ختام الأسبوع الثقافي من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
اختتمت وزارة الأوقاف المصرية، فعاليات الأسبوع الثقافي من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين الثلاثاء ٢٤/ ١٠/ ٢٠٢٣م تحت عنوان: "المصالح المعتبرة" حاضر فيه الدكتور محمود ربيع مدرس الفقه بجامعة الأزهر، والشيخ محمد عبدالعال الدومي إمام مسجد مصطفى محمود، وقدم له تامر عقل المذيع بالتلفزيون المصري، والمبتهل حسين إبراهيم الإمام، وبحضور الشيخ محمد حسين قاسم مدير الإدارات، والشيخ خالد شرف رئيس المساجد الحكومية، والشيخ محسن عبد الظاهر مدير إدارة أوقاف شمال الجيزة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور محمود ربيع أن المصالح المعتبرة هي الأحكام الشرعية التي اعتبرها الله سبحانه وتعالى من أجل مصلحة عباده، مبينًا أن التشريع الإسلامي يتميز بالموازنة بين المصالح والمفاسد، انطلاقًا من قول الله (عز وجل): "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ"، فمن مارس الشريعة وفهم مقاصد الكتاب والسنة عَلِم أن جميع ما أمر به لجلب مصلحة أو مصالح، أو لدرء مفسدة أو مفاسد، أو للأمرين، وأن جميع ما نهي عنه إنما نهي عنه لدفع مفسدة أو جلب مصلحة، أو للأمرين، كما اقتضت الحكمة أن تقدم المنفعة العامة على المصلحة الخاصة، حيث إن الأصل هو اعتبار صلاح المجتمعات قبل الأفراد، وإن كان الأمران مكتملان، والموازنة بين مصلحة وأخرى وتقديم مصلحة على أخرى وفق فقه المتاح وفقه الأولويات وفقه الموازنات، فضلا عن الموازنة بين المصالح والمفاسد من حيث درجة المصلحة ودرجة المفسدة، فالأصل أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فقد تُحْتَمَلُ المفسدة الأخف لدفع مفسدة أشد أو تحقيق مصلحة أعظم وأهم، كما أن الضرر الأشد يدفع بالضرر الأخف ولا يدفع الضرر بضرر مثله أو أشد منه، مبينًا أن هذه الأحكام الشرعية التي تضمن المصالح شملت جميع مناحي الحياة حتى أمور الميراث، مما يؤكد شمولية الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان.
مبنى الشريعة على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلهاوفي بداية كلمته أكد الشيخ محمد عبدالعال الدومي أن من مقاصد الشريعة تحقيق مصالح المكلفين ورعاية أحوالهم ومنافعهم، فمبنى الشريعة على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأن اعتبار المصلحة هو الأساس الذي بنيت عليه الشريعة، فالشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها؛ فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث؛ فليست من الشريعة، مبينا أن بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) من أدل الأدلة على ذلك، حيث يقول الله (عز وجل): "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" فإن لم تكن الشريعة التي بعث الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) بها مبنية على المصلحة، لم يكن إرسال الرسول (صلى الله عليه وسلم) رحمة، بل نقمة عليهم؛ إذ لو أرسله بحكم لا مصلحة لهم فيها، لكان تكليفًا بلا فائدة، ومشقةً تخالف الرحمة التي أرسل بها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقد أجمع العلماء على أن أحكام الشريعة الإسلامية مشتملة على مصالح العباد، ومحققة لها، ووافية بها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأسبوع الثقافي مسجد مصطفى محمود ختام الأسبوع الثقافي وزارة الأوقاف الاوقاف المصالح المعتبرة رواد المسجد صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
واحة رمضان
واحة رمضان، نستظل فيها بأخلاق الحبيب، وصحابته، وأهل بيته، والصالحين، فتكن لنا نورا نعيش نفحاته وننال بركته.
واحة رمضان، تستظل فيها بنور سيدنا الحبيب المصطفى (ص)، والذى يضرب لنا أعظم المثل في قضاء شهر الرحمة والمغفرة، فقد كان سيدنا الحبيب في رمضان يضرب المثل في الصبر على الجوع، ويعلمنا أنه ليس شهر أكل وشرب ولهو وإنما شهر عبادة وطاعة لله تعالى.
كان صيام نهار سيدنا الحبيب ويومه كله في طاعة الله بقراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة، فإذا أذن للمغرب طلب من زوجاته أن يأتين له بالفطور بضع تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ” كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء”. ثم كان النبي (ص) يصلي فريضة المغرب في المسجد بعد إفطاره ثم يعود إلى بيته، فيصلي السُنة. وربما كان يواصل الصيام يومين وثلاثة وهى صفة شديدة الخصوصية بالنبي (ص ) وكان يقول:” إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقين،
كان رسولنا الكريم يقول لصحابته إن الصيام إنما هو في نهار رمضان، و إن الليل ليس وقت صيام ولا امتناع عن المباح من معاشرة الزوجة وقضاء أمور الحياة.
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان على الفقراء والمساكين، ويزيد صدقاتهم في رمضان كأنه الريح المرسلة، من كثرة نفقته، ومسارعته بمواساة الفقراء والمساكين في هذا الشهر الفضيل.
أما عن صلاة الحبيب فترويها لنا السيدة عائشة - رضي الله عنها عندما سئُلت - كيف كانت صلاته صل الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً.. ثم إذا انتهى من الصلاة نام.
وكان النبي (ص) يصلي قيام الليل في بيته بعد أن ترك صلاة القيام في المسجد.وقد صلى النبي (ص) التراويح بالصحابة في المسجد ثلاث مرات فقط، ثم لم يخرج إليهم خشية أن تفرض عليهم، فكان إذا رجع إلى بيته، يصلي من الليل ما شاء الله تعالى له، فكان يطيل الصلاة، لكن هذه خصوصية للرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان الحبيب وقظ أهله في العشر الأواخر للاجتهاد في العبادة ولا يتركهم ينامون، كما أخرج الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.وكان يقول لأصحابه: ” أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحريا، فليتحرها في العشر الأواخر. وكان صلوات الله عليه في آخر أيام من رمضان، يجمع بناته ونساءه والمؤمنين للصلاة مرة أخرى جماعة. فكان يصلي من الليل، ثم يكون مع أهله، ثم يتسحر، ثم ينتظر صلاة الفجر.
ولما كان آخر عام في حياته - صل الله عليه وسلم- اعتكف عشرين يوما، وكان يجتهد في هذه العشر ابتغاء ليلة القدر، كما ورد عنه (ص) قوله: ”تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” وكان يحب كثرة الدعاء فيها، كما في سنن الترمذي عن عائشة - رضي الله عنها -: قالت: "قلت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).