أيًا كانت نتائج الحرب الإسرائيلية الراهنة في غزة، فإنه لا يمكن تحديد مصير القطاع الفلسطيني من دون التفاوض مع مصر، التي تمتلك  "مصالح حاسمة" و"نفوذا قويا" في غزة، وفقا لجون ألترمان، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتواصل مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وتتصاعد مؤشرات على هجوم بري إسرائيلي على القطاع، على أمل القضاء على حركة "حماس".

ألترمان تابع أنه "بينما لا تزال إسرائيل وحماس عالقتين في الصراع، فإن الأضواء الدبلوماسية تتحول نحو مصر".

وأردف: "قبل الحرب، كانت مصر مهمشة بشكل متزايد في السياسة العربية؛ بسبب تداعيات انتفاضات عام 2011 ومعاناة مصر من الاقتصاد المتعثر".

واستدرك: "ولكن عندما يتعلق الأمر بغزة، فإن مصر لديها مصالح حاسمة، بالإضافة إلى نفوذها القوي؛ لذا، فرغم أنها ستشكل شريكا صعبا للولايات المتحدة وإسرائيل والعديد من حلفائهم الغربيين، إلا أن مصر كانت وستظل لاعبا أساسيا في الاستجابة الدولية للحرب".

اقرأ أيضاً

السيسي يحذر من نزوح سكان غزة: يسدل ستارة النهاية على القضية الفلسطينية

القاهرة وحماس

"تاريخ مصر مع حماس محفوف بالمخاطر (...) والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مثل العديد من أسلافه، يعادي بشدة حماس، التي انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر"، كما تابع ألترمان.

واستدرك: "مع ذلك، يتمتع القادة المصريون أيضا بتاريخ طويل من التعامل مع حماس، وخاصة بعد أن أصبحت الحاكم الفعلي لغزة (...) في 2007".

وأضاف أنه "في الأزمات الماضية، عملت مصر كمحاور مع حماس، إذ سهلت عمليات تبادل الأسرى (بين الحركة وإسرائيل)، وساعدت في التفاوض على وقف إطلاق النار".

ألترمان قال إن "مصر تطرح الكثير على الطاولة بينما يسعى العالم إلى إيجاد حل للصراع في غزة، ولعل الأمر الأكثر إلحاحا هو سيطرة مصر على معبر رفح، وهو نقطة الدخول الرسمية الوحيدة إلى غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل".

وزاد بأنه "في الماضي، قامت مصر بفتح وإغلاق هذا المعبر للضغط على حماس. واليوم، أصبح شريان حياة حيويا لإيصال المساعدات الدولية إلى غزة، التي تواجه أزمة إنسانية هائلة".

وفي غزة، البالغ مساحتها نحو 365 كيلو مترا مربعا، يعيش حوالي 2.3 ملوين فلسطيني، وهم يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

"ومن المرجح أيضا أن يكون معبر رفح بمثابة نقطة خروج لرعايا الولايات المتحدة والدول الأخرى لمغادرة منطقة الحرب"، بحسب ألترمان.

اقرأ أيضاً

سببان.. لهذا تخشى مصر أن تدفع إسرائيل سكان غزة إلى سيناء

مصلحة إسرائيلية

ولإسرائيل أيضا، كما أضاف ألترمان، "مصلحة في العمل مع مصر لضمان عدم دخول الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى إلى غزة عبر المعبر".

وقال إنه "بالإضافة إلى المعبر، بنت حماس شبكة من الأنفاق من غزة إلى مصر، وكثيرا ما مكنت هذه الأنفاق سكان غزة من شراء البضائع المهربة، مثل الماشية والمنتجات الاستهلاكية الأساسية".

ألترمان تابع: "واستخدمت حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة أيضا الأنفاق لتهريب الأسلحة إلى غزة، كما يمر المقاتلون الفلسطينيون عبرها للسفر إل لبنان وأماكن أخرى تلقي التدريب العسكري".

وزاد بأنه "في السنوات الأخيرة، اتخذ الجيش المصري إجراءات صارمة ضد شبكة الأنفاق، ومن المرجح أن تطالب إسرائيل بوضع حد لهذا التهريب كجزء من أي جهد تفاوضي أوسع".

اقرأ أيضاً

هنية: لا هجرة من غزة لمصر.. وباقون بوطننا ما بقي الزعتر والزيتون

تفاهم مطلوب

و"من الصعب أن نتكهن بمَن سيتولى السلطة السياسية في غزة في الأشهر المقبلة، ولكن أيًا كان فسيسعى إلى التفاوض مع مصر، فعلى أقل تقدير، يريدون (الفلسطينيون) تدفق المساعدات الدولية إلى غزة"، كما أردف ألترمان.

وتابع: "وقد تحاول بعض العناصر المتبقية من حماس أيضا الحفاظ على بعض القدرة على الأقل على تهريب الأسلحة وغيرها من الضروريات العسكرية".

واستطرد: "ومن المرجح أيضا أن يسعوا إلى توفير قدرة محدودة على إرسال الأشخاص إلى خارج القطاع، وبينهم كبار المسؤولين الفارين من العمل العسكري الإسرائيلي".

و"ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن مَن سيبقى في غزة سيسعى إلى الحصول على ضمانة مصرية لأي اتفاق يتم التوقيع عليه في نهاية المطاف لإنهاء القتال"، كما زاد ألترمان.

وأضاف أن "شعب غزة وحماس، أو أي حكومة بديلة قد تنشأ، ليس لديهما مبلغ ضخم ليقدماه لمصر، لكن يمكنهم استخدام نفوذهم لزيادة أو تقليص الأمن المصري في سيناء".

و"الأمر الأكثر أهمية هو أنه إذا كان البديل للتفاهم مع حماس أو حلفائها هو العنف والفوضى في منطقة متاخمة لمصر (غزة)، فإن التفاهم يبدو أكثر جاذبية"، كما ختم ألترمان.

اقرأ أيضاً

أسوشيتد برس: مصر رفضت طلبا أمريكيا بتهجير أهالي غزة نحو سيناء

المصدر | جون ألترمان/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر غزة إسرائيل حماس حدود معبر رفح اقرأ أیضا إلى غزة مع حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

هولندا تؤكد استعدادها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا

أعلنت هولندا أنها ستلتزم بقرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرتي اعتقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزيره السابق، يؤاف غالانت.

وقال كاسبر فيلدكامب وزير الخارجية الهولندي، إن بلاده تحترم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، متعهدا باعتقاله إذا وصل للأراضي الهولندية.

من جهتها، أعلنت مدينة ديربورن الأمريكية أنها ستعتقل نتنياهو وغالانت إذا دخلا إلى حدود مدينة ديربورن بولاية ميشيغان.


ودعا عبد الله حمود، عضو مجلس نواب مدينة ميشيغان في تصريح له، "المدن الأخرى أن تعلن نفس الشيء". مضيفا عبر "إكس": "قد لا يتخذ رئيسنا أي إجراء، لكن قادة المدن يمكنها ضمان عدم السماح لنتنياهو وغيره من مجرمي الحرب بالسفر بحرية عبر هذه الولايات المتحدة".

Dearborn will arrest Netanyahu & Gallant if they step within Dearborn city limits.

Others cities should declare the same. Our president may not take action, but city leaders can ensure Netanyahu & other war criminals are not welcome to travel freely across these United States. pic.twitter.com/eHS8oSMuqt — Abdullah H. Hammoud (@AHammoudMI) November 21, 2024
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير الحرب المقال يوآف غالانت بخصوص جرائم حرب مزعومة في غزة.

ونتنياهو وغالانت متهمان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على الأقل حتى 20 آيار/ مايو 2024 على الأقل، وهو اليوم الذي قدمت فيه النيابة العامة طلبات إصدار مذكرات الاعتقال.

وذكر بيان المحكمة الجنائية الدولية أن "هناك أسبابا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم حرب وأشرفا على هجمات على السكان المدنيين".

وأوضح: "جرائم الحرب المزعومة تشمل القتل والاضطهاد وغيرها من الأفعال غير الإنسانية"، وأضاف: "قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري. الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصب في مصلحة الضحايا".

مقالات مشابهة

  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • أكسيوس: ترامب يشرف على مفاوضات غزة وفقا لطلب رئيس إسرائيل
  • لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
  • ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟
  • خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرائيلية أخرى
  • مسؤولون بجيش الاحتلال: قوة حماس تتعاظم بدون إنجاز صفقة تبادل
  • قرار عاجل من الحكومة الأردنية بشأن الأجانب لديها
  • هولندا تؤكد استعدادها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • إسرائيل: الظروف تغيرت ونقترب لاتفاق يوقف الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب