الجزيرة:
2025-04-16@12:17:22 GMT

كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع حرب الشوارع في غزة؟

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع حرب الشوارع في غزة؟

أحد الأسئلة الرئيسية التي تطرح الآن حول الأحداث الجارية في فلسطين تتمحور حول ما إذا كانت إسرائيل ستغزو بالفعل غزة برا في الوقت القريب.

وفي هذا السياق، يقدم مقال بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية تلخيصا لجوانب قتال الشوارع والصعوبات التي ستواجهها إسرائيل إن هي قررت المضي قدما في خطوة الغزو.

ووفقا لكاتب المقال أستاذ الدراسات الدولية والسياسية بجامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية ديفد كيلكولين، فإن حرب الشوارع تمثل معضلة تكتيكية صعبة، إذ يتعين على الجهة المقاتلة تأمين كل غرفة وزاوية وشارع وسطح منزل قبل الانتقال إلى المنطقة التالية، مما يتطلب أعدادا هائلة من القوات وكمية كبيرة من الأسلحة في البر والجو والبحر، كما أن نتائج هذا الغزو ستختبر دعم المجتمع الدولي لإسرائيل.

ويشير الكاتب إلى أن معظم الصراعات التي وقعت في هذا القرن حدثت في المساحات الحضرية مثل مدن الفلوجة والموصل والرمادي العراقية، ومدينة ماراوي الفلبينية، ومدينتي باخموت وماريوبول الأوكرانيتين، وذلك لأن الحروب تجري حيث يعيش الناس، أي في المدن.

ولأن معظم الناس يعيشون على السواحل، فإن ساحة الحروب الحضرية تتضمن البر والبحر والجو. ومع تزايد نطاق الأسلحة البعيدة المدى التي تمتلكها الجيوش، أصبح من الممكن استهداف المناطق الداخلية برا بواسطة الأسلحة البحرية، مما يعني أنه يمكن أيضا استهداف السفن باستخدام الأسلحة البرية، الأمر الذي يعني أن البحر الأبيض المتوسط سيتأثر بشكل كبير بالغزو.

ويقول الكاتب إن قتال المدن يستهلك العديد من الموارد الحربية والبشرية، وبالتالي عادة ما يكون المتخصصون كالمخططين العسكريين والقناصين والمسعفين، عرضة للهجوم لأهميتهم، كما يستخدم هذا النوع من القتال المركبات المدرعة ووحدات المشاة لحمايتها، والمدفعية وقذائف الهاون والصواريخ.

إستراتيجية هجوم

ويتيح هذا التنوع رصد الأهداف عن قرب وعن بعد، وخلق إستراتيجية هجوم تشتت العدو وتكشف نقاط ضعفه، حيث يهدف المخططون لخلق وضع يعرض العدو فيه نفسه لنوع من الأسلحة مثل المسيرات من الأعلى أثناء محاولته تجنب تهديد آخر، ومثل مواجهة فرقة مشاة أو دبابة على الأرض، ولكن يصعب تنفيذ هذه الخطط على أرض المعركة.


ويؤكد المقال أن حرب المدن تحدث برا وجوا وبحرا. أما برا، فيواجه كل من الجنود والمدنيين المشاركين في القتال بالمناطق الحضرية تحديات جسدية ونفسية شديدة، حيث يؤثر الإحساس بالخطر المستمر والتعب والتهديد الدائم من جميع الاتجاهات، ورعب القتال عن قرب أيضا، سلبا على نفسية وفكر المقاتلين، وعادة ما تكون المعارك مربكة وقصيرة، وغالبا ما تتضمن اشتباكات مع أهداف في نطاق قريب لا يزيد عن 50 مترا.

وفي الجو، تستخدم الغارات الجوية لمهاجمة العدو وتفريقه، مما يجعله عرضة للهجمات البرية.

كما تعد المراقبة واستطلاع أجهزة الاستشعار الجوية والفضائية أمرا بالغ الأهمية للمناورة في البيئات الحضرية المزدحمة والمعقدة.

والأنظمة البحرية مهمة أيضا حيث تمكّن السفن الحربية، وحاملات الطائرات والمسيرات والصواريخ المطلقة من البحر، المقاتلين من المناورة عن طريق البحر خارج البيئة الحضرية المعقدة، وتسمح السيطرة البحرية أيضا بإنزال القوات البرمائية المحمولة بالمروحيات في مواقع غير متوقعة، مما يؤدي إلى زعزعة دفاعات العدو.

ولفت الكاتب إلى أن كلا من حماس وإسرائيل تمتلك بعض أو كل هذه الأنظمة البحرية. إذ تمتلك البحرية الإسرائيلية زوارق هجومية سريعة وسفنا حربية وقوات خاصة بحرية، مشيرا إلى أن للجيش الإسرائيلي خبرة في حرب المدن اكتسبها في جنين بالضفة الغربية عام 2002، وجنوبي لبنان خلال الحرب مع حزب الله في عام 2006، والأراضي الفلسطينية.

كما أن لدى حماس وحدات النخبة، وهي قوات خاصة بحرية قادت غارة بحرية على شاطئ زيكيم في إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، واستولت على قاعدة عسكرية جنوب عسقلان.

جثث لفلسطينيين قُتلوا في استهداف إسرائيلي للمستشفى المعمداني وسط غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الحالي (الفرنسية)

وأشار إلى أن أحداث 7 أكتوبر بدأت كهجوم صادم ومباغت، ولم يكن من المتوقع أن تتصاعد إلى معركة مكلفة وطويلة الأمد، وستصعب البيئة المعقدة والحضرية الكثيفة في غزة فهم ما سيحدث للقوات البرية، ويشعر مخططو الجيش الإسرائيلي بالقلق من انضمام لاعبين إقليميين آخرين، مثل حزب الله في لبنان أو المليشيات المدعومة من إيران في سوريا، مما قد يخلق حربا متعددة الجبهات، وقد يدفع ذلك إسرائيل إلى شن ضربة استباقية على اللاعبين الإقليميين قبل دخول غزة، ولكن مثل هذه الضربة ستكون مقامرة عالية المخاطر.

خسائر بين المدنيين

كما تنطوي الحملة البرية في غزة على مخاطر إستراتيجية، فتدمير الممتلكات وقتل المدنيين وطرد السكان -وهي أفعال يعدها الكثيرون تطهيرا عرقيا- قد تضر بشرعية إسرائيل الأخلاقية وسمعتها، وتؤدي لفرض وقف سياسي للهجوم بغض النظر عن التقدم العسكري على الأرض، ونرى مثالا لذلك في معركة الفلوجة الأولى في العراق عام 2004، حيث تم إصدار قرار سياسي بوقف الجنود ومشاة البحرية الأميركية، لأن التأثير الإستراتيجي لفقدان الشرعية الأخلاقية يمكن أن يكون شديدا على إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وعلق الكاتب بأن "الجيش الإسرائيلي كان يهدف في البداية إلى فصل مقاتلي حماس عن المدنيين في غزة، وذلك في المقام الأول لحماية السكان وتحديد الأهداف المشروعة، ولكن تبيّن لاحقا صعوبة تحقيق ذلك بسبب قوات العدو التي غالبا ما تكون متوزعة بين المدنيين الذين قد يستخدمون كدروع بشرية". وقد صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري بأن تركيز إسرائيل قد تحول من الدقة في الهجوم إلى الضرر والدمار لجعل غزة قاعدة مستحيلة لحماس.

وأردف أن الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تشجيع المدنيين على المغادرة عبر نقاط العبور الرسمية أو الممرات الإنسانية المحددة، لن تنجح كليا استنادا لما حصل في ماراوي في الفلبين والموصل في العراق.

وختم المقال بأن كل هذه العوامل تشير إلى أن الهجوم البري على غزة من المرجح أن يكون مروعًا، مع عواقب وخيمة. ولكن كما يعلم كل جندي، قد يظل ذلك ضروريًا، وقد يبدأ قريبًا جدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل:- إسرائيل تتسلم شحنة أسلحة أمريكية ضخمة بعد رفع التجميد عنها.. طائرات نقل عسكرية تهبط بقاعدة نيفاتيم

في تطور لافت يعكس متانة التحالف العسكري بين واشنطن وتل أبيب، تسلمت إسرائيل شحنة ضخمة من الأسلحة الأمريكية، كانت قد خضعت في وقت سابق لقرار تجميد من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، قبل أن ترفع الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب القيود عنها وتسمح بتوريدها.

ووفقًا لما أوردته قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، فإن طائرات نقل عسكرية أمريكية من طراز "C-17" قامت، خلال الأيام القليلة الماضية، بإنزال شحنات من الأسلحة المتنوعة في قاعدة نيفاتيم الجوية، الواقعة في قلب إسرائيل، قادمة من قواعد عسكرية أمريكية منتشرة حول العالم.

ترامب يعود لمشروع ضم غرينلاند: إغراءات اقتصادية بدلًا من الدبابات وسط تصاعد التنافس في القطب الشمالي ترامب يناقش البرنامج النووي الإيراني مع مساعديه قبل الجولة الثانية من المفاوضات شحنات الأسلحة تشمل قنابل ثقيلة وصواريخ متطورة

وأشارت القناة إلى أن هذه الشحنات العسكرية تضمنت قنابل شديدة التدمير من طراز "MK-84"، وهي قنابل تزن نحو 900 كيلوجرام وتُستخدم لتدمير التحصينات والمنشآت الكبيرة، بالإضافة إلى ذخائر متنوعة وصواريخ اعتراضية موجهة تُستخدم ضمن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة "ثاد" (THAAD) الأمريكية الصنع.

وتُعد هذه المعدات العسكرية من الأسلحة الاستراتيجية التي تساهم في تعزيز القدرات الهجومية والدفاعية للجيش الإسرائيلي، لا سيما في ظل التصعيدات الأمنية الجارية في المنطقة، والتهديدات المتزايدة على الجبهات المختلفة.

عشرات الرحلات الجوية السرية تهبط في نيفاتيم

وتحدثت مصادر القناة العبرية عن أن عشرات الرحلات الجوية لطائرات الشحن الأمريكية، قد حطت بشكل متتالٍ في قاعدة نيفاتيم الجوية، ضمن جسر جوي منظم لتوريد الأسلحة، ما يعكس تنسيقًا عسكريًا مكثفًا بين الجانبين في هذه المرحلة الحساسة من التوترات الإقليمية.

وتُعد قاعدة نيفاتيم من أهم القواعد الجوية في إسرائيل، وتحتضن طائرات الشبح الأمريكية من طراز "F-35"، إلى جانب عدد من أنظمة القيادة والتحكم الحديثة.

العلاقات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية تعود للواجهة

ويأتي تسليم هذه الأسلحة بعد فترة من الفتور في العلاقات العسكرية بين تل أبيب وواشنطن، على خلفية الخلافات السياسية التي سادت خلال فترة حكم الرئيس جو بايدن، حيث تم تجميد عدد من صفقات التسليح لأسباب سياسية وإنسانية، تتعلق باستخدام إسرائيل لهذه الأسلحة في النزاعات داخل قطاع غزة ومناطق أخرى.

لكن الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب أبدت انفتاحًا واضحًا على دعم إسرائيل عسكريًا، مؤكدة في تصريحات متفرقة أن أمن إسرائيل يمثل أولوية استراتيجية للولايات المتحدة، في إطار التحالف التاريخي بين البلدين.

دلالات وتوقيت لافت

وتُطرح تساؤلات عديدة حول توقيت تسليم هذه الشحنات العسكرية، خاصة مع تصاعد التوترات على حدود لبنان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، بالإضافة إلى التحذيرات المتكررة من إمكانية اندلاع مواجهات إقليمية أوسع نطاقًا.

في المقابل، لم تُصدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أي تعليق رسمي على هذه الرحلات أو نوعية الأسلحة المُرسلة، بينما تحفظت وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضًا عن تقديم أي تصريحات، واكتفت وسائل إعلامها بالتلميح إلى "تعزيز قدرات الردع".

مقالات مشابهة

  • عاجل:- إسرائيل تتسلم شحنة أسلحة أمريكية ضخمة بعد رفع التجميد عنها.. طائرات نقل عسكرية تهبط بقاعدة نيفاتيم
  • شحنات أسلحة أميركية جديدة تحط في إسرائيل.. التفاصيل والأهداف
  • استعدادًا لقصف إيران.. إعلام عبري: جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل
  • منظمات صحفية فرنسية: الجيش “الإسرائيلي” يفرض تعتيما إعلاميا على غزة
  • أكثر من 3 آلاف قطعة ذخيرة.. واشنطن تزوّد إسرائيل بشحنة ضخمة من الأسلحة
  • منظمات صحفية فرنسية: الجيش الإسرائيلي يفرض تعتيما إعلاميا على غزة
  • أمريكا توافق على إرسال شحنة ضخمة من الأسلحة إلى إسرائيل
  • إسرائيل تتسلم شحنة أسلحة أميركية والبنتاغون يجدد التزامه بأمنها
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: تلقينا بلاغًا عن عملية دهس في الخليل والتحقيق جارٍ
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق في إسرائيل جراء مقذوف أطلق من اليمن