صدى البلد:
2024-11-23@19:59:11 GMT

شريف سليمان يكتب: من يقرأ فنجان العرب

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

في فنجانك كلمات متقاطعة ودموع تنهمر ودماء تسيل وحزن عميق وضحكات ترتفع، في فنجانك يا ولدي عيون حائرة وهموم تكبل خطواتك وأفكار تطارد سكونك، في فنجانك يا ولدي عالم متناحر وأطفال تبكي ونساء تصرخ ورجال تموت، في فنجانك يا عزيزي جيوش تتناحر و ودول تظلم وأخري تتهدم وزعماء ارتدوا ثياب الألفة وفي أيديهم سلاح الموت يساندون الظلام بلا عقل وبلا رحمة وبلا دين، في فنجانك يا صديقي خيوط الموت تتقاطع مع خيوط الحياة ونيران الظلم تحاصر الأبرياء ونظرات الخوف تقتل من لا يملكون حق تقرير مصيرهم، في الفنجان غيوم الموت تحاصر الأحياء وتلتقط ارواحهم حتي وهم داخل المستشفيات والمساجد والكنائس، اهات الأبرياء كالذئب المسعور تنهش أجساد الأحرار وكلمات المستضعفين صاعقة على أذن من لا حيلة لهم.


كلمات كثيرة وأسرار لا حصر لها قرأتها في فنجان الأمة العربية ووجدتها تجسد الم الواقع المرير وتحكي حكاية أمة مكلومة رأت الأطفال يرتجفون خوفا من قصف السفاح لمنازلهم ليسرق بهذا القصف براءاتهم ويصنع منهم أطفال بلا طفولة مرضي نفسيين من جراء مناظر الدو وتناثر الأشلاء، خيوط الظلام تنسج ملابس الخوف وتنتزع الرحمة من قلوب صغيرة تنتظر الموت كتب كل واحد منهم أسمه علي يده حتي يعرفوا جثته حال استشهاده، كلمات الفنجان تحكي قصة سيدة استباح عرضها وتعري جسدها وأصبحت بلا مأوي يسترها، سيدة ملئت الدنيا صراخا علي والدها وزوجها وابنها وبنتها واختها وجارتها وصديقتها وحبيبها الشهداء، صراخا يخرج من تحت الأنقاض يكتب كلمة النهاية حتي يصفق المتفرجون ويضئ النور أرجاء المكان ويرمي كل منا علبه الفشار بعد أن استمتعنا بفيلم رعب لنذهب إلي منازلنا بعد فسحة جميلة.
الفنجان لا يكذب وهو يحكي ويصور اليات عسكرية مختلفة الأحجام والأشكال تضرب بلا هوادة وتقتل بدم بارد كل آمن في سربه وتجعله لا يملك قوت يومه ولا يعرف هل سيعود نفسه إلي صدره مرة أخري أم أنها النهاية، ما هذا الرعب الغريب في زمن حقوق الأنسان ومنظمات دولية وإقليمية بلا معني أو طعم أو شكل، تحكي خيوط الفنجان سيدة عاجزة تجلس علي الأرض لا تعرف صراخها علي أولادها ولا منزلها ولا شارعها ولا بلدها كلماتها صاعقة علي جسد كل حر، تظن أن معتصم سيجيش الجيوش ويأتي لنصرتها ، سيدة اغتالوا أحلامها في أخر أيامها في أن تجد من يكفنها ويحملها إلي مثواها الأخير وأصبحت مؤمنه بأن النهاية اقتربت وربما يظل جسدها في الشارع لا يجد من يهل عليه التراب ليستره .
الفنجان يحكي قصور يسكنها القادرين وفيلات يجلس فيها العظماء يحتسون مشروباتهم ويأكلون ولائمهم وينامون علي اسرتهم ويأمنون غدر زمانهم ويصدرون بيانات شجب وإدانة أو حتي لا يصدرون ظنا منهم أن بيوتهم بعيدة عن نيران الأوغاد، الفنجان يحكي قادة أشعلوا الحرب ولم يضعوا سيناريوهات المقاومة وتركوا البسطاء وقود لنيران الحرب واكتفوا فقط بتصريحات تليفزيونية وكلمات رنانة بلا معني .
اسدل الفنجان ستائره وامتلأت جوانبه بالدماء وتاه كل منا في مشكلاته وعاد الأصدقاء في الجنوب يتناحرون علي السلطة وفي الغرب لا يتفقون علي القرار ودارت رحي الحرب هنا وهناك وندمنا جميعا علي فنجان قرأناه لأنه جسد أوجاعنا وأضاع احلامنا وتوته توته الحدوتة طلعت ملتوتة

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

استشهاد سيدة وابنتها إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة للنازحين بمواصي

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، باستشهاد سيدة وابنتها بقصف الاحتلال خيمة نازحين بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما ارتقى شهيدان في قصف طيران الاحتلال المروحي منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة القاهرة الإخبارية.

مقالات مشابهة

  • الموت يغيّب الفنان الكوردي زاهر عبد الله في اربيل
  • ضبط 1000 قرص ترامادول بحوزة سيدة في المقطم
  • رسالة وداع وكلمات مؤثرة.. آخر كلمات الشاعر محمد رحيم قبل وفاته
  • خطبة الجمعة اليوم من شمال سيناء: الدكتور محمود مرزوق يكشف عن كلمات غالية قالها النبي لـ صحابي جليل.. ذوي الهمم مكرمون من الله ويتولى الدفاع عنهم
  • لم يكن حسن الوجه.. كلمات غالية قالها النبي لصحابي جليل
  • استشهاد سيدة وابنتها إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة للنازحين بمواصي
  • "عابرون والدنيا ليست لنا سنمضي يوماً".. آخر كلمات منار ضحية حادث المنوفية
  • مصرع سيدة صدمها قطار بمزلقان فرشوط فى قنا
  • د. منجي علي بدر يكتب: مشاركة مصر في «قمة العشرين»
  • شريف الوزاني مدربا لإتحاد بسكرة