأزمة الحالية إلى فترة طويلة من الجمود السياسي بعد الانتخابات.

مقالات مشابهة

  • وفاة وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور "فضل أبو غانم"
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يحاول تجنب إغلاق حكومي
  • البرتغال تتجه لانتخابات مبكرة في مايو بعد سقوط حكومة مونتينيجرو
  • الهوية العُمانية.. مصدر عطاء وإلهام
  • هذه أسماء الناجحين في قرعة تجديد أعضاء نصف مجلس الأمة في الولايات العشر الجديدة
  • الشرع يصدر قرارا بتشكيل مجلس الأمن القومي.. يتألف من 6 أعضاء
  • مجلس الشورى يدين الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية بحق المدنيين في سوريا
  • إنجاب طفلين هو الأفضل لصحة المرأة النفسية
  • مجلس الشورى يدين الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في سوريا
  • مجلس الشورى يندد بجرائم الإبادة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في الساحل السوري