ماذا يعني الرئيس السيسي بـ«أوهام القوة»؟.. احذروا التعامل مع المواقف باندفاع
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
«اوعى أوهام القوة تدفعك لأخذ قرار وتعمل إجراء تندم عليه».. كلمات صارمة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للقوات المسحلة والشعب المصري، خلال كلمته في أثناء تفقده إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني، مُحذرًا من الاندفاع واتخاذ القرارات في وقت الغضب، الأمر الذي قد يؤدي للندم في النهاية.
تحذيرات داخل رسائل ضمنية وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان على رأسها التحذير من أوهام القوة، التي قد تدفع صاحبها للندم، ناصحًا بضرورة استخدام العقل والرشد عند الدفاع عن النفس والوطن.
الرئيس السيسي محذرا من أوهام القوة: لا تسمحوا بأن تدفعنا لقرار غير مدروسوفي رسالة إلى الجيش والشعب المصري، أكد الرئيس «السيسي»، أنَّه من المهم وأنت تمتلك القوة والقدرة، أّن تستخدمها بعقل ورشد وحكمة ولا تطغى بقوتك، متابعًا: «أنت عندك القوة والقدرة عشان تدافع عن نفسك وتحمي بلدك وتتعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضًا بصبر».
متابعًا: «لا تجعل الغضب والحماس، يسيطران عليك حتى تفكر بصورة تتجاوز فيها، وتقول بعدها في وقت من الأوقات كان لابد عدم التجاوز هكذا».
واختتم الرئيس السيسي حديثه بتحذير، قائلًا: «اوعى أوهام القوة تدفعك لأخذ قرار وتعمل إجراء تندم عليه فيما بعد بعدم دراستك له جيدًا، لأنك كنت مدفوعًا بغضب وحماس زائد عن اللازم»
ماذا يعني مصطلح «أوهام القوة»؟ماذا يعني الرئيس السيسي بمصطلح «أوهام القوة»؟ سؤال قد يدور في ذهن البعض، وهو ما فسرته الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، بأنه يعني توهم البعض لفكرة وتصديقها دون حجة أو منطق.
وأشارت «حمودة» خلال حديثها لـ«الوطن»، إلى أنّ مطلح أوهام القوة، قد يصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ يتوهم أنه أقوى جيش في العالم، على الرغم من هزيمته الساحقة أمام الجيش المصري في أكتوبر 1973: «كان متوهما أنه الأقوى لكنه تلقى هزيمة قوية أمام الجيش المصري».
وأوضحت أستاذ الطب النفسي، أّن أوهام القوة تُخلق عادًة من أفكار نتيجة لقرارات خاطئة ومتسرعة، مع الدعم الخاطئ من الخارج، مما يدفع البعض للتوهم واتخاذ قرارات دون تركيز أو تفكير تصل به للندم في النهاية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيسي الرئيس السيسي أوهام القوة الرئیس السیسی أوهام القوة
إقرأ أيضاً:
خالد كودي .. أوهام الراديكالية
نشط الأستاذ خالد كودي في الفترة الأخيرة في الدفاع المستميت عن تحالف "الحركة الشعبية" جناح الحلو مع قوات "الدعم السريع" ، و في استنزاف كل طاقاته في التبرير لهذا التحالف العجيب . كما إنه يستشيط غضبا لتجاهل حلفاء محتملين لهذا التحالف الذي يراه خالد مركزيا في قيام الدولة السودانية .
كما يريد خالد أن نلتفت إلى بنود الاتفاقية التي قام عليها تحالفهم مع "الدعم السريع" و بنوده الطبيعية ، و نعني بها أسس قيام دولة يتساوى فيها أبناؤها و لا يتفاضلون إلا بمواهبهم و إبداعاتهم ، في مقابل البنود فوق الدستورية التي يريد فرضها بقوة السلاح ، و لا يريد لنا أن نلتفت إلى عوار التحالف مع "الدعم السريع" نفسه .. و تلك حيلة صبيانية ساذجة الغرض منها حصار الخصوم السياسيين في ركن الاتهام ليصور هذا رفضهم لتحالفهم "تأسيس" و كأنه رفض لفكرة قيام دولة يتساوى فيها أبناؤها ، وهذه بلطجة سياسية و ليست حوارا مثقفا .
تقوم التحالفات السياسية على تشابه المشاريع السياسية إن كانت طويلة المدى أو غير ذلك . و كل الأحزاب ، منذ نشأتها في السودان و غير السودان تقوم بذلك بتقديراتها و اختيارها و اتفاق أعضائها أو بعضهم ، و لكن لابد أن تقوم هذه التحالفات بين أطراف تحمل فكرة في الأساس ، و ذلك بغض النظر عن صوابية هذه الفكرة وبغض النظر عن طيشانها أيضا..
فكل حركات الكفاح المسلح ، ذات المشروع الوطني المغاير ، تقوم حول فكرة لم تجد الحرية في طرحها ، فاتخذت السلاح وسيلة لإسماع صوتها ، فتضع السلاح جانبا حين يحقق غرضه في انتزاع حقها في طرح ما تشاء من رؤي ثم استقطاب الجماهير لتنمو بهم و معهم .
و في حقيقة الأمر ، كانت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" نموذجا مثاليا في هذا الصدد . فقد أنتجت فكرة السودان الجديد و بلورتها بالحوار مع الخصوم و المتعاطفين معها على حد سواء ، و حشدت قواتها حول الفكرة و شرحتها لهم و لقنتها لهم في مدرسة كادرها ، و لذلك كانت قوات "الحركة الشعبية" تدرك الأسباب التي تقاتل من أجلها و الفكرة التي تضحي من أجلها . و كما ترى ، فالفكرة هي محور وجود "الحركة الشعبية" ، تتمحور الأخيرة حول الأولى و تتمفصل الأولى حول الأخيرة ..
و لكن قوات "الدعم السريع" لم تقم على فكرة حتى تتحالف معها !! و لعل هذا هو سبب التتجاهل و الاستخفاف بتحالف "تأسيس" مهما حشدت له في مقالاتك للدفاع عنه من اقتباسات ، قالها مثقفون في الماضي ، تعتقد أنت أنها مفحمة رغم سذاجة و تناقض بعضها .
و للإنصاف ، لم تدع قوات "الدعم السريع" يوما ، مجرد ادعاء ، ذات يوم ، أنها تحمل فكرة .. و في حقيقة الأمر ، أنشأ الإسلاميون الذين كانوا يقبضون على السلطة في الخرطوم ، هذه القوات لمحاربة الفكرة التي تنادي بها أنت في الأساس !! أم لعلك تعتقد أن الفكرة النضالية شيء يقذفه الله من لدنه في قلب من يكتشف فجأة أن هناك شيء اسمه ديمقراطية و حقوق إنسان و عدالة !! ما هذا التنطع يا رجل ؟؟
و في حقيقة الأمر ، أرست "الحركة الشعبية" بفكرتها دعائم الدولة السودانية بعد نضال طويل أثمر عن اتفاقية السلام الشامل ، و هو حدث مبهر ، و أدرك الدكتور جون قرنق الذي خلق مبادئ السودان السودان ، و هو محق في ذلك ، أن تلك الاتفاقية تمهد الطريق لقيام دولة محترمة يتساوى فيها أبناؤها . و المهم في الأمر أنه أدرك ما لم تدركه "الحركة الشعبية" بعد غيابه المأساوي ، و هو أن برنامج السودان الجديد لا يحيى بمنعزل عن الناس و ذلك لأنه جاء من أجل الناس . و هو ما عجرت عن إدراكه و تفعيله الحركة الشعبية ، و اكتفت بما قسمته لها اتفاقية السلام من سلطة غاصت في مقاعدها الوثيرة تزيح من على جبينها وعثاء النضال ، فاستخشنت أن تسبح في بحر الجماهير التي تتطلع للمساواة و العدالة في فرص الحياة .. فعزلت نفسها من الجماهير ، و انتهى بها المطاف بقايا سياسية إقليمية ، ختمتها بدعم مرشح الإسلاميين لحكم السودان !!
يبدو لي أن الأستاذ خالد كودي يحتاج مراجعة أمر كيفية تحقيق مفاهيم السودان الجديد الممكنة وسط الجماهير في كل مدن السودان ، و ليس انتقاء جماعات مبعثرة بين صاحب عقل رعوي تائه و بين مجسد لهذا العقل الرعوي المقيم .. و أول ما تبدأ به ، يا بن ودي ، إنما هو الإقلاع عن هذه الهرجلة الثقافية و الالتفات لمخاطبة جماهير الشعب السوداني و خاصة الشباب الذين أطاحوا بسلطة الإسلاميين الفاسدة ممثلة في حكومة عمر البشير ، و هم الذين مدوا لك أيديهم حينها و لكنك خذلتهم لتعفي نفسك من الارهاق الذهني في مجابهة تحديات واقعهم . فهؤلاء الشباب لا ترعبهم اقتباسك الشتراء لمفكرين كانوا أبناء عصرهم في نهاية الأمر . فهذا الجيل الراكب راس يتلقى المعرفة المتدفقة من ثمان و ثلاثين ألف قمر صناعي لم يكن يحلم بها من تسجن نفسك في أقوالهم !! فهذا الجيل يملك قرار أن يعتقد ما يشاء من مبادئ دستورية أو فوق دستورية أو تحت دستورية إن رأى أنها تحل له مشاكله التي يعايشها .
ومما يثير الاستغراب ، أن خالدا ينفق جهدا جهيدا في البحث عن توكيد لذاته في ما يقوله آخرون ، يبدون لي ، أنه متقدم عليهم في بعض الأحيان و أكثر قدرة على التحليل منهم في بعض المواضع . و لعله لو وظف قدراته هذه ، لجاء بما يفيد من طرح أراء تثير حوارا مفيدا بدلا عن تقديم جمل متعالية جوفاء ، يلهث خلفها فتتبعثر ذاته و تتوه يقينياته في حنايا ظنونها ..
و قبل ذلك عليك بالحوار مع من هم أقرب الناس إليك في التفكير و في المشاعر الجياشة تجاه الشعب السوداني .. فإني أراك تتزاوغ من الحوار معهم ، بل لعلك تتهرب من ذلك لأنك تشعر أنك أعزل أمامهم و عار من سلاحك الأثير بتاع الامتيازات التاريخية . فعلى سبيل المثال ، قدم أحلى كتاب "الحركة الشعبية" و أخلص مثقفيها ، و هو الأستاذ عبد الغني فيوف ، نقدا ، مبرأ من الغرض ، لتحالفكم مع قوات "الدعم السريع" ، و لكنك لم تستطع أن تتصدى له ، لأنك ، ببساطة ، لا تستطيع اتهامه بأنه صاحب امتياز تاريخي !!
فالأولى لك أن تخوض الحوار معه و مع أمثاله حتى تتبلور فكرة واقعية تنسجم على الأقل مع تنظير "الحركة الشعبية" و تضاريس العمل السياسي في السودان .. فالعلمانية التي تعانقها كمن يعانق العفريت ، خوفا من رؤيته ، لا تسمح لك بالحديث عن حتميات دستورية أو غيرها . إنما هي تفاعل يرتضيه الشعب السوداني إن رأى فائدته و قدرته على معالجة قضاياه العاجلة و الآجلة . فالعلمانية ليست مفهوما سطحيا معجونا بالعمل السياسي و السلام (راجع مقالنا الذي حمل عنوان "العلمانية تضاد الحتمية و ليست تضاد الدين") ، بل إن فحوى العلمانية لا يأتي من حروفها المتلاصقة ، إنما يتأتي من معناها المبثوث في معظم دساتير السودان منذ استانلي بيكر حتى اتفاقية جوبا للسلام التي اعتزلتها "الحرة الشعبية" احتجاجا على ترأس حليفكم الحالي لوفد حكومة ثورة ديسمبر !!
و كما ترى ، فكثير من دساتير الدول في العالم الثالث تنص على العلمانية و لكنها لم تعصمها من التخلف ، فالأمر يتطلب أكثر من التشبث بالحروف المنشأة للكلمة ، بل تجاوزها بالسعي لمعرفة نبضات و خلجات الشعب السوداني و توجيهها صوب استقلاله و حريته و ازدهاره و التعلم من هذا الشعب المعلم لتجري الأفكار النيرة مجراه هو لا مجراها هي ..
و لكي تجد "الحركة الشعبية" مكانتها المستحقة في المستقبل السياسي في السودان ، أولى لها أن تدعو لوقف الحرب بالشروط التي يتمخض عنها جيش واحد يبتلع في جوفه كل المليشيات و الحركات المسلحة ، و تخيط ، مع غيرها ، هذا الجوف بخيط المبادئ الدستورية الطبيعية التي بلورتها وثائق "الحركة الشعبية" المختلفة ، و ذلك حتى لا يخرج مسخ جديد من رحمه أو من أي فتحة أخرى .. و حتى بعد أن تضع الحرب أوزارها ، أنت تحتاج لهذا الجيش الواحد أن يجمع السلاح السائب و يخرجه من مخابئه ، ثم القيام بالإجراءات اللازمة الأخرى لضمان أحقية الطرح السياسي السلمي الذي يمكن أن يتفاعل معه الشعب السوداني . فكما ذكرت أنت أكثر من مرة ، إن الحرب خلقت واقعا جديدا لا شبيه له ، و عليه تولدت أفكار و رؤى انبنت على أيام صعبة و ذكرى حية حارقة ، لا سبيل لسوقها أي وجهة إلا بالحوار معها بعد وقف الحرب ، و طرح المشروع الوطني الذي يعلي من شأن المشتركات بكل تواضع أمام هذا الشعب المعلم .
أرجو أن تشجعك كلماتي هذه لإعادة قراءة فرص "الحركة الشعبية" في صياغة مستقبل السودان بالتفاعل مع كامل الشعب السوداني و ليس بتركة وحيدا في معافرة القديم البالي المعيق للحياة ، مثلما تركتموه على النطع وحيدا ، يكابد أشواق الحرية و السلام في أبريل 85 و ديسمبر 19 ، فخذلانكم لعب دورا كبيرا مع عوامل أخرى لمحاصرة قيام دولة يتساوى فيها أبناؤها ، ويمكنك أن تبحث لنفسك ما قاله ريتشارد فاينمان في هذا الصدد .
كما أرجو أن تنام على هذه الفكرة كما يقول مستضيفوك البوسطنيون في مدينتهم الجميلة ، حيث لا أمنيات تخيب و لا مسيرات تضرب محطات الكهرباء ..
و بعد ذلك ، أرجو أن تنصح حلفاءك الجدد أن يكفوا عن النهب و السرقة و خطف المواطنين و طلب فدية مالية ، و يمكنك أن تبحث لهم عن ما قاله جيفارا في هذا الأمر . كما أرجو أن تلجمهم عن ضرب مولدات الكهرباء و تشرح لهم أن هناك فرقا بين التيار الكهربائي و التيار الإسلامي ، و يمكنك أن تبحث لهم ما قاله الدكتور جون قرنق في هذا الصدد ..
adil.esmail@gmail.com