في عرف الهمجية الإسرائيلية… يتحول المنقذ والمسعف إلى هدف للقصف
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
لا تأبه آلة الحرب الإسرائيلية لكل ما هو إنساني بل تواصل صب حقدها على البشر والحجر لتتسبب بمجازر يندى لها الجبين، وكل مرة تكون أفظع من سابقتها.
ورغم مهمتم الإنسانية التي يعرف العالم بأسره شكلها ومضمونها يستمر الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المنقذين والمسعفين ليحولهم بفعل همجيته وبربريته إلى هدف للقصف ليصبحوا ضحايا عدوانه الغاشم فسقط منهم العشرات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الشهر الجاري.
وحسب ما أكدته وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها أمس استشهد 65 من الطاقم الطبي، وتم تدمير 25 سيارة إسعاف بفعل القصف الإسرائيلي المباشر الذي استهدف المسعفين أثناء قيامهم بعملهم لإنقاذ الجرحى والمصابين.
بدوره، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري أكد أن القصف الإسرائيلي طال 68 مرة بشكل مباشر المؤسسات الصحية في قطاع غزة، ونتج عن ذلك ارتقاء 490 شخصاً ضمنهم 16 على الأقل من كوادر المؤسسات الصحية، إضافة إلى تدمير أكثر من 100 من عربات الإسعاف والدفاع المدني والنقل الصحي وخروج مستشفيات عن الخدمة، وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع.
ورغم كل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية التي منعت استهداف المستشفيات والمراكز والطواقم الطبية يصر الاحتلال الإسرائيلي على انتهاك هذه القوانين عبر استهداف الطواقم والمستشفيات بشكل مباشر ومتعمد، كما حصل في مجزرة مستشفى المعمداني والتي لجأ إليها المئات من المدنيين والجرحى لكن الاحتلال لحق بهم، واستهدفهم بصواريخ أمريكية موقعاً أكثر من 500 شهيد ونحو 700 جريح من المدنيين والأطفال والنساء والعاملين في المستشفى نفسه.
ولا يقتصر الإجرام الإسرائيلي على قتل المسعفين والمنقذين، بل يتعداه إلى تضييق الحصار والخناق على المؤسسات الصحية، حيث أشارت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم إلى خروج 12 مستشفى و32 مركزاً صحياً عن الخدمة، لافتة إلى الخشية من خروج المزيد خلال الساعات القادمة بسبب الاستهداف المباشر لها ونفاد الوقود اللازم لعملها.
وأوضحت الوزارة أن بقاء أبواب المستشفيات مفتوحة لا يعني أنها تقدم الخدمة لأعداد الجرحى المتدفقة عليها، وإنما لأن الناس لا تجد ملجأ وسط كل هذا القتل والمجازر والقصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف، فيما أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن طواقمه باتت عاجزة عن التعامل مع الكم الهائل من المنشآت والبيوت والأحياء المدمرة بشكل كلي، مضيفاً: إن كل رقعة في القطاع باتت مرشحة لتكون “مقبرة جماعية”، كما أن المقابر الخمس التي أقامتها وزارة الصحة في محافظات القطاع امتلأت، ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الشهداء.
وتنال المنظمات الإنسانية والأممية العاملة في قطاع غزة نصيبها أيضاً من هذا الاستهداف الهمجي، حيث أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في بيان أن الحصيلة الإجمالية للضحايا في صفوف العاملين بوكالة الأونروا منذ السابع من الشهر الجاري ارتفع إلى 35 ضحية جراء القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن “هؤلاء الضحايا الـ35 ليسوا مجرد أرقام بل هم أصدقاؤنا وزملاؤنا… والأونروا تنعى هذه الخسارة الفادحة”.
وبعد كل هذه الأرقام والحصيلة الصادمة يثبت الاحتلال الإسرائيلي دوماً أنه لا يمتثل لأي رادع أخلاقي أو إنساني أو قانوني ومرة تلو المرة يواصل ارتكاب جرائم الحرب دون أن يبالي بالقوانين والأعراف الدولية أو يخشى أي مساءلة دولية لأنه يضمن الدعم الأميركي والغربي لجرائمه وسياساته القائمة على القتل والإرهاب.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية»: الاحتلال الإسرائيلي دمر 59% من الخدمات الطبية في غزة
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، إن القطاع الطبي في غزة يجب أن يُعتبر بعيدًا عن الأهداف العسكرية، فهو قطاع خدمي معترف به بموجب معاهدة جنيف التي تحمي الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال سواء المدنيون والمسعفون وموظفو الإغاثة.
هجمات إسرائيل على القطاع الطبيوأضافت «هاريس»، خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»: «شهدنا خلال الفترة الماضية تداعيات خطيرة أثرت على الفرق الطبية، مما استدعي ضرورة وقف الاعتداءات التي تستهدف هذا القطاع، وكذلك وقف الهجمات على المستشفيات».
وواصلت: «وفقًا للقانون الإنساني الدولي، لا يجوز استخدام القطاع الطبي لأغراض عسكرية، حتى في حال وجود بعض الشكوك، فلا ينبغي أن تكون هناك انتهاكات تؤدي إلى تدمير المؤسسات الطبية وبنيتها التحتية، على سبيل المثال شهد قطاع غزة تداعيات مروعة، حيث تم تدمير 59% من الخدمات الطبية، وتعرضت البنية الأساسية لأضرار جسيمة».
نقص الوقود صعب توفير الطاقة اللازمة للمستشفياتواستكملت: «مع نقص الوقود وتدمير مولدات الكهرباء، أصبح من المستحيل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المؤسسات والمراكز الطبية، ورغم أن هناك عديد من الأفراد يعملون بجد على الأرض لتقديم الخدمات الطبية، إلا أن هذا لا يكفي إذ يجب التعاون مع جميع الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات فعالة وجادة».