جريدة الوطن:
2025-04-17@14:09:28 GMT

الكيان الصهيوني يحتضر

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

الكيان الصهيوني يحتضر

متابعة حركة التاريخ وحالة التدافع بَيْنَ الاحتلال الصهيوني وأصحاب الأرض الأصليِّين من أبناء الشَّعب الفلسطيني تستنبط بعض الحقائق الواضحة والمؤكَّدة بأنَّ هذا الكيان بدأ يحتضر ويقترب من ساعة الزوال. بعدما حدَث تحوُّل نوعي لافت في إطار الصراع من خلال بروز قوى المقاومة الشَّعبيَّة الَّتي تشكَّلت على السَّاحة الفلسطينيَّة، ففي العام الأربعين لقيام دَولة الاحتلال؛ أي في العام 1987م اشتعلت شرارة الانتفاضة الأولى الَّتي سُمِّيت انتفاضة الحجارة وبدأ معها جيل جديد من أبناء الشَّعب الفلسطيني يناضل من أجْل التحرير ، مؤكدا حقيقة واحدة وهي أنَّ الشَّعب الفلسطيني ماضٍ في مشروعه التحرُّري متمسكًا بقضيَّته العادلة وحقوقه المشروعة، وسوف يستعيدها بفعل نضاله الوطني، رغم استمرار الاحتلال في زيادة الاستيطان بالضفَّة، بالمقابل أصبح قِطاع غزَّة هو القاعدة الرئيسة للمقاومة، وحاول الاحتلال لاحقًا السيطرة على هذا التحوُّل الاستراتيجي للمقاومة في قِطاع غزَّة من خلال المعارك والاجتياحات الَّتي نُفِّذت على القِطاع منذ عام 2008م .


اليوم اختلف المشهد تمامًا فالمقاومة ضربت موعدًا جديدًا سجَّلت فيه المقاومة تاريخًا مفصليًّا في يوم السَّابع من أكتوبر عام 2023م، حيث أقْدَمت كتائب القسَّام على عمليَّة نوعيَّة نقلت المعركة إلى الأراضي المحتلَّة بالسيطرة على عدد من القواعد والمستوطنات، و لَمْ يتجرأ جيش الاحتلال التقَدُّم داخل قِطاع غزَّة، وباءت محاولة جسِّ النبض قَبْل أيَّام بالفشل، فقَدْ أصبح أغْلَب جنود الاحتلال مرعوبين فاقدي الثقة بقياداتهم، ، وحتَّى هذه اللحظة وبعد مُضي عشرين يومًا على العدوان لَمْ يتمكَّن الاحتلال من الإقدام على المجابهة البرِّيَّة، وهذا يعني أنَّنا أمام جيش مهزوم نفسيًّا مرعوب من المواجهة رغم الحشد المادِّي والمعنوي من قِبَل قوى الاستعمار الدَّاعمة لهذا الكيان اللقيط. كما أنَّ هذه المواجهة أكَّدت أنَّ مستقبل الاحتلال في فلسطين بات مجهولًا وقَدْ بدأت طلائع الهجرة العكسيَّة كنتيجة لحالة الرعب من المستقبل في ظلِّ تلك التطوُّرات على صعيد المواجهة مع المقاومة، وبالتَّالي فإنَّ دَولة الاحتلال الصهيوني الَّتي تزعم أنَّها القوَّة الرابعة عالَميًّا لَمْ تضْمَن مستقبلًا آمنًا لمستوطنيها في فلسطين؛ وقَدْ ذكر قادة الاحتلال ومنظِّروه وحاخاماته عقدة العَقد الثامن، فلَمْ يسبق لأيِّ دَولة صهيونيَّة تجاوز عمرها العام الـ80، وبالتَّالي فهذا الكيان يعيش في حالة رعب وعدم ثقة أكَّدتها المواجهة الأخيرة معركة طوفان الأقصى .
أعلنت قوى الاستعمار الغربيَّة وقوفها ودعمها للجريمة الفجَّة في قِطاع غزَّة ورفضت وقف إطلاق النَّار وهي تُنفِّذ الحملة الصليبيَّة العاشرة بعد حملتها التاسعة على العراق عام 2003م، اليوم تُنفِّذ حملتها الشرسة على المَدنيِّين في قِطاع غزَّة أمام مرأى العالَم، واستخدمت مختلف الذخائر والقنابل في حملة إبادة وتطهير عرقي، فقامت بمسح مربَّعات سكنيَّة عن وجْه الأرض وطمَرت معها كُلَّ مَا بها من أطفال ونساء وشَعب أعزل، في حملة إبادة عنصريَّة تتعارض مع كُلِّ الأعراف والقِيَم الإنسانيَّة الدوليَّة؛ وبالتَّالي فإنَّ هذه التحشد الغربي لمساندة كيان الاحتلال يؤكِّد حقيقة واحدة أنَّ قوى التحالف الغربي المُجرِمة أدركت في هذه اللحظة أنَّ هذا الجسم الغريب قَدْ حانت لحظة زواله واستئصاله، وهذا يعني استئصال مشروع استيطاني تمَّ زرعه منذ 75 عام، ومهَّدت له قوى الاستعمار منذ مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897م وشرَّعته بمؤامرة وعد بلفور عام 1917م. وبعد مرور سبعة عقود وانتصار حركة النضال الوطني الفلسطيني وانتصار إرادة المقاومة الفلسطينيَّة الَّتي زعزعت كيان الاحتلال كان لزامًا أن تتدافعَ قوى الاستعمار لحماية هذا المشروع السرطاني الَّذي حانت لحظة زواله واستئصاله.
هذا الكيان بدأ مرحلة الاحتضار، ولا شكَّ أنَّ أصحاب القضيَّة ماضون في تحقيق مشروعهم العظيم. وتلك المعركة الَّتي دمَّرت كُلَّ شيء في قِطاع غزَّة لم تتمكَّن من النَّيْل من رجال المقاومة الَّذين زكُّوا أنفُسَهم في سبيل الله، ونفَّذوا أوامره وتعاليمه من أجْلِ المشروع الأعظم وهو مشروع تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. لذا فإنَّ كُلَّ قدرات العدوِّ الصهيوني وداعميه من قوى الإمبرياليَّة الَّذين يهرعون يوميًّا إلى المنطقة لِتقديم الدَّعم المعنوي للكيان العنصري الفاشي لَنْ يتمكَّنوا من مجابهة الله جلَّ جلاله الَّذي يؤيِّد هذه الفئة الصَّابرة الصَّامدة المحتسِبة، وما النَّصر إلَّا من عِند الله، وقَدِ اتضح بالفعل أنَّه بعد 20 يومًا على العدوان الصهيوني واستمرار مجازره بغطاء من قِبَل دوَل العدوان الأميركي الأوروبي لَمْ تُحقِّق له هذه الهجمة الإرهابيَّة تدمير موقع واحد لكتائب القسَّام، وكُلُّ ما يتشدَّق به متحدِّث جيش الاحتلال مجرَّد تطمينات ومحاولة لاستعادة الأمن المفقود، والتسويغ لاستمرار الإرهاب بدعم دولي معلن لإسقاط المزيد من الضحايا المَدنيِّين الأبرياء من الأطفال والنساء، وهذا ينمُّ عن حالة فشل وهزيمة نكراء وحالة هبوط للروح المعنويَّة تأكيدًا على أنَّ الكيان الصهيوني بدأ يحتضر، وأنَّ العاقبة للمتَّقين المؤمنين بعدالة قضيَّتهم، فهُمْ بَيْنَ نصر واستشهاد وانتظار لصلاة الفتح في القدس الشريف مدينة السَّلام بالمسجد الأقصى أُولى القبلتَيْنِ وثالث الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ، وما النصر إلَّا صبر ساعة، وقَدْ صبرتم وقَدْ آن الأوان لإعلان النصر، فانتظروا يا بني صهيون سنوات سوداء قَبْل انتهاء العقد الثَّامن، وإنَّ غدًا لناظره قريب .
حاملات الطائرات والبارجات الغربيَّة الَّتي جاءت لِتقَدِّمَ الدَّعم السِّياسي والمعنوي للمشروع الصهيوني ، وتحاول إعادة الثقة لأبناء الكيان المحتلِّ المارق، لكن سوف يسجِّل التاريخ أنَّ معركة «طوفان الأقصى» هي نذير شؤم لكُلِّ مَن قوَّى الطّغيان وقَدْ كسَرَ شوكتَها أبطالُ المقاومة الفلسطينيَّة، فهنيئًا لكُمْ أيُّها الأبطال هذا الانتصار العظيم والقادم أدهى وأمَرّ على عدوِّكم، وهنا أوجِّه نداء للمقاومة الباسلة في الضفَّة الغربيَّة بإشعال الأرض من تحت أقدام الصهاينة فهذه المعركة قَبْل الأخيرة الَّتي يعقبها النصر العظيم والفتح المُبِين.
اللهُمَّ انصر إخواننا في فلسطين، اللهُمَّ سدِّد رميَهم، اللهُمَّ ثبِّتهم ومكِّن لهم وحرِّر أرضهم، ، اللهُمَّ احفظ أرضهم وديارهم وأموالهم ودماءهم، اللهُمَّ آمن روعاتهم، اللهُمَّ وعدك الَّذي وعدت بنصرة المجاهدين في سبيلك وهم مجاهدون صابرون محتسبون مظلمون، اللهُمَّ عَلَيْك بأعدائهم فإنَّهم لا يعجزونك، اللهُمَّ سلِّط عَلَيْهم بأسك الشديد الَّذي لا يردُّ عن القوم المُجرِمين، اللهُمَّ أرنا فيهم عجائب قدرتك يا عزيز يا جبَّار.

خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المقاومة ال هذا الکیان الله م

إقرأ أيضاً:

شهيدان في جنين والضفة تحيي يوم الأسير الفلسطيني

استُشهد فلسطينيان ظهر اليوم الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب جنين، في حين شهدت عدة مدن وقفات ومسيرات إحياء لـ"يوم الأسير" في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الصحة، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشابين محمد عمر زكارنة (23 عاما)، ومروح ياسر خزيمية (19 عاما)، برصاص الاحتلال بين قرية مسلية وبلدة قباطية جنوب جنين.

وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت صباح اليوم مغارة في منطقة محاجر بين قباطية ومسلية، وأطلقت تجاهها قنابل الأنيرجا والرصاص الحي بشكل كثيف، ثم شرعت جرافات الاحتلال بتجريف الموقع.

وأظهرت مقاطع فيديو تنكيل جرافات الاحتلال وجنوده بجثماني الشهيدين، بعد انتشالهما من المغارة.

من جهتها، نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيدين زكارنة وخزيمة، اللذين استشهدا خلال اشتباك مسلح مع قوة إسرائيلية خاصة حاصرتهم لساعات جنوب جنين.

يُذكر أن عدد الشهداء في بلدة قباطية وصل إلى 34 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع استمرار العدوان المتواصل لقوات الاحتلال، وحملات الاعتقال المتكررة.

وقد تعرضت البلدة منذ نهاية 2024 وحتى اليوم لـ4 اقتحامات كبيرة، شاركت فيها جرافات عسكرية، ما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات، ووصلت الخسائر بحسب وزارة الأشغال إلى قرابة 8 ملايين شيكل.

إعلان

يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه اقتحاماتهم لمدن الخليل والقدس، تزامنا مع العدوان على مخيمات شمال الضفة الغربية، ما أسفر عن شهداء وجرحى واعتقالات، ونزوح نحو 40 ألف فلسطيني، وتدميرا واسعا في مخيمات جنين، وطولكرم، ونور شمس.

تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية (الجزيرة) يوم الأسير

في الوقت ذاته، شهدت عدة مدن في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء وقفات ومسيرات وفعاليات إحياء لـ"يوم الأسير الفلسطيني" الموافق لـ17 أبريل/نيسان من كل عام.

وشارك العشرات في فعالية مركزية بميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة، بدعوة من القوى والفصائل الوطنية.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصورا للأسرى ولافتات منددة بالجرائم الإسرائيلية بحقهم، وعقب الوقفة انطلقت مسيرة جابت عدة شوارع بالمدينة.

وقال رائد أبو الحمص رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير في كلمة له، إن الأسرى يذبحون في السجون الإسرائيلية، ويتعرضون لحرب إبادة صامتة.

وشدد أبو الحمص على أن الشعب الفلسطيني موحد في التضامن مع الأسرى.

كما نظمت مسيرات ووقفات مماثلة في مدن نابلس وقلقيلية وطوباس شمالي الضفة، وبيت لحم (جنوب).

وفي جميع المسيرات والفعاليات أكد المشاركون دعمهم للمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وطالبوا بالإفراج عنهم.

ومن المفترض أن تنظم غدا الخميس، مسيرات ووقفات مماثلة في مدن وبلدات الضفة الغربية.

ومنذ 1974، يحيي الفلسطينيون في 17 أبريل/نيسان من كل عام، "يوم الأسير الفلسطيني"، من خلال سلسلة من الفعاليات.

دبابات إسرائيلية تشارك في العدوان على جنين (الفرنسية)

وحتى مطلع أبريل/نيسان 2025 تجاوز عدد الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية 9900 أسير، من بينهم 3498 معتقلا إداريا يُحتجزون من دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و27 أسيرة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

إعلان

ويحيي الفلسطينيون هذا العام يوم الأسير بينما تواصل إسرائيل بدعم أميركي إبادتها الجماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وبالتوازي صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 950 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400 فلسطيني وفق معطيات فلسطينية رسمية.

مقالات مشابهة

  • بيان «وزارة الخارجية» حول إعلان الكيان الصهيوني بشأن تهجير الفلسطينيين
  • في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.. الجهاد تجدد العهد بتمسك المقاومة بتحرير الأسرى من سجون العدوّ
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • عشية يوم الأسير الفلسطيني.. العشرات يحتشدون في رام الله تضامنا مع المعتقلين في سجون إسرائيل
  • في يوم الأسير الفلسطيني.. حماس: 16 ألف سجين لدى الاحتلال
  • شهيدان في جنين والضفة تحيي يوم الأسير الفلسطيني
  • مفتي تعز يحذّرُ المرتزِقةَ من الانخراط في قتال اليمنيين المساندين للشعب الفلسطيني
  • مفتي عمان يهاجم مواقف بعض الدول العربية المتماهية مع إجرام الكيان الصهيوني
  • حزب الله يدعو للعمل بفاعلية وقوة لوقف الإجرام ‏الصهيوني على فلسطين والمنطقة
  • الكيان الصهيوني يغرق برسائل احتجاج تطالب بوقف الحرب على غزة