31 امرأة مترشحة لانتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
مشاركة واسعة للمرأة العُمانية في الحياة السياسية
مسقط ـ العُمانية: اتسعت مشاركة المرأة العُمانية في الحياة السياسية، وتمثل مشاركتها في انتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة نقطة محورية، وسيكون لها نتائج مستقبلية في ظل تحقيقها لإنجازات عدة بمشاركة أخيها الرجل من أجل تنمية هذا الوطن ومواكبة الرؤى والتوجهات الداعمة للنهوض بالمرأة في سلطنة عُمان.
وبلغ عدد المترشحين لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة 738 مرشحًا بينهم 31 امرأة، كما بلغ عدد الناخبين (753690) ناخبًا بينهم (362844) ناخبة، وبلغت نسبة تسجيل قيد الناخبين الجدد عبر تطبيق “انتخاب” (91) بالمائة مقارنة بنسبة (9) بالمائة في الموقع الإلكتروني للانتخاب، وجاءت محافظة شمال الشرقية الأعلى في طلبات نقل القيد، حيث بلغ عددهم 3512 طلبًا، فكانت ولاية سناو هي الولاية الأعلى في نقل القيد، وجاءت الفئة العمرية (31-40 سنة) الأعلى قيدًا في السجل الانتخابي، حيث بلغ عددهم (179487) ناخبًا وناخبة.
وقالت الشيخة تميمة بنت محمد المحروقية، مستشارة الرئيس للشؤون الإدارية بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: جميعنا يعلم بأهمية المرأة فهي النصف الثاني من المجتمع، والنواة التي يتأسس منها في مكوناته وقيمه وعاداته، وقد كفل لها النظام الأساسي للدولة كامل حقوقها في إيصال رسالتها وصوتها عبر مختلف القنوات والوسائل المدنية الذي صرح بها المشرع، وتعد مشاركة المرأة العُمانية في مجلس الشورى دليلًا قاطعًا بأهمية دورها في دخول مغامرة التنافس مع شقيقها الرجل بكل كفاءة واقتدار لما تتمتع به من تعليم وثقافة كبيرة ووصولها لمناصب عليا في الدولة والوعي والإدراك التام للمرأة العُمانية في طرح قضاياها المعاصرة وبكل شفافية.
من جانبها أكَّدت الدكتورة فوزية بنت سيف الفهدية باحثة في الأدب العربي ونقده دكتوراة الفلسفة في اللغة العربية وآدابها أنَّ ترشح المرأة العُمانية في مجلس الشورى ما هو إلا ممارسة لحقّها الدستوري الذي كفله لها النظام الأساسي للدولة، وأهّلها له المستوى العلمي والعملي الذي وصلت إليه، بعد حصولها على حقّ التعليم والانتخاب والترشح، مشيرةً إلى أنّ صوت المرأة يمثل صوت الأسرة في كل مجتمع، وذلك لأنها قادرة على المناقشة وإبداء الرأي، فهي الشريك القوي للرجل في إدارة الدّفة. وأوضحت أنَّ هناك الكثير من القضايا التي يمكن أن تتناولها الفترة العاشرة من انتخاب أعضاء مجلس الشورى والتي تهم المجتمع بشكل كبير كقضية الباحثين عن العمل وقضايا تطوير التعليم، والارتقاء بمستوى المهارات لخريجي التعليم العالي فهي قضايا أساسية على طاولة المناقشة لأعضاء مجلس الشورى، إضافة إلى قضية جودة الخدمات الصحية والاجتماعية. وبيَّنت أنَّ هذه القضايا تُوجد بعض التحديات أمام الأعضاء فهم من يوصلون أصوات المواطنين، إضافة إلى أنَّهم مطالبون بالتفكير العميق لابتكار حلول ومسارات تنموية تساعد الحكومة على تحقيق الأهداف والإنجازات.
وقالت الدكتورة ياسمين بنت شنان البلوشية مستشارة في الأكاديمية السلطانية للإدارة: “ينص النظام الأساسي للدولة على المساواة بين الرجل والمرأة، وانطلاقًا من هذا المبدأ، أخذت المرأة العُمانية حقها من التعليم، والصحة والمشاركة في اتخاذ القرار، وأسهمت النهضة العُمانية الحديثة في منحها حق التصويت والترشح لعضوية جميع المجالس لا سيما مجلس الشورى، ما جعلها عضوةً فاعلةً وقادرةً على اتخاذ القرار وإبداء الرأي، وتقديم المقترحات”.وبيّنت أنَّ المرأة العُمانية تتطلع لحضورها في مجلس الشورى كمًّا وكيفًا، حيث تكون قادرة على العمل في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة لمشاركتها بشكل متساوٍ مع الرجل في كافة المجالات والمحافل المحلية والدولية وزيادة نسبة تقلّد المرأة للمناصب في القطاعين الحكومي والخاص، وتابعت قائلة: أبرز ما تطمح إليه المرأة العُمانية هو فتح المجال لها بشكل أوسع للمشاركة في الحوارات المفتوحة بشأن القضايا العامة (المحلية والعربية والدولية) والاهتمام برأيها ومقترحاتها البنّاءة، وتخصيص مساحات لها للتعبير عن الرأي، والحديث حول التحديات التي تواجهها المرأة العُمانية وآليات التغلب.
وقالت مكية بنت حسن الكمزارية مساعدة مديرة مدرسة قدى للتعليم الأساسي إنَّ أهمية ترشح المرأة العُمانية ووجودها في مجلس الشورى مهم بقدر أهمية ترشح الرجل، فهما مكملان لشريحة المجتمع ولا يغني أحدهما عن الآخر، وأنَّ تكاملية الأدوار درس عُماني أصيل متجذر منذ القدم. وأضافت أنَّ الفرص متاحة دائما أمام المرأة، ولكن يبقى أن تستغلها الاستغلال الأمثل وتحدد دورها بوعي بحيث تكون قادرة على إيصال صوتها إلى قبة المجلس الذي تنوعت أدواته وتماثلت قوانينه بعدالة لكل مواطن ومقيم على أرض سلطنة عُمان.
وأكَّدت أنَّه لا توجد قضايا تخص امرأة أو رجل فجميع القضايا ذات بعد وهدف واحد، فالبحث عن فرص العمل متجانسة للذكر والأنثى وقوانين عمل حسب طبيعة كل منهما وفرص استثمارية في كل بقعة، وسياحة أرقى وأكثر مواكبة واقتصاد متنوع وشامل وشفافية في الطرح، مشيرةً إلى أنَّ طموحات كل بيت عُماني هو البحث عن حياة كريمة لأجيال قادمة هي من ستحقق “رؤية عُمان 2040”.من جانبها قالت الدكتورة أمل بنت طالب الجهورية باحثة في شؤون المرأة ومدربة في مجال التمكين السياسي إنَّ المشاركة السياسية للمرأة العُمانية ووجودها في المجالس المنتخبة لها أهمية كبيرة خلال المرحلة المقبلة لما لها من دور واضح في تحقيق الأهداف الوطنية، ومواكبة الرؤى والتوجهات الداعمة للنهوض بالمرأة في سلطنة عُمان، وهي ترجمة للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- في الحرص على أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، وهو ما أكدت عليه “رؤية عُمان 2040” من أهمية توفير البيئة المناسبة لمشاركة المرأة في الحياة السياسية، ويعزز وضعها ويمكنها من المشاركة الفعالة في جهودِ التنمية الشاملة والمستدامة.
وأشارت إلى أنَّ مشاركة المرأة تمثل في الفترة العاشرة أهمية أكبر كونها ستشهد متابعة ومناقشة الكثير من الملفات الوطنية الخاصة بالخطط التنفيذية لـ”رؤية عُمان 2040″، وتقييم الخطة الخمسية العاشرة، ومناقشة ورسم مسارات الخطة الخمسية الحادية عشرة لسلطنة عُمان التي ستحضر فيها قضايا المرأة والمجتمع كجزء لا يتجزأ من منظومة العمل الوطني.
وأوضحت أنَّ مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة تواجه تحديات مشتركة في مختلف الدول العربية، حيث تحتاج المرأة إلى مزيد من العمل على تعزيز ثقة المجتمع بأدوارها من خلال برامج انتخابية واضحة وعمل مجتمعي متواصل يبدأ قبل فترة الانتخابات بمرحلة كافية، كما أنَّ تلك التحديات مرتبطة بمدى قدرة المرأة على إنجاح مشاركها في مجلس الشورى من خلال حضور فاعل يسهم في تغيير القناعات، ويعزز من دعمها مستقبلًا بشكل أكبر.
وقالت الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية الرئيس التنفيذي لمركز دراسات المرأة إنَّه من المهم أن نعترف بحجم التطور والتنمية الذي مرت به سلطنة عُمان منذ السبعينيات على جميع الأصعدة، وحصيلة هذه التنمية وأهمها على الإطلاق هو الإنسان العُماني الذي يناقش اليوم سبل الدفع بالعملية الانتخابية في سلطنة عُمان، حيث تعد سلطنة عُمان أول دولة خليجية منحت المرأة حق الترشح والانتخاب.
وبما أنَّ المرأة هي في الحقيقة والواقع نصف المجتمع، فإنَّ مشاركتها يجب أن تكون حتمية وتكاملية بحيث تكون إضافة إيجابية للتنوع الإنساني والمعرفي في المجلس. وبينت أنَّه على الرغم من تطور التشريعات والقوانين التي تتيح للمرأة تولي مناصب قيادية سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية إلا أنَّ نسبة وجودها في مواقع صنع القرار لا تزال قليلة، كما أنَّ موضوع مشاركتها هي قضية وطن ويجب أن يتكاتف الجميع لوضع آليات لضمان تمثيل متوازن للمرأة في المجلس، مشيرةً إلى أنَّ التحديات التي تواجه المرأة تحديات مجتمعية في المقام الأول تكمن في العقلية الاجتماعية الجمعية، إضافة إلى العامل النفسي والحاجز النفسي الذي سيرتفع مع كل إخفاق في كل دورة. واختتمت بأنَّ هناك قطاعات مختلفة يقع عليها الدور في صناعة المرأة البرلمانية، وإنجاح العملية البرلمانية يتمثل في: دور التعليم والإعلام، والبرامج التوعوية والتثقيفية، والأسرة والمجتمع، كما أنَّ المرأة العُمانية قدمت نفسها كمنافس حقيقي في انتخاب الفترة التاسعة.
وقالت إكرام بنت الوليد الهنائية أخصائية إرشاد وصحة نفسية: “إنَّ وجود المرأة في مجلس الشورى يعكس التزام سلطنة عُمان بتعزيز المشاركة السياسية للمرأة العُمانية، كما أنَّ تعزيز دورهن في هذه المجالس البرلمانية له أهمية في التمثيل الديمقراطي ليعبرن عن وجهات نظرهن واهتماماتهن في القضايا التي تؤثر في حياتهن”.
وأضافت: “وجود المرأة في مجلس الشورى يسهم في تطوير قدراتها القيادية ويساعدها في تمثيل قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها مثل المساواة بين الجنسين والعنف الأسري وحقوق الأمومة والتمكين الاقتصادي وغيرها، كما ستتيح مشاركتها في المجلس وجود آراء متنوعة وخبرات مختلفة في صنع القرارات المستدامة والعادلة التي تعكس احتياجاتها ومتطلباتها”. وأكدت أنَّ ترشح المرأة في مجلس الشورى يعدُّ مثالًا حيًّا للشابات العُمانيات ومصدر إلهام لهن لممارسة القيادة والمشاركة السياسية ويشجعهن على تطوير مهاراتهن والسعي نحو تحقيق طموحاتهن العلمية والمهنية والسياسية وهذا بدوره سيسهم في بناء مجتمع أكثر توازنًا وعدالة. وبيّنت أنَّ المرأة العُمانية استطاعت من خلال مشاركتها في مجلس الشورى أن توصل رسالتها وصوتها وخبرتها ومعرفتها إلى الشؤون الاقتصادية والتعليمية والسياسية، بالإضافة إلى سعيها لتعزير حقوقها وتمكينها في كافة الأصعدة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: أعضاء مجلس الشورى المرأة الع مانیة فی مجلس الشورى مشارکة المرأة الع مانیة فی المرأة فی إضافة إلى کما أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشورى يُحيل مشروعي قانون «مكافحة الاتجار بالبشر» و«التنظيم العقاري» إلى مجلس الدولة
أحال مجلس الشورى اليوم الأحد مشروع قانون «مكافحة الاتجار بالبشر» ومشروع قانون «التنظيم العقاري» إلى مجلس الدولة لإتمام دورته التشريعية؛ وذلك خلال أعمال جلسته الاعتيادية الرابعة لدور الانعقاد العادي الثاني (2024-2025م) من الفترة العاشرة (2023-2027م)، التي عقدت برئاسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس، وسعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي الأمين العام للمجلس.
بدأت الجلسة الاعتيادية بكلمة لسعادة خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس، أشار خلالها إلى دور المجلس ومساهمته في رسم خطط مشاريع التنمية وبرامج التطور القائمة عليها مؤسسات الدولة؛ بما ينعكس إيجابًا على تحقيق الاستقرار الأمثل والازدهار لكافة القطاعات التنموية.
مشروع قانون مكافحة الاتجار بالبشر
بعدها تلا سعادة الدكتور أحمد بن علي السعدي رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس، ومقررها بالجلسة تقرير اللجنة حول مشروع قانون مكافحة الاتجار بالبشر، مستعرضا جهود اللجنة خلال دراستها لمشروع القانون. أكد خلالها على أن اللجنة قد عقدت عددا من الاجتماعات والاستضافات مع المعنيين في اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، والمعنيين باللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، وخلصت اللجنة بعد تلك اللقاءات إلى مرئيات فاحصة وشاملة حول مشروع القانون أوجدت الصيغة المحالة للجلسة للنقاش.
وأشار سعادته إلى أن القانون يوفر مزيدًا من الحماية القانونية للضحايا من القانون الساري؛ لتحقيق الردع العام وكبح الجرائم المتعلقة بالاتجار بالبشر في سلطنة عُمان. موضحًا خلال الجلسة بأن مشروع القانون يأتي تحديثًا للقانون الحالي بما يتكامل مع التشريعات السارية في ذات الصلة كقانون الجزاء وقانون الإجراءات الجزائية، ويراعي متطلبات الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة التي انضمت إليها سلطنة عُمان أو صادقت عليها؛ وذلك في ضوء ما أفرزه التطبيق العملي من وجود قصور وعجز يستدعي التدخل التشريعي ومعالجته بما يتواكب مع التجارب الإقليمية والدولية والمستجدات في مجال التصدي لهذا النوع من الجرائم وبما يضمن تقرير مزيد من الضمانات اللازمة لحماية ضحايا هذه الجريمة ويسهل عمل جهات إنفاذ القانون في الملاحقة القضائية بشأن القضايا المتعلقة بالاتجار بالبشر.
وجرى خلال الجلسة نقاشات مستفيضة من قبل أصحاب السعادة حول مشروع القانون، تناولوا خلاله بعض جوانب مشروع القانون، وأبدوا ملاحظاتهم ومرئياتهم حول بعض مواده. وتم بعد ذلك إجازة مشروع القانون بعد طرح مواده للتصويت العام أمام أصحاب السعادة الأعضاء.
مجلس الشورى يقر مشروع قانون التنظيم العقاري
كما أقر المجلس خلال جلسته مشروع قانون التنظيم العقاري المحال من الحكومة بعد مداولات مستفيضة عبّر خلالها أصحاب السعادة أعضاء المجلس عن آرائهم ومقترحاتهم حول تقرير لجنة الخدمات والمرافق العامة بالمجلس والتعديلات التي أضافتها على بعض مواد مشروع القانون من وجهة نظرها.
وقد تلا تقرير اللجنة سعادة الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي رئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة ومقررها بالجلسة. قدم خلالها نبذة عامة عن مشروع قانون التنظيم العقاري، مشيرًا إلى أن مشروع القانون يتكون من (64) أربعة وستين مادة مقسمة على (9) تسعة فصول. موضحًا خلال حديثه أن القطاع العقاري يُعد من أكثر القطاعات الاقتصادية نموًا وتطورًا في العالم، وتمثل التشريعات والقوانين المنظمة لهذا القطاع أهم العوامل الجاذبة للمستثمرين فيه، إذ لابد من تحديث وتطوير منظومة القوانين القائمة.
كما أشار سعادته إلى مبررات إصدار قانون التنظيم العقاري التي منها إيجاد تشريع موحد يضم الأحكام المتعلقة بالقطاع العقاري وفق انسجام وترابط قانوني إذ إن التشريعات في الوقت الراهن متعددة ومشتتة، وإيجاد أحكام ونصوص واضحة تنظم أنشطة هذا القطاع والعلاقة بين الأشخاص المتعاملين فيه وحقوقهم وواجباتهم، إلى جانب مواكبة تطور السوق العقاري واستقراره وتحفز وتجذب الاستثمار إليه، بالإضافة إلى تنظيم آليات التراخيص للأشخاص العاملين في القطاع العقاري، وتفعيل رقابة الوزارة على الأنشطة والمهن المرتبطة به كترخيص التطوير العقاري، وتنظيم جمعيات الملاك ومهنتي الوساطة العقارية والتثمين العقاري. وأكد سعادته خلال الجلسة أن مشروع القانون اقتصر على بيان القواعد الموضوعية الأساسية المحققة للغاية المنشودة منه، مع ترك تنظيم الأمور التفصيلية والمسائل الإجرائية للائحة التنفيذية للقانون.
كما قدم سعادة د. طلال بن سعيد المحاربي نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس ومقررها بالجلسة المواد التي لم تتوافق فيها اللجنة مع لجنة الخدمات والمرافق العامة خلال اجتماعهما المشترك، مستعرضًا المبررات والأسباب بشأن المواد محل الاختلاف بين اللجنتين.
أعقبها مداخلات مستفيضة قدمها أعضاء المجلس حول مشروع القانون، لخصت الوضع المحلي للقطاع العقاري في سلطنة عُمان، كما جرى طرح العديد من التعديلات والمقترحات حول عدد من بنود وأحكام مشروع القانون من الناحية التشريعية والإجرائية والفنية. بعدها جرى طرح مشروع القانون للتصويت في صيغته المتوافق عليها مع اللجنة القانونية والتشريعية، وتم إقراره وإحالته إلى مجلس الدولة لاستكمال دورته التشريعية.
مشروع قانون صندوق دعم الأنشطة الرياضية والثقافية والشبابية
إلى جانب ذلك أقر المجلس خلال جلسته مقترح مشروع قانون صندوق دعم الأنشطة الرياضية والثقافية والشبابية، استنادا إلى المادة (48) من قانون مجلس عمان، التي تنص على: «لمجلس عمان اقتراح مشروعات قوانين وإحالتها إلى الحكومة لدراستها، ثم إعادتها إلى المجلس في مدة أقصاها سنة، وفي حال الموافقة على المقترح تتبع في شأنه الإجراءات ذاتها المنصوص عليها في المادة (47) من هذا القانون، وإذا لم تتم الموافقة على المقترح فعلى الحكومة إخطار مجلس عمان بأسباب ذلك خلال الأجل ذاته».
وقد أشار سعادة سلطان بن حميد الحوسني نائب رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية ومقررها بالجلسة أهداف مقترح مشروع القانون التي منها دعم جهود سلطنة عُمان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاعات الثقافة والرياضة والشباب، بالإضافة إلى مواكبة سياسات وخطط وبرامج وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتنمية قطاعات الثقافة والرياضة والشباب، وتطوير البنية التحتية لهذه القطاعات، وتطوير مرافقها، والتوسع في إنشاء مرافق جديدة.
مضيفًا خلال حديثه أن الاقتراح يأتي في إطار تحديث منظومة التشريعات القائمة لمواكبة متطلبات تنفيذ «رؤية عمان 2040»، بالاتساق مع الموجهات العامة التي استندت عليها عملية إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة مؤخرًا، ومنها المرسوم السلطاني رقم (٨٧ / ٢٠٢٠) بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب وتحديد اختصاصاتها واعتماد هيكلها التنظيمي، وجرى خلال الجلسة إجازته وإحالته إلى مجلس الدولة؛ لاستكمال دورته التشريعية.
مشروع مقترح بتعديل قانون الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي
من جانب آخر وخلال أعمال الجلسة، تم إقرار مشروع مقترح بتعديل قانون الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (/٨١ ٢٠٠٧). وتلا سعادة سلطان بن حميد الحوسني نائب رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية ومقررها بالجلسة مبررات التعديل، كما جرى استعراض رأي اللجنة المشتركة والتعديلات المتوافق عليها في عدد من أحكام ومواد القانون ضمن الفصل الأول: الخاص بالتعريفات والأحكام العامة، والفصل السادس الخاص بالنشاط الرياضي، والفصل التاسع المعني بالأندية واللجان الرياضية، كما احتوى التعديل المقترح إضافة مادة ضمن الفصل التاسع المتعلقة بالأندية واللجان الرياضية.
إنشاء مركز للموهوبين العُمانيين
وتضمنت أعمال الجلسة الاعتيادية الرابعة مناقشة وإقرار تقرير لجنة الشباب والموارد البشرية حول الرغبة المبداة بشأن إنشاء مركز للموهوبين العٌمانيين التي تأتي مواكبة لأهداف ومضامين «رؤية عمان 2040» من خلال الكشف عن الموهوبين وإبراز مواهبهم، وتهيئة الفرص المناسبة لتطويرها ورعايتها أسوة بتجارب الدول في هذا المجال؛ الأمر الذي يسهم في تحقيق «رؤية عمان 2040». وقد تضمنت الرغبة المبداة النتائج الإيجابية المتوقعة من إنشاء المركز، التي تتفق اللجنة على أهميتها، المتمثلة في العائد المالي والأثر الاقتصادي اللذين يعودان على الوطن بمكاسب كثيرة نتيجة الاستثمار الفكري لابتكارات الموهوبين وتنفيذ المشاريع الريادية. إضافة إلى ذلك، تحقيق الأثر التشريعي لوجود لائحة تنفيذية تنظم عمل المركز وشروط قبول الموهوبين المنتسبين لها، والأثر الاجتماعي في تحقيق الرضا والدافعية لدى الموهوبين في المجتمع ودعم وتعزيز أفكارهم ومبادراتهم.
ويواصل المجلس غداً الاثنين مناقشة عدد من الموضوعات المدرجة ضمن جدول أعماله، والتي منها مناقشة مشروع قانون تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات المحال من الحكومة، ومناقشة رؤية لجنة الخدمات والمرفق العامة حول عدد من مشروعات الاتفاقيات، وهي: مشروع اتفاقية بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية جنوب إفريقيا في مجال النقل البحري، ومشروع اتفاقية تعاون بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة الجمهورية التونسية في مجال النقل البحري والموانئ. كما سيناقش المجلس في جلسته الاعتيادية غداً تقريري لجنة الإعلام والسياحة والثقافة حول الرغبة المبداة بشأن تعظيم العوائد الاقتصادية لبعض المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي، والرغبة المبداة بشأن تبني وزارة الإعلام لمبادرة إنشاء قنوات الاتصال الشخصية وتجويد عملها بما يخدم المجتمع.