الخبر:
2025-04-22@04:03:10 GMT

ما وراء دعم واشنطن "الأعمى وغير المحدود" للكيان

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ما وراء دعم واشنطن 'الأعمى وغير المحدود' للكيان

ولد الكيان الصهيوني المحتل من رحم أزمة، ظلت قائمة، كونه وليد مشروع أريد له أن يكون على أساس مشروع كامبل بينرمان في 1905 والمتمثل في زرع كيان بشري غريب في قلب الأمة، لذلك ظل الكيان في صراع وجود، على أساس صراع صفري غير متناه، خلال العقود السبعة الماضية، إلا أن الولايات المتحدة كانت الحليف الأكثر ثباتاً وأهمية لهذا الكيان على مدى عقود، حيث ما فتئت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء ديمقراطية كانت أو جمهورية تلح بأن العلاقات مع الكيان تشكل أساس سياستها في الشرق الأوسط.

وعلى أساس البعد الإستراتيجي والحيوي للعلاقة بين الكيان والولايات المتحدة، لا يتردد المسؤولون الأمريكيون في التصريح بوضوح أن على الولايات المتحدة واجباً أخلاقياً في الدفاع عن الكيان، وهو ما تُرجم على شكل مساعدات سياسية وعسكرية ومالية غير متناهية ساهمت المساعدات والأسلحة المتطورة التي تقدمها الولايات المتحدة للكيان، في تطوير الجيش الصهيوني، ولكن أيضا في دعم اقتصاد الاحتلال.

لقد كانت الولايات المتحدة من أولى الدول التي سارعت في الاعتراف بالكيان الغاصب المعلن عنه من قبل دافيد بن غوريون في 15 ماي 1948، كما سارعت إلى تعيين جيمس ماكدونالد مستشار الرئيس هاري ترومان أول سفير لها، ففي 12 ماي 1948 نظم اجتماع ثلاثي بين الرئيس ترومان والجنرال جورج مارشال كاتب الدولة للخارجية وكلارك كليفورد مستشار الرئيس، ورغم اعتراض مارشال لفكرة الاعتراف، إلا أن الفكرة التي تم إبرازها لدعم مسألة الاعتراف هي "أن اليهود يشكلون كتلة انتخابية مهمة وسيدعون طلب الاعتراف"، وساد ذلك في وقت كان ترومان يحرص على إعادة انتخابه لعهدة ثانية.

وظلت محورية الكيان في مقاربة السياسة الأمريكية، ويبرز ذلك عبر عدد من المؤشرات، أهمها: قيمة ومستوى الدعم المالي الأمريكي المقدم للكيان، فالمساعدات العسكرية المقدمة معتبرة ومنتظمة، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الكيان أكبر طرف مستفيد من الموارد الأمريكية، وحسب تقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي صادر في مارس 2023، فإنه ما بين 1946 و2023 استفاد الكيان من 260 مليار دولار، أكثر من نصفه عبارة عن مساعدات عسكرية أي ما يفوق 142 مليار دولار.

بالمقابل، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض 82 مرة، منها 43 مرة ضد القضية الفلسطينية، وفي عام 1976 أسقطت الولايات المتحدة تقريراً لتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم وحق تقرير المصير، في القرار رقم 3236 الصادر عن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. وفي عام 1980 رفضت الولايات المتحدة التصويت ضد إدانة الأمم المتحدة للكيان بمحاولات ضم القدس الشرقية، كانت الولايات المتحدة وحدها التي صوتت ضد القرار الأممي 478 في مقابل جميع الدول الأعضاء.

بالمقابل، وفي عام 2001 أعدت المجموعة العربية قراراً طلبت فيه نشر مراقبين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتحجيم التمدد الصهيوني، صوتت 12 دولة من أصل 15 بالموافقة على القرار، وامتنعت دولتان عن التصويت، ولكن فرضت واشنطن رفضها، كما صوتت واشنطن في مجلس الأمن مستخدمة الفيتو عام 2003 ضد القرار رقم 891 الذي يطالب الاحتلال بعدم ترحيل أو تهديد سلامة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وفي المحصلة، فإن نسبة 53 في المائة من الفيتو الأمريكي كان لكبح توصيات تخص الكيان.

ولطالما طرحت الأسئلة بشأن خلفيات العلاقة القائمة بين واشنطن والكيان، ودوافع مسارعة الإدارات الأمريكية إلى نجدة الكيان ودعمه بصورة مطلقة، مبرزين ذلك بطبيعة الترابط الديني بين الصهيونية والبروتستانتية أو للتحالف القائم على المصالح الإستراتيجية بينهما، أو لدور اللوبي وجماعات اليهود الأمريكيين، أو لذلك مجتمعة، على أساس دور وثقل جماعات الضغط على رأسها "ايباك" ولكن أيضا الثقل اليهودي عبر شبكاته التي تؤثر على مسار صنع القرار الأمريكي وتوجهه لمصلحة الكيان، فضلا عن تعاطف الإدارات الأمريكية مع الكيان كونها امتداد للقيم والحضارة الغربية في الشرق الأوسط وتصنيف الكيان كنقطة متقدمة لتحجيم القوى المناوئة للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وظلت العلاقات بين الكيان والولايات المتحدة ترتبط بمقومات وأسس تبناها النظام السياسي الأمريكي، فقد وصف هنري كيسنجر كاتب الدولة الأسبق خلاف الكيان والولايات المتحدة حدث في 1975، نتيجة تعنت الكيان في مباحثات فض الاشتباك الثاني في سيناء بخلاف عائلي، علما بأنه في مجال مرتكزات الأمن الصهيوني، فإن القرار الإستراتيجي الأمريكي يتوازن مع الهدف الصهيوني، على أساس أن اختلال الأمن يضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

لذا، لطالما سارعت واشنطن لدعم الكيان في مختلف الأزمات المتلاحقة، بصورة مطلقة، سواء في الحروب العربية الصهيونية أو حروب إقليمية، وقد اعترف كاتب الدولة للخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، بأنه والرئيس في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون، وبقية طاقمه، عملوا بشكل قوي وحثيث في حرب أكتوبر 1973، على توفير الدعم المباشر والخدمات الحاسمة للكيان، حتى لا يتحقق نصر عربي عليها، بل أدى ذلك ليس فقط للتأثير على سير المعارك على الأرض، بل كان له وزن كبير في المحادثات اللاحقة التي انتهت بما عرف اتفاقيات كامب ديفيد في 1978، وتحييد مصر في ميزان القوى.

وفي زيارته التضامنية للكيان بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في السابع من أكتوبر، لم يتردد كاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن، بالتصريح إن إدارة الكونغرس تعمل للتأكد من أن احتياجات الكيان الدفاعية المتزايدة تُلبى، موضحا أنه لم يأتِ كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل"، مضيفا أن زيارته التي تمت في 12 أكتوبر 2023، تحمل رسالة مفادها أنهم سيكونون دائما موجودين إلى جانبهم، وليسوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم بمفردهم، على حد قوله.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: الولایات المتحدة کاتب الدولة الکیان فی على أساس

إقرأ أيضاً:

الإمارات تحظر التحدث باللهجة الإماراتية لغير المواطنين: ما وراء القرار الغامض؟

صورة تعبيرية (مواقع)

في خطوة غير تقليدية تثير الكثير من التساؤلات، أصدرت الإمارات قرارًا يقضي بحظر التحدث باللهجة الإماراتية على غير المواطنين في وسائل الإعلام، وهو قرار يسلط الضوء على مسألة الهوية الثقافية ويحمل دلالات عميقة بشأن الحفاظ على ملامح المجتمع الإماراتي الأصيلة.

بحسب ما أوردته صحيفة "القبس"، دخل هذا القرار حيز التنفيذ منذ نحو ثلاثة أشهر، حيث قررت الحكومة الإماراتية أن تقتصر استخدام اللهجة الإماراتية في الإعلام على مواطني الدولة فقط.

اقرأ أيضاً إسرائيل على أعتاب ضربة عسكرية لإيران: تسريب خطة سرية لضرب المنشآت النووية 19 أبريل، 2025 الريال اليمني يفتتح تعاملات الأسبوع بسعر مفاجئ في صنعاء وعدن.. السعر الآن 19 أبريل، 2025

وأكد عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام، أن هذا القرار جاء في سياق سياسة جديدة تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة للدولة ومنع "تحريف" اللهجة الإماراتية التي يراها البعض قد تعرضت للتشويه في بعض الأحيان.

القرار الذي قوبل بردود فعل متفاوتة داخل الإمارات وخارجها، تم اتخاذه بعد سلسلة من الملاحظات حول استخدام غير المواطنين للهجة الإماراتية في بعض القنوات الإعلامية، والتي اعتبرتها السلطات تحريفًا لهذه اللهجة الخاصة.

كما أشار آل حامد إلى أن بعض وسائل الإعلام قد تسببت في "إفساد" الرموز الثقافية الإماراتية، مما دفع المسؤولين إلى اتخاذ تدابير صارمة لحماية صورة الهوية الإماراتية، التي تعتبرها الدولة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها الثقافية والدبلوماسية.

ومع تزايد أعداد الوافدين والمقيمين في الإمارات من مختلف الجنسيات، أثار هذا القرار جدلاً واسعًا حول مدى حرية التعبير وحقوق الأفراد في استخدام اللهجات المحلية.

البعض يرى في هذا القرار محاولة لتكريس الهوية الوطنية وتعزيز الشعور بالانتماء، بينما يراه آخرون خطوة تقييدية قد تضعف من التنوع الثقافي الذي لطالما اشتهرت به الإمارات.

وقد أضاف آل حامد أن هذا القرار ينطبق فقط على وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، ويهدف إلى ضمان "نقل الهوية الصحيحة" للمجتمع الإماراتي، وهو ما قد يكون بمثابة دعوة للمواطنين أنفسهم للتمسك بجذورهم الثقافية في مواجهة تأثيرات العولمة.

 

أبعاد القرار: الثقافة والإعلام والسياسة:

القرار الإماراتي يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات ثقافية وتجارية كبيرة، ومع دخول وسائل الإعلام العالمية إلى كل بيت، يبدو أن الإمارات تسعى للحفاظ على تميزها الثقافي حتى في طُرق التواصل اليومية.

ويطرح السؤال: هل ستمتد هذه السياسة إلى مجالات أخرى مثل التعليم أو السياحة؟ وهل ستتوسع لتشمل اللهجات المحلية الأخرى في دول الخليج؟.

إذا كان هذا القرار يعكس تطورًا في السياسة الثقافية الإماراتية، فإنه بالتأكيد يثير مزيدًا من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين المواطنين والمقيمين، وكذلك تأثيره على العلاقات الدبلوماسية والثقافية مع الدول الأخرى.

مقالات مشابهة

  • الترهوني: زيارة البارجة الأمريكية تعكس تحولًا في طريقة تعامل واشنطن مع الملف الليبي
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • السفير الأمريكي يؤكد دعم واشنطن لحضرموت وبقائها آمنة مستقرة
  • رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يستقبل في قصر الشعب وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • احتجاجات جديدة بأنحاء الولايات المتحدة ضد سياسات ترامب
  • مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية : العدوان الأمريكي على البنى التحتية في اليمن جريمة حرب
  • معهد هودسون الأمريكي يوصي إدارة ترامب بتصنيف البوليساريو تنظيماً إرهابياً يهدد مصالح الولايات المتحدة
  • غوتيريش يعلّق بقلق على الغارات الأمريكية التي استهدفت ميناءً نفطياً غربي اليمن
  • قلق أممي من الضربات الأمريكية التي دمرت ميناء رأس عيسى النفطي باليمن
  • الإمارات تحظر التحدث باللهجة الإماراتية لغير المواطنين: ما وراء القرار الغامض؟