حماة-سانا

استعرض ممثلو المؤسسات والجهات الحكومية وغرف التجارة والصناعة والسياحة وغرفتي عمليات محافظتي حماة وإدلب للزلزال ما تم تنفيذه من خطوات وإجراءات للتعاطي مع كارثة الزلزال الذي ضرب سورية خلال شباط الماضي.

وناقش المجتمعون خلال ورشة العمل التي أقيمت اليوم في فندق أفاميا الشام في مدينة حماة بحضور وزيرة الدولة لشؤون تنمية المنطقة الجنوبية الدكتورة ديالا بركات ومحافظي حماة وإدلب الدكتور محمود زنبوعه وثائر سلهب آخر التطورات والآليات التنفيذية المتعلقة بالخطة الوطنية والنتائج والمعطيات التي تحققت حتى الآن والتحديات والمعوقات المعترضة لها وسبل تذليلها في ظل محدودية الإمكانات وقلة الموارد سعيا وراء تحقيق التعافي من آثار وتداعيات الكارثة.

كما بحث المشاركون في الورشة الإجراءات والتدابير التي اتخذتها وتتخذها الحكومة بهذا الخصوص بهدف الحد من الأضرار الناجمة عن الكارثة على القطاعين الحكومي والأهلي في محافظتي حماة وإدلب.

وتضمنت الورشة عرض نموذج مصفوفة توصيف الواقع الراهن وإعداد البرامج التنفيذية وآليات العمل لتنفيذ بنود الخطة مع مناقشة النموذج لبيان النقاط الإيجابية لتعزيزها ونقاط الضعف لتلافيها والتي قد تعرقل أداء الوحدات الإدارية.

وأكدت بركات ضرورة تضافر الجهود من قبل الجميع من مؤسسات حكومية وأهلية ومنظمات دولية للحد من آثار الكارثة مع دراسة الاحتياجات الضرورية لخطة التعافي الأكثر إلحاحاً والتركيز خلال الفترة المقبلة على توسيع قاعدة مشاريع سبل العيش التي تستهدف الأسر التي فقدت مصادر رزقها لما فيه عودة الحياة الطبيعية تدريجيا للمناطق المنكوبة في محافظتي حماة وإدلب.

ونوهت الوزيرة بأهمية التعاطي مع مصفوفة الاحتياجات الصغرى والكبرى لتحديد آليات التنفيذ اللازمة لها وفق برامج زمنية محددة، لافتة إلى الجهود الاستثنائية الحكومية في الوصول إلى التعافي رغم الإمكانات المحدودة.

بدوره محافظ حماة بين أنه منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال تم تشكيل غرفة عمليات واستنفار كل الإمكانيات وحشد كل الجهود اللازمة لإنقاذ وإسعاف المصابين وإزالة الأنقاض بمشاركة مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية، مشيرا إلى إطلاق مشروعات مدرة للدخل تستهدف المتضررين منها 397 مشروع سبل العيش، وبالتوازي مع ذلك تم ترميم 640 منزلاً وعدد من المواقع الأثرية.

واقترح محافظ إدلب جملة من الخطوات والمشروعات التي من شأنها التخفيف من آثار الكارثة منها تنفيذ مشروعات لإزالة الأنقاض والسواتر الترابية وإعادة تأهيل مشفى معرة النعمان الوطني ومشاريع إنارة للطاقة البديلة وتزويد المحافظة بمنظومة إسعاف.

وقدم المشاركون في الورشة مداخلات شملت أهمية تقديم الدعم للمتضررين لما فيه استعادة دورة حياتهم المعيشية والإنتاجية وإيجاد مصادر دخل مادي لهم وإعادة بناء المراكز الخدمية وتأهيل البنى التحتية المتضررة مع التركيز على الشرائح الأكثر تضررا والأضعف وضرورة إيجاد حلول لبعض المشكلات منها تلك المتعلقة ببيانات الملكية العقارية في ظل عدم توثيق الكثير منها في السجلات العقارية، وخاصة في المناطق الريفية والسكن العشوائي الأمر الذي يحول دون إمكانية إنجاز المعاملات اللازمة بهذا الخصوص مع العمل على تقديم التسهيلات للمتضررين لجهة منحهم قروض لدعمهم في ترميم منازلهم ومنشآتهم المتضررة.

حضر الورشة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي في محافظتي حماة وإدلب ورؤساء مجالس المدن ومديرو الشركات الإنشائية والخدمية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

تقييم تداعيات تعريفات ترامب الجمركية على ديناميكيات التجارة العالمية

في تصعيد دراماتيكي للتوترات التجارية، أعلن الرئيس دونالد ترامب في الأول من شباط/ فبراير 2025 عن فرض تعريفات جمركية شاملة تستهدف الواردات من كندا والمكسيك والصين. وتشمل الإجراءات تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك و10 في المئة على السلع الصينية، بهدف معالجة الهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

في الثالث من شباط/ فبراير، أعلن ترامب عن تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة 30 يوما بعد مفاوضات مكثفة مع زعيمي البلدين. وتعهد ترودو بتخصيص 1.3 مليار دولار لتعزيز إجراءات أمن الحدود، بما في ذلك مكافحة الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية. وبالمثل، التزمت شينباوم بنشر 10,000 جندي من الحرس الوطني على الحدود الشمالية للمكسيك.

ورغم هذه الاتفاقات، لا تزال التوترات مرتفعة. فقد أعلنت كل من كندا والمكسيك في البداية عن فرض تعريفات جمركية انتقامية تستهدف السلع الأمريكية ردا على الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب. وبينما تم تعليق هذه التدابير مؤقتا، فإن إمكانية التصعيد تلوح في الأفق بشكل كبير إذا مضت الولايات المتحدة في فرض تعريفاتها الجمركية بعد فترة السماح التي تبلغ 30 يوما.

وفي الوقت نفسه، دخلت التعريفة الجمركية بنسبة 10 في المئة على السلع الصينية حيز التنفيذ بالفعل. وردت الصين بالإعلان عن تعريفات انتقامية على الفحم والمنتجات الزراعية الأمريكية، مما أدى إلى تفاقم التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

في حين تم تقديم هذه التعريفات الجمركية كاستراتيجية لحماية الصناعات الأمريكية والحد من الأنشطة غير القانونية على الحدود، يحذر الخبراء من أنها قد تسبب ضررا أكثر من نفعها، من خلال رفع التكاليف على المستهلكين والشركات الأمريكية، وزعزعة استقرار العلاقات التجارية العالمية، والفشل في تحقيق النهضة الصناعية الموعودة
وفي حين تم تقديم هذه التعريفات الجمركية كاستراتيجية لحماية الصناعات الأمريكية والحد من الأنشطة غير القانونية على الحدود، يحذر الخبراء من أنها قد تسبب ضررا أكثر من نفعها، من خلال رفع التكاليف على المستهلكين والشركات الأمريكية، وزعزعة استقرار العلاقات التجارية العالمية، والفشل في تحقيق النهضة الصناعية الموعودة.

لماذا ستضر الرسوم الجمركية بأمريكا؟

1- ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين

تعمل الرسوم الجمركية كضرائب على السلع المستوردة، مما يؤدي إلى زيادة أسعارها بالنسبة للشركات والمستهلكين على حد سواء. وبحسب تقديرات مؤسسة الضرائب، فإن التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب قد تكلف الأسر الأمريكية مبلغا إضافيا يتراوح بين 625 إلى 800 دولار سنويا، اعتمادا على عادات الإنفاق لديها.

تشمل المنتجات الرئيسية التي من المرجح أن تتأثر ما يلي:

السيارات: يتم استيراد العديد من قطع غيار السيارات من كندا والمكسيك. وإن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة من شأنه أن يرفع تكاليف الإنتاج بالنسبة لشركات صناعة السيارات الأمريكية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المركبات.

المنتجات الغذائية: المكسيك هي المورد الرئيسي للمنتجات الطازجة مثل الأفوكادو والطماطم. وقد تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة كبيرة في فواتير البقالة للأسر الأمريكية.

الإلكترونيات: تعد الصين من أبرز المصدرين للإلكترونيات الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. وستؤدي التعريفة الجمركية البالغة 10 في المئة إلى زيادة تكلفة هذه السلع.

وقد تؤدي الضغوط التضخمية الناجمة عن هذه الزيادات في الأسعار إلى دفع معدلات التضخم السنوية إلى أكثر من 6 في المئة، ارتفاعا من 4.2 في المئة، وفقا لمؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس.

2- الأضرار التي لحقت بالصناعات الأمريكية

في حين أن التعريفات الجمركية تهدف إلى حماية الصناعات المحلية عن طريق الحد من المنافسة الأجنبية، إلا أنها غالبا ما تأتي بنتائج عكسية من خلال زيادة تكاليف المدخلات للمصنعين الذين يعتمدون على المواد المستوردة. على سبيل المثال:

- يواجه قطاع السيارات في الولايات المتحدة تكاليف أعلى بسبب الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم.

- المزارعون معرضون بشكل خاص للرسوم الجمركية الانتقامية من الشركاء التجاريين مثل الصين والمكسيك. خلال فترة ولاية ترامب الأولى، أدت الرسوم الجمركية الصينية على فول الصويا إلى خسائر بمليارات الدولارات للمزارعين الأمريكيين.

علاوة على ذلك، يعتمد التصنيع الحديث بشكل كبير على سلاسل التوريد العالمية التي لا يمكن استبدالها أو توطينها بسهولة دون زيادات كبيرة في التكاليف.

3- الرسوم الجمركية الانتقامية

إن الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها كندا والمكسيك والصين تهدد صناعات التصدير الرئيسية في الولايات المتحدة:

- كانت كندا قد خططت لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار قبل الإعلان عن التعليق.

- ألمحت المكسيك إلى إمكانية فرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية مثل الذرة ولحم الخنزير.

- نفذت الصين بالفعل تعريفات مضادة تستهدف الفحم والغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة.

ومن الممكن أن تؤدي هذه الإجراءات الانتقامية إلى فقدان الوظائف في القطاعات المعتمدة على التصدير، فضلا عن زيادة الضغوط على العلاقات الدبلوماسية.

أسطورة التصنيع من جديد

لطالما جادل ترامب بأن التعريفات الجمركية ستحيي التصنيع الأمريكي من خلال جعل المنتجات المحلية أكثر قدرة على المنافسة ضد الواردات الأجنبية. ومع ذلك، تشير الأدلة التاريخية إلى خلاف ذلك:

لطالما جادل ترامب بأن التعريفات الجمركية ستحيي التصنيع الأمريكي من خلال جعل المنتجات المحلية أكثر قدرة على المنافسة ضد الواردات الأجنبية. ومع ذلك، تشير الأدلة التاريخية إلى خلاف ذلك
1- خلق فرص عمل محدودة: في حين أن بعض الصناعات قد تستفيد مؤقتا من انخفاض المنافسة (مثل منتجي الصلب)، فإن هذه المكاسب غالبا ما يتم تعويضها من خلال فقدان الوظائف في القطاعات التي تعتمد على المواد المستوردة أو أسواق التصدير.

2- الأتمتة تقلل من إمكانات الوظائف: حتى لو عاد التصنيع إلى الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن يخلق أعدادا كبيرة من الوظائف بسبب الأتمتة والتقدم التكنولوجي في عمليات الإنتاج.

3- يصعب استبدال سلاسل التوريد العالمية: التصنيع الحديث مدمج بعمق في سلاسل التوريد العالمية. إن إجبار الشركات على إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والعمالة، وهي تكاليف لا تستطيع العديد من الشركات تحملها.

وجدت دراسة أجراها منتدى العمل الأمريكي أن التعريفات الجمركية السابقة لترامب خلال فترة ولايته الأولى أدت إلى خسائر صافية في الوظائف في العديد من القطاعات مع زيادة التكاليف على المستهلكين.

خطر الركود التضخمي

يحذر الاقتصاديون من أن تعريفات ترامب قد تؤدي إلى الركود التضخمي، وهو وضع يتسم بالتضخم المرتفع إلى جانب ركود النمو الاقتصادي:

- يتوقع جريجوري داكو من "إي واي" أن التعريفات المقترحة يمكن أن تقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تصل إلى 1 في المئة في عام 2025، مما يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية مع تثبيط النشاط الاقتصادي.

- قد يجبرهم ارتفاع التكاليف على الشركات على خفض الوظائف أو تأخير الاستثمارات، مما يزيد من تباطؤ النمو الاقتصادي.

من غير المرجح أن تحقق استراتيجية التعريفة الجمركية العدوانية لترامب الفوائد الموعودة بحماية الوظائف الأمريكية أو إحياء التصنيع المحلي. وبدلا من ذلك، فإنها تخاطر بإلحاق الضرر بكل من أمريكا وشركائها التجاريين من خلال رفع أسعار المستهلكين، وتعطيل سلاسل التوريد، وإثارة التدابير الانتقامية.

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل تنفيذ دراسة حول المحطات الكهربائية الصغيرة باستخدام الطاقة الشمسية
  • التنسيق والتحضير لإجراء عمليات جراحية مجانية للأطفال محور ورشة عمل طبية بحماة
  • انطلاق ورشة "تفعيل الكود السعودي للطرق" في الشرقية
  • المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها
  • مسؤول أممي ليورونيوز: وقف إطلاق النار يجب أن يصمد في ظل الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة
  • ورشة فنون الكتابة الإبداعية تنمّي مواهب الأطفال بمعرض جازان للكتاب2025
  • سكرتير بني سويف يتفقد سير العمل بملف التصالح
  • السكرتير العام المساعد لبني سويف يتفقد سير منظومة العمل بملف التصالح
  • اختتام ورشة عمل لإعداد الخطة التشغيلية وتقييم الآداء المرحلي
  • تقييم تداعيات تعريفات ترامب الجمركية على ديناميكيات التجارة العالمية