حلب-سانا

افتتح صباح اليوم معرض “طوفان الأقصى بعيون طلبتنا” الذي يقام بالتعاون بين فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب، وذلك في صالة الفنون الجميلة.

وشارك بالمعرض 50 طالباً وطالبة من المعاهد التقنية قدموا 150 عملاً عن فلسطين بتاريخها ومعالمها، وصوراً عن المجازر التي تعرضت لها، إضافة إلى رسوم كاريكاتيرية ولوحات تشكيلية وصور ضوئية تعبر عن معاناة الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليها.

وبين مازن إبراهيم رئيس فرع حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية في تصريح لمراسلة سانا أن المعرض يشكل نتاج عمل مستمر لمدة أسبوع من طلاب وطالبات المعاهد التقنية تضامناً مع القضية الفلسطينية وأهالي غزة، حيث قدموا مجموعة كبيرة من المنحوتات والرسوم واللوحات، إضافة إلى صور نقود فلسطينية وطوابع وخرائط لفلسطين.

وأشار يوسف مولوي رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين إلى أن المعرض جاء رغبة من طلابنا بالتعبير عن طوفان الأقصى، فوجدوا بالريشة والقلم المتنفس الوحيد لذلك، وعبروا من خلال أفكار خلاقة ولوحات بسيطة ومتنوعة من ألوان خشبية ومائية وباستيل عن هذا الطوفان وعن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.

ومن المشاركين قالت نور سخني طالبة في المعهد الفني: “إنها قامت برسم المسجد الأقصى بطريقة بسيطة وتفاصيل واضحة وبألوان خشبية مائية بذات الوقت”.

وشارك عبد الرحمن العيسى طالب بكلية الفنون الجميلة بلوحتين الأولى تمثل عبور المقاومة الفلسطينية الأراضي المحتلة من خلال المظليين واعتمد على اللونين الأسود والأبيض للتمييز بين الخير والشر، واللوحة الثانية رسم فيها المسجد الأقصى معتمداً على طريقة التظليل للتعبير عن الحزن والظلم الذي تتعرض له فلسطين.

وقالت ملك فاضل: “إنها عبرت من خلال لوحتها عن عروبة فلسطين معتمدة على الألوان الخشبية وألوان الباستيل”.

آلاء الشهابي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الشاعر شكيب جهشان.. معلم الانتماء الوطني الفلسطيني والجندي المجهول

لم يسعَ يوماً للصدارة، ولا أن يكون الرجل الأول، أو صاحب الكاريزما القيادية، ولا الشاعر النجم صاحب القصائد المنبرية المصوّرة والمشهورة، ابتعد عن الظهور والصف الأول في المناسبات العامة.

كان الرجل الخفي والجندي المجهول، متواضعاً، بعيداً عن الغرور (الذي يصيب الشعراء النجوم)، وعن الكاميرا والصورة. كان معروفاً بتواضعه وتمسكه بالقيم الوطنية التي ربى تلاميذه عليها وعلى حب الوطن والانتماء. اعترف له كبار نجوم الشعر المقاوم تحت الاحتلال بفضله عليهم في تشرّب الروح الوطنية وحب اللغة العربية كوسيلة لمقاومة الاحتلال.

كان مخلصاً لأصدقائه الأحياء، وفياً للراحلين، حريصاً على إرثهم وإحياء ذكراهم، من دون أن يتصدر المشهد..

فمن هو شاعرنا؟

إنه الشاعر شكيب نجيب جهشان، ابن قرية المغار في قضاء طبريا المولود فيها سنة 1936. وفي مدرستها الابتدائية تلقى علومه الأولية قبل أن ينتقل إلى الناصرة ويلتحق بمدرستها الثانوية.

تخرج عام 1955 من المدرسة الثانوية، وعمل معلِّماً في وزارة المعارف. وبدأ رحلة التدريس عام 1957 في قرية دير الأسد أولاً، ثم في مدرسة الرامة الثانوية، يدرّس اللغة العـربية لمدة 23 سنة مرّت فيها أجيال خرج منها مجموعة من الشعراء المعروفين. والتحق بعدة دورات استكمالية في الجامعة العبرية في القدس، في أثناء عمله مدرساً ثانوياً.

تزوج عام 1964 وعاش في قرية الرامة، ورُزق بأربعة أبناء (طبيبان ومعالج طبيعي، ومحام). وفي عمر 52 سنة، تقاعد مبكراً من عمله في مدرسة الرامة عام 1988، وأقام في الناصرة منذ 1987 حتى وفاته.

وفي خضمّ عمله من أجل الكينونة الأدبية الفلسطينية، والحفاظ على اللغة العربية كمصدر أساسي في الحفاظ على الهوية في الداخل الفلسطيني، شارك مع مجموعة من الكُتاب الفلسطينيين من أصحاب البلاد المحتلّة، أواخر ثمانينيات القرن الماضي في تأسيس "الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين"، وانتُخب نائباً لرئيسه دورتين متتاليتين.

كما شارك عام 1996 في تأسيس مؤسسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، تخليداً لذكرى صديقه الشاعر الراحل، وبقي عضواً في هيئتها الإدارية حتى رحيله.

وفي 14 شباط (فبراير) 2003، رحل الشاعر الكبير شكيب جهشان عن عمر يناهز ستاً وستين سنة.



أصدر المجموعات الشعرية التالية:

1 ـ أحبكم لو تعرفون كم، قصائد، 1988.
2 ـ ثم ماذا، قصائد، 1989.
3 ـ أذكر، مطولة شعرية، 1992.
4 ـ رباعيات لم يكتبها عمر الخيام، رباعيات، 1993.
5 ـ لوحتان، لوحتان شعريتان، 1994.
6 ـ عامان من وجع وتولد فاطمة، قصائد، 1996.
7 ـ نمر الياسين الساعديّ يحكي لكم، حكاية شعرية، 1996.
8 ـ جادك الغيث، شعر، 1998.
9 ـ طيارة حرامية، شعر للأطفال، 1998.
10 ـ على شوق لأيام غوالٍ، نص نثري، 2001.
11 ـ يطلّون أوسمة من شذى، شعر، 2002.
12 ـ صوت الوشوشة، مجموعة قصائد غير منشورة (نشره أصدقاؤه)، 2023.

نماذج من شعره

مجزرة

أوقفوا هذه المجزره
وأعيدوا لنا ريحنا العاطره
مجزره
مجزره
أيها السافكونْ
من دمي أطهرَهْ
أوقفوا هذه الطعنة الغادره
مجزره
مجزره
من لباغٍ إذا دارت الدائره
مجزره
مجزره
وتظلُّ الحياه
حلوةً ساحره
وتظلُّ الجباه
حرةً ثائره
"أوقفوا هذه المجزره"

من قصيدة كان يا ما كان

كانت لنا في سالف الأيّام
زيتونةٌ خضراءْ
يعششُ الدوريُ في عبابها
وتورقُ السماءْ
وكان يا ما كانْ
ودارت الأيامُ والزمانْ
وهبت العاصفةُ الهوجاءْ
فانذبَحَ الدوريّ في أحضانِ
زيتونتنا الخضراءْ
وجفت السماءْ..!!

***

كانت لنا في سالف الأيّام
عروسُ تركُمانْ
يشدُّها الدفءُ إلى أزهارنا
يهفو لها الجنانْ
وكان يا ما كان
ودارت الأيّام والزمانْ
وعاث في سفوحنا شيطانْ
فأحرق الأزهار والألوان
والحلوى وعطرَ التركمانْ
وانفطر الجنان

***

كان لنا في سالف الأيّامْ
سُمَّاقةٌ.. سمَّاقَة
تستلهم الجبالُ من شموخها
الشموخَ والطلاقة
وكان يا ما كان
ودارت الأيّام والزمانْ
وطوَّفت في حيِّنا أفَّاقة
فارتعد الشموخُ في جبين
سُماقتنا السُّماقة
واهتزت الطلاقة

***

كان لنا في سالف الأيّامْ
شجيرةٌ صبَّارْ
ينتفضُ الشوكُ على خدودها
ويولدُ النهارْ
وكان يا ما كانْ
ودارت الأيّام والزمانْ
ومرَّ في ديارنا غدَّار
فجرَّح الخدودَ والعيون
والإصرار في شجيرة الصبّار
واقسمَ النهارْ

***

وكان يا ما كانْ
حكاية يحفظها الزمانْ
حكاية يرفضُها الزمانْ
يكون ما لا بُدَّ أن يكونْ
وتولدُ الحياةُ من برودة المنونْ
عقاربُ الساعة لا تسير للوراءْ
وحلكةُ الظلام تخلق الضياءْ
وجدّنا التاريخُ يقرع الآذان وجدّنا الزمانْ
يزرع في القلوبِ، في الدروب، في العيونْ
حكاية الزمان للزمانُ
ودفقة الضياءَ للعيونْ
يكونُ ما لا بُدَّ أن يكونْ
يكونُ ما لا بدَّ أن يكونْ!!!

*كاتب وشاعر فلسطيني

مقالات مشابهة

  • بمشاركة «كاك بنك» .. افتتاح معرض الخدمات والمنتجات المصرفية ضمن أسبوع المال العالمي
  • برعاية محافظ البنك المركزي.. افتتاح معرض الخدمات المصرفية بقيادة وكيل الرقابة
  • محافظة صنعاء تشهد 50 مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني
  • أبناء حجة يخرجون في مسيرات كبرى دعماً للشعب الفلسطيني ومواجهة للعدوان الأمريكي
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني
  • سوريون يهتفون دعما لقطاع غزة والمسجد الأقصى في حمص (شاهد)
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن
  • لجان المقاومة في فلسطين: العدوان الأمريكي لن يفلح في كسر إرادة الشعب اليمني
  • الشاعر شكيب جهشان.. معلم الانتماء الوطني الفلسطيني والجندي المجهول
  • علماء فلسطين تدعو لنصرة الأقصى تدين تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقه