المشهد اليمني:
2024-11-27@15:51:44 GMT

السابع من أكتوبر فوائد و حذر

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

السابع من أكتوبر فوائد و حذر

و نحن نتابع معارك غزة، بل ملحمة المقاومة الفلسطينية، نقف أمام عملية نوعية، بل بطولة خيالية، بما أقدمت عليه من عمل تطلّب منها بلا شك و قتا من التخطيط و فرق عمل، و وقتا من التدريب، ووقتا من جمع المعلومات، و عددا من الرجال عند تنفيذ هذه العملية، التي أذهلت بدقتها و سريتها، و حسمها كل أعداء المقاومة، فامتلؤوا غيظا، و حنقا، و أذهلت الأقارب و الأصدقاء فاغتبطوا سرورا و امتلؤوا حبا و إعجابا، و قد كانوا- و لا نزكي على الله أحدا- رجالا من نوع تميز إيمانا بالحق و كتمانا للتحرك، مع إقدام و بسالة.

إنها صفات أينما و قعت نفعت، و حيثما توفرت أثمرت، و هي صفات يُكْتسب جانب منها بالتنشئة و الإعداد، و جانب منحة يمنحها الله مَن جَدَّ في طلبها، و تربّى على أسسها: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين»، « والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم»، « ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز». و ما من جيش في العالم إلا و له عقيدته القتالية عبر التاريخ، و من كانت عقيدته رخوة؛ كانت نتيجته محصلة لتلك الرخاوة.

أحداث العالم تتخذ منه الدول اليقِظة ما يفيدها ؛ إما حذرا من أن تقع في سلبياته، أو استفادة مما تجده في إيجابياته، فيما آخرون: لا يحذرون و لا يستفيدون، و أسهل شيئ لديهم؛ دول أو أحزاب أن يتبادلوا الجلد لبعضهم، أو التباري في تحقير أي عمل، أو التقليل من أي انجاز ، مما يساعد المرجفين و يخدم المتربصين ..!!

إن لنا ظروفنا الاستثنائيّة في اليمن، و من المهم و الأهم أن نعزز - رسميا و شعبيا - واجب الإعداد و الاستعداد ، و بذل الجهد، و الله بيده النصر و التوفيق(وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).

اقرأ أيضاً الإحتلال الإسرائيلي ينخرط في 4 جبهات من المعارك منذ هجوم 7 أكتوبر بينها السعودية ومصر.. مباحثات أمريكية مع عدد من الدول العربية بشأن الوضع في غزة.. وإدانة صريحة لـ‘‘حماس’’ الصحة العالمية توجه الشكر لمصر على دورها الإنساني في نقل المساعدات إلى قطاع غزة عاجل| الرئيس التركي: دموع الغرب لأجل إسرائيل نوع من الاحتيال فلسطيني يثير الدهشة بتوزيع الحلوى السلطات المصرية ترسل الدفعة الخامسة من المساعدات إلى غزة الهلال الأحمر الفلسطيني: معاناة غزة كارثية كبيرة أردوغان يلغي زيارته إلى تل أبيب ويتعهد بإيقاف العدوان على غزة واعتراض السفن والطائرات القادمة إلى ‘‘إسرائيل’’ خبير عسكري: ‘‘القسام’’ تخترق الجيش الإسرائيلي وتتسبب في تأجيل العملية البرية على قطاع غزة هجوم إسرائيلي على الأمين العام للأمم المتحده و السبب غزة.. وفلسطين ”حسن نصر الله ”يلتقى أثنين من قادة حماس والجهاد أول دولة عربية تؤيد ‘‘إسرائيل’’ وتعتبر ‘‘طوفان الأقصى’’ هجمات وحشية بربرية!!

و مادامت ظروفنا تتشابه حصارا، و شحة موارد، و تسليحا، فإن لنا - حكومة و شعبا- عظة من غزة و عبرة، نطرح معها المبررات جانبا ونعمل بإيمان و تضحية، و إعداد بالمتاح، مستعينين، و متوكلين على الله الذي بيده ملكوت السماوات و الأرض ، و بيده النصر و الظفر.

يجب علينا ألا نحقق لأعداء أمتنا و شعبنا ما يفترضونه فينا، أو يريدونه منا، من تمزق و اختلاف، و علينا أن نرسخ في شعبنا و أمتنا؛ عقيدة متجذرة- لا مجرد معنويات فحسب- تحقق مُعْطَى قوله تعالى:( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا).

من كان يتوقع حجم و عظمة نتائج هذه العملية النوعية: طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض تحت أقدام جيش الكيان الصهيوني الذي قيل عنه يوما أنه لا يُقهر؟

بعد نكسة العرب المشؤومة في حزيران 1967،وما حققه الصهاينة من نتائج، قال مجرم الحرب الصهيوني آنذاك موشي ديان:

« إن ما حققناه من نتائج يفوق أبعد أحلامي تصورا». فما الذي يقوله لسان حال و مقال مجرمو جنرالات الحرب الصهيونية اليوم؟

لقد بلغ الإجرام الصهيوني ذروته، و تمادى في عربدته وغطرسته، يعتدي، و يقتل، و يدمر، و يحرق، و يختطف، ويجد من دول الظلم من يدافع عنه، ويبرر جرائمه و همجيته.

ما أشبه تعز بغزة، و ما أشبه اليمن بفلسطين، و ما أشبه الحوثية بالصهيونية ! عصابة قدمت إلى فلسطين من أقطار الدنيا فوجدت من يدعم إجرامها و يساند فاشيتها، و الحال مثله هنا مع العصابة الحوثية التي انقلبت على اليمن و على اليمنيين، فوجدت من يحميها و يساندها مكرا باليمن، و تآمرا عليه.

و مثلما تصدى الشعب الفلسطيني و مقاومته البطلة للكيان الصهيوني، تصدى الشعب اليمني و مقاومته الباسلة ،والجيش الوطني لمليشيا الكهنوت الحوثية.

وجاء الطوفان.. فدمدم عليهم ربهم برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، و بفتية آمنوا بربهم، و بنساء يأتي إحداهن خبر استشهاد وحيدها فتبتهل تهليلا و تكبيرا رضا باصطفاء الله له.

وهو أبلغ رد للمنهزمين، و المُخذّلين و المرجفين الذين يقولون هنا و هناك و هنالك ما حاجتنا لفقدان كل هؤلاء الشهداء؟ أو يقول آخرون: إنهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة؟ و كأني بالقارئ الكريم يرد على هؤلاء: و هل تعتقدون الكفاح و الجهاد نزهة في حديقة، أو ترويحة على شاطئ بحر !؟

ندرك جميعا أن طوفان الأقصى لم يأتِ من الأمنيات، و لا من الأحلام الوردية، و لكن جاء بإعداد و بناء يقوم على الإيمان«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» بناء بالتربية، بالإعداد، ، بالصبر من الجميع، بالثقة بالجميع، برص الصفوف « و لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين».

و في مثل هذه الظروف، التي مرت بها غزة، و تمر بها اليمن لا بد من الاحتراز الأمني، سعيا في الحصول على ما يمكن من معلومات عن العدو، وحرصا شديدا على حجب أي معلومة لأي أحد إلا في نطاق المسؤولية المحددة.

عندما نقف أمام عملية طوفان الأقصى، ندرك بلا شك أن هناك أعددا كثيرة خططت، و اعدت و جهزت... و كان هناك زمن طويل، و أن هؤلاء جميعا كانت لديهم عن العملية معلومات، و لكن ثبت أن كل واحد منهم كان عند مستوى مسؤوليته و أمانته و دينه، و وطنيته و الثقة بنفسه، و الثقة العالية ببعضهم البعض، و أن الأمر يتطلب غاية السرية، و السرية المطلقة. وكانت هذه هزيمة أخرى أذهلت كبريات أجهزة الاستخبارات الدولية و الصهيونية.

كم مليار من الدولارات كان يمكن أن يدفعه الكيان الصهيوني للحصول على معلومة ليتفادى بها عملية طوفان الأقصى؟

إن الإيمان لا يركع.. و إن الإيمان لا يخون.. و إن مواقف الأحرار، لا تشترى.. و إن ذمم الأحرار لا تباع.

إن الاعتماد على النفس يولّد العزيمة ، و إن الركون يولّد الاسترخاء. و الاعتماد على النفس يحتاج إلى اصطفاف، وحب متبادل، و أخوة راسخة، و وطنية حرة ،و بهذا يكون التساند، و التعاضد و التآزر :« سنشد عضدك بأخيك». و يكون النصر بإذن الله.

عاش الفلسطينيون أقسى الظروف، و وجدوا أنفسهم وجها لوجه في ميدان المواجهة العسكرية الشاملة، وكان أمامهم أحد طريقين: الاستسلام للعدو، و هو مرفوض دينا وشرعا، أو الجهاد وهو مأمور به دينا وشرعا، و ما أشبه أرض المَدَد بأرض الرباط، و تعز بغزة.

- لا شك وجد من يقول لهم ماذا ستفعلون أمام عدو يمتلك اسلحة جبارة تسد من كثرتها عين الشمس؟ و للعدو إعلام وعملاء، و مرجفون يخذّلون ويخوّفون( لا تخرجوا في الحر). فقرروا الأخذ بخيار الجهاد « أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير».

قد يسمعون بلبلة تأتي من الداخل أو الخارج، و من قنوات فضائية ، و زعامات، يقولون: أنتم تُقتِّلون بأبناء الناس؟ أنتم تلقون بأنفسكم إلى التهلكة؟

أليس الجهاد تضحية، و استشهاد و جراح و قتال؟ أم كيف يفهم المشككون القتال و الجهاد؟

كان غرور القوة الصهيونية قد بلغ أعلا مستوى الشيطانية: قتلَ، دمّر، أحرق، اختطف، اقتحم الأقصى. هذا جانب الكيان الصهيوني الغاشم. وكانت كتائب الإيمان قد استجابت للنداء الرباني( انفروا خفافا وثقالا ).

كانت المقاييس المادية تقول:(ما ظننتم أن يخرجوا)، وكانت تقول لليهود:( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله).

ألسنا -هنا- في جو غزوة بني النضير:( هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر ماظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله....... فاعتبروا يا أولي الأبصار).

طرحت المقاييس المادية جانبا، و جاء:(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب). و بهذا المدد، و بهذه المشيئة الربانية، يصبح السلاح في يد صاحبه :

و من في كفه منهم حسام كمن في كفه منهم خضاب

لقد طغى الصهاينة و بغوا بغرورهم وظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله.. فما الذي حدث؟ (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب......).

شهد العالم أجمع رعب الصهاينة، و شهد العالم أجمع صولة المجاهد الذي ينتزع الدبابة بالبندقية الآلية:( فاعتبروا..... ).

يا أيها المجاهدون في كل مكان: أعدوا و استعدوا، و ثقوا بالله و اصبروا و صابروا و رابطوا، و توكلوا على الله و اعتمدوا عليه إنه نعم المولى و نعم النصير.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: طوفان الأقصى إن الله ما أشبه

إقرأ أيضاً:

بين مشروعية “الجهاد” وضرورة الدفاع عن وجودنا

يمانيون ../
الجهاد في سبيل الله، ذلك المفهوم العظيم الذي شرعه الله تعالى لحماية الدين والإنسانية من شرور الطغاة والمعتدين، ومن ظلم الطواغيت الذين يسعون إلى محو معالم الحق وأن ينصبوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله.

وما الجهاد إلا سلاح الحق في وجه الباطل، وعنوان الصمود أمام أعداء الحياة، وتوثيق العهد بين المؤمنين وبين الله سبحانه وتعالى، الذي أمرهم بحمل أمانة الدين إلى العالمين.

فمنذ أن أنزل الله القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أمره أن يدافع عن الرسالة السماوية، التي جاءت مملوءة بالعدل والرحمة، فكان الجهاد سبيلًا لحمايتها، والدفاع عن المؤمنين بها. فالقتال في سبيل الله ليس مجرد معركة على الأرض، بل هو معركة من أجل الحق، من أجل العدل من أجل حقوق المستضعفين في الأرض. ولذا، جاء قول الله تعالى في القرآن الكريم:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: 190]. وهنا يبين لنا معالم الجهاد في مواجهة القتلة والمجرمين, وليس حالة فوضى أو فريضة عدوانية كما يحاول أعداء البشرية اليوم تصويره ووصمه بالإرهاب، بل هو دفاع عن النفس، دفاع عن الحرية، دفاع عن الحق، دفاع عن الكرامة، دفاع البشرية كلها..

قال الله جل شأنه في كتابه الكريم:{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} (النساء: 75).
إنها دعوة إلهية للمؤمنين بالجهاد في سبيل الله فهناك فئات مستضعفة تذوق ظلمًا وحصارًا وتقتيلًا، والجهاد هو الطريق الوحيد لحمايتها. فقد كان الجهاد في البداية بمثابة الاستجابة لصوت المستضعفين، أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا سبيل لهم للدفاع عن أنفسهم أمام قوى الظلم والطغيان.

الجهاد، إذن، هو وعد إلهي بأن يهب الله القوة للمستضعفين عبر مؤمنين يرفعون راية الحق، ويواجهون قوى الباطل التي تهدد الإنسانية.

الجهاد في سبيل الله لإقامة العدل والقسط
الجهاد في سبيل الله لا يقتصر على مجرد الدفاع عن النفس، بل يتعدى ذلك إلى نشر العدالة بين الناس وإشاعة الحق وصون كرامة الإنسان ووسيلة للحرية والتحرر من قوى الظلم والاستكبار التي تسعى إلى استعباد الناس.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف وجه الله المسلمين بإعداد كل ما يستطيعون إعداده لمواجهة أعداء الإنسانية يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]

وهذه الآية الكريمة تفرض حالة الجهوزية لمواجهة أي ظالم ومستكبر ودعوة لبناء قوة إسلامية، وتأسيس جيش من المؤمنين القادرين على الحفاظ على الدين، وصون الأعراض والدفاع عن المظلومين والمستضعفين.

كما نجد أن الله سبحانه لم يأمر المسلمين بالجهاد -مع أنه بات ضرورة لحماية أنفسهم- بل رغب واعتبر ذلك شراء منه لأنفس المجاهدين مقابل الجنة التي عرضها السماوات والأرض : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].

مشروعية الجهاد في القرآن الكريم
لقد ورد الجهاد في القرآن الكريم في الكثير من الآيات التي تحث المسلمين على التحرك في سبيل الله ومواجهة الظالمين والمستكبرين بل وصل إلى تهديد المتقاعسين عن الجهاد بالعذاب كما قال جل شأنه: {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التوبة39

وعن مشروعية الجهاد يقول الله سبحانه وتعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]،

ويقول سبحانه وتعالى في آية أخرى:{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً } النساء75
وقال سبحانه وتعالى: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41

وقال جل شأنه وهو يحث المسلمين على الجهاد وعدم التخلف عن رسول الله: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }التوبة120

والكثير من الآيات التي لا يمكن حصرها هنا, والتي تعتبر فريضة الجهاد في سبيل الله من أعظم الفرائض, بل سماه الإمام علي (عليه السلام): (باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه)..

أما في السنة النبوية فقد كانت حركة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كلها جهاد في سبيل الله حتى أنه أمر المسلمين بالجهاد وهو على فراش مرضه الأخير.. ومما قاله صلى الله عليه وعلى آله: (( لتأمرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليُسلِّطَنَّ اللهُ عليكم شرارَكم ثم يدعُو خيارُكم فلا يُستجابُ لهم.))

وقال صلوات الله عليه وعلى آله : ((لغَدوةٌ في سبيلِ اللهِ أو روحةٌ خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها.))

ثانياً : ضرورة الدفاع عن النفس في مواجهة حروب الإبادة
في ظل الهجمات الشرسة التي تشنها القوى الاستعمارية على الأمة الإسلامية، يصبح الدفاع عن النفس والوجود أمرًا حتميًا لا مفر منه، فالحروب التي تُشن على الأمة اليوم هي حروب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لا تستهدف هذه الحروب الأراضي فقط، بل تتعدى ذلك إلى محاولة تجريف الهوية الثقافية والدينية للشعوب الإسلامية، واستعباد المسلمين ونهب كل خيراتهم.. والشواهد كثيرة جداً, بل نجدها بين أيدينا, نرى ونسمع ونقرأ ما يفعله أعداؤنا ضدنا في وقت نجد بقية الأمم تقاتل وتستبسل في الدفاع عن أراضيها, وهي لا تحمل عقيدة الجهاد في سبيل الله, وتنطلق من منطلق الإحساس الإنساني والوطني وكضرورة لحماية أنفسهم, فقد رأينا الفيتناميون يهزمون عدة امبراطوريات ويقاتلون بكل بسالة, ورأينا اليابانيون والصينيون والكوريون وغيرهم مما نراه اليوم كما يحدث في روسيا وأوكرانيا.. أما نحن المسلمين فنحن نرى أبشع جرائم الإبادة بحقنا كما حدث في أفغانستان وفي العراق وفي اليمن, وما نراه اليوم في فلسطين وفي لبنان, وللأسف بالرغم ما بأيدينا من شرعية إلهية وإنسانية في التصدي للمعتدين نجد البعض يقبل بالاستسلام والخنوع, ويكتفي إن لم يكن مشارك في سفك دماء إخوانه بالتفرج, اللهم إلا القلة القليلة التي حملت على عاتقها مواجهة الطواغيت والمجرمين كما هي المقاومة الفلسطينية في فلسطين وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق..

من الشواهد التي توجب على الناس أن يتحركوا ويقاتلوا حتى بدون النظر إلى الشرعية الإلهية التي تتمثل بفريضة الجهاد, فقد حتمت علينا حروب الإبادة التي تهدد وجودنا أن نتحرك لنقاتل من يقاتلنا ونواجه من يعتدي علينا إلى داخل أراضينا وبلداننا وينتهك كرامتنا ومقدساتنا, نرى الشعب الفلسطيني المسلم يتعرض لإبادة بشعة على أيدي أحفاد القردة من اليهود وأوليائهم, يقتلونهم صغارًا وكبارًا نساءً ورجالًا, ويطمسون معالم الهوية الفلسطينية من خلال: تهجير السكان، قتل المدنيين، تدمير المنازل، وفرض الحصار.

هذا الاحتلال لم يكن إلا نتيجة لجريمة استعمارية تتطلب من المسلمين، في كل مكان، أن يهبوا للدفاع عن فلسطين ضد الاحتلال، أو انتظار دورهم فهذا العدو المجرم لا يرحم أحدًا مهما قدم له من تنازلات وخضوع..

كما رأينا قبل ذلك العدوان الأمريكي البشع على الشعب الأفغاني, ثم على الشعب العراقي, وما ترافق معه من انتهاكات لم يحدث لها مثيل في التاريخ الإنساني، أيضاً رأينا ما فعلوه في اليمن من مجازر بشعة وحرب عدوانية لأكثر من ثمان سنوات

نماذج حية على أهمية الجهاد في سبيل الله:
في فلسطين نجد المقاومة الفلسطينية تدافع بكل ما تستطيع عن وجود الأمة وكرامتها رغم ما تتعرض له من خذلان وخيانة من قبل الأنظمة العربية الخائنة.

و في لبنان يقف حزب الله في وجه العدوان الإسرائيلي، مدافعًا عن سيادة لبنان وحريته وهو يخوض الآن معركة شرسة ضد العدو الإسرائيلي، مقدمًا أعظم الشواهد ومثالًا حيًا عن الدفاع المشروع ضد الوجود, وعن التحرك وفق الشرعية الإلهية والجهاد في سبيل الله.

في اليمن، رأينا كذلك ما تعرض له هذا الشعب من عدوان أمريكي صهيوني مع أدواتهم الإقليمية والمحلية استمر لأكثر من 8 سنوات وما يزال الحصار قائمًا, ولكن الشعب اليمني بفضل الله وبفضل وجود قيادة مؤمنة, تؤمن بأهمية الجهاد وتثق بوعد الله, وبالرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات فقد استطاع الشعب اليمني الصمود في وجه العدوان الكوني الذي تعرض له, وبات اليوم رقمًا مهما على الساحة الإقليمية, بل قدم مواقف مشرفة في إسناد المقاومة الفلسطينية والمشاركة في الدفاع عن كرامة الأمة وهويتها ومقدساتها..

في العراق كذلك فقد استطاعت المقاومة العراقية دحر الاحتلال الأمريكي وتقدم اليهود مواقف مهمة في إسناد غزة ومواجهة جرائم الاحتلال الصهيوأمريكي..

أخيرًا

نحن أمام خيارين لا ثالث لهما, إما أن نتحرك على ضوء التوجيهات القرآنية بالجهاد في سبيل الله، أو أن نتحرك من باب الضرورة للدفاع عن أنفسنا ووجودنا.

لا خيار ثالث في مواجهة الظلم الذي يتعرض له المسلمون في مختلف أنحاء العالم. الدفاع عن النفس، كما بيّن القرآن، هو حق مشروع وواجب على المسلمين.
————————-
موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • بين مشروعية “الجهاد” وضرورة الدفاع عن وجودنا
  • مقتل ضابط صهيوني متأثرا بإصابته في السابع من أكتوبر 2023
  • لجنة التحقيق بـ”7 أكتوبر”: نتنياهو قادنا لأكبر كارثة في تاريخ إسرائيل
  • مقتل شاب في مشاجرة بالحي السابع بمدينة 6 أكتوبر
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وقوات العدو الصهيوني تهدم منشآت فلسطينية وسط الضفة الغربية
  • 62 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ أكتوبر 2023
  • 62 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ أكتوبر 2023
  • 62 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ 7 أكتوبر 2023
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 44211 شهيدا و104567 مصابا
  • أكثر من 62 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ 7 أكتوبر 2023