زيادة ذوبان الغطاء الجليدي بغرب القارة القطبية الجنوبية لا مفر منه
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أجرى فريق من العلماء عمليات محاكاة على الحاسوب الوطني العملاق في المملكة المتحدة للتحقيق في ذوبان الغطاء الجليدي في غرب القطب الجنوبي، لاستطلاع ما مقدار الذوبان الذي لا يمكن تجنبه، والذي يجب التكيف معه، وما مقدار الذوبان الذي لا يزال يمكن للمجتمع الدولي التحكم فيه من خلال الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، مع الأخذ في الاعتبار التقلبات المناخية مثل ظاهرة النينيو.
لم يجد الفريق البحثي من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية فرقا كبيرا بين سيناريوهات الانبعاثات متوسطة المدى والأهداف الأكثر طموحا في اتفاق باريس لعام 2015.
وكما يشير البيان الصحفي الصادر عن الهيئة فإنه حتى في ظل أفضل السيناريوهات المتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فقط، فإن ذوبان الجليد سيزيد 3 مرات أسرع مما كان عليه في القرن الـ20.
يبدو أننا فقدنا السيطرةتحتوي الطبقة الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية مجتمعة على ما يكفي من الجليد لرفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بما يصل إلى 5 أمتار. والخطير أننا نفقد هذه الطبقة الجليدية، وقد وجدت النماذج السابقة أن هذه الخسارة يمكن أن تكون ناجمة عن ارتفاع درجة حرارة المحيط الجنوبي، وخاصة منطقة بحر أموندسن.
ولأن ملايين الأشخاص حول العالم يعيشون بالقرب من الساحل، فسوف تتأثر هذه المجتمعات بشكل كبير بارتفاع مستوى سطح البحر. ومن ثم فإن الفهم الأفضل للتغيرات المستقبلية من شأنه أن يسمح لصناع السياسات بالتخطيط والتكيف بسهولة أكبر.
تقول الدكتورة كايتلين نوتن، المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" إنه "يبدو أننا فقدنا السيطرة على ذوبان الطبقة الجليدية غرب القطب الجنوبي، ولو أردنا الحفاظ عليها في حالتها التاريخية، لكنا اتخذنا إجراءات بشأن تغير المناخ منذ عقود مضت".
وتضيف أن الجانب المشرق هو أنه من خلال الاعتراف بهذا الوضع مقدما، سيكون لدى العالم المزيد من الوقت للتكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر القادم. وقول "إذا كنت بحاجة إلى التخلي عن منطقة ساحلية أو إعادة تصميمها بشكل كبير، فإن 50 سنة من الزمن أمامك سوف تصنع الفارق".
قام الفريق بمحاكاة 4 سيناريوهات مستقبلية للقرن الـ21، بالإضافة إلى سيناريو تاريخي واحد للقرن الـ20. والسيناريوهات المستقبلية كانت إما أن يثبت ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند الأهداف التي حددها اتفاق باريس، وهي ما بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين، أو اتباع السيناريوهات القياسية لانبعاثات الكربون المتوسطة والعالية.
وقد أفضت جميع السيناريوهات إلى احترار كبير وواسع النطاق في المستقبل لبحر أموندسن وزيادة ذوبان أرففه الجليدية. واتبعت السيناريوهات الثلاثة ذات النطاق الأدنى من درجات الحرارة مسارات متطابقة تقريبا خلال القرن الـ21.
وحتى في ظل أفضل السيناريوهات، فقد تسارع ارتفاع درجة حرارة بحر أموندسن بنحو 3 أضعاف، وتبع ذلك ذوبان الجروف الجليدية العائمة التي تعمل على استقرار الأنهار الجليدية الداخلية، رغم أنها بدأت في التسطح بحلول نهاية القرن.
وقد كان السيناريو الأسوأ هو ذوبان الجرف الجليدي، ولكن فقط بعد عام 2045. غير أن المؤلفين لاحظوا أن هذا السيناريو المرتفع للوقود الأحفوري، حيث تزداد الانبعاثات بسرعة، يعتبر من غير المرجح أن يحدث.
وتحذر كايتلين قائلة "يجب ألا نتوقف عن العمل لتقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري. وما نفعله الآن سيساعد على إبطاء معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على المدى الطويل. وكلما تباطأت التغيرات في مستوى سطح البحر، أصبح الأمر أسهل بالنسبة للحكومات والمجتمع للتكيف معه، حتى لو لم يكن من الممكن إيقافه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ارتفاع مستوى سطح البحر ارتفاع درجة
إقرأ أيضاً:
جولد بيليون: سعر الذهب في مصر يستهدف أعلى مستويات خلال عام
ارتفعت أسعار الذهب العالمي ليقترب من أعلى مستوى تاريخي سجله حيث دعمت بيانات التضخم الضعيفة في الولايات المتحدة توقعات خفض أسعار الفائدة، في حين حافظت تهديدات الرئيس دونالد ترامب الجديدة بالرسوم الجمركية على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم الخميس بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين عند 2948 دولار للأونصة، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2934 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2947 دولار للأونصة.
الذهب استطاع الارتفاع لليوم الثالث على التوالي ليتمكن يوم أمس من الاغلاق فوق مستوى المقاومة 2930 دولار للأونصة، وبذلك يستمر اليوم في الصعود مستهدفاً أعلى قمة تاريخية سجلها عند 2956 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
يأتي هذا الارتفاع في سعر الذهب العالمي بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية ليظهر انخفاض أكبر من المتوقع في معدلات التضخم الأمريكية الأمر الذي زاد من التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة هذا العام.
التوقعات تزايدت الآن أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن هذا العام من خفض أسعار الفائدة، وتشير توقعات الأسواق إلى 3 عمليات خفض للفائدة خلال عام 2025 على أن يكون أول قرار للخفض في يونيو القادم.
الجدير بالذكر أن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يقدم عائداً لحائزيه، وبالتالي يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.
الاجتماع الأخيرة للبنك الاحتياطي الفيدرالي شهد قرار البنك بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، وذلك بعد أن خفض البنك الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال عام 2024، حيث يرى رئيس البنك والأعضاء ان وضع الفائدة حالياً مناسب في ظل عدم اليقين المصاحب لقرارات الرئيس الأمريكي ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية وما قد ينتج عنها من ضغوط تضخمية.
ولا يزال الذهب مدعومًا باحتمالية تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة مدفوع بالرسوم الجمركية، مما قد يعجل بتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أدت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية المتقلبة بفرض وتأجيل الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ورفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى اضطراب الأسواق المالية العالمية، خاصة بعد أن فرضت الصين وكندا رسومًا جمركية مضادة مما يزيد من مخاوف الحرب التجارية.
هدد ترامب يوم الأربعاء بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع الاتحاد الأوروبي إذا واصل الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مضادة مخطط لها على المنتجات الأمريكية. وجاء هذا التصعيد بعد وقت قصير من تطبيق الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، وهي خطوة أدت إلى توتر العلاقات مع شركائها التجاريين الرئيسيين.
من جهة أخرى استقر مؤشر الدولار الأمريكي إلى حد كبير خلال تداولات اليوم، لكنه ظل قريبًا من أدنى مستوى له في أربعة أشهر الذي لامسه هذا الأسبوع وسط مخاوف من الركود، ليعمل هذا عل تقديم المزيد من الدعم لأسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلع تسعر بالدولار.
أسعار الذهب في مصر
سجل سعر الذهب المحلي ارتفاع خلال تداولات اليوم ليخترق منطقة التداول العرضي التي تحرك خلالها الذهب خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن وجد الدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 4160 دولار للأونصة، ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4170 جنيه للجرام، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 18 جنيه للجرام حيث أغلق تداولات الأمس عند المستوى 4143 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 4125 جنيه للجرام، وفق تحليل جولد بيليون.
تمكن سعر الذهب المحلي من اختراق المستوى 4130 جنيه للجرام الذي كان يمثل مستوى مقاومة لمنطقة التداول العرضية التي تحرك خلالها الذهب المحلي خلال الفترة الأخيرة، والآن يستهدف السعر الوصول إلى آخر قمة سعرية سجلها عند 4175 جنيه للجرام ومن بعده أعلى مستوى تاريخي سجله عند 4200 جنيه للجرام.
وجد الذهب المحلي الدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي واقترابه من أعلى مستوى تاريخي، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية مما ساعد في ارتفاع تسعير الذهب.
الارتفاع الحلي في الذهب المحلي يأتي في الوقت الذي تراجع فيه التضخم في مصر مما زاد من التوقعات أن البنك المركزي المصري يقترب من قرار خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي سيكون له تأثير على المدى المتوسط على أسعار الذهب من حدوث حركة تنقلات لرؤوس الأموال خارج البنوك بسبب تراجع العائد على الشهادات.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر الذهب العالمي بعد بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم أمس وأظهرت تراجع في معدلات التضخم الأمر الذي زاد من التوقعات أن البنك الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض الفائدة هذا العام، خاصة مع تزايد توقعات حدوث ركود اقتصادي ناتج عند السياسات التجارية الأمريكية.
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع خلال تداولات اليوم بدعم من ارتفاع في سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى ارتفاع تدريجي آخر في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك، مما ساعد الذهب على اختراق منطقة التداول العرضي التي سيطرت على تحركاته خلال الفترة الأخيرة.
استطاع سعر الذهب العالمي أن يغلق تداولات الأمس فوق المستوى 2930 دولار للأونصة ليختلق مستوى المقاومة وبالتالي استكمل الذهب الارتفاع اليوم مستهدفاً الوصول إلى أعلى قمة سعرية سجلها عند 2956 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
ارتفع سعر الذهب المحلي عيار21 ليخترق المستوى 4130 جنيه للجرام والذي كان يمثل مستوى المقاومة لمنطقة التداولات العرضية السابقة، ليستهدف حالياً الوصول إلى آخر قمة سعرية سجلها الذهب عند 4175 جنيه للجرام، وإذا تمكن من اختراق هذا المستوى يستهدف أعلى مستوى تاريخي عند 4200 جنيه للجرام.