الخبر:
2024-12-23@03:12:21 GMT

ما وراء دعم واشنطن "الأعمى وغير المحدود" للكيان

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ما وراء دعم واشنطن 'الأعمى وغير المحدود' للكيان

ولد الكيان الصهيوني المحتل من رحم أزمة، ظلت قائمة، كونه وليد مشروع أريد له أن يكون على أساس مشروع كامبل بينرمان في 1905 والمتمثل في زرع كيان بشري غريب في قلب الأمة، لذلك ظل الكيان في صراع وجود، على أساس صراع صفري غير متناه، خلال العقود السبعة الماضية، إلا أن الولايات المتحدة كانت الحليف الأكثر ثباتاً وأهمية لهذا الكيان على مدى عقود، حيث ما فتئت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء ديمقراطية كانت أو جمهورية تلح بأن العلاقات مع الكيان تشكل أساس سياستها في الشرق الأوسط.

وعلى أساس البعد الإستراتيجي والحيوي للعلاقة بين الكيان والولايات المتحدة، لا يتردد المسؤولون الأمريكيون في التصريح بوضوح أن على الولايات المتحدة واجباً أخلاقياً في الدفاع عن الكيان، وهو ما تُرجم على شكل مساعدات سياسية وعسكرية ومالية غير متناهية ساهمت المساعدات والأسلحة المتطورة التي تقدمها الولايات المتحدة للكيان، في تطوير الجيش الصهيوني، ولكن أيضا في دعم اقتصاد الاحتلال.

لقد كانت الولايات المتحدة من أولى الدول التي سارعت في الاعتراف بالكيان الغاصب المعلن عنه من قبل دافيد بن غوريون في 15 ماي 1948، كما سارعت إلى تعيين جيمس ماكدونالد مستشار الرئيس هاري ترومان أول سفير لها، ففي 12 ماي 1948 نظم اجتماع ثلاثي بين الرئيس ترومان والجنرال جورج مارشال كاتب الدولة للخارجية وكلارك كليفورد مستشار الرئيس، ورغم اعتراض مارشال لفكرة الاعتراف، إلا أن الفكرة التي تم إبرازها لدعم مسألة الاعتراف هي "أن اليهود يشكلون كتلة انتخابية مهمة وسيدعون طلب الاعتراف"، وساد ذلك في وقت كان ترومان يحرص على إعادة انتخابه لعهدة ثانية.

وظلت محورية الكيان في مقاربة السياسة الأمريكية، ويبرز ذلك عبر عدد من المؤشرات، أهمها: قيمة ومستوى الدعم المالي الأمريكي المقدم للكيان، فالمساعدات العسكرية المقدمة معتبرة ومنتظمة، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الكيان أكبر طرف مستفيد من الموارد الأمريكية، وحسب تقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي صادر في مارس 2023، فإنه ما بين 1946 و2023 استفاد الكيان من 260 مليار دولار، أكثر من نصفه عبارة عن مساعدات عسكرية أي ما يفوق 142 مليار دولار.

بالمقابل، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض 82 مرة، منها 43 مرة ضد القضية الفلسطينية، وفي عام 1976 أسقطت الولايات المتحدة تقريراً لتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم وحق تقرير المصير، في القرار رقم 3236 الصادر عن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. وفي عام 1980 رفضت الولايات المتحدة التصويت ضد إدانة الأمم المتحدة للكيان بمحاولات ضم القدس الشرقية، كانت الولايات المتحدة وحدها التي صوتت ضد القرار الأممي 478 في مقابل جميع الدول الأعضاء.

بالمقابل، وفي عام 2001 أعدت المجموعة العربية قراراً طلبت فيه نشر مراقبين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتحجيم التمدد الصهيوني، صوتت 12 دولة من أصل 15 بالموافقة على القرار، وامتنعت دولتان عن التصويت، ولكن فرضت واشنطن رفضها، كما صوتت واشنطن في مجلس الأمن مستخدمة الفيتو عام 2003 ضد القرار رقم 891 الذي يطالب الاحتلال بعدم ترحيل أو تهديد سلامة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وفي المحصلة، فإن نسبة 53 في المائة من الفيتو الأمريكي كان لكبح توصيات تخص الكيان.

ولطالما طرحت الأسئلة بشأن خلفيات العلاقة القائمة بين واشنطن والكيان، ودوافع مسارعة الإدارات الأمريكية إلى نجدة الكيان ودعمه بصورة مطلقة، مبرزين ذلك بطبيعة الترابط الديني بين الصهيونية والبروتستانتية أو للتحالف القائم على المصالح الإستراتيجية بينهما، أو لدور اللوبي وجماعات اليهود الأمريكيين، أو لذلك مجتمعة، على أساس دور وثقل جماعات الضغط على رأسها "ايباك" ولكن أيضا الثقل اليهودي عبر شبكاته التي تؤثر على مسار صنع القرار الأمريكي وتوجهه لمصلحة الكيان، فضلا عن تعاطف الإدارات الأمريكية مع الكيان كونها امتداد للقيم والحضارة الغربية في الشرق الأوسط وتصنيف الكيان كنقطة متقدمة لتحجيم القوى المناوئة للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وظلت العلاقات بين الكيان والولايات المتحدة ترتبط بمقومات وأسس تبناها النظام السياسي الأمريكي، فقد وصف هنري كيسنجر كاتب الدولة الأسبق خلاف الكيان والولايات المتحدة حدث في 1975، نتيجة تعنت الكيان في مباحثات فض الاشتباك الثاني في سيناء بخلاف عائلي، علما بأنه في مجال مرتكزات الأمن الصهيوني، فإن القرار الإستراتيجي الأمريكي يتوازن مع الهدف الصهيوني، على أساس أن اختلال الأمن يضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

لذا، لطالما سارعت واشنطن لدعم الكيان في مختلف الأزمات المتلاحقة، بصورة مطلقة، سواء في الحروب العربية الصهيونية أو حروب إقليمية، وقد اعترف كاتب الدولة للخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، بأنه والرئيس في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون، وبقية طاقمه، عملوا بشكل قوي وحثيث في حرب أكتوبر 1973، على توفير الدعم المباشر والخدمات الحاسمة للكيان، حتى لا يتحقق نصر عربي عليها، بل أدى ذلك ليس فقط للتأثير على سير المعارك على الأرض، بل كان له وزن كبير في المحادثات اللاحقة التي انتهت بما عرف اتفاقيات كامب ديفيد في 1978، وتحييد مصر في ميزان القوى.

وفي زيارته التضامنية للكيان بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في السابع من أكتوبر، لم يتردد كاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن، بالتصريح إن إدارة الكونغرس تعمل للتأكد من أن احتياجات الكيان الدفاعية المتزايدة تُلبى، موضحا أنه لم يأتِ كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل"، مضيفا أن زيارته التي تمت في 12 أكتوبر 2023، تحمل رسالة مفادها أنهم سيكونون دائما موجودين إلى جانبهم، وليسوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم بمفردهم، على حد قوله.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: الولایات المتحدة کاتب الدولة الکیان فی على أساس

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد عدة كيانات مرتبطة بإيران والحوثيين، وذلك قبل أسابيع من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه. 

ومن المعروف أن ترامب يتبنى موقفاً متشدداً تجاه إيران، ومن المتوقع أن تتبنى إدارته نهجاً أكثر صرامة تجاه طهران.

وفي بيان صحفي، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه. 

واستهدفت العقوبات أربعة كيانات متورطة في تجارة النفط الإيرانية، بالإضافة إلى ست سفن تم تحديدها كممتلكات محظورة.

تركز هذه العقوبات على الأفراد والشركات والسفن المرتبطة بتجارة النفط والبتروكيماويات الإيرانية، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات لقيادة طهران. 

وأشارت وزارة الخزانة إلى أن هذه الأموال تدعم البرنامج النووي الإيراني وتطوير الصواريخ الباليستية وتمويل الجماعات الوكيلة مثل حزب الله وحماس والحوثيين.

بالإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على سجن غزل حصار في إيران بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان. 

ووفقًا لقانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، تم تصنيف السجن بسبب معاملة الأشخاص القاسية وغير الإنسانية الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير. 

هذه الخطوة تجمد أي ممتلكات أو مصالح تتعلق بالسجن داخل الولايات المتحدة وتحظر على المواطنين الأمريكيين إجراء أي معاملات معه.

أكد برادلي سميث، نائب وزير الإرهاب والاستخبارات المالية، التزام الولايات المتحدة بتعطيل العمليات المالية الإيرانية التي تمول الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

وأشار إلى "شبكة مظلمة" من السفن والشركات والميسرين التي تستخدمها إيران للحفاظ على هذه العمليات.

وشملت السفن المعاقبة ناقلة النفط الخام MS ENOLA المسجلة في جيبوتي، المملوكة لشركة Journey Investment، بالإضافة إلى السفينة MS ANGIA المسجلة في سان مارينو والسفينة MS MELENIA المسجلة في بنما، واللتين تديرهما شركة Rose Shipping Limited المسجلة في ليبيريا واليونان.

بالإضافة إلى السفن، تم فرض عقوبات على 12 فردًا متورطين في أنشطة تمويل وشراء لصالح الحوثيين، بما في ذلك هاشم إسماعيل علي أحمد المدني، رئيس البنك المركزي المرتبط بالحوثيين في صنعاء. 

ويُتهم هؤلاء الأفراد بالضلوع في تهريب الأسلحة وغسيل الأموال وتهريب النفط الإيراني غير المشروع لصالح الحوثيين.

تجمد العقوبات جميع الممتلكات والمصالح المتعلقة بالأطراف المحددة في الولايات المتحدة، ويواجه الأفراد والكيانات الأمريكية عقوبات إذا تورطوا في معاملات معهم.

تستمر إيران في التأكيد على أن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض السلمية، على الرغم من المخاوف الدولية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • رئيس مجلس النواب الأمريكي: الولايات المتحدة لن تشهد إغلاقا حكوميا
  • السفارة الأمريكية توقع على عقد إيجار عقار في طرابلس
  • ماذا دار في أول لقاء رسمي بين الولايات المتحدة والشرع؟
  • المالية الأردنية تحسم الجدل حول رفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار في الأردن 2025
  • بعد 5 سنوات من رصده.. الولايات المتحدة تعلن القضاء على "الدبور القاتل"
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • واشنطن: باكستان تطور صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا