عربي21:
2024-07-04@02:03:23 GMT

تركيا ومحاولة فعل ما يمكن فعله

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

أثار موقف رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان من عملية طوفان الأقصى، والهجمات الوحشية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، استغراب الكثير من محبيه في الشارع العربي واستياءهم من ذاك الموقف الذي يصفونه بـ"الضغيف" وحتى "المتخاذل"، لأنهم كانوا يتوقعون من الرئيس التركي موقفا كالذي أبداه في منتدى دافوس عام 2009، كما أنهم يعلقون آمالا كبيرة على تركيا، وينتظرون منها في بعض الأحيان مواقف وخطوات تفوق قدرتها.



المثل العربي يقول: "من لدغته الحية يخاف من الحبل"، وهناك مثل تركي مشابه يقول إن من يحرق لسانه بالحليب الساخن يأكل اللبن الزبادي وهو ينفخ فيه لتبريده، في إشارة إلى الحذر الشديد. ولعل هذان المثلان يساعدان في فهم موقف تركيا التي عانت من تدهور علاقاتها مع عدة دول في المنطقة بسبب موقفها الداعم لثورات الربيع العربي، وهو موقف مشرف إلا أن تركيا دفعت ثمنه غاليا، وبذلت جهودا حثيثة في الآونة الأخيرة لترميم العلاقات التي تراجعت بسببه.

الحكومة التركية برئاسة أردوغان تسعى إلى فعل كل ما تقدر على فعله، لوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين، كما تتطلع إلى دور الوساطة في الملف الفلسطيني على غرار الدور القطري
أنقرة تدرك أن إسرائيل تتمتع بحماية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها، وأن هناك أنظمة عربية تتمنى أن تنجح إسرائيل في القضاء على حركة حماس وإعادة حكم القطاع إلى السلطة الفلسطينية، كما أن قوى إقليمية أخرى لها حساباتها الخاصة. ولذلك، تحسب ألف حساب قبل أن تقدم على أي خطوة كي لا تجر البلاد إلى مخاطر تهدد أمنها القومي. وهي سياسة يراها البعض ترددا لا ينبغي له ويؤدي إلى تضييع فرص لا تعوض.

الحكومة التركية برئاسة أردوغان تسعى إلى فعل كل ما تقدر على فعله، لوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين، كما تتطلع إلى دور الوساطة في الملف الفلسطيني على غرار الدور القطري، وترى أن خطوات كطرد السفير الإسرائيلي لا تخدم ما ترمي إليه. وتدرك جيدا أن الطريق إلى غزة يمر من معبر رفح، وأنها بحاجة لتعزيز علاقاتها مع القاهرة لتتمكن من الوقوف إلى جانب سكان القطاع وتخفيف آلامهم ومعاناتهم.

تصريحات رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، في إدانة جرائم إسرائيل، جاءت أشد من تصريحات حليفه أردوغان. ويبدو أن هناك تبادلا للأدوار بين شركاء تحالف الجمهور المؤيد للحكومة. وقال بهتشلي، في كلمته الأخيرة أمام نواب حزبه، إن الأمم المتحدة لم يعد لها تأثير، كما أن منظمة التعاون الإسلامي لا أمل فيها، مضيفا أن الدول الإسلامية تشاهد قصف القطاع دون أن تحرك ساكنا، وأن مهمة حماية غزة والدفاع عنها في هذه الحالة تقع على عاتق الشعب التركي. وأشاد في ذات الوقت بالاتصالات التي يجريها أردوغان، وأعلن أنه يؤيد تحركات الرئيس التركي.

المعارضة التركية بدورها تبدي ارتياحا من الموقف التركي الرسمي والجهود الدبلوماسية التي تبذلها أنقرة لوقف الاشتباكات ومساعدة سكان القطاع، إلا أن بعض أحزابها، كالحزب الجيد برئاسة ميرال آكشنير، تتهم في ذات الوقت حماس بــ"الإرهاب". ولا يشارك حزب السعادة برئاسة تمل كاراموللا أوغلو وحزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو رأي حليفهما في الطاولة السداسية، بل يدعمان المقاومة الفلسطينية، كما رحبا بتصريحات بهتشلي التي تدعو إلى حماية سكان القطاع.

الحكومة التركية أرسلت عدة طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية إلى مطار العريش المصري لإدخالها إلى القطاع، كما أرسلت فريقا يتألف من 20 طبيبا متخصصا. ويعتزم وفد من البرلمان التركي زيارة القطاع للتعبير عن تضامن تركيا مع سكان غزة، والاطلاع على الأوضاع الإنسانية والانتهاكات الإسرائيلية.

تسعى أنقرة إلى توحيد مواقف الدول الصديقة لفلسطين لتشكيل جبهة ضاغطة على إسرائيل وحلفائها، وضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني. ويقوم وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بزيارات للعواصم العربية للقيام بهذه المهمة الصعبة
التعاطف الشعبي في الشارع التركي مع ما يحدث في قطاع غزة كبير للغاية، وهناك فعاليات مختلفة في كافة المدن التركية لدعم صمود المقاومة الفلسطينية. كما أن معظم هؤلاء المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني يؤيدون موقف الحكومة التركية من الأحداث، ومساعيها الحثيثة لوقف إراقة الدماء في القطاع وتضميد جراح سكانه.

حزب العدالة والتنمية سينظم يوم السبت مظاهرة حاشدة في مدينة إسطنبول للتنديد بجرائم إسرائيل والتضامن مع الشعب الفلسطيني. ومن المنتظر أن يشارك فيها أردوغان مع حلفائه، ويلقي كلمة أمام الجماهير، ويتوقع أن ينتقد الرئيس التركي في كلمته موقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من انتهاكات إسرائيل.

الحكومة التركية تبحث عن طريق يحمي أرواح الفلسطينيين وحقوقهم، ويتوافق في ذات الوقت مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، إلا أن الموقف الغربي الداعم لإسرائيل يسد كافة تلك الطرق. ولذلك، تسعى أنقرة إلى توحيد مواقف الدول الصديقة لفلسطين لتشكيل جبهة ضاغطة على إسرائيل وحلفائها، وضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني. ويقوم وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بزيارات للعواصم العربية للقيام بهذه المهمة الصعبة.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الإسرائيلي غزة تركيا الدبلوماسية إسرائيل تركيا أردوغان غزة دبلوماسية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الترکیة الشعب الفلسطینی کما أن

إقرأ أيضاً:

مراسل RT: تداول فيديوهات لمحتجين يزيلون الرايات التركية ويطردون الموظفين ردا على أحداث ولاية قيصري

قال مراسل RT في سوريا إن نشطاء تداولوا مقاطع فيديو وثقت موالين لما يسمى "المعارضة السورية المسلحة التابعة لتركيا يزيلون الرايات التركية ويطردون الموظفين ردا على أحداث ولاية قيصري.

وذكر المراسل أن وسائل إعلام كردية أفادت بأن القوات التركية والجماعات المسلحة التابعة لها أطلقت النار على المحتجين في عفرين التي تشهد مظاهرات وقطعا للطرقات ردا على أحداث ولاية قيصري.

ووفق ما نقله المراسل عن الإعلام الكردي، أشارت فضائية "روناهي" إلى أنه قد تم اقتحام مقار تابعة للقوات التركية وإحراق العلم التركي في عفرين والباب.

وأوضحت أن محتجين حطموا شاحنات تركية في مدينة إعزاز شمال سوريا.

وحسب المصدر ذاته فإن المحتجين اقتحموا معبر "باب السلامة" وحرقوا سيارات تركية.

وأشار أيضا إلى أن السلطات التركية طالبت موظفيها بالخروج على وجه السرعة من الشمال السوري.

إلى ذلك، قال مراسلنا إنه تم تداول مقطع فيديو وثق إطلاق الجيش التركي الرصاص الحي على متظاهرين اقتحموا إحدى نقاطه العسكرية بمدينة الأتارب غرب حلب.

من جهته، قال مراسل RT في تركيا إن أحداثا مهمة في مناطق الشمال السوري (مناطق سيطرة تركيا) ضد الوجود التركي في تلك المناطق كردة فعل شعبية على التعدي على منازل وممتلكات السوريين الليلة الماضية في مدينة قيصري التركية.

إقرأ المزيد تركيا: اعتقال 67 شخصا إثر إحراق ممتلكات تعود لسوريين في قيصري

وذكر أنه تم خلال هذه المظاهرات التي تبدو للآن أنها عفوية وغير منظمة، إنزال العلم التركي من عدد كبير من المواقع ثم تمزيقه وإحراقه في مناطق أخرى.

وصرح بأنه تم إحراق بعض المواقع التي تديرها السلطات التركية وتحطيم شاحنات ومركبات تركية في مدن عفرين والباب وغيرها من المناطق في الشمال السوري.

وأفاد بأن دائرة المظاهرات قد تتوسع في الساعات والأيام القادمة.

وأشار المراسل إلى أنه وفي المقابل هناك حملات كبيرة على السوشال ميديا في تركيا ضد الوجود السوري في تركيا بشكل خاص والوجود العربي بشكل عام، مبينا أن الأمور يبدو أنها تسوء بشكل متسارع.

إقرأ المزيد تركيا.. إحراق ممتلكات تعود لسوريين إثر مزاعم عن تحرش شاب سوري بقاصر

وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت بأن مجموعات من الرجال استهدفت متاجر وممتلكات لسوريين في قيصري بوسط تركيا مساء الأحد بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر. 

وتظهر مقاطع فيديو عدة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رجالا يحطمون نافذة محل بقالة يزعم أنه بإدارة تجار سوريين قبل إضرام النار فيه. 

وتظهر صور أخرى شبانا يعملون بواسطة حجارة وأدوات معدنية على تحطيم دراجات نارية ومركبات في المنطقة نفسها بجنوب قيصري المعروفة باستضافة الكثير من اللاجئين.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي ييرلي أن الشرطة اعتقلت 67 شخصا على خلفية الهجمات التي نفذها أتراك على منازل وممتلكات تعود لسوريين في مدينة قيصري إثر مزاعم عن تحرش شاب سوري بقاصر.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • لقاء يجمع أردوغان وبوتين.. تأكيد على رفع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات
  • لقاء يجمع أرودغان وبوتين.. تأكيد على رفع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات
  • الخارجية التركية ترد على اتهام الحكومة بالفشل في الشرق الأوسط
  • ما مصير الوجود المضطرب للاجئين السوريين في تركيا؟
  • 142 نائبًا يطالبون بايدن بالضغط على أردوغان لوقف اختطاف المعارضين
  • أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علم تركيا
  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علم تركيا واللاجئين
  • بعد اعتداء على سوريين في تركيا.. تمرد شعبي عنيف في الشمال السوري على التواجد التركي
  • مراسل RT: تداول فيديوهات لمحتجين يزيلون الرايات التركية ويطردون الموظفين ردا على أحداث ولاية قيصري