صدى البلد:
2025-03-10@09:19:07 GMT

شريف سليمان يكتب: من يقرأ فنجان العرب

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

في فنجانك كلمات متقاطعة ودموع تنهمر ودماء تسيل وحزن عميق وضحكات ترتفع، في فنجانك يا ولدي عيون حائرة وهموم تكبل خطواتك وأفكار تطارد سكونك، في فنجانك يا ولدي عالم متناحر وأطفال تبكي ونساء تصرخ ورجال تموت، في فنجانك يا عزيزي جيوش تتناحر و ودول تظلم وأخري تتهدم وزعماء ارتدوا ثياب الألفة وفي أيديهم سلاح الموت يساندون الظلام بلا عقل وبلا رحمة وبلا دين، في فنجانك يا صديقي خيوط الموت تتقاطع مع خيوط الحياة ونيران الظلم تحاصر الأبرياء ونظرات الخوف تقتل من لا يملكون حق تقرير مصيرهم، في الفنجان غيوم الموت تحاصر الأحياء وتلتقط ارواحهم حتي وهم داخل المستشفيات والمساجد والكنائس، اهات الأبرياء كالذئب المسعور تنهش أجساد الأحرار وكلمات المستضعفين صاعقة على أذن من لا حيلة لهم.


كلمات كثيرة وأسرار لا حصر لها قرأتها في فنجان الأمة العربية ووجدتها تجسد الم الواقع المرير وتحكي حكاية أمة مكلومة رأت الأطفال يرتجفون خوفا من قصف السفاح لمنازلهم ليسرق بهذا القصف براءاتهم ويصنع منهم أطفال بلا طفولة مرضي نفسيين من جراء مناظر الدو وتناثر الأشلاء، خيوط الظلام تنسج ملابس الخوف وتنتزع الرحمة من قلوب صغيرة تنتظر الموت كتب كل واحد منهم أسمه علي يده حتي يعرفوا جثته حال استشهاده، كلمات الفنجان تحكي قصة سيدة استباح عرضها وتعري جسدها وأصبحت بلا مأوي يسترها، سيدة ملئت الدنيا صراخا علي والدها وزوجها وابنها وبنتها واختها وجارتها وصديقتها وحبيبها الشهداء، صراخا يخرج من تحت الأنقاض يكتب كلمة النهاية حتي يصفق المتفرجون ويضئ النور أرجاء المكان ويرمي كل منا علبه الفشار بعد أن استمتعنا بفيلم رعب لنذهب إلي منازلنا بعد فسحة جميلة.
الفنجان لا يكذب وهو يحكي ويصور اليات عسكرية مختلفة الأحجام والأشكال تضرب بلا هوادة وتقتل بدم بارد كل آمن في سربه وتجعله لا يملك قوت يومه ولا يعرف هل سيعود نفسه إلي صدره مرة أخري أم أنها النهاية، ما هذا الرعب الغريب في زمن حقوق الأنسان ومنظمات دولية وإقليمية بلا معني أو طعم أو شكل، تحكي خيوط الفنجان سيدة عاجزة تجلس علي الأرض لا تعرف صراخها علي أولادها ولا منزلها ولا شارعها ولا بلدها كلماتها صاعقة علي جسد كل حر، تظن أن معتصم سيجيش الجيوش ويأتي لنصرتها ، سيدة اغتالوا أحلامها في أخر أيامها في أن تجد من يكفنها ويحملها إلي مثواها الأخير وأصبحت مؤمنه بأن النهاية اقتربت وربما يظل جسدها في الشارع لا يجد من يهل عليه التراب ليستره .
الفنجان يحكي قصور يسكنها القادرين وفيلات يجلس فيها العظماء يحتسون مشروباتهم ويأكلون ولائمهم وينامون علي اسرتهم ويأمنون غدر زمانهم ويصدرون بيانات شجب وإدانة أو حتي لا يصدرون ظنا منهم أن بيوتهم بعيدة عن نيران الأوغاد، الفنجان يحكي قادة أشعلوا الحرب ولم يضعوا سيناريوهات المقاومة وتركوا البسطاء وقود لنيران الحرب واكتفوا فقط بتصريحات تليفزيونية وكلمات رنانة بلا معني .
اسدل الفنجان ستائره وامتلأت جوانبه بالدماء وتاه كل منا في مشكلاته وعاد الأصدقاء في الجنوب يتناحرون علي السلطة وفي الغرب لا يتفقون علي القرار ودارت رحي الحرب هنا وهناك وندمنا جميعا علي فنجان قرأناه لأنه جسد أوجاعنا وأضاع احلامنا وتوته توته الحدوتة طلعت ملتوتة

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

شريف عامر لـ«كلم ربنا»: «أنا متأكد أن الله يحبني جدًا»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الإعلامي شريف عامر، إننى "على يقين تام بأن الله يحبني، وهذا الشعور العميق دائمًا ما يرافقني، كنت أشارك زملائي هذه الفكرة وأقول لهم بثقة: «أنا متأكد أن الله يحبني جدًا»

وأضاف «عامر»، خلال حواره لبرنامج «كلم ربنا»، تقديم الكاتب الصحفي أحمد الخطيب على الراديو «9090»: «كانت حالتى الاقتصادية تعبانة وعرفت أنه هيجينى طفل تالت، كنت بعيط وببكي لحظة ما عرفت، كانت لحظة صعبة، وقتها كنت فى رمضان بفطر عند أهلى وأهل مراتي يوم آه ويوم لأ عشان مفيش فلوس، ومش معايا غير 4 لتر بنزين فى عربيتى بس، ومفيش أكل فى البيت، كنت فى مدينة الإنتاج وقتها وكنت بصور برنامج، فقلت: «يا رب اعمل اية، فتولانا يا رب أنا وهما"، والنهاردة بعد الدنيا ما اتغيرت وربنا سترنى وكرمنى بعدى على نفس المكان وبشكر ربنا، والطفل التالت أصبح فاكهة حياتى.

وأضاف: كان لي صديق«صديقي حسين اللي سميت ابنى على اسمه عشان يطلع زيه، وهو أول واحد اتوفي فى أصدقائي، نام مصحيش وهو عنده 20 سنة، يومها كان بينا ميعاد وأنا مرحتش، ومقبلتش عزاه من حد، ولا أى كلام يواسيني، وقلت لربنا أنا مش مبسوط، ويا رب لازم أشوفه لما أموت، وعاتبته: «قلت انت عملت فيا كدة لية»، عزاء حسين كأنه عزاء رئيس وزراء، لكن اعتقدت وقتها أن ربنا قبل كلامي، لكن حسيت انى كنت بجح أوي لأن قولتله يعنى سبت كل الناس، وكان وقتها فى حرب تحرير الكويت وخدت ده"، لكن تعلمت الدرس أن هناك قدر، وكمان تعلمت درس الافتقاد، لكن جزء من الإيمان هو الرضا، وكنت بسمع إن العم محمود السعدنى كان يقول يا رب أنا حبيبك"، وفهمت إنه حاجات بتحصل بنعرف معناها بعدين، لأنه نهايته دى كان ممكن أحسن له، وكل 9 نوفمبر بفتكره من 30 سنة، وحسين ابنى اتولد 14 نوفمبر، قولت لربنا خدت واحد هاتلى واحد وفعلا ده اللي حصل، ونوفمبر شهر من افتقدت ومن رزقت، ومن هنا جاتنى فكرة ان ربنا بيحبني، وكنت بقول لأصدقائى أنا هدخل الجنة، وحتى ان تجاوزت يقابل ذلك بالسماح والاستيعاب، لكن ممكن تتظاهر قدام اى حد إلا ربنا، وبقيت بحب أدعى برة الصلاة، يعنى الصلاة فرض، لكن دعائي الجانبي هو حق الله عليا».

مقالات مشابهة

  • كلمات معبرة جدًا بمناسبة عيد الأم
  • رمضان في عُمان.. خيوط متصلة
  • كلمات كان يرددها النبي بعد صلاة الوتر.. تعرف عليها
  • هما اللي على الرأس .. كلمات مؤثرة من أحمد موسى بمناسية يوم الشهيد
  • دعاء 9 رمضان.. 10 كلمات تقضي أصعب الحاجات
  • شريف عامر لـ«كلم ربنا»: «أنا متأكد أن الله يحبني جدًا»
  • دعاء النبي إذا أفطر عند أهل بيت.. 9 كلمات رددها لو اتعزمت
  • دعاء 8 رمضان 2025.. ردد الآن وللمغرب 10 كلمات تقضي أصعب الحوائج
  • كم من قلب أسعدته، وكم من دمعة مسحتها .. رحيل معز محمد شريف
  • الأسانسير يكتب الفصل الأخير في حياة سيدة أوسيم