شريف سليمان يكتب: من يقرأ فنجان العرب
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
في فنجانك كلمات متقاطعة ودموع تنهمر ودماء تسيل وحزن عميق وضحكات ترتفع، في فنجانك يا ولدي عيون حائرة وهموم تكبل خطواتك وأفكار تطارد سكونك، في فنجانك يا ولدي عالم متناحر وأطفال تبكي ونساء تصرخ ورجال تموت، في فنجانك يا عزيزي جيوش تتناحر و ودول تظلم وأخري تتهدم وزعماء ارتدوا ثياب الألفة وفي أيديهم سلاح الموت يساندون الظلام بلا عقل وبلا رحمة وبلا دين، في فنجانك يا صديقي خيوط الموت تتقاطع مع خيوط الحياة ونيران الظلم تحاصر الأبرياء ونظرات الخوف تقتل من لا يملكون حق تقرير مصيرهم، في الفنجان غيوم الموت تحاصر الأحياء وتلتقط ارواحهم حتي وهم داخل المستشفيات والمساجد والكنائس، اهات الأبرياء كالذئب المسعور تنهش أجساد الأحرار وكلمات المستضعفين صاعقة على أذن من لا حيلة لهم.
كلمات كثيرة وأسرار لا حصر لها قرأتها في فنجان الأمة العربية ووجدتها تجسد الم الواقع المرير وتحكي حكاية أمة مكلومة رأت الأطفال يرتجفون خوفا من قصف السفاح لمنازلهم ليسرق بهذا القصف براءاتهم ويصنع منهم أطفال بلا طفولة مرضي نفسيين من جراء مناظر الدو وتناثر الأشلاء، خيوط الظلام تنسج ملابس الخوف وتنتزع الرحمة من قلوب صغيرة تنتظر الموت كتب كل واحد منهم أسمه علي يده حتي يعرفوا جثته حال استشهاده، كلمات الفنجان تحكي قصة سيدة استباح عرضها وتعري جسدها وأصبحت بلا مأوي يسترها، سيدة ملئت الدنيا صراخا علي والدها وزوجها وابنها وبنتها واختها وجارتها وصديقتها وحبيبها الشهداء، صراخا يخرج من تحت الأنقاض يكتب كلمة النهاية حتي يصفق المتفرجون ويضئ النور أرجاء المكان ويرمي كل منا علبه الفشار بعد أن استمتعنا بفيلم رعب لنذهب إلي منازلنا بعد فسحة جميلة.
الفنجان لا يكذب وهو يحكي ويصور اليات عسكرية مختلفة الأحجام والأشكال تضرب بلا هوادة وتقتل بدم بارد كل آمن في سربه وتجعله لا يملك قوت يومه ولا يعرف هل سيعود نفسه إلي صدره مرة أخري أم أنها النهاية، ما هذا الرعب الغريب في زمن حقوق الأنسان ومنظمات دولية وإقليمية بلا معني أو طعم أو شكل، تحكي خيوط الفنجان سيدة عاجزة تجلس علي الأرض لا تعرف صراخها علي أولادها ولا منزلها ولا شارعها ولا بلدها كلماتها صاعقة علي جسد كل حر، تظن أن معتصم سيجيش الجيوش ويأتي لنصرتها ، سيدة اغتالوا أحلامها في أخر أيامها في أن تجد من يكفنها ويحملها إلي مثواها الأخير وأصبحت مؤمنه بأن النهاية اقتربت وربما يظل جسدها في الشارع لا يجد من يهل عليه التراب ليستره .
الفنجان يحكي قصور يسكنها القادرين وفيلات يجلس فيها العظماء يحتسون مشروباتهم ويأكلون ولائمهم وينامون علي اسرتهم ويأمنون غدر زمانهم ويصدرون بيانات شجب وإدانة أو حتي لا يصدرون ظنا منهم أن بيوتهم بعيدة عن نيران الأوغاد، الفنجان يحكي قادة أشعلوا الحرب ولم يضعوا سيناريوهات المقاومة وتركوا البسطاء وقود لنيران الحرب واكتفوا فقط بتصريحات تليفزيونية وكلمات رنانة بلا معني .
اسدل الفنجان ستائره وامتلأت جوانبه بالدماء وتاه كل منا في مشكلاته وعاد الأصدقاء في الجنوب يتناحرون علي السلطة وفي الغرب لا يتفقون علي القرار ودارت رحي الحرب هنا وهناك وندمنا جميعا علي فنجان قرأناه لأنه جسد أوجاعنا وأضاع احلامنا وتوته توته الحدوتة طلعت ملتوتة
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مش مجرد كلمات.. خالد الجندي: 3 مفاتيح لتحقيق التوبة النصوح
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التوبة النصوح ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عملية متكاملة تشمل العلم، والحال، والعمل، مؤكدًا أن التوبة لا تصح إلا إذا كانت مبنية على معرفة وتفهّم للذنب، وندم حقيقي على ارتكابه، وعزم على عدم العودة إليه.
وأضاف الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن "التوبة النصوح لا تكون توبة حقيقية إلا إذا كانت مبنية على علم، علمك بأنك ارتكبت ذنبًا، وتعرف تمامًا ماذا فعلت وأضررت به.. الإمام الغزالي رحمه الله قال: 'التوبة علم وحال وعمل'، العلم يعني أنك عرفت أن ما فعلته خطأ، وأنه محرم، وإنك لو سرقت مثلًا، يجب أن ترد المال إلى صاحبه".
مشايخنا زمان نصحونا.. خالد الجندي يكشف وصية للتغلب على الفتور في العبادة
خالد الجندي: 3 أنواع لشحن الطاعة والعبادة طول السنة
خالد الجندي يحدد علامات حسن الخلق وكيفية تحقيقها
يجوز في حالة واحدة.. خالد الجندي يكشف حكم العمل وترك صلاة الجمعة
وتابع: "بعد العلم يأتي الحال، وهو الندم.. التوبة ليست مجرد كلمات، بل شعور داخلي عميق بالندم على ما فعلت.. كما قال النبي ﷺ: 'التوبة ندم'. لو لم تكن نادمًا على ذنبك، فالتوبة ليست توبة".
وأوضح أن العمل هو الجزء الأخير، مشيرًا إلى أن التوبة يجب أن تشمل ثلاثة أشياء: "الأول، الإصلاح، بمعنى أن تُصلح ما أفسدته، الثاني، الإقلاع، أي أن تترك هذا الذنب وتبتعد عنه، الثالث، العزم على عدم العودة إليه في المستقبل".
وأكد أن التوبة النصوح لا تتحقق إلا بالعزيمة القوية والإرادة الحازمة، مبينًا أن التغيير لا يأتي بالأماني أو الرجاء، بل يحتاج إلى عمل وإصرار على التغيير، مشيرا إلى أن النفس البشرية قد تتعرض للفتور، خاصة بعد رمضان، ولكن يجب الاستمرار في السعي نحو الحفاظ على روحانية التوبة.
وتابع: "كما قال النبي ﷺ لسيدنا أبو ذر رضي الله عنه، عندما سأله عن الذنب، قال له: 'أعود واستغفر، إذا يكسر خطئي.' رحمة الله أوسع من ذنوبنا".