جريدة الوطن:
2025-03-11@02:30:46 GMT

الكيان الصهيوني يحتضر

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

الكيان الصهيوني يحتضر

متابعة حركة التاريخ وحالة التدافع بَيْنَ الاحتلال الصهيوني وأصحاب الأرض الأصليِّين من أبناء الشَّعب الفلسطيني تستنبط بعض الحقائق الواضحة والمؤكَّدة بأنَّ هذا الكيان بدأ يحتضر ويقترب من ساعة الزوال. بعدما حدَث تحوُّل نوعي لافت في إطار الصراع من خلال بروز قوى المقاومة الشَّعبيَّة الَّتي تشكَّلت على السَّاحة الفلسطينيَّة، ففي العام الأربعين لقيام دَولة الاحتلال؛ أي في العام 1987م اشتعلت شرارة الانتفاضة الأولى الَّتي سُمِّيت انتفاضة الحجارة وبدأ معها جيل جديد من أبناء الشَّعب الفلسطيني يناضل من أجْل التحرير ، مؤكدا حقيقة واحدة وهي أنَّ الشَّعب الفلسطيني ماضٍ في مشروعه التحرُّري متمسكًا بقضيَّته العادلة وحقوقه المشروعة، وسوف يستعيدها بفعل نضاله الوطني، رغم استمرار الاحتلال في زيادة الاستيطان بالضفَّة، بالمقابل أصبح قِطاع غزَّة هو القاعدة الرئيسة للمقاومة، وحاول الاحتلال لاحقًا السيطرة على هذا التحوُّل الاستراتيجي للمقاومة في قِطاع غزَّة من خلال المعارك والاجتياحات الَّتي نُفِّذت على القِطاع منذ عام 2008م .


اليوم اختلف المشهد تمامًا فالمقاومة ضربت موعدًا جديدًا سجَّلت فيه المقاومة تاريخًا مفصليًّا في يوم السَّابع من أكتوبر عام 2023م، حيث أقْدَمت كتائب القسَّام على عمليَّة نوعيَّة نقلت المعركة إلى الأراضي المحتلَّة بالسيطرة على عدد من القواعد والمستوطنات، و لَمْ يتجرأ جيش الاحتلال التقَدُّم داخل قِطاع غزَّة، وباءت محاولة جسِّ النبض قَبْل أيَّام بالفشل، فقَدْ أصبح أغْلَب جنود الاحتلال مرعوبين فاقدي الثقة بقياداتهم، ، وحتَّى هذه اللحظة وبعد مُضي عشرين يومًا على العدوان لَمْ يتمكَّن الاحتلال من الإقدام على المجابهة البرِّيَّة، وهذا يعني أنَّنا أمام جيش مهزوم نفسيًّا مرعوب من المواجهة رغم الحشد المادِّي والمعنوي من قِبَل قوى الاستعمار الدَّاعمة لهذا الكيان اللقيط. كما أنَّ هذه المواجهة أكَّدت أنَّ مستقبل الاحتلال في فلسطين بات مجهولًا وقَدْ بدأت طلائع الهجرة العكسيَّة كنتيجة لحالة الرعب من المستقبل في ظلِّ تلك التطوُّرات على صعيد المواجهة مع المقاومة، وبالتَّالي فإنَّ دَولة الاحتلال الصهيوني الَّتي تزعم أنَّها القوَّة الرابعة عالَميًّا لَمْ تضْمَن مستقبلًا آمنًا لمستوطنيها في فلسطين؛ وقَدْ ذكر قادة الاحتلال ومنظِّروه وحاخاماته عقدة العَقد الثامن، فلَمْ يسبق لأيِّ دَولة صهيونيَّة تجاوز عمرها العام الـ80، وبالتَّالي فهذا الكيان يعيش في حالة رعب وعدم ثقة أكَّدتها المواجهة الأخيرة معركة طوفان الأقصى .
أعلنت قوى الاستعمار الغربيَّة وقوفها ودعمها للجريمة الفجَّة في قِطاع غزَّة ورفضت وقف إطلاق النَّار وهي تُنفِّذ الحملة الصليبيَّة العاشرة بعد حملتها التاسعة على العراق عام 2003م، اليوم تُنفِّذ حملتها الشرسة على المَدنيِّين في قِطاع غزَّة أمام مرأى العالَم، واستخدمت مختلف الذخائر والقنابل في حملة إبادة وتطهير عرقي، فقامت بمسح مربَّعات سكنيَّة عن وجْه الأرض وطمَرت معها كُلَّ مَا بها من أطفال ونساء وشَعب أعزل، في حملة إبادة عنصريَّة تتعارض مع كُلِّ الأعراف والقِيَم الإنسانيَّة الدوليَّة؛ وبالتَّالي فإنَّ هذه التحشد الغربي لمساندة كيان الاحتلال يؤكِّد حقيقة واحدة أنَّ قوى التحالف الغربي المُجرِمة أدركت في هذه اللحظة أنَّ هذا الجسم الغريب قَدْ حانت لحظة زواله واستئصاله، وهذا يعني استئصال مشروع استيطاني تمَّ زرعه منذ 75 عام، ومهَّدت له قوى الاستعمار منذ مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897م وشرَّعته بمؤامرة وعد بلفور عام 1917م. وبعد مرور سبعة عقود وانتصار حركة النضال الوطني الفلسطيني وانتصار إرادة المقاومة الفلسطينيَّة الَّتي زعزعت كيان الاحتلال كان لزامًا أن تتدافعَ قوى الاستعمار لحماية هذا المشروع السرطاني الَّذي حانت لحظة زواله واستئصاله.
هذا الكيان بدأ مرحلة الاحتضار، ولا شكَّ أنَّ أصحاب القضيَّة ماضون في تحقيق مشروعهم العظيم. وتلك المعركة الَّتي دمَّرت كُلَّ شيء في قِطاع غزَّة لم تتمكَّن من النَّيْل من رجال المقاومة الَّذين زكُّوا أنفُسَهم في سبيل الله، ونفَّذوا أوامره وتعاليمه من أجْلِ المشروع الأعظم وهو مشروع تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. لذا فإنَّ كُلَّ قدرات العدوِّ الصهيوني وداعميه من قوى الإمبرياليَّة الَّذين يهرعون يوميًّا إلى المنطقة لِتقديم الدَّعم المعنوي للكيان العنصري الفاشي لَنْ يتمكَّنوا من مجابهة الله جلَّ جلاله الَّذي يؤيِّد هذه الفئة الصَّابرة الصَّامدة المحتسِبة، وما النَّصر إلَّا من عِند الله، وقَدِ اتضح بالفعل أنَّه بعد 20 يومًا على العدوان الصهيوني واستمرار مجازره بغطاء من قِبَل دوَل العدوان الأميركي الأوروبي لَمْ تُحقِّق له هذه الهجمة الإرهابيَّة تدمير موقع واحد لكتائب القسَّام، وكُلُّ ما يتشدَّق به متحدِّث جيش الاحتلال مجرَّد تطمينات ومحاولة لاستعادة الأمن المفقود، والتسويغ لاستمرار الإرهاب بدعم دولي معلن لإسقاط المزيد من الضحايا المَدنيِّين الأبرياء من الأطفال والنساء، وهذا ينمُّ عن حالة فشل وهزيمة نكراء وحالة هبوط للروح المعنويَّة تأكيدًا على أنَّ الكيان الصهيوني بدأ يحتضر، وأنَّ العاقبة للمتَّقين المؤمنين بعدالة قضيَّتهم، فهُمْ بَيْنَ نصر واستشهاد وانتظار لصلاة الفتح في القدس الشريف مدينة السَّلام بالمسجد الأقصى أُولى القبلتَيْنِ وثالث الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ، وما النصر إلَّا صبر ساعة، وقَدْ صبرتم وقَدْ آن الأوان لإعلان النصر، فانتظروا يا بني صهيون سنوات سوداء قَبْل انتهاء العقد الثَّامن، وإنَّ غدًا لناظره قريب .
حاملات الطائرات والبارجات الغربيَّة الَّتي جاءت لِتقَدِّمَ الدَّعم السِّياسي والمعنوي للمشروع الصهيوني ، وتحاول إعادة الثقة لأبناء الكيان المحتلِّ المارق، لكن سوف يسجِّل التاريخ أنَّ معركة «طوفان الأقصى» هي نذير شؤم لكُلِّ مَن قوَّى الطّغيان وقَدْ كسَرَ شوكتَها أبطالُ المقاومة الفلسطينيَّة، فهنيئًا لكُمْ أيُّها الأبطال هذا الانتصار العظيم والقادم أدهى وأمَرّ على عدوِّكم، وهنا أوجِّه نداء للمقاومة الباسلة في الضفَّة الغربيَّة بإشعال الأرض من تحت أقدام الصهاينة فهذه المعركة قَبْل الأخيرة الَّتي يعقبها النصر العظيم والفتح المُبِين.
اللهُمَّ انصر إخواننا في فلسطين، اللهُمَّ سدِّد رميَهم، اللهُمَّ ثبِّتهم ومكِّن لهم وحرِّر أرضهم، ، اللهُمَّ احفظ أرضهم وديارهم وأموالهم ودماءهم، اللهُمَّ آمن روعاتهم، اللهُمَّ وعدك الَّذي وعدت بنصرة المجاهدين في سبيلك وهم مجاهدون صابرون محتسبون مظلمون، اللهُمَّ عَلَيْك بأعدائهم فإنَّهم لا يعجزونك، اللهُمَّ سلِّط عَلَيْهم بأسك الشديد الَّذي لا يردُّ عن القوم المُجرِمين، اللهُمَّ أرنا فيهم عجائب قدرتك يا عزيز يا جبَّار.

خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المقاومة ال هذا الکیان الله م

إقرأ أيضاً:

تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب

 

شرّ البلية ما يضحك، فالقادة العرب يرون دونالد ترامب قائدا مؤهلا لتحقيق السلام وحلّ الدولتين، نعم.. هكذا يعتقد هؤلاء القادة، في الوقت الذي سمحت إدارته بتزويد جيش الاحتلال بقنابل زنة ألفي رطل، والتهديد بالجحيم القادم على غزة إن لم يتم إطلاق الرهائن، إضافة إلى أن ترامب جاهز للموافقة على فرض السيادة على معظم أجزاء الضفة وكذلك القدس الكبرى طور التطبيق والتنفيذ، بحيث تصل مساحتها إلى عشرة بالمئة من مساحة الضفة.
عن أيّ دولتين يتحدّث القادة العرب؟ هل يضحكون علينا وعلى شعوبهم؟ غالبية القادة العرب وضعوا أنفسهم بتصرّف ترامب تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية، من يجرؤ من القادة العرب على ذكر كلمة (المقاومة) في خطاباته؟ هؤلاء يقومون بترتيبات تحت الطاولة للعمل الفعلي باتجاه تهجير الفلسطينيين من غزة، أصابنا القرف والتقزز من مواقف عربية تتسم بالميوعة والكذب، لم يعد ينطلي علينا تلك المواقف لزوم الاستهلاك الإعلامي، والتي تحاول كسب تأييد الجماهير العربية، التي تدرك تماما حجم التواطؤ العربي مع كيان الاحتلال وواشنطن.
العرب وضعوا كل البيض في سلّة ترامب، وهذا دليل واضح على خشيتهم وخوفهم من هذا الرئيس الذي لا يعرف لغة الدبلوماسية في تعامله مع العرب، يخشون على أنظمتهم من السقوط، وهم يدركون تماما بأنّ ترامب لن ينفعهم، وبكل بساطة يمكنه التخلّي عن أقرب الحلفاء، فلا ثقة بأي إدارة أمريكية وخاصة الحالية.
قللناها سابقا، الوقوف مع المقاومة بكلّ قوّة هو السبيل الوحيد أمام هذه الأنظمة للمحافظة على وجودها، فالمقاومة هي خطّ الدفاع الأول عنهم، وعلى هؤلاء القادة اتّخاذ مواقف رجولية قبل فوات الأوان، تعلّموا من أنصار الله في اليمن الذين وجّهوا تحذيرا مدته أربعة أيام لإدخال المساعدات، وغير ذلك سيعودون لاعتراض البواخر في باب المندب، هؤلاء هم الرجال الذين وقفوا وساندوا مقاومة فلسطين وما زالوا، في حين يرتجف القادة وترتعد فرائصهم خوفا من قرارات لا يتوقعها أحد من ترامب.
أيّها القادة العرب.. ترامب لن يستطيع تغيير الشرق الأوسط، لأنّ من سيقرر ذلك هي المقاومة فقط، التغيير يا سادة سيطال أمريكا نفسها، الثقة بالولايات المتحدة ضرب من الجنون والتفاهة، فالإدارة الحالية لا تعرف غير لغة المصالح، ومصالح العرب هي فقط بالوقوف الحقيقي إلى جانب المقاومة الفلسطينية وخلع رداء الذلّ والمهانة عنهم، قبل أن يجرفهم طوفان شعبي لا يبقي ولا يذر.
هل تجرؤ دولة عربية على مقاضاة ترامب؟ تصريحات الرئيس الأمريكي بفتح أبواب الجحيم على غزة، هي دعوة للإبادة الجماعية والقتل والإجرام، وهذا بحدّ ذاته مدعاة لأن يقوم نظام عربي واحد بمقاضاة ترامب أمام المحاكم الدولية، فهل يمكن رؤية تحقيق ذلك؟ يبدو أنني شطحت كثيراً!
وفي كلّ الأحوال؛ أنا أنفخ في قربة مثقوبة، لا طائل من كل مناشداتي، فمن اعتاد على الذلّ وتقبيل بساطير الأعداء، سيبقى ذليلا خانعا، عبدا مطيعا لأسياده في تل أبيب وواشنطن، ويكفي أننا رفعنا رؤوسنا بالمقاومة الباسلة، التي ستبقى في غزة رغما عنهم جميعا.. فهي عنوان الكرامة والشرف والرجولة والعنفوان.
كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • حماس: ملتزمون بوقف النار والعدو الصهيوني يواصل الانقلاب على الاتفاق
  • عدم اختصاص قضاء المحتل بمُحاكمة المقاومة
  • مشعل: الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه
  • 4 أَيَّـام مُهلة للكيان الصهيوني من سيد القول وَالفعل
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • طاهر النونو: نتحدث عن ضرورة الاستقرار في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه
  • تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
  • الاحتلال الصهيوني يقتحم عدة بلدات فلسطينية في بيت لحم وقلقيلية ورام الله ونابلس
  • المركز الفلسطيني للمخفيين قسرا للجزيرة نت: الاحتلال يعيق البحث عن آلاف المفقودين
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع